الموضوع: للكبار فقط
عرض مشاركة واحدة
كتبت : وردة ورديه
-
فكما يقال “كلمة حق يراد بها باطل”، أو “ما تكسب به العب به”، هكذا هو الأسلوب المتبع في الدعاية للعديد من المنتجات والخدمات وانتقل الأمر إلى العديد من القطاعات مثل قطاع السينما والتلفزيون والإنتاج الفني بصفة عامة ، فربما تجد عنوان فيلم واسمه تضاف لها عبارة (للكبار فقط) تعبيرا عن احتواء المادة المقدمة لبعض المشاهد التي تخدش الحياء كالمشاهد الجنسية والقبل والعري وممارسة بعض الأفعال التي لا يجب أن يراها الصغار والمراهقون، وربما كانت عبارة للكبار فقط تشير إلى وجود مشاهد عنف لا يجب أن يراها الصغار، وربما تستبدل عبارة للكبار فقط برمز بسيط وهو +18 بمعنى أنه من غير المحبب أن يراه من هم أقل من السن المحدد للطفولة وهو اقل من 18 عام. فما الذي يدفع صانعي الأفلام إلى وضع تلك العبارة؟
في الحقيقة الأمر في غاية التعقيد فليس من الضروري أن يكون العنوان معبراً عن مضمون الفيلم ، فمثلا أكثر الأفلام التي احتوت على مشاهد جنسية جريئة وصلت لحد الظهور على الشاشة بلا ملابس تماماً كان يحمل عنوان (ذئاب لا تأكل اللحم) وهذا الفيلم ممنوع من العرض في كل البلاد العربية والسبب يرجع إلى ما تم وضعه في الفيلم من مشاهد جنسية لا تتناسب مع ثقافتنا ولا مجتمعنا، وهذا الفيلم مثال لما يجب أن يكون تحت عنوان للكبار فقط لأنه لا يمكن لأسرة أن تشاهده وهي مجتمعة بل لا يراه البعض إلا خلسة عن طريق مواقع الانترنت.
وكذلك فعبارة للكبار فقط يختلف مفهومها ومدلولها من مجتمع لآخر، ففي الوقت الذي تنظر المجتمعات الشرقية إلى تلك المشاهد الجنسية ومشاهد العنف على أنها أمر يخالف شريعتها وثقافتها، ربما لا تراه مجتمعات الغرب وأمريكا كذلك، فلذلك نجد السينما الغربية تحمل العديد من المشاهد التي نراها نحن للكبار فقط بينما لا يرونها أصحابها كذلك، وفي نفس السياق فقد يكون المنتج مصمماً على وضع المشاهد الجنسية للتعبير عن قضية ما وهذا أيضا يدخل تحت طائلة العبارة الأشهر في مجال الإنتاج الفني للكبار فقط.
وربما كانت عبارة للكبار فقط للتعبير على أن الفيلم أو العمل الفني يحتوي على مشاهد أو عبارات تمس الدين أو الذات الإلهية والأنبياء مثلا مثلما حدث في فيلم (بحب السيما ) فالفيلم تعرض للدين بصورة مباشرة وهو ما دفع الكثيرين إلى مهاجمته واعتبروه مخالفا للعرف الشرقي في التعامل مع قضية التدين، فالفيلم يحمل العديد من الأفعال الصريحة والعبارات التي تدل على التجرؤ على الدين وهو ما يمكن رفضه من قطاع كبير من الناس، وكذلك يمكن أن يحدث بلبلة اجتماعية احتقان طائفي في بلد مثل مصر مثلا، فعندما تم وضع عبارة للكبار فقط كان الغرض التوضيح بأن العمل ربما لا يناسب الصغار والمراهقين.
ومن الجائز أن توضع عبارة للكبار فقط إذا كان العمل يناقش قضية اجتماعية ذات جانب جنسي مثل الشذوذ مثلا، وهو ما تم التعامل معه في فيلم (أسرار عائلية) فالفيلم تعرض لقضية الشذوذ الجنسي لدى شاب من طبقة متوسطة تعاني أسرته من التفكك وتعرضه لحالة اغتصاب من أخيه الأكبر مما دفعه إلى التحول إلى هذا السلوك الذي يرفضه المجتمع، فالقضية هنا شائكة وعلى المحك ولكن التقنية التي تم توظيف عبارة للكبار فقط بها أثارت القضية ووضحت وجهة نظر صناع العمل بشكل كبير.
وفي كثير من الحالات يتم اللجوء إلى عبارة للكبار فقط إذا كان العمل يتناول مشاهد عنيفة ودموية لا يستطيع الكثيرون تحمل رؤيتها، فيوضح القائمون على العمل أن أنه موجه إلى فئة معينة يمكنها رؤية الأشلاء والجثث وغيرها، ومن الأفلام التي أثارت ضجة كونها حملت مظاهر دموية عنيفة وفي نفس الوقت تعرضت لحادثة مهمة في تاريخ البشرية وهي قصة صلب المسيح عليه السلام فيلم (آلام المسيح) الذي اعترضت كثير من الجهات الدينية والثقافية في الشرق على عرضه ولكن تم عرضه في النهاية، فهذه النوعية من الأفلام تستحق أن يوضع تحت عنوانها للكبار فقط لان الصغار لا يمكنهم تحمل مشاهد الدم وغيره.

منتدى الحياة الزوجية | دليل النساء المتزوجات | الثقافة الزوجية والعائلية - من قسم: العام - منتدى العام - منتدى المواضيع العامة

align="left">gg;fhv tr'