* صفحة أسئلة المشاركات في حملة كيف تكوني داعيه واعيه والرد على الأسئله *

مجتمع رجيم / ملتقى داعيات منتدى ريجيم
كتبت : ام البنات المؤدبات
-
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
استفدت كثيرا من اجوبتكم اتمنى الافادة للجميع
سؤالي :
الوقت سلاح ذو حدين لكل الامور فما بالك بالدعوة الى الله قد يكون وقت الام الداعية مشغول اكثر من اي داعية وقد تضطر ان تهمل اشياء كثيرة حتى تقوم بامور الدعوة سؤالي هو كيف تستفيد الام الداعية من وقتها دون ان تهمل واجباتها المنزلية والزوجية ؟؟؟؟

ويبارك فيكِ أختي الغاليه
ما شاء الله تبار الرحمن
سؤال هادف وقيّم وتحتاج له كال أخت داعيه الى الله
أختي الغاليه تفضلي

الجواب

الزوجة الداعية.. التوازن بين الواجبات والحقوق




بقلم: إسماعيل حامد

من أعظم نعم الله تبارك وتعالى على المرأة المسلمة أن يمنَّ عليها بزوج داعٍ إلى الله؛ يجعل منها عونًا له على طاعة الله ورضاه ورفيقة دربه حتى تشاركه الأجر، فهنيئًا لتلك الزوجة الحسنات التي تحصل عليها بكل كلمة ينطق بها زوجها، وبكل خطوة يخطوها في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، وبكل موعظة أو نصيحة يقوم بها، وبكل لحظة يقضيها من ليل أو نهار في دعوة؛ فهي شريكة له في أجره كله.. صغيرًا كان أو كبيرًا.

ومن تمام النعمة أن تعمل هي أيضًا في حقل الدعوة إلى الله، فتكون داعيةً إلى الله بجوار زوجها، ولكن كيف تنال الزوجة الداعية ذلك الأجر؟ وكيف تحقق المرأة المسلمة الملاءمة والمواءمة بين الوظيفة الدعوية وما تتطلبه من بذل وصدق وهمّة وهجرة وقيام وشهود بالقسط،، وبين وظيفة البيت وما تقتضيه من صلاح ورعاية ومسئولية؟ كيف توازن المرأة المسلمة بين واجبات دعوة مدعوَّة هي إلى حمل رسالتها إلى الناس، وبين متطلبات بيت مسئولة هي عن أهله تربيةً ورعايةً ومعاشرةً وحسنَ خلق؟ كيف لها أن تجمع بين صناعة الأجيال في المجتمع وبناء النفوس في البيت؟ وهل يمكن أن توفَّق الزوجة الداعية بين تلك الأمور؟
إجابة تلك الأسئلة ومعالجة الخلل الواقع فيها.. تأتي في هذه الهمسات التربوية:

نظرة تاريخية

منذ نشأة قسم "الأخوات المسلمات" في الجماعة، والأخوات يقُمْن بدورٍ كبيرٍ؛ ألا وهو الإسهام مع الزوج في إقامة بيتٍ مسلمٍ بكل ما تحويه الكلمة من معانٍ؛ من حيث هيمنة الإسلام على كل ما يدور في البيت، في علاقة الأخت بزوجها ورعايتها له، وحُسن معاملتها لأهله، وحفاظها على ماله، ثم القيام برعاية الأبناء الرعاية السليمة التي تكفل إخراج نماذج سوية ومتفوِّقة للمجتمع؛ تتميز بتمسُّكها بدين الله عز وجل، وسَيرها على درب الأبَوَين، ثم تقوم الأخت بعد ذلك بدورها الدعويِّ مع الأهل والجيران؛ بما لا يؤثِّر على بيتها ومسئولياتها المتعدِّدة، وكتب الإمام الشهيد رسالة المرأة المسلمة والتي تعدُّ من أوائل رسائله، لتوضح لها مهمتها ورسالتها، فكان لها دور كبير داخل الجماعة بما يتناسب مع ما تُكلَّف به من أعمال وطبيعة تكوينها وواقع مسئولياتها الاجتماعية، ولقد كان للأخوات دور كبير في الحفاظ على دعوة الإخوان، خاصةً في فترات الأزمات التي مرت بالجماعة، وعلى رأسها الفترة من أواخر الأربعينيات إلى بداية السبعينيات.

تحول جذري

كان هذا هو النهج الذي سارت عليه الأخوات المسلمات، حتى ظهرت مواقف وسلوكيات نحسب أنها صدرت عن أخوات لا ينقصهن صدق التوجه وإخلاص النية ونقاء الطوية وسلامة الدافع، إنما قد ينقصهن القدرة على التفرقة بين
"الضرورات التي تبيح المحظورات"
أو قد ينقصهن مظاهر المحاذير الشرعية لتفاديها، أو قد ينقصهن المعرفة التامة بفقه الأولويات.


هي ظواهر متعددة ومتنوعة طَرَأت على فهْم الأخوات المسلمات لدورهنَّ في الحياة، وعلى سلوكهنَّ نحو الأزواج والأبناء والمسئوليات المنزلية؛ مما لا يُعدُّ من النهج الإسلامي في شيء، ومن ذلك ما أصبح شائعًا بين قطاعٍ من الأخَوَات من الحِرصِ الشديد على العمل الدعوي خارج المنزل، وتفضيله على البيت والزوج والأولاد، فهنَّ يضعْن لذلك العمل أولويةً ويردِّدن مقولة
"العمل الدعوي هو كياني وشخصيتي"؛
مما يكشف عن خَلَل خطير في الأولويات لدى هؤلاء الأخوات، فبعضهن يجعلن دورهن كزوجة وأم في نهاية الأولويات، كما أنهن قد يحتقرن هذه الأدوار بجانب الدور الدعوي، وفي هذا من الخطورة ما فيه؛ حيث لن يمكننا أن ننتظر من أمثال هؤلاء أن يُحسنَّ العِشرة مع أزواجهنَّ، أو أن يعطِينَ الوقت الكافي لتربية أبنائهنَّ.



فقه الأولويات

إن أولوياتك أيتها الزوجة المسلمة الداعية هي:
(1- الزوج 2- البيت والأولاد 3- الدعوة 4- العمل)
، فالترتيب يأتي هكذا، وليس هذا إجحافًا أو إنقاصًا من حقِّ الدعوة، بل دعوتُكِ مع زوجِكِ وأولادكِ مهمة جدًّا، فهذا كفيلٌ بأن يُنشئ أسرةً قويةً مترابطةً ويُخرجها إلى المجتمع قويةً ضد أية أعاصير تواجهها، كذلك فبيتك لا يقل أهميةً.

والأصل أن تكون الأخت المسلمة قادرةً على تحقيقِ التوازن طوال حياتها عندما تقوم بجميعِ الأدوارِ المطلوبة منها كأم وزوجة وداعية، وجديرٌ بنا الآن أن نذكر بعض العوامل التي تساعد على تحقيق التوازن، ومنها:
- اعتمدي على السرعةِ والإتقان أثناء أداء عملك.
- اغتنمي كل دقيقة وأحسني الاستفادة منها.
- عوِّدي الأولاد على تحمُّل المسئولية والمساعدة في البيتِ وفرض بعض الأعمال عليهم مع تحديدها ومتابعتهم فيها ليعتادوا عليها.
- الاهتمام باحتياجاتِ الزوج جيدًا ومعرفة ما يسعده وما يغضبه؛ فتؤدي حقوقه وواجباته بشكلٍ جيدٍ يدفعك إلى إتقانِ باقي الأدوار.
- حسن ترتيب أولويات الواجبات والتي هي: التكاليف التعبدية, واجبات الزوج، البيت والأولاد، التكاليف الدعوية والعلاقات العامة، ثم ترتيب أولويات الأعمال التي داخل كل أولوية .

