عرض مشاركة واحدة
كتبت : سحر هنو
-
مسرحية (اوباما )فى الشرق الاوسط

[frame="14 98"] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


مسرحية (اوباما) فى الشرق الاوسط

منذ تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير الماضي، يسعى "باراك أوباما" إلى مد أواصر الصداقة بين الولايات المتحدة والعالم العربي والإسلامي في محاولة منه لتحسين صورة الولايات المتحدة في المنطقة بعد أن تشوهت إلى أبعد حد خلال ولاية الرئيس السابق، "جورج دبليو بوش"، وكذلك إعادة بناء الثقة بين أمريكا والشرق الأوسط .

وقد دأب أوباما على بعث إشارات احترامه واهتمامه بالشرق الأوسط منذ أول لقاء إعلامي أجراه عقب تنصيبه حين خص قناة "العربية" الإخبارية بأول لقاء تلفزيوني معه.

ويرى الكاتب الأمريكي "ديفيد إجناتيوس" أن التحركات الدبلوماسية الأمريكية الأخيرة بالمنطقة وزيارة أوباما إلى تركيا ليست إلا فصولاً في مسرحية خاصة بالشرق الأوسط يصوغها أوباما ولكنها بقدر ما تثير الاهتمام فإنها تثير قدرًا كبيرًا من القلق لدى عدد من دول المنطقة.

وفي مقال للكاتب نشرته مؤخرًا صحيفة "واشنطن بوست"، كتب إجناتيوس:

تحضر إدارة أوباما في الوقت الحالي مسرحًا واسعًا لدبلوماسيتها في الشرق الأوسط بدءًا من الفلسطينيين إلى سوريا وحتى إيران. إنها أجندة طموحة إلى حد بعيد، إلا أن قبل بدء العرض، ينبغي على أوباما أن يفحص خياراته ويخوض المغامرة بحذر.

وبمحاولاته التعاطي مع جميع أهم العناصر الفاعلة في الشرق الأوسط، فإن أوباما يسعى من اجل تسوية عامة للتوترات القائمة في منطقة مزعزعة الاستقرار إلى درجة خطيرة. وهذا مثير للاهتمام كما أنه مقلق في نفس الوقت بالنسبة لدول الشرق الأوسط. ويجعل السعوديين و"الإسرائيليين"- ناهيك عن الإيرانيين والسوريين- في حالة من القلق والتوتر.

وإذا كنت تبحث عن نظير تاريخي لمثل هذا النوع من الدبلوماسية، فانظر إلى مؤتمر فيينا عام 1815. فهذا الاجتماع أنتج هيكلاً أمنيًا جديدًا لأوروبا التي كانت قد تزعزعت بقوة بسبب الثورة الفرنسية.. فيما يتشابه مع الكيفية التي اضطرب بها الشرق الأوسط بسبب الثورة الإيرانية عام 1979.

وكان "هنري كيسنجر" الشاب قد صنع اسمه بجامعة هارفارد برسالة دكتوراه عام 1954 حول طبيعة الدبلوماسية التي شكلت مؤتمر فيينا. وقد نُشرت في عام 1957 تحت عنوان "استعادة العالم"، وهو ما يجعل من المفيد قراءتها الآن بينما نتأمل مناورات أوباما الدبلوماسية. والاقتباس التالي له أهمية خاصة وهو للأمير،"كليمانس فون مترنيخ"، المستشار النمساوي الذي نسق هذه الدبلوماسية والذي كان نموذجًا فكريًا للمحاكاة لدى كيسنجر.

ويتعرض الاقتباس هنا لمسألة كيف ومتى تبدأ الدراما الدبلوماسية:

وكتب مترنيخ: "(السياسة) تشبه مسرحية مؤلفة من عدة فصول ... تتوالى فصولها على نحو حتمي بمجرد رفع الستار. ولكن أن يُعلن حينئذٍ أن العرض لن يبدأ هو نوع من العبث. لأن المسرحية سوف تستمر، إما عن طريق عناصر من الممثلين القائمين عليها ... أو عن طريق المشاهدين الذين سيصعدون إلى خشبة المسرح ... على الرغم من ذلك، الأشخاص الأذكياء لا يمكن أن يعتبروا ذلك هو جوهر المشكلة؛ لأن المشكلة بالنسبة لهم تكمن في قرار ما إذا كان سيتم رفع الستار من الأصل أم لا".

