عرض مشاركة واحدة
كتبت : didi21
-
ثانيا : عملية تحوير المعدة



تعتبر هذه العملية من أكبر العمليات فاعلية في التخلص من الوزن الزائد على المدى البعيد وهي تجرى منذ أكثر من خمسين عاماً عن طريق الجراحة التقليدية. تمكن الأطباء في السنوات الأخيرة من إجراء هذه العملية المتطورة عن طريق جراحة المنظار أيضاً. وأصبحت تكتسب شعبية بين أوساط الأطباء والمرضى مؤخراً.


تتم هذه العملية على خطوتين:

الأولى: تصغير حجم المعدة وفصل الجزء العلوي تماما عن باقي المعدة.


الثانية: توصيل الجزء العلوي من المعدة بالأمعاء الدقيقة والتي يتم تجاوز مابين 100 إلى 150سم من الأمعاء الدقيقة وهذا مما يؤدي إلى عدم امتصاص الغذاء في هذا الجزء الذي يتم تجاوزه.



وما طبيعة خطوات عملية تخطي المعدة؟

ـ من خلال فتحات المناظير والبطن او بالجراحة التقليدية ويتم ذلك بواسطة الدباسة القاطعة لتحويل المعدة الى جزءين منفصلين العلوي الصغير وحجمه 30ـ15 مل وهو المتصل مع المريء قد يزداد بعد عدة اشهر ليصل من 100ـ50 مل والجزء السفلي الكبير وهو المتصل بالاثني عشرية حيث تفصل الامعاء بعد مسافة 50 سم تقريباً من الانثي عشرية وتوصل الفتحة السفلية للامعاء بالجزء العلي الصغير للمعدة، ثم يبدأ قياس طول الامعاء من عند اتصالها بالجزء العلوي للمعدة نزولاً الى اسفل وصولاً الى نقطة في الامعاء الدقيقة تبعد 120سم او 150 سم او 200سم بحسب درجة الزيادة في الوزن، وعندها يتم توصيف فتحة الامعاء القادمة من الاثني عشرية بالإمعاء عند هذه النقطة اي بعد 120 او 150سم وبذلك يكون مسار الطعام من الفم الى المريء الى الجزء العلوي الصغير من المعدة ثم الى الامعاء وينزل في الامعاء لمسافة 120 او 150 او 200سم عندها يلتقي بالعصارة الهاضمة الهامة القادمة من المعدة الكبيرة الفارغة والاثني عشرية (يصب فيها البنكرياس والمرارة) التي تساعد على امتصاص الطعام وعليه يكون الطعام مر على 120 او 150 او 200سم من الامعاء ولم يمتص منه الا قليل، اي ان الامتصاص الكامل يبدأ بعد تخطي مسافة 120 او 150 سم.


وما محصلة العملية؟

ـ تكون كمية الطعام قليلة نتيجة لصغر المعدة المستقبلة له كما يكون امتصاص الطعام قليلا نتيجة لعدم اختلاطه بالعصارة الهاضمة من المعدة والبنكرياس والمرارة الا بعد تخطيه لجزء من الامعاء (120 او 150 او 200سم).



وماذا عن المخاطر؟

فقد تحدث بعض المضاعفات ورغم ذلك تجري مئات الآلاف من هذه العملية في العام لسببين هامين اولهما ان مخاطر السمنة بإجماع العملاء والاطباء تفوق بكثير مخاطر العملية كما انه بالامكان التغلب على الغالبية من هذه المضاعفات.



وما المضاعفات على المدى القريب لاتمامها ؟

ـ هي مضاعفات قد تحدث مع اي عملية جراحية مثل التهاب الجهاز التنفسي او ضعف الوظائف التنفسية وهبوط وظائف القلب وعدم انتظام ضرباته وهبوط في وظائف الكلى او الكبد وفقدان الشهية او مشاكل نفسية بعد العملية اضافة الى حساسية الادوية المستخدمة بالتخدير وغيره وارتجاع المريء والتهابه والغثيان والقيء.



وماذا عن المضاعفات الجراحية؟

ـ قد يحدث ثقب في المعدة او تسرب من احدى التوصيلات او نزيف منها، جرح الطحال وازالته، انسداد التوصيلة بين المعدة العلوية والامعاء. التواء الامعاء نتيجة الالتصقات او فتاق داخلي بين اجزائها وهي قليلة نسبياً.