حقوق مشروعة

حق الزوج:
لكل من الزوجين حقوق على الآخر، ولكن تبقى حقوق الزوج على زوجته أعظم من حقوقها عليه؛ لقوله تعالى:
﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾
(البقرة: من الآية 228)
ولقوامته ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾
(النساء: من الآية 34).
فمن حقوق الزوج على زوجته أن تطيعه في غير معصية الله، وأن تحفظه في سره وماله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
"لو كنت آمرا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"،


الراوي: أبو هريرة و معاذ بن جبل و بريدة الأسلمي المحدث:السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 7481
خلاصة حكم المحدث: صحيح



ومنها: أن لا تعمل عملاً- تطوعيًّا كان أم دعويًّا- إلا بإذنه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه".


لراوي: - المحدث: الإمام الشافعي - المصدر: الأم - الصفحة أو الرقم: 3/408
خلاصة حكم المحدث: محفوظ



ولقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم رضا الزوج عن زوجته من أسباب دخولها الجنة

فعلى الزوجة الداعية مسئولياتٌ عظيمةٌ تجاه زوجها؛ ومن ذلك:
- التعاون معه على البر والتقوى، والصبر على دعوته كما صبر الأنبياء على أذى قومهم.
- أن تتحمل منه بعض الزلات التي قد تقع؛ فهو بشر وليس بمعصوم.
- أن تتحمَّل كثرة غيابه عن منزله وكثرة أسفاره ما دام ذلك كله في طاعة الله تعالى.
- أن تكرم ضيوفه وتعمل على راحته معهم ما داموا في طاعة الله.
- أن تتألم لألمه وأن تفرح لفرحه، وألا تكون في وادٍ وزوجها في وادٍ.
- أن تقف معه وتحفِّزه على تطوير دعوته وأداء رسالته، وتقوّي عزيمته وهمته.
- أن تجعل بيتها هانئًا لزوجها، يأوي إليه من عنت المشقة وهموم العمل الدعوي.
- أن تهتم بنفسها.. فتكون لزوجها كالريحانة طيبة الريح حسنة المنظر دائمًا وأبدًا.
- أن تهتم بأولادها وتساعدهم في وظائفهم؛ لأن زوجها قد لا يكون لديه من الوقت ليقوم على تدريسهم وعنايتهم ورعايتهم.
- أن تساعده في بعض أعمال الدعوة في البيت؛ من إعداد وتحضير وبحث ومراجعة.

حق البيت:
ولتعلم الزوجة الداعية أن ميدان دعوتها الأول هو بيتها، ومنه تنطلق إلى ميادين الدعوة الأخرى، فالمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها
"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"،

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2554
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


ونجاحها هو تحقيق التوازن بين متطلبات بيتها ودعوتها، والتنسيق الكامل بينهما دون إفراطٍ أو تفريط.


تربية الأولاد على الطاعة من أهم واجبات المرأة المسلمة

إن المهمات الدعوية والمسئوليات التربوية التي وُكلِتَ إلى المرأة المسلمة في بيتها أكثر من أن تُحصى، ولعل المرأة المسلمة تُدرك أن المهمة الأساسية لها هي القيام على بيتها وأداؤها مسئولياتها وواجباتها فيه تجاه أبنائها في دعوتهم وحسن تربيتهم، وأن البيت نموذج مصغر للمجتمع؛ يتدرَّب فيه الإنسان على إعطاء كل ذي حق حقه، ومن تنجح في بيتها تنجح في دعوتها، والأخت تعتبر دعوتها بيتها كما تعتبر بيتها دعوتها، فالتوازن مطلوب إلا في الطارئ غير المتكرر، وبالتنسيق مع الزوج.


حق الدعوة:
والدعوة إلى الله واجبة على المرأة كما هي واجبة على الرجل لقوله تعالى:
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾
وقوله صلى الله عليه وسلم:
"إنَّما النساء شقائق الرجال"؛

الراوي: عائشة و أنس بن مالك المحدث: السيوطي - المصدر:الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 2560
خلاصة حكم المحدث: صحيح




لأن تحقيق الخير ونشر الفضيلة ومحاربة الفساد تستدعي تضافر جهد المرأة مع جهد الرجل؛ فهي تكاتفه وتعاضده لغاية واحدة، وقد دعانا الله تعالى إلى إيجاد أمة الخيرية فقال:
﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ﴾
(آل عمران: من الآية 104)،

والدعوة تأبى أن نُعطيها فضول أوقاتنا، وهي شرف ونعمة يتفضل الله بها على مَن أحب من عباده، ويحبِّبها إليهم حتى يستعذبوا أشواكها، ويتلذَّذوا بالتضحية بالنفس والنفيس من أجلها؛ فهي من أحسن الأعمال كما قال تعالى:
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ﴾
(فصلت: 33)،

وفيها بشارة الحبيب صلى الله عليه وسلم:

"لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من الدنيا وما فيها".

الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3701
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



ورغم أن العمل الدعوي واجب على المرأة، إلا أنه عمل منظَّم مضبوط بتوجيهات الشريعة ونظرتها إلى القضايا المختلفة ووحدة الفهم والتلقي، وتترتب عليه آداب لا يجب أن تغفل عنها الزوجة الداعية؛ منها:
- أن سماح الزوج لزوجته وإذنه العام بالحركة الدعوية الواسعة دون الرجوع إليه وتقديم الأمور الدعوية على الأمور البيتية لفترة طويلة؛ لا يعني سقوط حق الزوج بعد ذلك في طلب التعديل في أي وقت من هذه الحركة؛ فهذا حق شرعي له، والعلاقة الزوجية قائمة على الإحسان المتبادل، فلا يجب على الزوجة المقارنة بين سلبيات الزوج وإيجابيات غيره من الرجال (مدير- مشرف- مسئول- محاضر).
- ألا تقبل رأي الغير في أمور تمس البيت لا يعتدُّ به إذا كان مخالفًا لرأي الزوج، وأن تستأذن زوجها لحضور اللقاءات الدعوية التي مع الرجال، سواءٌ كانت في بيتها أو في غير بيتها، ولا بد من رضاه عن ذلك، ومتى حصل الشك في الرضا لا يحل لها الإذن بدخول رجل إلى البيت ولا خروجها إلى لقاء به رجل.
- وأن تنسِّق في مواعيدها الدعوية مع زوجها بعد عودتها إلى بيتها، وعند مجرد الإحساس بعدم ارتياح الزوج لنزولها إلى أي لقاء دعوي فعلى الزوجة ألا تصطدم بهذا الإحساس؛ بل عليها أن ترسل بالاعتذار إلى مشرفتها دون حرج.
- وألا تُقدم على ما يكرهه الزوج أو يتضرر منه أو ما تجد حرجًا في التصريح به إذا سألها عنه، وسرعة إبلاغ الزوج بأي أمر طرأ على غير المعتاد وشرح ملابساته والاعتذار عن أي تصرف يراه غير مناسب، ولا يجوز الكتمان خوف الملامة.
- لا يقبل بحال من الأحوال أن يكون بينها وبين المشرف الدعوي سرٌّ عن الزوج، ولا أن تدنو من المشرف الدعوي لتسرّ له بكلام بحيث لا يسمعها أحد ظنًّا منها أن علوَّ مرتبة الرجل الدعوية تلغي المحاذير الشرعية.
- ولا أن تحضر حفلات أو أنشطة اجتماعية وترفيهية أو لقاءات مشتركة يختلط فيها الحابل بالنابل ويغلب عليها الخوض في محاذير شرعية وشبهات باسم مصلحة الدعوة، ولا يجب أن يكون تصرفها حينما يرفض الزوج نزولها إلى عمل دعوي؛ أن تقول سأنزل تبعًا لولاية الدعوة علينا رجالاً ونساءً، أو أن تقول إن المسئول أدرى بالأصوب، أو أن تصر على النزول ولو سرًّا .