إيران

ولقد اختار الرئيس أوباما أن يقدم عرضًا علنيًا استعراضيًا لسياسته من خلال رسالة "النوروز" المتلفزة التي وجهها الشهر الماضي لزعماء إيران بمناسبة العام الفارسي الجديد. وقد قوبلت الرسالة برد سريع وعلني من جانب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران،"آية الله علي خامنئي"، الذي قال إن إيران تتطلع إلى تغيير في السلوك الأمريكي وليس في الأقوال.

و يعتقد بعض الدبلوماسيين المخضرمين أن أوباما كان في استطاعته أن يكون أكثر حكمة إذا ما قام ببداية أكثر هدوءً-- مثل إرسال خطاب رئاسي للزعيم الإيراني يقوم بتسليمه مبعوث رفيع المستوى. وهو ما كان سيمنح إيران الوقت للرد بعناية، على نحو غير علني، بدلاً من تضييق الخناق عليها برسالة الفيديو.

سوريا

في حين تقدمت إدارة أوباما نحو سوريا بحذر أكبر. كما تم بحث القضايا المتعلقة مطلع هذا العام عن طريق وسيط عربي يتمتع بثقة الجانبين. ومن خلال هذه القناة الدبلوماسية، أعرب الأمريكيون عن رغبتهم في مناقشة الدور السوري في العراق، والعمل السوري- الأمريكي المشترك في مواجهة العناصر الجهادية، ومستقبل لبنان؛ بما في ذلك دور جماعة "حزب الله". وقد أشار المبعوث إلى أن الولايات المتحدة لن تستطيع مناقشة قضية عودة مرتفعات الجولان، والتي هي من شأن "إسرائيل"، أو قضية المحكمة الدولية التي تحقق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق، "رفيق الحريري"، والتي تخضع لاختصاص الأمم المتحدة.

وقد أعقب المناقشات التمهيدية زيارة إلى دمشق قام بها اثنين من الدبلوماسيين الأمريكيين المحنكين وهما: "جيفري فيلتمان" و"دانيل شابيرو". وقد بحثا الدبلوماسييْن عددًا من الموضوعات على نحو مبدئي وحذر. ولا تزال كلاً من الولايات المتحدة وسوريا تختبران نوايا بعضهما البعض؛ حيث ترغبان في الإطلاع على ما هو مطروح وما هو الثمن المقابل له. وتلك هي الأسئلة الصحيحة الواجب استبيانها قبل أن يبدأ العرض.

تصاعد القلق في المنطقة

إن العرب و"الإسرائيليين" متوترين على حد سواء من انفتاح أوباما على إيران؛ حيث يخشى كلاهما أن ينكص أوباما عن مصالحهم في خضم لهفته من أجل التعاون الإيراني في جلب الاستقرار إلى العراق وأفغانستان. وكان رئيس الحكومة "الإسرائيلية" الجديد، "بنيامين نتنياهو"، قد شدد على موقفه من إيران الأسبوع الماضي خلال مقابلة صعبة مع مجلة "أتلانتك" قال فيها: إما أن تضعوا نهاية لأزمة النووي الإيراني وإما سنقوم نحن بذلك.

وقد دأب السعوديون والمصريون وغيرهم من الدول العربية السنية على بعث رسالة مماثلة إلى أوباما. ويقول مصدر سعودي: "إننا لا نرغب في حرب مع إيران ... ولكننا نتساءل ما إذا كان سيعترف أي تفاهم أمريكي- إيراني بمصالحنا أم سيكون على حسابنا؟". ويأمل السعوديون أنه في حال أخفقت حملة أوباما العلنية تجاه إيران، أن يعقب ذلك تحركًا صارمًا. ويتكهن المصدر السعودي أن يكون أوباما "يعد أدلة ضد إيران".

إن كلمة أوباما في تركيا يوم الاثنين من شأنها أن تعرب عن رغبة الإدارة في دخول مفاوضات في المنطقة. غير أنه ينبغي على الرئيس الجديد ألا يرفع الستار قبل أن تكون لديه فكرة أفضل عما سيجري فوق خشبة المسرح.

المصدر: مفكرة الإسلام
[/frame]