فأنا الآن مع أهلى ،، لكنى فى القبر سأكونُ وحـدى . لا أنيس و لا رفيق ، لا أخ و لا صديق ، لا صاحب و لا ولد .
سأعيشُ فى ظلامٍ لا تضيئه المصابيح ،،،
سأعيشُ فى قبرٍ لا تدخله الشمس ..
فكيف سيكونُ حالى ..؟!
إنها لحظاتٌ صعبة ..!
فقارنى - أختى - بين ظلامٍ فى الدنيا قد لا تحبيه و لا ترغبين فيه ،، و بين ظلامٍ فى القبر لا تتحكمين فيه ، و لا تنتظرين شمسًا تُشرقُ عليكِ فتُضئ المكان و تُذهب الظلام .
الآن - و مـع انقطاع الكهرباء - أجدُ الجَو شديد الحرارة ، لا مراوح و لا مُكيفات فأتذكر تلك اللحظات التى تدنو فيها الشمسُ من الرؤوس ... حين تقومُ الساعة ... حين يملؤنا العرق ... نسألُ اللهَ السلامة .
أيهما أشـد ..؟!
لا شك أنَّ حَـرَّ الآخرة أشـد بكثير من حَـرِّ الدنيا .
و مع إحساسى بهذا الحر الشديد أتذكرُ أيضًا النار .. فإنَّ حَرَّها شديد ، و قعرها بعيد ، و مقامعها حديد .... نسألُ اللهَ العافية .
الآن - و مع انقطاع الكهرباء - أريد أن أشرب ماءًا باردًا لكنْ مِن أين لى به ؟ فالماءُ بالثلاجة قد أصبح حارًا ،،،، و هنا أيضًا أتذكر يومَ القيامة بحَرِّه الشديد ، و لا ماء ... اللهم سَلِّم سَلِّم .
الآن - و مع انقطاع الكهرباء - و اتصالنا بمصلحة الكهرباء أكثرَ من مَرَّة لإصلاح العُطل الموجود ، و لا نجدُ استجابة ، أتذكرُ دعوة رَبِّنا سبحانه و تعالى لنا بالتوبة :
التحريم (آية:8): و وعده سبحانه لنا بتكفير السيئات و دخول الجنات : (( عَسَى رَبُّكُم أن يُكَفِّرَ عَنكُم سَيئاتِكُم وَ يُدخِلَكُم جَنَّاتٍ تَجرى مِن تَحتِها الأنهارُ )) [التحريم : 8] ..
و أقارن بين الحالين : بين مخلوقٍ تطلب منه خِدمةً يُقدِّمُها لك ، فيُعرِض عنك ، و يتجاهل طلبك ،، و بين خالقٍ رؤوفٍ رحيم ، يدعوكِ إليه ، و يعدكِ بالثواب و مغفرة الذنوب باستجابتك .
فـ مَن تختارين ..؟!
ما زِلتُ أكتبُ هذه الكلمات ،، و ما زالت الكهرباء منقطعة ...
ماذا لو جاءنى مَلَكُ الموتِ الآن ...؟!
هل سأفرحُ بذلك ..؟! أم سأحزن ..؟!
و هل سيقبض رُوحى على طاعة ..؟! أم سيقبضها على معصية ..؟!
هل سيحزن أهلى لموتى ..؟! أم أنَّ الأمرَ سيكونُ عاديَّاً بالنسبة لهم ..؟! أيامٌ و سينسونى ...!
هل سأجدُ مَن يترحَّمُ عَلَىَّ و يدعوا لى بالمغفرة و دخول الجنة ..؟!
بل هل سأجدُ مَن يتذكرنى بعد موتى ..؟!
و هل سيتذكرونى بالخير أم بالشر ..؟!
هل سيدعون لى ..؟! أم سيدعون عَلَىَّ ..؟!
هل سيكونُ هناك مَن يفتقدنى بعد موتى ..؟!
لعل كل مَن يعرفنى سينسانى بعد موتى ،، و كأنِّى لم أكن بينهم ..
ما زالت الكهرباءُ مُنقطعة ،، و أنا أشعرُ بضيقٍ بداخلى مع وجود هذا الظلام حولى .. أنتظرُ طلوعَ الصبح لأرى ضوءَ الشمس يُنيرُ الكون ...