توازن محمود

إن قضية التنازع بين مهام وواجبات كلٍّ من البيت والدعوة وعدم التقصير في أحدهما أو تعدي أحدهما على حقوق الآخر؛ ظاهرة تنتاب العاملات في الحقل الدعوي، وهي إشكالية يشكو منها الأزواج في بعض الأحيان، كما تشكو منها الزوجات، وهي تحتاج في المقام الأول إلى إدراك وحسن فهم حتى نتجاوزها دون أن نقع في تقصير، وهذه بعض القواعد العامة التي يجب أن تحكم الأخت المسلمة حتى لا تقع في هذه الإشكالية:
1- "الوسطية".. بلا إفراط ولا تفريط.
2- "التوازن".. إعطاء كل ذي حق حقه.
3- "ترتيب الأولويات".. فالكل وقت عبادة.
4- "الموازنة بين المصالح بعضها وبعض"..
فالمرأة الداعية الواعية تقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد، ومصلحة الكثرة على القلة، ومصلحة الجوهر على الشكل.. وهكذا، وهناك أربعة أشياء إذا اعتمدت الزوجة الداعية عليها حقَّقت هدا التوازن:
(التوكل على الله- الصحبة الصالحة- الإرادة والهمة والقوة الإيمانية- الصبر والمصابرة).

ختامًا
إلى الزوجة الداعية.. التي جعلت الدعوة لبّ اهتمامها بدلاً من سفاسف الأمور التي شُغلت بها نساء اليوم من مكياج وموضة.. إليك أيتها الدرة المكنونة في هذه الدعوة.. إليك يا شقيقة الرجل في حمل هم الدعوة.. وإليك يا رفيقة الدرب كانت هذه الوصايا التي تجعلك بارةً صالحةً، راجحة العقل وسامية الغاية، نقية القلب والروح، حسنة المظهر والتصرف والسلوك، إنها معادلاتك الصعبة، وائمي بين عباداتك وحق الزوج ومتطلبات البيت والأولاد وواجب الدعوة، ووزِّعي- في عدالة وقصد وسداد- هذه الحقوق والواجبات،
واستعيذي بالله من العجز والكسل والهمّ والحزن،
وبالهمة والعزيمة سوف تجدين قرة عينك في القيام بالأعباء الجسام،
بلا شكوى ولا ضجر ولا سأم ولا ملل، وسيكون لنا وقفة تربوية أخرى معك أختاه بإذن الله، في موضوع آخر عن "القوامة على المرأة في العمل الدعوي".


أختكِ في الله
عراقيه


كتبت : ام حنين 1981
-
بكل صدق يعجز اللسان عن شكركم
ولااملك سوى الدعاء من القلب لكم جميعا
جزاكم الله خير وجعل مجهودكم الرائع في ميزان حسناتكم
وشكر للأخوات المشتركات بالاسئله لأني استفدت جدا من اجاباتها

السؤال الثالث

هل يجب تخير من تقدم له الدعوه ؟ ام الجميع سواء؟ لأن هناك من يرد الدعوه بالاساءه للدين او الاعتراض على احكام الكتاب والسنه؟ وان حدث ذلك هل تتحمل الداعيه اي ذمب؟

ما شاء الله تبارك الرحمن
تسلم يدكِ أختي الغاليه
سؤال قيّم وهادف
وتحتاج له كل داعيه

والآن أختي تفضلي الإجابه




الموقف الصحيح عند الاساءة


موسى بن ذكر الحربي


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد:-









قد يصاب الإنسان بخيبة أمل ودهشة وردت فعل تجرح الفؤاد ويعتصر القلب أساها عندما يسدي معروفا بصدق وحسن نية وإرادة نفع لشخص ما ويقابل هذا المعروف بالجفاء ولإعراض والتجاهل وكأن شيئا لم يكن وربما يسئ به الظن ويعتقد أن هذا الشخص شخص متلاعب ومراوغ لا يعرف للقيم ولا الأخلاق وزنا ألم بلا شك وأسلوب يحطم همم الجبال الرواسي فكيف بالإنسان الضعيف

لكن أخي الحبيب ما هو موقفك ممن يتصرف معك هذا التصرف هل تقابله بنفس الأسلوب ؟ أم تكون احلم منه ؟ فما هو إذا موقفك ؟



لتكون أنت الرابح إليك هذه التوجيهات وأظنها كفيلة بأن تعيد لك التوازن وتهدئ من روعك وحرقتك وتطفئ نار غضبك واشتياقك لمعرفة الأسباب التي جعلته يقابلك بهذه الغلظة والصد عنك .

فإليكموها






1. احمل تصرفه على أحسن محمل ولا تسئ به الظن فربما يكون معذورا والله


جلا وعلى يقول (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن أثم )

الحجرات (آية:12







2-لا تحزن من جفائه لك إذا كنت صادقا في النصح وربك يعلم نيتك وأنك لا تريد له إلا الخير وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم

( إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى )
align="right">الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 20/223
خلاصة حكم المحدث: صحيح



3- ليكن النبي صلى الله عليه وسلم قدوتك فها هو بأبي هو أمي لما جاء لقومه

بالنور والهدى ليخرجهم من الظلامات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة رب
العباد آذوه أشد الأذى وأخرجوه من أرضه وصفوا له سمطين وسلطوا عليه
سفهاءهم فحزن صلى الله عليه وسلم حزنا عظيما لأنهم لم يؤمنوا به فتكون
عقبتهم إلى النار فقال الله له
( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون )

فاطر (آية:8):


وقال تعالى
(واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )
النحل (آية:127



4. كن ذا صدر واسع فلا تهزك الزوابع وكن جبلا شامخا لا يعلوه التراب ولا يمسك الماء في قممه بل يرسلها للسهول لترتوي وتذكر مقالة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذى
عندما قال ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )

align="right">الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3477 align="right">
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


ولما طرد من الطائف وكان بقرن الثعالب وجاءه جبريل معه ملك الجبال فقال يا محمد إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال بأبي هو وأمي صاحب القلب الرحيم
( لا إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا )

align="right">الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 3231
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]





5. لا تنس فضل من جفاك فإذا كان اليوم أساء إليك فلابد أن يكون في يوم ما قد أحسن إليك وقابل هذه بتلك ولا نتنظر بعين واحدة فلكل إنسان زلة قدم وكل بني آم خطّأ والكمال لله وحده سبحانه .
6. قابل الإساءة بلاحسان وادفع الغضب بالصبر وتذكر محاسن من أساء إليك وقد قال الله عز وجل
( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )
فصلت (آية:34)

