مِسكينةٌ تلك القلوب :"( http://www.7lwthom.net/up/uploads/148667140051.gif مِسكينةٌ تلك القلوب :"( أقبَلَت إليها مُسرِعَةً ، وأمسَكَت بيدِها قائِلَةً : تعالي لأُعرِّفَكِ على صديقتي ياسمين . فقالت في نفسِها : وأنا لا أملأُ عينيكِ ؟! كانت في زيارةٍ لأهلِها ، فقالت لها أُختُها المُقبِلَةُ على الزَّواجِ : أرأيتِ ما اشتريتُه بالأمس ؟ قالت : لا . فأحضرته لها . فقالت : جميل جميل ، أشياء سِعرُها مُرتفِعٌ لم أشترِ مِثلَها عند زواجي . وقَفَت تُراقِبُ أُمَّها مِن بعيدٍ وهِيَ ترعَى أخاها الرَّضيعَ ، وتُدلِّلُه ، وتتمنَّى أن لو كانت مكانَه . رأت زوجَها يتحدَّثُ كثيرًا عن أُمِّهِ وأخواتِهِ ، فقالت : ليتكَ تُحِبُّني كما تُحِبُّهُنَّ :" حَضَرَ ابنُها لزيارتِها مع زوجتِهِ ، فقالت له مُعاتِبَةً : لقد أخَذَتكَ زوجتُكَ مِنَّا . ليتنا نراكَ كما تراكَ هِيَ :"/ قالت : تعِبتُ في الحَمْلِ والوِلادةِ والرَّضاعةِ والتربيةِ ، ثُمَّ جاء وتزوَّجَها وأبعَدَها عَنَّا ، وما عُدنا نراها إلَّا قليلًا . سألَت المُعلِّمةُ سُؤالًا ، واختارتَ إحدى الطالباتِ لتُجيبَ عنه ، فقالت إحدى زميلاتِها في نفسِها : لا أدري ما الذي بينكِ وبينها ! دائمًا تختارينها لتُجيبَ على أسئلتِكِ ، وأين بقيَّةُ الفصل ؟! سألَتها : كم جُزءًا مِن القُرآنِ تحفظين ؟ قالت : عَشرة . فقالت : ليتني أستطيعُ حِفظَ جُزءٍ مِن هذه العَشرة . أعجبتها عَباءتُها ، فسألتها عن ثَمَنِها ، فأخبرتها . فقالت : سِعرُها مُرتفعٌ ، وخامتُها جَيَّدةٌ ، أفضل من عَباءاتي ذات الخامةِ الرَّديئةِ والسِّعر المُنخفِض . ذَهَبَت لحُضُورِ إحدى حفلاتِ الزَّواجِ ، فرأت إحدى قريباتِها قد تزيَّنَت ، فازدادت جَمالًا على جَمالِها . قالت في نفسِها : ليتني أمتلِكُ نِصفَ جَمالِكِ . جلَسَت صامِتةً مُتألِّمةً ، ولِسانُ حالِها يقولُ : آهٍ لو تعلمونَ بتلك النَّارِ التي تَحرقُ قلبي :"" ليتكم تمنحونني شيئًا مِن هذا الحَنانِ الذي تُوَزِّعُونَه بلا حِسابٍ . ليتكم تشعرونَ بهذا القلب الضَّعيفِ ، فلا تجرحونَه بتصرُّفاتِكم . ليتكم تُراعُونَ أحاسيسي ومَشاعِري ، فلا تُؤذُونَها بأفعالِكم . مِسكينٌ قلبي حِينَ يراكم هكذا ، فيَلزَمُ الصَّمتَ ، ويُؤثِرُ الكِتمانَ ، وينطوي على جِراحِهِ وآلامِهِ . رُوَيْدَكَ يا قلبي ، لا تلتفِت لهم ، لا تهتمّ بِهم ، لا تتأثَّر بأفعالِهم وكلامِهم . مِسكينةٌ تلك القلوبُ التي تَغارُ ، فتَحرقُها الغَيْرةُ ، ورُبَّما تُغيِّرُ مَجرَى حياتِها . رِفقًا بالقُلوبِ الضَّعيفةِ ؛ فـ ( إنَّ اللهَ رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلِّه ) مُتَّفقٌ عليه . ومُراعاةً للمَشاعِرِ والأحاسيس قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إذا كُنتُم ثلاثةً ، فلا يتناجى اثنانِ دُونَ الثالثِ حتى يختلِطوا بالناس ؛ فإنه يُحزِنُه ذلك ) صحَّحه الألبانيُّ . وحتى لا يَجرَحَ قُلُوبَ أصحابِهِ ، فإنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ( كان إذا بَلَغَه عنِ الرَّجِلِ شيءٌ لم يقلْ : ما بالُ فلانٍ يقولُ ؟ ولكن يقولُ : ما بالُ أقوامٍ يقولونَ كذَا وكذَا ) صحيح الجامع . إذا رأيتَ الغَيْرةَ مِن أحدِهم ، فانظُر لِمَا فعلتَ مِن شيءٍ أثارَ غَيْرتَه . قد تكونُ الغَيْرةُ مذمومةً حِينَ تقتُلُ صاحِبَها ، فتملأُ فِكرَه ، وتشغلُ بالَه ، وتُلازِمُه في كُلِّ مكانٍ وزمانٍ ، ومع كُلِّ شخصٍ له عِلاقةٌ بِهِ . فالغَيْرةُ قد تُحوِّلُ صاحِبَها لحَاسِدٍ أو حاقِدٍ أو مُبغِضٍ لِمَن حولَه ، ورُبَّما قادته لأعمالٍ تخريبيَّةٍ وتدميريَّةٍ ، وقد تُوصِلُه للقتل . أمَّا الغَيْرةُ المَحمودةُ ، فهِيَ ما تكونُ بحُدودٍ ، وفي مَواقِف تستحقُّ ذلك . وأجملُها وأعظمُها : الغَيْرةُ على مَحارم اللهِ أن تُنتهَكَ . وأنتَ يا مَن تغارُ ، رِفقًا بنفسِكَ ، ليس كُلُّ مَوقفٍ أو كلمةٍ أو فِعلٍ يُثيرُ الغَيْرةَ . قد تكونُ الغَيْرةُ نتيجةَ أوهامٍ في نفسِكَ ، أو سُوءِ ظَنٍّ بمَن حولَكَ ، فانتبِه لذلك ، وكُن مُعتدِلًا في مشاعِرك ، مُتَّزِنًا في عواطِفِكَ . لا تتطلَّع إلى ما في يَدِ غَيركَ ، فقد يكونُ سببَ غَيْرتِكَ ، وارضَ بما قَسَمَ اللهُ لَكَ تسعَد في حياتِكَ بإذن الله . قلبُكَ بحاجةٍ إلى أن يَقترِبَ مِن رَبِّهِ سُبحانه أكثر ، وأن يُحَسِّنَ عِلاقتَه به ، فتقِلُّ غَيْرتُه على البَشَرِ ، وتُضبَطُ مَحَبَّتُه وتكونُ للهِ ، فلا يتأثَّر بأيِّ شيءٍ ، ولا يتغيَّر لأقلِّ شيءٍ . وفي الحَديثِ : ( إنَّ اللهَ تعالى يَغارُ ، وإنَّ المؤمِنَ يَغارُ ، وغَيرَةُ اللهِ أن يأتِيَ المُؤمِنُ ما حَرَّمَ اللهُ عليهِ ) صحيح الجامع . http://www.7lwthom.net/up/uploads/1486671400552.gif |
الساعة الآن 03:46 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0