عرض مشاركة واحدة
كتبت : نود
-
علي المجتمع الاسلامي أن يرعي الأيتام حتي لا يجني ثمار انحرافهم

[FONT=Arabic Transparent]رئيس جمعية العون والإغاثة بالمغرب":[/FONT]

على المجتمع الإسلامي أن يرعى الأيتام حتى لا يجني ثمار انحرافهم

الاسلامي الأيتام انحرافهم sde4atim.jpg
مرت بنا منذ أيام مناسبة اليوم العربي لليتيم الذي يوافق يوم الجمعة الأولى من شهر أبريل، ليطرح السؤال عن واقع الأيتام ومدى اهتمام المجتمع بهم. ولا يختلف اثنان على أن للجمعيات دورا كبيرا في العناية بهذه الفئة، خصوصا وأن عمل بعض الجمعيات قد تطور ليشهد التخصص في رعاية الأيتام ببرامج منظمة.
وتعد تجربة "جمعية العون والإغاثة" بمدينة طنجة شمال المغرب تجربة نموذجية في مجال كفالة اليتيم، ويبلغ عدد الأيتام الذين تمت كفالتهم في هذه المدينة وحدها حسب آخر إحصائيات موسم 2007 أكثر من 1730 يتيما، وتطور مشروع كفالة اليتيم ليتحول إلى رعاية شاملة له ولأسرته.
وفي هذا الحوار الذي خص به رئيس الجمعية الأستاذ نور الدين بنصبيح "لها أون لاين"، يحدثنا عن حيثيات المشروع، وعن مقترح تأسيس شبكة وطنية لرعاية اليتيم، مؤكدا أن للمرأة دور كبير في رعاية الأيتام والسهر على الأنشطة الموجهة لخدمتهم وفي ما يلي نص الحوار:
*مرحبا بالأستاذ نور الدين بنصبيح رئيس جمعية العون والإغاثة بطنجة التي تخصصت في مجال رعاية اليتيم، هل لكم أن تعطونا نبذة عن مشروع كفالة اليتيم الذي تشرف عليه جمعيتكم؟

ـ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد، وبعد، أتقدم بالشكر الجزيل للقائمين والقائمات على "لها أون لاين"، ويطيب لي أن أعطي نبذة تعريفية عن برنامج جمعية العون والإغاثة بمدينة طنجة شمال المغرب، هذا البرنامج المتعلق برعاية الأيتام والأرامل، وأشير أولا أن جمعية العون والإغاثة هي جمعية خيرية تنموية اجتماعية دأبت منذ تأسيسها سنة 1994 على مساعدة أسر الأيتام والأرامل إلى جانب الأسر الفقيرة والمعوزة وذوي الحاجات، إلا أنه منذ سنة 2001.
وبعد دراسة أجرتها الجمعية على الحالات التي تستفيد من خدماتها وبينت الدراسة أن أغلب المستفيدين من الأيتام والأرامل، قررت أن تتخصص في هذه الفئة، فبدأنا بإعطاء الأولوية في تقديم الخدمات للأيتام والأرامل، ثم تطور عملنا مع الأيتام من برنامج كفالة اليتيم إلى برنامج رعاية شاملة ومندمجة ومتكاملة على مستوى الخدمات المختلفة، من برامج متعددة مثل دروس الدعم والتقوية والأنشطة الترفيهية التي تشجع الأطفال على الاجتهاد في الدراسة كالرحلات والمخيمات.
وهي محفزات تساعد الأيتام على الاجتهاد في دراستهم، وقد كان لهذه الأنشطة أثر إيجابي بدا جليا في نتائجهم الدراسية، كما تندرج هذه الأنشطة ضمن الدعم النفسي لهؤلاء الأطفال لتحسين وضعيتهم النفسية.
ولم يعد هدفنا يقتصر على المساعدة المادية، كما لم يعد همنا ينصب على اليتيم وحده أو الأرملة وحدها بل أصبحت خدماتنا تتوجه إلى أسرة اليتيم، كما لم تعد المساعدة المقدمة للأيتام مساعدة موسمية ومؤقتة تقتصر على مناسبات مثل شهر رمضان وعيد الأضحى والدخول المدرسي، بل أصبحت خدماتنا عبارة عن رعاية شاملة لليتيم تتناول الجانب التربوي والتعليمي لليتيم وأسرته وللأرملة، إضافة على الجانب التأهيلي والتكويني في المهن بقصد تأهيل الأرامل والأيتام الكبار للاندماج في سوق الشغل.
ويتضمن برنامج رعاية الأيتام إدماج هذه الأطفال في المؤسسات التعليمية. وتستفيد هذه الفئات أيضا من المساعدة المادية من مواد غذائية وملابس وأدوات مدرسية إلى جانب الخدمات الصحية، والدعم السكني الذي يكون إما بالإيجار أو البناء لبعض الأسر أو توفير مساكن تعتبر وقفا يوقفها المحسنون لصالح هذه الأسر.

