عرض مشاركة واحدة
كتبت : زهره الاسلام
-
كيف تُعوذ أطفالك ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أهم ما يجب أن يحرص الآباء على تعليمه لأبنائهم تعليمهم أذكار الصباح والمساء والنوم ، ودخول المنزل والخروج من المنزل وأذكار دبر الصلوات ونحو ذلك من أذكار أخرى ، وهذا في حالة استيعاب وقدرة الأطفال على فهم ونطق تلك الأذكار ، أما في حالة عدم القدرة على ذلك لصغر السن أو أية عوائق أخرى ، فيقوم الآباء بتعويذهم قبل النوم وقراءة الفاتحة وأول سورة البقرة ، والآية التاسعة بعد المائة من سورة البقرة ، والآية الرابعة والخمسون من سورة النساء ، وآية الكرسي ، والآية التاسعة والثلاثون والأربعون من سورة الكهف ، والآية الواحدة والخمسون والثانية والخمسون من سورة القلم ، والإخلاص والمعوذتين ، وكذلك نحاول قدر المستطاع رقيته ببعض الأذكار المأثورة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وهي على النحو التالي :

1- * عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ( أخرجه الإمامك البخاري في صحيحه – كتاب الأنبياء ( 10 ) – برقم 3371 ) .

2- * عن عبدالرحمن بن خنبش - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! قل قلت : وما أقول ؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ ، وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وبرأ ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق يطرق ، إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمن ! ) ( السلسلة الصحيحة 840 ) .

3- * عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين ) ( صحيح الجامع 4672 ) .

4- * قال ابن كثير : ( روى الحافظ ابن عساكر من طريق خيثمة بن سليمان الحافظ حدثنا عبيد بن محمد الكشوري حدثنا عبدالله بن عبدالله بن عبد ربه البصري عن أبي رجاء عن شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي : ( أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتماً فقال : يا محمد ، ما هذا الغم الذي أراه في وجهك ؟ قال " الحسن والحسين أصابتهما عين " قال : صدِّق بالعين ، فإن العين حق ، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات ؟ قال : " وما هن يا جبريل " قال : قل اللهم ذا السلطان العظيم ، ذا المن القديم ، ذا الوجه الكريم ، ولي الكلمات التامات ، والدعوات المستجابات ، عافِ الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس ، فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يديه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عوّذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ ، فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله ) ( أخرجه ابن عساكر - 2 / 223 ، 4 / 212 ، والهندي في " كنز العمال " - برقم ( 28546 ) ونسبه لابن مندة ، والجرجاني والأصبهاني - ( قلت : ولم أقف على مدى صحة الحديث إلا أنه لا يرى بأس الدعاء به نظراً لعدم تعارضه مع النصوص النقلية الصحيحة ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اعرضوا عليّ رقاكم 000 ) ، وكذلك فإنه لا تعارض بينه وبين الأسس والشروط الرئيسة للرقية الشرعية ، مع أن الأولى تركه والدعاء بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ) 0
قال الخطيب البغدادي : " تفرد بروايته أبو رجاء محمد بن عبدالله الحيطي من أهل تستر ذكره ابن عساكر في ترجمة طراد بن الحسين من تاريخه 000 " ) ( تفسير القرآن العظيم – 4 / 412 ) .


5- * ومما ذكره العلامة الحهبذ ابن القيم – رحمه الله – في التعوذات للعين ونحوها الآتي :

( فمن التعوذات والرقى للعين الاكثار من قراءة المعوذتين ، وفاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، ومنها التعوذات النبوية 0

نحو : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق 0

ونحو : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة 0

ونحو : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل ، والنهار ، ومن شر طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن 0

ومنها : اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم ، وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم ، اللهم إنه لا يهزم جندك ، ولا يخلف وعدك ، سبحانك وبحمدك 0

ومنها : أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه ، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، وأسماء الله الحسنى ، ما علمت منها وما لم أعلم ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره ، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، إن ربي على صراط مستقيم 0

ومنها : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، عليك توكلت ، وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، أعلم أن الله على كل شيء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ، وأحصى كل شيء عددا ، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، وشر الشيطان وشركه ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم 0

