عرض مشاركة واحدة
كتبت : سناء مصطفى
-
السؤال الاول

وكانت يوم الأحد لثمان خلون من شوال في السنة الثالثة للهجرة على رأس اثنين وثلاثين شهرا، ودخل المدينة يوم الجمعة وغاب خمسا. قالوا لما صلى رسول الله الصبح يوم الأحد ومعه وجوه الأوس والخزرج ،وكانوا باتوا في المسجد على بابه - سعد بن عبادة، وحباب بن المنذر وسعد بن معاذ، وأوس بن خولى وقتادة بن النعمان، وعبيد بن أوس في عدة منهم. فلما انصرف رسول الله من الصبح أمر بلإلا أن ينادي إن رسول الله يأمركم بطلب عدوكم ولا يخرج معنا إلا من شهد القتال بالأمس.
قال فخرج سعد بن معاذ راجعا إلى داره يأمر قومه بالمسير. قال والجراح في الناس فاشية عامة بني عبد الأشهل جريح بل كلها، فجاء سعد بن معاذ فقال إن رسول الله يأمركم أن تطلبوا عدوكم. قال يقول أسيد بن حضير وبه سبع جراحات وهو يريد أن يداويها : سمعا وطاعة لله ولرسوله فأخذ سلاحه ولم يعرج على دواء جراحه ولحق برسول الله . وجاء سعد بن عبادة قومه بني ساعدة فأمرهم بالمسير فتلبسوا ولحقوا. وجاء أبو قتادة أهل خربى، وهم يداوون الجراح فقال هذا منادي رسول الله يأمركم بطلب عدوكم. فوثبوا إلى سلاحهم وما عرجوا على جراحاتهم. فخرج من بني سلمة أربعون جريحا، بالطفيل بن النعمان ثلاثة عشر جرحا، وبخراش بن الصمة عشر جراحات وبكعب بن مالك بضعة عشر جرحا، وبقطبة بن عامر بن حديدة تسع جراحات حتى وافوا النبي ببئر أبي عنبة إلى رأس الثنية - الطريق الأولى يومئذ - عليهم السلاح قدصفوا لرسول الله . فلما نظر رسول الله إليهم والجراح فيهم فاشية قال اللهم ارحم بني سلمة.
قال الواقدي : «"وحدثني عتبة بن جبيرة عن رجال من قومه قالوا إن عبد الله بن سهل، ورافع بن سهل بن عبد الأشهل رجعا من أحد وبهما جراح كثيرة وعبد الله أثقلهما من الجراح فلما أصبحوا وجاءهم سعد بن معاذ يخبرهم أن رسول الله يأمرهم بطلب عدوهم قال أحدهما لصاحبه والله إن تركنا غزوة مع رسول الله لغبن والله ما عندنا دابة نركبها وما ندري كيف نصنع قال عبد الله انطلق بنا قال رافع لا والله ما بي مشي. قال أخوه انطلق بنا، نتجار ونقصد فخرجا يزحفان فضعف رافع فكان عبد الله يحمله على ظهره عقبة ويمشي الآخر عقبة حتى أتوا رسول الله عند العشاء وهم يوقدونالنيران فأتي بهما إلى رسول الله - وعلى حرسه تلك الليلة عباد بن بشر - فقال ما حبسكما ؟ فأخبراه بعلتهما، فدعا لهما بخير وقال إن طالت لكم مدة كانت لكم مراكب من خيل وبغال وإبل وليس ذلك بخير لكم حدثني عبد العزيز بن محمد عن يعقوب بن عمر بن قتادة، قال هذان أنس ومؤنس وهذه قصتهما. "»
وقال جابر بن عبد الله : «"يا رسول الله إن مناديا نادى ألا يخرج معنا إلا من حضر القتال بالأمس. وقدكنت حريصا على الحضور ولكن أبي خلفني على أخوات لي وقال يا بني لا ينبغي لي ولك أن ندعهن ولا رجل عندهن وأخاف عليهن وهن نسيات ضعاف وأنا خارج مع رسول الله لعل الله يرزقني الشهادة. فتخلفت عليهن فاستأثره الله علي بالشهادة وكنت رجوتها، فأذن لي يا رسول الله أن أسير معك. فأذن له رسول الله . قال جابر فلم يخرج معه أحد لم يشهد القتال بالأمس غيري، واستأذنه رجال لم يحضروا القتال فأبى ذلك عليهم ودعا رسول الله بلوائه وهو معقود لم يحل من الأمس فدفعه إلى علي ويقال دفعه إلى أبي بكر"».
وخرج رسول الله وهو مجروح في وجهه أثر الحلقتين ومشجوج في جبهته في أصول الشعر ورباعيته قد شظيت وشفته قد كلمت من باطنها، وهو متوهن منكبه الأيمن بضربة ابن قميئة وركبتاه مجحوشتان. فدخل رسول الله المسجد فركع ركعتين والناس قد حشدوا ،ونزل أهل العوالي حيث جاءهم الصريخ ثم ركع رسول الله ركعتين فدعا بفرسه على باب المسجد وتلقاه طلحة وقد سمع المنادي فخرج ينظر متى يسير رسول الله فإذا رسول الله عليه الدرع والمغفر وما يرى منه إلا عيناه فقال يا طلحة سلاحك فقلت : قريبا. قال طلحة فأخرج أعدو فألبس درعي، وآخذ سيفي، وأطرح درقتي في صدري ; وإن بي لتسع جراحات ولأنا أهم بجراح رسول الله مني بجراحي. ثم أقبل رسول الله على طلحة فقال ترى القوم الآن ؟ قال هم بالسيالة. قال رسول الله ذلك الذي ظننت، أما إنهم يا طلحة لن ينالوا منا مثل أمس حتى يفتح الله مكة علينا. وبعث رسول الله ثلاثة نفر من أسلم طليعة في آثار القوم سليطا ونعمان ابني سفيان بن خالد بن عوف بن دارم منبني سهم ومعهما ثالث من أسلم من بني عوير لم يسم لنا. فأبطأ الثالث عنهما وهما يجمزان وقد انقطع قبالنعل أحدهما، فقال أعطني نعلك. قال لا والله لا أفعل فضرب أحدهما برجله في صدره فوقع لظهره وأخذ نعليه. ولحق القوم بحمراء الأسد ولهم زجل وهم يأتمرون بالرجوع وصفوان ينهاهم عن الرجوع فبصروا بالرجلين فعطفوا عليهما فأصابوهما. فانتهى المسلمون إلى مصرعهما بحمراء الأسد فعسكروا، وقبروهما في قبر واحد.


السؤال التاني


أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك تكنى بأم عبد الله
تزوجت أسماء بنت عميس بجعفر بن أبي طالب ثم أبي بكر الصديق ثم علي بن أبي طالب
توفيت سنة ثمان وثلاثين للهجرة، وقيل: بعد الستين.