*نود منكم أن تعطونا فكرة عن عدد الأيتام والأرامل المستفيدين من برنامج رعاية اليتامى والأرامل؟

ـ تفيد آخر إحصائيات موسم 2007 استفادة أكثر من 1730 يتيما، وتطور مشروع كفالة اليتيم ليتحول إلى رعاية شاملة له ولأسرته.
وتطور عطاء الجمعية نحو الأرامل بالموازاة مع الأيتام إذ تؤكد إحصائية للجمعية أن من بين 613 أرملة، هناك 15 منهن في أحسن مستوى دراسي وهو المستوى الإعدادي، و46 منهن في المستوى الابتدائي، و393 أرملة قامت الجمعية بإدماجهن في برامج محو الأمية.
أما فيما يتعلق بالتشغيل فقد قامت الجمعية بإدماج وتشغيل حوالي 150 أرملة من عدد 613 أرملة، إما خادمات في البيوت أو عاملات في شركات النسيج أو السمك أو غيرها، وهؤلاء الأرامل جلّهن يشتغلن (415 خادمات في البيوت، 76 يشتغلن في معامل السمك، 31 أرملة في معامل النسيج، 44 أرملة في الصناعات التقليدية، 47 أرملة لا يشتغلن وعدم شغلهن راجع لأسباب قاهرة كالإعاقة أو المرض المزمن أو انعدام من يعوّض الأرملة في رعاية أبنائها.
وحتى الأيتام تقوم الجمعية بإدماجهم من خلال إلحاقهم ببرامج التكوين المهني، وخاصة الذين يتجاوز سنهم 16 سنة، لإعدادهم للاندماج في سوق الشغل. وأدمجت الجمعية 120 يتيمة موزعين على الشكل التالي: 109 يتيمات في معامل النسيج، 5 يتيمات في الإدارة والقطاع الخاص، يتيمتان في المتاجر، يتيمة واحدة ممرضة، 3 يتيمات تم تشغيلهن بالجمعية، هذا بالنسبة للإناث أما بالنسبة للذكور فقد تم تشغيل 17 يتيمًا 12 منهم في معامل النسيج، و5 منهم في معامل الأحذية، وهذا العدد فقط يخص الأيتام الذين تجاوز سنهم 16 سنة، والباقون ما زالوا صغارًا يتابعون دراستهم.

*بالنسبة لكل الخدمات الجليلة التي تقدمها جمعيتكم، لابد وأنها تحتاج إلى موارد بشرية مؤهلة، فهل لك أن تحدثنا عن الطاقم الذي يشرف على برنامج رعاية الأيتام والأرامل، من حيث طريقة عمله وتكوينه؟
ـ لجمعية العون والإغاثة طاقم من المستخدمين والموظفين العاملين معها، مجموعة منهم متفرغون إلى العمل ضمن برنامج رعاية اليتيم والأرملة، هؤلاء منهم من يعمل في الجانب الإداري كما أن منهم من يتجه إلى جانب المتابعة التربوية والتعليمية والاجتماعية للأيتام والأرامل، ويقومون بزيارات خاصة للفئة المستفيدة، ومنهم من يقدمون برامج محو الأمية للأرامل وبرامج الدعم المدرسي للأطفال، وهؤلاء الأطر يخضعون لدورات تدريبية في المجال الإداري والاجتماعي وغيرهما.
*بماذا تميزت احتفاليتكم هذه السنة بمناسبة اليوم العربي لليتيم؟
ـ ننظم طوال شهر أبريل الجاري أنشطة متنوعة وسمينا النشاط شهر اليتيم، وتتنوع هذه الأنشطة في الحفل النسائي السنوي الذي تشرف عليه الفعاليات النسائية وتحتضنه قاعة كبرى للحفلات وتحضره المحسنات وكافة الفعاليات النسائية، ويتم فيه التوعية بأوضاع اليتامى وواجب خدمتهم، كما تقدم فيه نماذج من اليتامى تفوقت في عطائها الدراسي أو الحرفي.
كما تم تنظيم مخيم لليافعين بتنسيق مع جمعية الرسالة للتربية والتخييم وهي جمعية وطنية مهتمة بالعمل الطفولي استمر هذا المخيم أسبوعا كاملا. وتم تنظيم معرض اليتيم ياسين الشواطئ بفندق المنزه بطنجة.
ونظمت رحلة إلى مدينتي فاس وإفران السياحيتين بتنسيق مع جمعية الرسالة للتربية و التخييم.
وكانت تجربة جمعية العون والإغاثة موضوع حوار مباشر على شبكة إسلام أون لاين كنت ضيفا لها يوم 9 أبريل الجاري. وتم تنظيم حفل عشاء لنزلاء دار الأطفال بمؤسسة للاحسناء.
أما المتفوقون من الأيتام فقد خصصت لهم الجمعية أوقاتا للخروج إلى مركز الألعاب تتم يوم 15 أبريل. ولا يخلو شهر اليتيم من الجانب الثقافي إذ تمت برمجة ندوة حول كفالة اليتيم بشراكة مع التعاون الوطني بدار الخيرية يساهم فيها المهتمون والفاعلون في كفالة اليتيم.
كما ستنظم الجمعية محفلا للألعاب بشراكة مع التعاون الوطني وجمعية الرسالة للتربية و التخييم بفضاء دار الخيرية لفائدة 500 مستفيد من أيتام الجمعية و نزلاء دار الأطفال للا حسناء.
وفي يوم 29 أبريل تنظم الجمعية صبيحة للأيتام بسينما طارق بشراكة مع التعاون الوطني و جمعية الرسالة للتربية و التخييم يستفيد منه 800 يتيم إضافة إلى نزلاء دار الأطفال. ليختتم شهر اليتيم بلقاء إذاعي بإذاعة طنجة الجهوية حول يوم اليتيم.