وإن شاء قال : تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو ، إلهي وإله كل شيء ، اعتصمت بربي ورب كل شيء ، وتوكلت على الحي الذي لا يموت ، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله ، حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الرب من العباد ، حسبي الخالق من المخلوق ، حسبي الرازق من المرزوق ، حسبي الذي هو حسبي ، حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء ، وهو يجير ولا يجار عليه ، حسبي الله وكفى ، سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله مرمى ، حسبي الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم 0

ومن جرب هذه الدعوات والعوذ ، عرف مقدار منفعتها ، وشدة الحاجة إليها ، وهي تمنع وصول أثر العين ، وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها ، وقوة نفسه ، واستعداده ، وقوة توكله وثبات قلبه ، فإنها سلاح ، والسلاح بضاربه ) .

6- * قال الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط – حفظه الله - : ( قال ابن علان في " شرح الأذكار : أخرجه في أماليه في " باب ما يقول بعد الصلاة " عن صهيب - رضي الله عنه - ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه بشيء أيام حنين إذا صلى الغداة ، فقلنا يا رسول الله : لا تزال تحرك شفتيك بعد صلاة الغداة ولم تكن تفعله ، فقال : " إن نبيا كان قبلي أعجبته كثرة أمته فقال : لا يروم هؤلاء – أحسبه قال شيئا – فأوحى الله إليـه أن خير أمتك بين إحدى ثلاث : إما أن أسلط عليهم الجوع ، أو العدو ، أو الموت فعرض عليهم ذلك ، فقالوا : أما الجوع فلا طاقة لنا به ، ولا العدو ، ولكن الموت ، فمات منهم في ثلاثة أيام تسعون ألفا ، فأنا اليوم أقول : اللهم بك أحاول ، وبك أقاتل ، وبك أصاول ) ( وقال المحقق : قال الحافظ : حديث صحيح أخرجه أحمد ، وأخرج النسائي طرفا منه ، وأخرج الترمذي نحو القصة بسنده على شرط مسلم 0 أ هـ 0 قال ابن علان : ولعل القاضي حسين أشار إلى هذه القصة ، ويحتمل أنه أراد غيرها لقوله : فمات في ساعة واحدة سبعون ألفا ، والله أعلم ) ( الأذكار للنووي – باب " ما يقوله إذا رأى من نفسه أو ولده أو ماله أو غير ذلك شيئا فأعجبه وخاف أن يصيبه بعينه أو يتضرر بذلك " – تحقيق شعيب الأرناؤوط – ص 459 ) 0

قال المناوي : ( في تعليق القاضي حسين : أن بعض الأنبياء نظر إلى قومه فأعجبوه ، فمات منهم في يوم سبعون ألفا ، فأوحى إليه أنك عنتهم وليتك إذ عنتهم حصنتهم بقول : حصنتكم بالحي القيوم الذي لا يموت أبدا ، ودفعت عنكم السوء بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ! - قال المعلق عن القاضي حسن : وكان عادة القاضي - رحمه الله - إذا نظر إلى أصحابه فأعجبه سمتهم وحسن حالهم ، حصنهم بهذا المذكور ، والله أعلم ) ( فيض القدير - 1 / 351 ) .


وعلى الوالدين تعليم أبنائهم الآداب التالية :

1- النوم على طهارة ، أي أن يتوضأ قبل نومه .

2- أن ينفض فراشه بطرف إزاره .

3- أن يجمع كفيه وينفث فيهما بالإخلاص والمعوذتين ويمسح وجهه وما استطاع من جسده .

4- أن ينام على شقه الأيمن واضعا كف يده اليمنى تحت خده الأيمن مستقبلا القبلة .

5- أن يحصن نفسه قبل النوم وذلك بالمحافظة على قراءة بعض الآيات الثابتة كآية الكرسي وأواخر البقرة ، وسور الإخلاص والمعوذتين والمحافظة على أذكار وأدعية النوم المأثورة .

6- اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاستعاذة به من الشيطان الرجيم .

وبالله التوفيق.
align="left">منتدى الرقيه الشرعيه