و ما زالت الأفكارُ تترى ... ماذا لو جاء الصبحُ و لم تطلع الشمسُ ..؟! ماذا لو أصبحتُ و وجدتُ الشمسَ قد طلعت من مغربها ..؟!
يا إلهى .....!!!
إنها علامةٌ من علامات الساعة ،، التى إذا ظهرت لا تنفعُ التوبة و لا تُقبَل ..
رُحماكَ يا رَبِّ ...!
فتوبى يا نفسى ... توبى قبل فوات الأوان ،، و اعصى الهوى و الشيطان ،، و اجعلى هدفكِ أعالى الجِنان .
:: :: :: :: ::
الآن : الساعة الحادية عشرة و الربع مساءًا ...
و قد عادت الكهرباء بعد انقطاعٍ دام ساعات ... و قد أُضِيئَت
المصابيح بعد ظلام ...
و عملت المراوح فجاءت بالهواء بعد حَرٍّ شديد ..
الآن ... و قد تغير الحال ،،،، هل تغير معه إحساسى ..؟!
بالتأكيـد ... نعـم ...
و الأسئـلة التى تشغلنى الآن هى :
هل نحن بحاجةٍ إلى أن نعيش لحظات ألمٍ و تعبٍ و معاناة كى نتقرب إلى الله سبحانه و تعالى ..؟!
هل إيماننا ضعيفٌ لدرجة أننا لا نتأثر إلا بالمواقف الصعبة ،، و لا تؤثر فينا المواقف السريعة و العابرة ..؟!
هل تذكُّرُنا للموت قد يُنَغِّصُ علينا حياتنا ..؟!
أقـول : نحن بحاجةٍ لأشياء كثيرة فى حياتنا ،، منها ما هو مادىٌّ ، و منها ما هو معنوىٌّ .
لكنْ : مع احتياجنا لهذه الأشياء ينبغى الاعتدال فيها ،، فخير الأمور الوسط ،، و نحن الأمة الوسط .
فنقصان الشئ أو زيادته قد يؤدى إلى غير المقصود منه ، و قد تكون له نتائج سيئة .
فتذكرنا للموت مثلاً ينبغى ألا يسيطر على حياتنا ،، لأننا لو تذكرناه فى كل لحظة لتوقفت حياتنا ، و لانقطعت عباداتنا ، و لَمَا استطعنا السير على أقدامنا ..
كما أننا لو لم نتذكره لعشنا فى الدنيا نلهو و نلعب ، و نعصى و نُذنب ، و لا نجد لنا رادعًا و لا واعظًا ...... و كفى بالموت واعظًا ...!
فنتذكره ... لكنْ ليس فى كل لحظة ، و ليس فى كل وقت ، و ليس فى كل مناسبة ..
و هكذا مع باقى الأمور فى حياتنا .
كانت هذه لحظاتٍ عشتها ...... و إليكنَّ نقلتها .... فأسألُ اللهَ سبحانه و تعالى أن يقينا عذابه ،، و أن يُدخلنا جناته . اللهم آمين
مما راق لي
كتبت :
سنبلة الخير .
-
اللهم نسألك النجاة من عذاب القبر
جزاك الله خيرا على طرحك القيم سلمت يمنياك اثابك الله اعالي الجنان
كتبت :
حنين للجنان
-
عشت معك بالحضات التي كتبتها اناملك
نعم فأسألُ اللهَ سبحانه و تعالى برحمتة أن يقينا عذابه ،، و أن يُدخلنا جناته .
اللهم آمين
طرح رائع
ونسجك له اروع
فجزاك الله اخيتي حبيبت قلبي عراقية انا خير الجزاء
واسكنك الجنة بغير حساب
وكثر من امثالك
كتبت :
*بنت الإسلام*
-
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
موعظة طيبة
شكرا لك
كتبت :
* أم أحمد *
-
بارك الله فيكن اخواتي الحبيبات واثابكن جزاكن الله خيرا على المرور وعلى الدعاء تقبل الله منا ومنكن صالح الاعمال احبكن في الله