* دأبت الجمعية في السنوات الأخيرة على تنظيم ما تسميه بشهر اليتيم والذي يكون في شهر أبريل ويتضمن أنشطة متنوعة لصالح الأيتام والأرامل، فهل سيبقى هذا النشاط راتبا كل سنة؟
أشير أولا إلى أنشطة جمعية العون والإغاثة التي تستهدف اليتيم والأرملة ليست مرتبطة بهذا التوقيت، بل هي مستمرة طوال السنة، وهذا الشهر الذي ينظم مرة في السنة له دور توعوي بالدرجة الأولى يستهدف المحسنين والمؤسسات للتذكير بواجب التواصل مع فئة الأيتام، وخاصة الأطفال الذين يعيشون ظروفا صعبة.
وتتنوع الأنشطة التي تقدمها هذه الجمعية لإبراز واقع الأيتام والأرامل ورفع فعاليات المجتمع بدورها تجاه هذه الفئة، لأن رعاية اليتيم ليست من مسؤولية الجمعية وحدها بل هي على عاتق المجتمع كله أفرادا وجماعات ومؤسسات ودولة، كل مسؤول من جانبه، والجمعية تساهم من طرفها بالسهر على تنظيم الخدمات الموجهة للأيتام بمساعدة متدخلين آخرين، وأذكر أن لنا شراكات مع مؤسسات وطنية رسمية وغير حكومية كما أن لنا شراكات مع مؤسسات دولية أوروبية وعربية إسلامية.

*من خلال قيامكم بالتوعية، ما هو تقييمكم لاستجابة المحسنين لدعوتكم للمساهمة في تحسين وضعية الأيتام؟

أسجل بفخر واعتزاز تجاوب المحسنين بشكل جيد، والمحسنون يحتاجون فقط إلى أهل الصدق والجدية، فكلما وجدوا الصدق والجدية في الجهة القائمة على المشروع الذي يخدم الأيتام يكون تجاوبهم أحسن، ونحن نحتاج من جهتنا أن نتواصل معهم ونعرفهم ببرنامجنا ونقربهم من طريقة سير العمل، وحينها نجد من جانبهم التجاوب الجيد، فنحن في مجتمع مؤمن متدين متشبث بقيمه ومبادئه والكثير يعلم أن دعم اليتيم وكفالته واجب شرعي لنيل الأجر الكريم عند الله سبحانه وتعالى.

* ننتقل الآن لنستفسر منكم عن مشروع الشبكة وطنية لرعاية الأيتام بالمغرب، أين وصل هذا المشروع الذي اقترح السنة الماضية؟
ـ تم اقتراح إنشاء شبكة وطنية لرعاية الأيتام ودعمهم من قبلنا في الدورة التكوينية الأولى حول رعاية اليتيم المنظمة بسلا قرب العاصمة الرباط يوم الأحد 9 يوليو الماضي بمشاركة الجمعيات العاملة في ميدان الرعاية المندمجة لليتيم والأرملة وكان شعارها: "من أجل رعاية أفضل واحترافية في رعاية اليتيم" كما تم اقتراح إصدار دليل لرعاية اليتيم تعمل على ضوئه جميع الجمعيات العاملة في مجال رعاية اليتيم، والاستفادة من خبرات الخبراء وتقديم نماذج ناجحة لليتامى يحتذى بهم.
واستفاد من الدورة المذكورة حوالي 120 إطارا من أطر الجمعيات العاملة في مجال كفالة اليتيم من مختلف ربوع المملكة المغربية.
ونحن عازمون هذه السنة على عقد الدورة الثانية وفيها سيتم متابعة تفعيل مقترح تأسس شبكة وطنية لرعاية الأيتام وإخراجه إلى حيز الوجود، والهدف من هذه الشبكة هو تعميق التعاون والتنسيق بين الجمعيات العاملة في هذا المجال وتبادل الخبرات والتجارب بين الجمعيات العاملة في المجال حتى نرقى بهذا البرنامج ونقدم خدمة جيدة لفائدة أسر الأيتام والأرامل.