هذا إذا كان بينك وبينه عداوة فكيف إذا كان هذا الإعراض لسوء فهم .
7. إذا اعتذر فاقبل عذره مهما كان حتى وإن لم تقتنع فليس من العدل أن تعتب عليه لإساءته ولا ترضى عليه لإحسانه
8. تذكر أنه بشر وأنه معرض للزلل وأنه يحمل بين جنبيه قلب فيه مشاعر ربما مع لإساءة توقت هذه المشاعر فخرج عن طوره فراع له هذا الجانب وجعل نفسك مكانه فماذا ستصنع ؟
9. لا تثنيك هذه الصدمة التي ربما تكون أحيانا كالصاعقة على قلبك عن مواصلة الطريق وبذل الخير ما استطعت فأنت تحمل رسالة وهدفك نفع الآخرين وهذا النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عنه لما جاء كفار قريش إلى عمه أبي طالب يشتكون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سفه أحلامهم ....
لماذا ؟ لأنه حق وأنت على حق

10. لا ترى لك فضلا على أحد لأنك إذا نظرة هذه النظرة ستنتظر من الآخرين احترامك وتقديرك وهم لا يأبهون بك ولا يرون لك فضل عليهم فهم لن يكونوا لك كما تريد






فن كسب الآخرين


ماجد محمد بن جعفر الغامدي


النجومية 1-2
في العلاقات
النجومية اسم لامع في سماء العلاقات الإنسانية ، وفي هذه الحلقة سنحلّق وإياكم في فضاء التميز لنصنع من أنفسنا نجوماً برّاقة .. فلنستعد للإقلاع لنطوف في رحلة ماتعة بين نجوم السماء ونتوقف عند كل نجم نتأمل ما سرّ بريقه وتألقه .. لنستفيد ونتعلم منه .. فلنربط الأحزمة ونستعد للإقلاع :






1. يقول ( د. ليون ) الذي أجرى دراسته على 4725 شخصاً في ولاية ( كالفورنيا ) والتي استغرقت تسع سنوات : ( إن نسبة الوفيات ترتفع عند الأشخاص الذين لايسعون إلى تكوين صداقات .. أو الذين لديهم عدد محدود من الأصدقاء .. بل إنهم يكونون أكثر من غيرهم عرضة لأمراض القلب والسرطان والتوتر النفسي والشعور بالاكتئاب ) .. ولذلك احرص على متابعة القراءة حتى تجيد بناء العلاقات الواسعة .. ولكي لا تصاب بشيء من هذه الأمراض ..

2. قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - :


( ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك :


v أن تبدأه بالسلام


v وتوسع له في المجلس


v وتدعوه بأحب الأسماء إليه )


3. احذر من تشبيك أصابعك أمام الآخرين .. فهذا يوحي بشخصية متوترة غير مطمئنة في حينها .


4. (كيف حالك أخي .. اتصلتُ لا لشيء فقط لأطمئن على صحتك و آنس بسماع صوت من أحببته في الله ... ) ماذا لو اتصل عليك أحدهم وهامسك بمثل هذه الكلمات .. بالطبع أنك ستذوب حياء من عبيق كلماته الزاكية .. وسيرتفع مقداره في قلبك .. فكن أنت هذا الرجل ..


5. حاول عند تحدثك مع الطرف الآخر أن تظهر الاهتمام المشترك معه أو حاول أن تحوّل محور الحديث عن موضوع يثير اهتمامه .. فإنه عند ذلك يأنس وينشرح صدره للكلام معك ..


6. الغضب هو قوة في الشخصية .. وإثبات للذات .. هذا ما قد يظنه البعض ولذلك يقول علماء النفس : ( إن الإنسان الذي يغضب لأتفه الأسباب هو إنسان ركيك الشخصية ) فاحذر ..


7. تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه على طبقات الجو وهو وضيع


8. يذكر الدكتور / علي الحمادي هذه الطريقة الرائعة في كسب الآخرين تحت عنوان ( لا تفعل شيئا ) فيقول : ( لا تفعل شيئا .. لا تتعجب كثيراً من هذه الطريقة فإنها طريقة ناجحة ومجربة وقد تم دراستها فوجدوا لها الأثر العظيم في توطيد العلاقات مع الآخرين .


نعم لا تفعل شيئا كل ما عليك أن تنصت للآخرين وتستمع إليهم وتترك لهم الفرصة في الحديث والكلام واستفراغ ما في صدورهم والتنفيس عما في نفوسهم .. تقول مجلة ( ريدرز دايجست )


( إن أكثر الناس يستدعون الطبيب لا ليفحصهم ، بل ليستمع لهم ))



9. هل رأيت الطير عندما يقع في المصيدة ؟!


إنه يصبح أسيراً لمالك المصيدة ..



كذلك القلوب فمصيدتها الابتسامة.. وعندما تقع في المصيدة تصبح أسيرةً للصائد .. وكأني بالابتسامة تقول لك عن صاحبها : إني أحبك في الله .. إنك تمنحي السعادة .. وإني سعيد برؤيتك ..



10. باشر حديثك بطرفة ودية .. واعرض أفكارك بطريقة تمثيلية .. فهذا أدعى لأن يجعلك أكثر جاذبية ..


11. استخدم طريقة إلقاء الأسئلة المفتوحة .. لبداية ناجحة في حديثك مع الآخرين .. وحتى تتيح لهم فرصة أكبر من الكلام ..







12. وانثر بين يديك العشريات المدهشة في كسب الآخرين :


* سلّم على من تلقاه بحرارة .


* ابتسم ابتسامة صادقة .


* أخبره بشوقك إليه .


* عدد الصفات الخيّرة فيه .


* امنحه الثقة بنفسه .


* شجعه على الأعمال التي أنجزها .


* أظهر إعجابك بشخصيته .


* دعه يتحدّث عن نفسه .


* استمع إليه بكل اهتمام .


* لا تقاطعه وهو يتحدّث .








أرجو أن أكون وضعت كل ما من شأنه جواباً لسؤالكِ
وإن كان في شيئ ثاني
أختي لا تتردي في السؤال
نورتي أختي الغاليه
أختكِ
عراقيه

صيد الفوائد
كتبت : حنين للجنان
-

اقتباس

الدب الكسلان

جزاكي الله خير اختي الغاليه
جواب كافي ووافي
جعله الله في ميزان حسناتك
والله يعطيكي العافيه على مجهودك الرائع


السؤال الثاني

كيف تتجنب الداعيه الوقوع في الرياء؟ يعني احيانا احب ادعي لعمل خير او اقدم نصيحه لكن اتراجع خوفا من الوقوع في الرياء او ان يقال اني فعلته من اجل سمعه وشهره ؟فكيف اتجنب ذلك؟

قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله :

اتصال الرياء بالعبادة على ثلاثة أوجه :

الوجه الأول : أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس مِن الأصل ؛ كمن قام يصلِّي مراءاة الناس ، مِن أجل أن يمدحه الناس على صلاته ، فهذا مبطل للعبادة .

الوجه الثاني أن يكون مشاركاً للعبادة في أثنائها ، بمعنى : أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله ، ثم طرأ الرياء في أثناء العبادة ، فهذه العبادة لا تخلو من حالين :

الحال الأولى: أن لا يرتبط أول العبادة بآخرها ، فأولُّها صحيح بكل حال ، وآخرها باطل .