وهل هناك مضاعفات على المدى البعيد؟

ـ عادة يمر الطعام من المعدة الى الامعاء من خلال الفتحة البوابية المنظمة لخروجه من المعدة تدريجياً اما بعد العملية فيتم تفريغ الاكل من المعدة الصغيرة الى الامعاء مباشرة من خلال التوصيلة بشكل سريع ويحدث ذلك عندما يتم تناول وجبة كبيرة او عالية السكريات مما يؤدي الى غثيان وزيادة ضربات القلب وعرق وضعف عام او هبوط واحياناً اسهال وتلك رغم كونها مضاعفة مزعجة الا انها غير خطيرة وبإمكان المريض تجنبها بسهولة بتنظيم وجباته وعدم تناول الحلويات بكثرة، كما قد يحدث نقص في امتصاص بعض المعادن مثل الحديد والكالسيوم نتيجة لعدم مرور الطعام على منطقة الاثني عشرية الامر الذي قد يؤدي الى فقر الدم بالحديد ونقص فيتامين (ب) ونقص الكالسيوم وهذه المعادن يمكن تلافي نقصها بالتغذية المناسبة واخذها مع اقراص الفيتامينات اضافة الى نقص امتصاص بعض الفيتامينات والتي تعوض عن طريق الاقراص وقد يحدث تمدد حجم المعدة الصغيرة مما يؤثر في معدل انخفاض الوزن والاصابة بقرحة على حافة الامعاء الموصولة بالمعدة نتيجة لتعرضها لاحماض المعدة ونقص فيتامين ب 12 وهذا يمكن تعويضه بالاقراص والحقن.
وهذه المضاعفات قليلة الحدوث وبالامكان علاجها واقل ضرراً من السمنة حيث من الممكن الاصابة بالامساك وذلك لقلة الاكل او لنقص في كمية الالياف وعليه تجب زيادة الالياف بصورة تدريجية وتناول كميات كبيرة من السوائل دون استخدام الملينات كما قد يصاب الشخص بالاسهال من عدم تحمل الحليب احياناً ولكن غالباً يكون لاسباب عادية لا علاقة لها بالعملية كما قد تكون حصوات بالمرارة او سقوط محدود ومؤقت للشعر.



وماذا عن برنامج التغذية ونمط الحياة لم بعد العملية؟

ـ يجب الا يعتبر المريض هذه العملية وسيلة لإلغاء مسؤولية خفض الوزن على الجراح فقط فالعملية هي جزء من برنامج محكم يتكون من ثلاث اضلاع رئيسية تتمثل في العملية وارشادات التغذية والرياضة وتطوير نمط الحياة، كما يجب الالتزام بالوجبات ثلاثاً كانت او خمساً وعدم الغاء الوجبة اذا لم تكن تشعر بالجوع خاصة في المراحل الاولى كي لا يحرم الجسم من الاستفادة من المكونات الغذائية كما لا بد من التوقف عند الشعور بالامتلاء دون مواصلة الاكل عنوة.



وماذا عن عملية تغيير مسار عصارة المرارة والبنكرياس؟

ـ تعتبر من عمليات تقليل امتصاص الطعام وفيها يتم تقليص حجم المعدة بشكل يسمح لكمية طعام كبيرة نسبيا ليتم تناولها في الوجبة، ولكن نتيجة لتغير مسار عصارة المرارة والبنكرياس فإن هذه العصارات الهاضمة (الضرورية لامتصاص الطعام) لا تلاقي الطعام النازل من المعدة الا بعد منتصف الامعاء الدقيقة او قبل نهايتها وبذلك تكون فرصة امتصاص الطعام قليلة ومحصورة تقريبا في الجزء الذي تلتقي فيه العصارة مع الطعام وغالبية امتصاص الطعام تكون في الامعاء الدقيقة.



ما هي خصائص هذه العملية؟

ـ تعتبر هذه العمليات اكثر العمليات على الاطلاق قدرة على تخفيض الوزن وتحقيق نتائج كبيرة وهي اكثر العمليات قدرة على المحافظة على الوزن المفقود لفترات طويلة كما انه بامكان المريض تناول وجبة معقولة وليس صغيرة كما في الحلقة او تخطي المعدة.



ولماذا لم تنتشر كالعمليات السابقة؟

ـ رغم تحقيقها لنقص كبير في الوزن الا ان مضاعفاتها الجانبية تحول دون قبولها من المرضى او الاطباء نتيجة لمشكلة الاسهال التي تحدث لفترات متفاوتة ولكن احيانا تستمر لفترات طويلة أو مدى الحياة مع ضرورة متابعة فحوص الدم لتأكد من نسبة الحديد والكالسيوم والبروتينات وأمراض العظام وتؤدي إلى انتفاخ البطن وعدم الارتياح بالاضافة إلى رائحة كريهة للبراز أو الغازات وزيادة احتمال تكون حصوات المرارة مع تقرحات في الامعاء نتيجة لتغيير مسار العصارات مما يتطلب تناول الفيتامينات مدى الحياة وإلا زادت احتمالات المعاناة من الأمراض.



