مجتمع رجيم

مجتمع رجيم (https://forum.rjeem.com/)
-   النقاش العام (https://forum.rjeem.com/f2.html)
-   -   في غيابك سر! (https://forum.rjeem.com/t184234.html)

كيان انجرح 01-09-2018 08:50 AM

في غيابك سر!
 
[FT=simplified arabic] عتمة الليل وهذا الهدوء المريب إثر غيابك، مرآة مصقولة تكتنفها رجفة الخوف من المجهول، هجرها النور وختم بإحكام على سر الغياب المبهم، أحتاج إجابة لسر اختفائك الغامض، كمعضلة عويصة تحتاج حلا.
تباشير هذا الظلام لاتبدو مبشرة بخير، فالليل غافلني و بكر بالمجيء بالرغم من أن موعده لم يزل بعد !
الهدوء يخيم على تفاصيل الحياة حولي، إلا من صوت تكتكة عقارب ساعة الإيقاظ التي اشتريتها لي، بعد أن تباطأت بالاستيقاظ يوم وصف لي الطبيب حبة دواء تساعدني على النوم، ليلة اجتاحني كابوس الأرق وهيمن عليّ، وصرت أحسب اغفاءاتي حتى الصباح، لأعود لهجران الوسائد والبحث عن حبة الدواء لأهجع.
هذا الصباح لم يكن مثل كل اشراقة يوم جديد ممزوجة بالفرح، تصحو من نومك وتبتسم لما تراني، فقد بان الهزال على محياك والحزن وحده طغى على حضورك المقتضب، وبعض الحروف المبهمات كأن الكلمات لم تجد السبيل إلى لسانك، تمتمت بصوت ما يشبه الهديل:
- يمارس الغياب طقوسه ويفرضها علينا في غفلة منا، ولاسلطان لنا عليه ولا من زمن محدد، فلاتشغلي رأسك الجميل بالوهم.
لم تنجح يوما محاولاتك معي أن تخبيء عني حزنك، وأنت تحاول إغراقها بأعماق بحر صمتك المرير، ونظرة يأس لمحتها في عينيك، وفشلت أنت بإخفائها عني..
ماأجدتُ يوما مجالدة الشوق حتى احتضاره، ولاتبلدت أحاسيسي نحوك منذ تبلورت مشاعري معك، ولم أنس يوما ما جرى بيننا، يوم احتضنتنا شوارع ماليزيا حين انطلقت عاصفة المطر، وظَللتني أنت بذراعيك لتقي شعري المتساقط -إثر الدواء - المطر ، وأبهرك أني أطلقت عليك لقب مظلتي!
مبتسما همست لي.. وتُغرق ملامح وجهك ومضة مرح مخلوطة بالشجن:
- أيعني هذا أني لن أكون حبيبك صيفا !؟
- لاتكن سخيفا حبيبي، أنت مظلتي التي تحميني من الشمس والمطر، أنت مظلتي بكل الفصول.
يا رحلة عمري الخاوية من الطمأنينة إلا معك.. بلا علامات استفهام سوى اليوم!
كمسافر أخذ كل احتياطاته اتقاء البرد شتاءا وتغير أوجه الفصول الأربعة، ترسم لي بأصابع عازف مبتديء على الباب قرص شمس، ومظلة تمسك بها يدك، وتعزف ببراعة عاشق على أوتار أيامنا لحنا دافئا وحميما، لكنك لم تكن يوما تجيد لعبة الخداع أو ارتداء قناع الفرح المزيف حين تكتنفك موجات الحزن الثقيلة، ولم تتقن الهروب ولو لحظة من طوفان الأسئلة المربكة حول ماهية حياتنا، والرهان الرفيع على صواب الجواب كضربة حظ قد لاتوافينا.
وها أنا الآن أقف حائرة على عتبة انتظارك، يتلبسني أسى رهبة الغياب ووقع هسهسة أقدام تبتعد عن سمعي رويدا رويدا، وانتظار الجواب على سر غيابك!.
[/FT] </ul>


الساعة الآن 12:58 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0