مثال ذلك : رجل عنده مائة ريال يريد أن يتصدق بها ، فتصدق بخمسين منها صدقةً خالصةً ، ثم طرأ عليه الرياء في الخمسين الباقية فالأُولى صدقة صحيحة مقبولة ، والخمسون الباقية صدقة باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص .

الحال الثانية أن يرتبط أول العبادة بآخرها : فلا يخلو الإنسان حينئذٍ مِن أمرين :

الأمر الأول: أن يُدافع الرياء ولا يسكن إليه ، بل يعرض عنه ويكرهه : فإنه لا يؤثر شيئاً لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " .

الأمر الثاني أن يطمئنَّ إلى هذا الرياء ولا يدافعه : فحينئذٍ تبطل جميع العبادة ؛ لأن أولها مرتبط بآخرها .

مثال ذلك : أن يبتدئ الصلاة مخلصاً بها لله تعالى ، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية ، فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها .
الوجه الثالث أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة : فإنه لا يؤثر عليها ولا يبطلها ؛ لأنها تمَّت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد ذلك .

وليس مِن الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته ؛ لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة .

وليس مِن الرياء أن يُسرَّ الإنسان بفعل الطاعة ؛ لأن ذلك دليل إيمانه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " مَن سرَّته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن " .

وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : " تلك عاجل بشرى المؤمن " .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / 29 ، 30 ) .


----------------------------------------------------

كيف يُعالج الإنسان نفسه إذا دعته إلى الرياء ؟
يقول الشيخ محمد صالح المنجد :

على الراغب في التخلص من الرياء أن يسلك هذه السبل في علاج نفسه منه ، ومن ذلك :

1. استحضار مراقبة الله تعالى للعبد .

وهي منزلة " الإحسان " التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل ، وهي " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . رواه مسلم ( 97 ) .

فمن استشعر رقابة الله له في أعماله يهون في نظره كل أحد ، ويوجب له ذلك التعظيم والمهابة لله تعالى .

2. الاستعانة بالله تعالى على التخلص من الرياء

قال الله تعالى عن المؤمنين { إياك نعبد وإياك نستعين } [ الفاتحة 5 ] ، ومن الأشياء التي تنفع في هذا الباب الاستعانة بالله في دعائه ، قال صلى الله عليه وسلم : "أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول :وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم " . رواه أحمد (4/403) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 3731 ) .

3. معرفة آثار الرياء وأحكامه الأخروية .

حيث أن الجهل بذلك يؤدي إلى الوقوع أو التمادي فيه ، فليعلم أن الرياء مُحبط للأعمال ، وموجب لسخط الله ، والعاقل لا يتعب نفسه بأعمال لا يكون له أجر عليها ، فكيف إذا كانت توجب سخط الله وغضبه .

ومن أعظم الأحاديث في عقوبة المرائين في الآخرة ما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم : " أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِي مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". رواه الترمذي ( 2382 ) وحسّنه ، وصححه ابن حبان ( 408 ) ، وابن خزيمة ( 2482 ) .

4. النظر في عقوبة الرياء الدنيوية .

وكما أن للرياء عقوبة أخروية ، فكذلك له عقوبة دنيوية ، وهي أن يفضحه الله تعالى ، ويظهر للناس قصده السيّئ ، وهو أحد الأقوال في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم " من سمَّع : سمَّع الله به ، ومَن راءى : راءى الله به " رواه البخاري ( 6134 ) ومسلم ( 2986 ) . قال ابن حجر : قال الخطابي معناه : من عمل عملا على غير إخلاص وإنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه .

وقيل : من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإن الله يجعله حديثا سيئا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الآخرة . أ.هـ " فتح الباري " ( 11 / 336 ) .

5. إخفاء العبادة وعدم إظهارها .

وكلما ابتعد الإنسان عن مواطن إظهار العبادة : كلما سَلِم عمله من الرياء ، ومن قصد مواطن اجتماع الناس : حرص الشيطان عليه أن يظهر العبادة لأجل أن يمدحوه ويُثنوا عليه .

والعبادة التي ينبغي إخفاؤها هنا هي ما لا يجب أو يُسنُّ الجهر به كقيام الليل والصدقة وما أشبههما ، وليس المقصود الأذان وصلاة الجماعة وما أشبههما مما لا يُمكن ولا يُشرع إخفاؤه .

نسأل الله الإخلاص في القول والعمل وأن يغفر لنا ما وقعنا فيه من الرّياء والسمعة وصلى الله على نبينا محمد .

---------------------------------------------------------

ما هي حدود الامتناع عن عمل الخير خوفا من الرياء ؟.

يجب أن يُعلم أن الشيطان حريص على إيقاع المسلم في أحد أمرين : إما أن يجعله يعمل العمل رياءً وسمعة ، ولا يخلص فيه لله ، وإما أن يجعله يترك العمل بالكلية .

والمسلم الصادق في نيته لا يهمه ما يلقيه الشيطان من وساوس في عمله وأنه لغير الله ، ولا يهمه ما يلقيه الشيطان من وساوس ليترك الطاعة تخويفاً له من الرياء ، فإن القلب الصادق المطمئن يستوي عند صاحبه العمل في السر والعمل في العلن .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

امرأة تسأل فتقول : إني أخاف من الرياء وأحذره لدرجة أنني لا أستطيع أن أنصح بعض الناس أو أنهاهم عن أمور معينة مثل الغيبة والنميمة ونحو ذلك ، فأخشى أن يكون ذلك رياء مني ، وأخشى أن يظن الناس فيّ ذلك ويعدوه رياء فلا أنصحهم بشيء ، كما أني أقول في نفسي : إنهم أناس متعلمون ، وليسوا في حاجة إلى نصح ، فما هو توجيهكم ؟

فأجاب :

" هذا من مكايد الشيطان ، يخذل بها الناس عن الدعوة إلى الله وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن ذلك أن يوهمهم أن هذا من الرياء ، أو أن هذا يخشى أن يعده الناس رياء فلا ينبغي لك أيتها الأخت في الله أن تلتفتي إلى هذا ، بل الواجب عليك أن تنصحي لأخواتك في الله وإخوانك إذا رأيت منهم التقصير في الواجب أو ارتكاب المحرم كالغيبة والنميمة وعدم التستر عند الرجال ولا تخافي الرياء ، ولكن أخلصي لله واصدقي معه وأبشري بالخير ، واتركي خداع الشيطان ووساوسه ، والله يعلم ما في قلبك من القصد والإخلاص لله تعالى والنصح لعباده ، ولا شك أن الرياء شرك ولا يجوز فعله ، لكن لا يجوز للمؤمن ولا للمؤمنة أن يدع ما أوجب الله عليه من الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من الرياء ، فعليه الحذر من ذلك ، وعليه القيام بالواجب في أوساط الرجال والنساء ، والرجل والمرأة في ذلك سواء ، وقد بين الله ذلك في كتابه العزيز حيث يقول سبحانه : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة/71 .

"فتاوى ابن باز" (6/403) .

وعن حصين بن عبد الرحمن قال : كنت عند سعيد بن جبير فقال : أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة ؟ قلت : أنا ، ثم قلت : أما إني لم أكن في صلاة ، ولكني لدغت ... .

رواه مسلم (220) .

