الموضوع: همسه في كتاب
عرض مشاركة واحدة
كتبت : جنه الفردوس ..
-
همسه في كتاب

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:85%;background-color:purple;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


369448.png



369533.png





369534.png


()

أنتِ أسعد من كثيرات!
هل تزداد معاناتك من عدم زواجك حين ترين امرأة مع زوجها وأولادها
يخرجون في نزهة ؟!
أيجعلك هذا تتذكرين وحدتك، وحرمانك الزوج ومساندته، والأولاد وبراءتهم ؟!
أيثير فيك إحساسا بأنك مظلومة، أو أنك تعيسة، أو أنك محرومة ؟
تمهلي قليلا، ولا تدعي هذه المشاعر السلبية، والأحاسيس المحبطة؛
تملأ عليك نفسك، وتزرع فيك الحزن.
لقد رأيت جانبا واحدا من حياة هذه الأسرة؛
لكن هناك جوانب كثيرة أخرى لم ترها عينك.
لعلك لو رأيت الزوجة المبتلاة بزوج قاس لا يرحم،
واستمعت إلى شكواها من معاناتها الدائمة منه؛
لربما حمدت الله على أن نجاك من الزواج.
لو رأيت زوجة لا تجد وقت راحة، نالت الأعمال من صحتها،
وذهبت المسؤوليات بنضارة وجهها، واستمعت إلى شكواها من هذا كله...
لربما حمدت الله على أن خفف عنك وأعفاك مما قد لا تحتملينه.
لو جلست مع مطلقة تندب حظها، وتعلن ندمها على زواجها،
واستمعت إليها وهي تشكو لك كم احتملت وعانت

حتى حصلت على الطلاق،
واستعادت أمنها؛ لربما حمدت الله على أنك لم
تتزوجي ولم تعاني مثل ما عانت.

إن تفكرك، أختي الغالية، بما تعانيه آلاف الزوجات،
وما احتملته كثيرات غيرهن انتهى زواجهن بالطلاق،
يخفف عنك كثيرا مشاعر الأسى التي تثور
في نفسك بسبب عدم زواجك.
إن ذاك التفكر يبدد إحساسك بأنك مظلومة،
ويحل محله إحساسا جميلا بالرضا.
الرضا الذي يجلب لك رضا الله،
أرجو أن تبتسمي الآن ابتسامة الرضا، فأنت في خير عظيم،
ولن تستبد بك بعد اليوم مشاعر
القلق، والأسى، والانهزام.
أرجو أن تفسحي المجال في نفسك لمشاعر
الطمأنينة، والرضا، والهناءة.


أرجو أن تكوني سعيدة.
تنتظري في قلق !
هل تتملكك قناعة بأنه ما عاد هناك أمل بزواجك ؟
بعبارة أخرى: هل أصبحت يائسة من أن تتزوجي، وترزقي بأطفال،
تعيشين معهم حياة سعيدة بهيجة؟
هل تجاوزت العشرين من عمرك؟
أم لعلك تجاوزت الثلاثين؟ وقد تكونين تجاوزت الأربعين ؟
ولا أمل إذن، بعد هذه السن، من الزواج !


لا. اسمحي لي أن أقول لك: لا يأس.
لا يأس مهما مضى من عمرك.
وأحسبك توافقينني على أن هناك الملايين تزوجن بعد سن العشرين،
وملايين غيرهن تزوجن بعد الثلاثين، ومئات الآلاف تزوجن بعد الأربعين،
وعشرات الآلاف تزوجن بعد الخمسين...
وقد تكونين واحدة من هؤلاء.. فلا تيأسي.


ولكن، هل تمضين حياتك الحالية وأنت تنتظرين في قلق، وتوتر، وحزن؟!
هل يقدم القلق ذاك التاريخ؟ هل يخفف التوتر من ضيق الانتظار؟
هل يغير الحزن من الواقع شيئا ؟
كوني مؤمنة بأن المقدر كائن " فلماذا التضجر؟! ولماذا الشكوى؟!
لماذا لا تسلمين أمرك إلى الله تعالى، وتريحين نفسك من مشاعر الكآبة،
والتشاؤم، والسوداوية ؟
ألا يريحك، ويطمئن نفسك، ويطيب خاطرك...
أن الله تعالى عالم بحالك، مثيب لك على صبرك ؟!
عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن؛
إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر
فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه مسلم.
إذن؛ فأنت بصبرك على عدم زواجك، ورضاك بما قسم الله لك وكتب علينا،
إنما تكسبين خيرا، وهذا الخير الذي تكسبينه قد لا تكسبه الزوجة
(إذا كانت عاصية زوجها مثلا).
وفي الحديث المتفق عليه؛
عن أبي سعيد الخدري يقول صلى الله عليه وسلم: "...
ومن يتصبر يصبره الله. وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر".
الساخطة لن يفيدها سخطها شيئا، ولن يجلب لها زوجا،
بينما الراضية تكسب رضا الله تعالى، وتعيش هانئة مطمئنة؛
قال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء،
وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا،
ومن سخط فله السخط "
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
املئي قلبك رضا، وسيرضيك الله تعالى إن شاء في الدنيا والآخرة،
وسيسعدك، ويجزل لك الثواب والأجر.
وتذكري، دائما، قوله صلى الله عليه وسلم: "من رضي.. فله الرضا".


369535.png
369536.png
369537.gif
369538.png

[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]