عرض مشاركة واحدة
كتبت : || (أفنان) l|
-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال تعالى

( مَن كَـانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 5، وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )
6)العنكبوت.


يعني :

يا أيها المحب لربه ، المشتاق لقربه ولقائه ، المسارع في مرضاته ،

أبشر بقرب لقاء الحبيب ، فإنه آت ، وكل آت إنما هو قريب ، فتزود للقائه ،
وسر نحوه ،مستصحبا الرجاء ، مؤملا الوصول إليه ،

ولكن

ما كل من يَدَّعِي يُعْطَى بدعواه ،
ولا كل من تمنى يعطى ما تمناه

فإن اللّه سميع للأصوات ، عليم بالنيات



فمن كان صادقا في ذلك أناله ما يرجو ، ومن كان كاذبا لم تنفعه دعواه
وهو العليم بمن يصلح لحبه ومن لا يصلح .

( وَمَن جَاهَدَ )
نفسه وشيطانه، وعدوه الكافر


( فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ )
لأن نفعه راجع إليه ، وثمرته عائدة إليه ، والله غني عن العالمين

لم يأمرهم بما أمرهم
به لينتفع به ولا نهاهم عما نهاهم عنه بُخْلا عليهم .

وقد علم أن الأوامر والنواهي يحتاج المكلف فيها إلى جهاد


لأن نفسه تتثاقل بطبعها عن الخير ،
وشيطانه ينهاه عنه
وعدوه الكافر يمنعه من إقامة دينه
كما ينبغي ،

وكل هذا معارضات تحتاج إلى مجاهدات وسعي شديد.






الكتاب
" تيسير الكريم الرحمن في تفسير
كلام المنان "
لشيخ عبد الرحمن السعدي
نقلاً