قال الشيخ ابن عثيمين :

" قال هذا رحمه الله لئلا يظن أنه قائم يصلي فيُحمد بما لم يفعل ، وهذا خلاف ما عليه بعضهم ، يفرح أن الناس يتوهمون أنه يقوم يصلي ، وهذا من نقص التوحيد .

وقول حصين رحمه الله ليس من باب المراءاة ، بل هو من باب الحسنات ، وليس كمن يترك الطاعات خوفاً من الرياء ؛ لأن الشيطان قد يلعب على الإنسان ، ويزين له ترك الطاعة خشية الرياء ، بل افعل الطاعة ، ولكن لا يكن في قلبك أنك ترائي الناس .

"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (9/85، 86) .


-----------------------------------------------------------


هل تعيد التوبة أجر ما حبط بسبب الرياء ؟

ورد في السنة الشريفة ما يدل على أن من عمل صالحا في كفره ، ثم تاب وأسلم : أنه يكتب له بعد التوبة أجر ما أسلف من الصالحات ، كأنه عملها في الإسلام ، وذلك من عظيم كرم الله عز وجل وسعة فضله وجوده وإحسانه ، وإن خالف في ذلك بعض العلماء ، لكن هذا هو الصواب ، فهو ظاهر السنة الصحيحة .

عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :

( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ عَتَاقَةٍ وَصِلَةِ رَحِمٍ ، فَهَلْ فِيهَا مِنْ أَجْرٍ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ خَيْرٍ )

رواه البخاري (رقم/1436) ومسلم (رقم/123)

يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في شرح هذا الحديث :

" من كان له عمل صالح فعمل سيئة أحبطته ثم تاب ؛ فإنه يعود إليه ثواب ما حبط من عمله بالسيئات " انتهى.

" فتح الباري " لابن رجب (1/146)

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" لو تاب المنافق والمرائي فهل تجب عليه في الباطن الإعادة ، أو تنعطف توبته على ما عمله قبل ذلك فيثاب عليه ، أو لا يعيد ولا يثاب .

أما الإعادة فلا تجب على المنافق قطعا ؛ لأنه قد تاب من المنافقين جماعة عن النفاق على عهد رسول الله ولم يأمر أحدا منهم بالإعادة , وقد قال تعالى :

(وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)

وأيضا فالمنافق كافر في الباطن ، فإذا آمن فقد غفر له ما قد سلف ، فلا يجب عليه القضاء ، كما لا يجب على الكافر المعلن إذا أسلم .

وأما ثوابه على ما تقدم ، مع التوبة : فيشبه الكافر إذا عمل صالحا في كفره ثم أسلم ، هل يثاب عليه ؟ ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحكيم بن حزام : أسلمت على ما سلف لك من خير .

وأما المرائي إذا تاب من الرياء ، مع كونه كان يعتقد الوجوب : فهو شبيه بالمسألة التي نتكلم فيها ، وهى مسألة من لم يلتزم أداء الواجب ، وإن لم يكن كافرا في الباطن ، ففي إيجاب القضاء عليه تنفير عظيم عن التوبة " انتهى باختصار.

مجموع الفتاوى (22/20-21)

ويقول أيضا رحمه الله :

" التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وإذا زال الذنب زالت عقوباته وموجباته ، وحبوط العمل من موجباته " انتهى.

" شرح العمدة " (1/39)

ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله :

" فصل : وإذا استغرقت سيئاته الحديثات حسناته القديمات وأبطلتها ، ثم تاب منها توبة نصوحا خالصة : عادت إليه حسناته ، ولم يكن حكمه حكم المستأنف لها ، بل يقال له : تبت على ما أسلفت من خير ، فإن الحسنات التي فعلها في الإسلام أعظم من الحسنات التي يفعلها الكافر في كفره : من عتاقة وصدقة وصلة ، وقد قال حكيم بن حزام : ( يا رسول الله ! أرأيت عتاقة أعتقتها في الجاهلية ، وصدقة تصدقت بها ، وصلة وصلت بها رحمي ، فهل لي فيها من أجر ؟ فقال : أسلمت على ما أسلفت من خير )

وذلك لأن الإساءة المتخللة بين الطاعتين قد ارتفعت بالتوبة ، وصارت كأنها لم تكن ، فتلاقت الطاعتان واجتمعتا . والله أعلم " انتهى.

" مدارج السالكين " (1/282)


----------------------------------------------------------


لا ينبغي ترك العمل المشروع خوف الرياء :
قال ابن مفلح :

( لا ينبغي ترك العمل المشروع خوف الرياء ) .

مما يقع للإنسان أنه أراد فعل طاعة يقوم عنده شيء يحمله على تركها خوف وقوعها على وجه الرياء، والذي ينبغي عدم الالتفات إلى ذلك ، وللإنسان أن يفعل ما أمره الله عز وجل به ورغبه فيه ، ويستعين بالله تعالى ، ويتوكل عليه في وقوع الفعل منه على الوجه الشرعي .

وقد قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله : لا ينبغي أن يترك الذكر باللسان مع القلب خوفا من أن يظن به الرياء بل يذكر بهما جميعا ، ويقصد به وجه الله عز وجل ، وذكر قول الفضيل بن عياض رحمه الله : إن ترك العمل لأجل الناس رياء ، والعمل لأجل الناس شرك قال : فلو فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة لانسد عليه أكثر أبواب الخير . انتهى كلامه. قال أبو الفرج بن الجوزي : فأما ترك الطاعات خوفا من الرياء فإن كان الباعث له على الطاعة غير الدين فهذا ينبغي أن يترك ؛ لأنه معصية ، وإن كان الباعث على ذلك الدين وكان ذلك لأجل الله عز وجل مخلصا فلا ينبغي أن يترك العمل ؛ لأن الباعث الدين ، وكذلك إذا ترك العمل خوفا من أن يقال : مراء ، فلا ينبغي ذلك لأنه من مكايد الشيطان .

قال إبراهيم النخعي : إذا أتاك الشيطان وأنت في صلاة ، فقال : إنك مراء فزدها طولا ، وأما ما روي عن بعض السلف أنه ترك العبادة خوفا من الرياء ، فيحمل هذا على أنهم أحسوا من نفوسهم بنوع تزين فقطعوا ، وهو كما قال ، ومن هذا قول الأعمش كنت عند إبراهيم النخعي ، وهو يقرأ في المصحف فاستأذن رجل فغطى المصحف ، وقال : لا يظن أني أقرأ فيه كل ساعة ، وإذا كان لا يترك العبادة خوف وقوعها على وجه الرياء فأولى أن لا يترك خوف عجب يطرأ بعدها .

وقد تقدم شيء في العجب قبل فصول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويأتي قبل فصول اللباس في الدخول على السلطان يأمره وينهاه قول داود الطائي أخاف عليه السوط ، قال : إنه يقوى قال : أخاف عليه السيف قال : إنه يقوى قال : أخاف عليه الداء الدفين : العجب .

" الآداب الشرعية " لابن مفلح ( 1 / 267 ، 268 ).