أي العمليات تفضل للمصابين بالسمنة؟

ـ عمليات جراحة السمنة من العمليات الكبرى والتي تحتاج إلى أمرين مهمين أولهما اتقان الجراح والفريق المكون للعملية والاعداد المتقن لها ومعرفة دقائقها ومضاعفاتها وكيفية التعامل معها عند حدوثها والامر الآخر الشرح المستفيض للمريض من قبل الجراح والفهم والقراءة المتأنية من قبل المريض إذ ان اجراء العملية هو الجزء الاسهل عادة في برنامج معالجة السمنة ولكن الاهم من ذلك اصرار المريض وعزيمته على التجارب مع متطلبات التغيير الحادث في جهازه الهضمي وذلك باتباع ارشادات الطبيب وبدقة وكذلك تغيير نمط حياته من خلال التزامه بالعادات الصحية العامة وممارسة اي نوع من الرياضة المحببة اليه بشكل منتظم، وكذلك الحضور بشكل دوري لاجراء الفحوصات المخبرية كي يضمن سلامة امتصاص الحد الادنى الضروري من المغذيات والمعادن والفيتامينات ومن بين العمليات الثلاث فان عملية حلقة المعدة تعتبر الاسهل والاقل مخاطر مقارنة بالعمليات الأخرى ولكن يؤخذ عليها انها لا تصلح لمن اعتاد اكل الحلويات، ونتائجها مع ذوي الاوزان الكبيرة متوسطة ونسبة الذين يبدأ وزنهم بالزيادة بعد السنة الثالثة اكثر من غيرها من العمليات ورغم ذلك فان لها رواجا كبيرا في أوروبا حيث لم تدخل الولايات المتحدة إلا أخيرا في ابريل 2001، اما تخطي المعدة فهي العملية المفضلة والاكثر انتشارا في امريكا حيث نتائجها على المدى البعيد افضل من حلقة المعدة وخاصة لمتناولي الحلويات وكذلك لذوي الاوزان الكبيرة ولكن مضاعفاتها الجانبية اكثر من عملية حلقة المعدة ولعملية تغيير مسار عصارة المرارة والبنكرياس نتائج أفضل من العمليات السابقة على المدى البعيد ولكن شدة أعراضها الجانبية احيانا تحول دون انتشارها لذلك لا يوجد عملية مثالية لجميع مرضى السمنة ويجب على كل مريض القراءة والبحث في مرض السمنة وما هو معامل كتلة الجسم له وليس من خلال السماع من الاخرين.



هل هناك برنامج غذائي خاص بعد العملية؟

ـ حتى قبل العملية يفضل ان يتم انقاص الوزن بالنظم الغذائية المعتادة أو تناول السوائل لمدة عشرة أيام قبل العملية حيث ان ذلك يساعد في تقليص حجم الكبد وسهولة اجراء العملية كما انه مؤشر على الالتزام الجاد للمريض في تطوير ارادته لما بعد العملية.



ما هي المراحل التي تتم قبل او بعد العملية؟

ـ بعد العملية تكون التغذية داخل المستشفى بواسطة السوائل في الوريد ويكن احيانا اعطاء رشفات صغيرة من الماء بالفم حيث قد يشعر بجفاف الفم هذا طبيعي احيانا نتيجة للتخدير وبامكان المريض ان يترك من سريره ويتحرك ولكن لا ينصح بالجلوس وانزال القدمين للأرض وفي اليوم التالي يمكن الشرب من الماء قليلا كل ساعة تقريبا يمكن ان يأخذ 100 ملم من الجيلاتي الخالي من السكر والتوقف عن الشرب عند الشعور بالغثيان ومن ثم المشي قدر الاستطاعة مما يساعد على استعادة النشاط ومن بعد ذلك قد تكون هناك حاجة لتصوير المعدة والامعاء للتأكد من مرور الشرب بطريقة طبيعية للامعاء وعدم وجود تسرب من المعدة.


وماذ بعد ذلك؟

ـ يتم الاستمرار بشرب الماء بمعدل لتر ونصف إلى لترين يوميا وشرب السوائل المصفاة أو غير الثقيلة على أربع وجبات كل وجبة عبارة عن 250 مل غير محلاة وخالية من السكر والحركة داخل المنزل.



فيديو للعملية

تفضلي