*نرى أن جمعية العون والإغاثة رائدة على المستوى الوطني في خدمة الأيتام، من خلال عملها المؤسسي المنظم، هل لكم أن تقدمون لنا صورة عن عمل باقي العاملين في مجال رعاية اليتيم بالمغرب؟

ـ العاملون في مجال كفالة اليتيم كثيرون ولله الحمد بالمغرب، وجمعية العون والإغاثة تنسق مع حوالي عشر جمعيات في مختلف المناطق وهناك جمعيات تنشط في العمل الخيري المتعدد المجالات وتعمل ضمن هذه المجالات على خدمة فئة الأيتام والأرامل، وإن شاء الله إذا تم تأسيس الشبكة الوطنية سيكون التواصل والتعاون أحسن مع الجميع ليكون هذا البرنامج رائدان فنحن نظن أننا في بداية الطريق رغم أن المشروع على المستوى النظري واعد ويحتاج إلى مجهود معترف ليصل إلى مستوى أحسن.
ولا يفوتني أن أشير إلى الدور المهم الذي تقوم به مؤسسات التعاون الوطني، وهي مؤسسات تابعة للدولة، في خدمة فئة الأيتام والأرامل من إنشاء دور للأطفال والطلاب وتقديم مساعدات مادية وتأهيل لولوج ميدان الشغل.
تحدثنا عن رعاية اليتيم في المغرب، فهل تسلط الضوء عن دور العالم الإسلامي في رعاية الأيتام للمساهمة في جعلهم جيلا صالحا للأمة؟
ـ أذكر بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:"أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" مشيرا إلى السبابة والوسطى، وهو يحث المسلمين ليكفلوا بالأيتام، وإذا تمعنا في هذا الحديث نجد أن الإسلام جعل رعاية الأيتام مسؤولية جسيمة، وبالتالي فالواجب والمطلوب من مكونات الأمة الإسلامية أفرادا وجماعات ومؤسسات أن ينهضوا برعاية هؤلاء الأطفال، وخير الرعاية أن نرعاهم مع أمهاتهم والذين فقدوا الأبوين خير الرعاية أن نحتضنهم في أسر، وكذلك الأطفال غير الشرعيين رعايتهم في أوساط أسرية، أما الملاجئ فيجب أن تكون في العالم الإسلامي حالة استثنائية، وليست هي الأصل إذ لا يمكن تربية الطفل تربية سليمة خارج الأسرة، مهما كانت الظروف المادية والظروف متوفرة.

والآن نود منكم أن تبرزوا لنا دور المرأة في خدمة الأيتام وخصوصا في مشروعكم بجمعية العون والإغاثة؟
ـ أشير بداية إلى دور المرأة في جمعيتنا فأقول بأن نصف أعضاء مكتبها من النساء، وجل الأعضاء المنضوين في الجمعية من النساء، والطاقم الإداري والتربوي الذي يشرف على برنامج الأيتام والأرامل من النساء، فالنساء والفتيات الطالبات يتابعن الأيتام والأرامل ويشرفن على جل الأنشطة الموجهة ضمن البرنامج.
والحمد لله المرأة لها دور كبير في جمعيتنا ولنا متطوعات كثيرات، ولنا أيضا نساء هن أعضاء شرفيات يدعمن الجمعية ويساهمن في أنشطتها.
* كلمة أخيرة للايتام بمناسبة يومهم العربي.
أسأل الله عز وجل لهم التوفيق والنجاح في الحياة وأدعو الله أن يجعل منهم أطفالا وشبابا ورجالا ونساء صالحين وأن يحفظهم من الضياع والانحراف والتشرد، كما أدعوه أن يسخر لهم رجالا ونساء محسنين ومحسنات وطاقات تربوية ترعاهم وتحن عليهم وتعطف عليهم حتى يكون صالحين في مجتمعهم يسعدون. وأتمنى من المجتمع أن يرعاهم ويهتم بظروفهم لأنه إن لم يفعل ذلك فهو الذي سيجني الشقاء من انحرافهم الذي سينقلب وبالا على هذا المجتمع الذي يمثلون جزءا منه.