الموضوع
:
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (والخير كله في يديك، والشر ليس إليك)
عرض مشاركة واحدة
كتبت : عبير ورد
-
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (والخير كله في يديك، والشر ليس إليك)
السؤال
الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء، فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (والخير كله في يديك، والشر ليس إليك). وجزاكم الله خيرًا.
[FT=Arial Black]
---------------------------------------------
[/FT]
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا بد للمسلم أن يعتقد -جازمًا- أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لكل شيء، كما قال سبحانه وتعالى:
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
{الزمر:62}، وأنه لا يحصل شيء في الكون إلا بقضائه وأمره وقدره، كما قال تعالى:
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
{القمر:49}
والحديث المشار إليه حديث صحيح رواه
مسلم،
وغيره، ومعناه كما قال العلماء:
والخير كلُّه في يديك
؛ أي: كلُّه عندك، لا يُدرَك منه شيءٌ ما لم تسبق به كلمتُك.
ومعنى:
والشر ليس إليك
؛
لا يُتقرَّب به إليك، ولا يُضاف إليك على الانفراد، وهذا لرعاية الأدب؛ فالشر وإن كان من مخلوقات الله تعالى، فإنه لا ينسب إليه، أو لا يتقرب به إليه، جاء في كتاب: المفاتيح في شرح المصابيح
للمظفري
الحنفي:
والشرُّ ليس ممَّا يُتقرَّبُ به إليك، أو الشر لا يصعد إليك، وإنما يصعد إليك الطيب، وهو الخير، وقيل: معناه: والشرُّ لا يُضافُ إليك لحسن الأدب، ألا ترى أنه لا يقال لله: يَا خالق الخنازير، وإن كان خالقها؟! لأنه ليس في هذا اللفظ تعظيمٌ، بل يقال: يَا خالق البريات، فكذلك هو خالقُ الخيرِ والشرِّ جميعًا، ولكن لا يقال: يَا خالق الشر، كما قال إبراهيم خليل الرحمن -عليه السلام-: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} أضاف الخلق، والإطعام، والسقي إلى الله تعالى؛ لما فيها من التعظيم، وقال: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} أضاف المرضَ إلى نفسه؛ لما ليس فيه من التعظيم
. اهـ
والله أعلم.
[FT=Arial Black]
--------------------------
[/FT]
المراجع
اسلام ويب
[/CENTER]