فتوى


السلام عليكم..
سؤالي هو: هل عند خوفي من الوقوع في الرياء أترك العمل الذي أخاف إن عملته أقع في الرياء، أم ماذا أفعل؟
حيث إنني - مثلاً - عندما أريد أن أدخل المصلى في المدرسة، ويكون هناك مجلس ذكر تلقي في إحدى المدرسات أو الطالبات دروسا وعظية، أشعر بأنني أدخل لكي يقولون: "ما شاء الله فلانة تحضر المصلى"، ثم أتدارك ذلك، وأصحح نيتي بأني أريد الأجر والموعظة والذكر..
فهل أترك الطاعة لكي لا أقع في الرياء؟
وجزاكم الله خيراً.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
نقول لك - يا أختي - : إنَّ خطر الرياء عظيم، قال تعالى عن المنافقين: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالي يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً}.
قال الطبري في تفسيره: "وأمَّا قوله: {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ}؛ فإنه يعني: أنَّ المنافقين لا يعملون شيئاً من الأعمال التي فرضها الله على المؤمنين على وجه التقرب بها إلى الله؛ لأنهم غير موقنين بمعاد ولا ثواب ولا عقاب، وإنما يعملون ما عملوا من الأعمال الظاهرة إبقاءً على أنفسهم، وحذاراً من المؤمنين أن يُقتلوا أو يسلبوا أموالهم، فهم إذا قاموا إلى الصلاة التي هي من الفرائض الظاهرة، قاموا كسالى إليها، رياء للمؤمنين ليحسبوهم منهم وليسوا منهم، لأنهم غير معتقدي فرضها ووجوبها عليهم، فهم في قيامهم إليها كسالى، كما حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى}، قال: والله لولا الناس ما صلَّى المنافق، ولا يصلي إلا رياء وسمعة".

قال ابن زيد في قوله: {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ}، قال: هم المنافقون، لولا الرياء ما صلوا.
وأمَّا قوله: {وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً}، فلعل قائلاً أن يقول: وهل من ذكر الله شيء قليل؟
قيل له: إنَّ معنى ذلك ـ بخلاف ما ذهبت ـ ولا يذكرون الله إلا ذكر رياء، لا ذكر موقن مصدِّق بتوحيد الله، مخلص له الربوبية؛ فلذلك سمَّاه الله "قليلاً"، لأنه غير مقصود به الله، ولا مبتغى به التقرب إلى الله، ولا مرادٌ به ثواب الله وما عنده، فهو وإن كثر، من وجه نصب عامله وذاكره، في معنى السراب الذي له ظاهر بغير حقيقة ماء" اهـ.
وجاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء فقد قيل ثمَّ أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثمَّ أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار" رواه مسلم والنسائي.
وعن ربيح بن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجَّال، فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجَّال؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الشرك الخفي، أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل" رواه ابن ماجه والبيهقي وهو حديث حسن.

ولا ينبغي ترك العمل المشروع خوف الرياء، وممَّا يقع للإنسان أنَّه إذا أراد فعل طاعة وكان هناك من يراه حمله ذلك على تركها خوف وقوعها على وجه الرياء، والذي ينبغي: عدم الالتفات إلى ذلك، وعلى الإنسان أن يفعل ما أمره الله عزّ وجل به ورغبه فيه، ويستعين بالله تعالى، ويتوكَّل عليه في وقوع الفعل منه على الوجه الشرعي.
وقد قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله: "لا ينبغي أن يترك الذكر باللسان مع القلب خوفاً من أن يظنّ به الرياء، بل يذكر بهما جميعاً، ويقصد به وجه الله عزّ وجل"، وقال: "فلو فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة لانسد عليه أكثر أبواب الخير". انتهى كلامه.

واحذري - يا أختي - من حيل الشيطان، فإنَّ من حيله: صدّ المسلم عن العمل الصالح لأجل الخوف من الرياء؛ فعليك المجاهدة لتصحيح النية وعدم الامتناع لأجل الناس، بل تسعين إلى المجاهدة لتصحيح المقصد.

وننصحك بسماع شريط "المؤمن بين الإخلاص والرياء، للشيخ سلطان العويد".

نسأل الله لنا ولك الإخلاص في القول والعمل.




وهذا المحاضرة


المؤمن بين الإخلاص والرياء، للشيخ سلطان العويد

















كتبت : أم سلسبيل
-
السلام عليكم بارك الله فيك اختى الغاليه عراقيه
على هذه الحمله الرائعه وجعلها الله فى ميزان حسناتك
سؤالى الاول وهو يخص الغيبه والنميمه
تعرفون جميعا بأنتشار هذه العاده السيئه وخصوصا عند النساء
كيف اكون داعيه لى ولغيرى من التخلص منها ؟؟؟
وهل يمكن التخلص منها بسهوله ؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حيّاكِ الله أختي الغاليه
نورتي الحمل حبيبتي الغاليه
ما شاء الله سؤال هادف
تسلم يداكِ

تفضلي أختي
حكم الغيبة والنميمة


*

هناك عادة عند بعض الناس، وهي: الغيبة والنميمة، ولا يوجد من ينهى عن هذا المنكر، وأنا أحياناً أسمعهم وهم يتكلمون في الناس، وأحيانا أتكلم معهم لكن أشعر أن ذلك حرام، ثم أندم على عملي هذا وأتجنبهم، ولكن قد تجمعني بهم بعض الظروف، فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.



الغيبة والنميمة كبيرتان من كبائر الذنوب، فالواجب الحذر من ذلك، يقول الله سبحانه:
(وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا)
(12) سورة الحجرات،
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: رأيت اسري بي رجالاً لهم أظفار من نحاس يخدشون بها، وجوههم وصدروهم، فقلت من هؤلاء؟ قيل له:
هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم).
هم أهل الغيبة، والغيبة يقول -صلى الله عليه وسلم-:
(ذكرك أخاك بما يكره).

هذه هي الغيبة، ذكرك أخاك بما يكره، وهكذا ذكر الأخت في الله بما تكره. من الرجال والنساء، قيل:
يا رسول الله إن كان في أخي ما أقول؟ قال:
( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته).
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2589
خلاصة حكم المحدث: صحيح


فالغيبة منكرة وكبيرة من كبائر الذنوب، والنميمة كذلك، يقول الله -جل وعلا-:
(وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ*هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ)
(10-11) سورة القلم.
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(لا يدخل الجنة نمام
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 105
خلاصة حكم المحدث: صحيح

ويقول -صلى الله عليه وسلم- أنه رأى شخصين يعذبان في قبورهما أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، فالواجب عليك أيها الأخت في الله الحذر من مجالسة هؤلاء الذين يغتابون الناس، ويعملون بالنميمة، وإذا جلست معهم، فأنكري عليهم ذلك، وحذريهم من مغبة ذلك، وأخبريهم أن هذا لا يجوز، وأنه منكر، فإن تركوا وإلا فقومي عنهم، لا تجلسي معهم، ولا تشاركيهم في الغيبة، ولا في النميمة.

يتبع


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعـد:
أخواتي الغاليات
من نعم الله علينا التي لاتعد ولاتحصى، نعمة اللسان
فبه يدخل الانسان الإسلام بنطقه لفظ الشهادتان
واللسان أداة للتعبير والتواصل فبه نقول أطيب الكلام، ويعيننا في عبادتنا على ذكر الله والتسبيح وقراءة القرآن فيصبح اللسان قائدنا الى الجنة بامتياز. اللسان نعمة عظيمة
لكن أخواتي هذه النعمة قد تصبح نقمة تقود صاحبها الى النار والعياذ بالله
حيث يكون هذا اللسان أداة للفتن والكلام السيء والكذب والنفاق والغيبة والنميمة...


يقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث معاذ بن جبل الطويل الذي رواه الترمذي بسند حسن صحيح، أنه عليه الصلاة والسلام قال لـمعاذ
(....... : ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟
قال قلت: بلى يا رسول الله , فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه وقال: كف عليك هذا ! كف عليك هذا! كف عليك هذا! فقال معاذ بن جبل: وإنا لموآخذون بما نتكلم به يا رسول الله؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم).


أخواتي الغاليات:
كم نسمع في مجالسنا من النهش في أعراض المسلمين.وقد أصبح الأمر عاديا جدا. وكأن المجلس الخالي من ذكر مساوئ الناس وأخطائهم لا طعم له، فلا تحلوا المجالس إلا بذكر فلان وعلان وانتقاد هذا وذاك.


الــــــــــــغيبة:
تعريف الغيبة



أن تذكر أخاك بما يكره سواء كان نقصا في بدنه

أو نسبه أو خلقه أو ثوبه
مثل أن تقول إحداهن عن صديقتها الغائبة
فلانة قصيرة أو فلانة فلاحة أو فلانة ماتفهم أو فلانة ماتعرف تلبس
وعلى الرغم من أن كل هذه الصفات موجودة بالفعل
في صديقتها إلا أنها تكون بذلك قد اغتابتها
لأن الأخرى تكره أن يقال عنها ذلك


إذا كنا في مجلس واغتاب أحدهم أخاه الغائب ماذا نفعل ؟

يجب لمن سمع هذه الغيبة أن يرد عن عرض أخيه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة
صححه الألباني
فإن لم يستطع فعليه مفارقة المجلس
لقوله تعالىوَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ
(القصص : 55 )
فإن لم يستطع مفارقة المجلس
أو خاف من ذلك فعليه الإنكار بقلبه وذلك أضعف الإيمان
أمثلة على الغيبة التي يقع فيها الملتزمين والمتدينين كثيرا

فعندما يذكر عنده أخ مسلم يقول
نسأل الله العافيه أو الحمد لله الذي عافانا
أو نعوذ بالله من الخذلان أو مسكين ربنا يهديه
فهو بذلك يجمع بين ذم المذكور ومدح نفسه



متى تباح الغيبة ؟
إذا كان فاسقا مجاهرا بالمعصية كالمطربين والممثلين
وشاربي الخمر
ينبغي للمسلم تحذير الناس من فسقه ومعاصيه
ويحرم ذكر عيوبه الأخرى بقصد التنقض منه
أن يشتكي المسلم للقاضي أو يستفتي شيخه
فيقول فلان ظلمني
وإن كان الأفضل في حال الاستفتاء
أن يقول ما رأيكم في رجل كان من أمره كذا وكذا

المشاورة كأن يسألك إنسان عن أخلاق شخص ما يريد
تزويجه لابنته
في هذه الحالة ينبغي عليك ذكر كل ماتعلم
من باب الدين النصيحة

التعريف ..
كأن يكون أحدهم مشتهرا بلقب معين ولا يعرف إلا به
كالأعرج أو الأعمش

أن يقول للوالي أو من في محله من الذيم يستطيعون
إنكار المنكر فلان يفعل كذا وكذا
رغبة منه في رد العاصي للصواب



عقوبة الغيبة
التعرض لسخط الله تعالى ومقته لفعله ما نهى الله عنه
حسنات المغتاب تنتقل إلى من اغتابه
وإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئاته
العقاب المذكور في الحديث السابق
نسأل الله العافية



كفارة الغيبة

التوبة والندم على التفريط في حق الله
إذا كانت الغيبة قد بلغت الرجل فعليه أن يطلب من الذي
اغتابه أن يسامحه ويظهر له الندم
وإذا كانت لم تبلغه فعليه الأستغفار له
والإكثار من الدعاء له وذكره محاسنه أما الذين اغتبه امامهم


وأيضاً


قال تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضا) الحجرات:12.

وقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدد مفهومها لأصحابه على طريقته في التعليم بالسؤال والجواب، فقال لهم: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".

وما يكرهه الإنسان يتناول خلقه وخلقه ونسبه وكل ما يخصه. وعن عائشة قالت: قلت للنبي حسبك من صفية (زوج النبي) كذا وكذا -تعني أنها قصيرة- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته".
إن الغيبة هي شهوة الهدم للآخرين، هي شهوة النهش في أعراض الناس وكراماتهم وحرماتهم وهم غائبون. إنها دليل على الخسة والجبن، لأنها طعن من الخلف، وهي مظهر من مظاهر السلبية، فإن الاغتياب جهد من لا جهد له. وهي معول من معاول الهدم، لأن هواة الغيبة، قلما يسلم من ألسنتهم أحد بغير طعن ولا تجريح.
فلا عجب إذا صورها القرآن في صورة منفرة تتقزز منها النفوس، وتنبو عنها الأذواق:
(ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)
الحجرات:12.
والإنسان يأنف أن يأكل لحم أي إنسان، فكيف إذا كان لحم أخيه؟ وكيف إذا كان ميتا؟‍!
وقد ظل النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد هذا التصوير القرآني في الأذهان، ويثبته في القلوب كلما لاحت فرصة لهذا التأكيد والتثبيت.
قال ابن مسعود: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل (أي غاب عن المجلس) فوقع فيه رجل من بعده. فقال النبي لهذا الرجل: "تخلل" فقال: ومم أتخلل؟ ما أكلت لحما. قال: "إنك أكلت لحم أخيك".
لراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 428
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وعن جابر قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فهبت ريح منتنة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:"أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين".
الراوي: جابر المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 2/11
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


حدود الرخصة في الغيبة
كل هذه النصوص تدلنا على قداسة الحرمة الشخصية للفرد في الإسلام.
ولكن هناك صور استثناها علماء الإسلام من الغيبة المحرمة، وهي استثناء يجب الاقتصار فيه على قدر الضرورة.
ومن ذلك المظلوم الذي يشكو ظالمه، ويتظلم منه فيذكره بما يسوؤه مما هو فيه حقا، فقد رخص له في التظلم والشكوى قال الله تعالى:
(لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما)
سورة النساء:148.
وقد يسأل سائل عن شخص معين، ليشاركه في تجارة أو يزوجه ابنته أو يوليه من قبله عملا ما، وهنا تعارض واجب النصيحة في الدين وواجب صيانة عرض الغائب، ولكن الواجب الأول أهم وأقدس فقدم على غيره. وقد أخبرت فاطمة بنت قيس النبي صلى الله عليه وسلم عن اثنين تقدما لخطبتها فقال لها عن أحدهما: "إنه صعلوك لا مال له" وقال عن الآخر: "إنه لا يضع عصاه عن عاتقه" -يعني أنه كثير الضرب للنساء-.
ومن ذلك الاستفتاء.
والاستعانة على تغيير المنكر.
ومن ذلك أن يكون للشخص اسم أو لقب أو وصف يكرهه ولكنه لم يشتهر إلا به كالأعرج والأعمش وابن فلانة.
ومن ذلك تجريح الشهود ورواة الأحاديث والأخبار.
والضابط العام في إباحة هذه الصور أمران :
1- الحاجة
2- والنية.
فما لم تكن هناك حاجة ماسة إلى ذكر غائب بما يكره، فليس له أن يقتحم هذا الحمى المحرم، وإذا كانت الحاجة تزول بالتلميح فلا ينبغي أن يلجأ إلى التصريح، أو التعميم فلا يذهب إلى التخصيص. فالمستفتي مثلا إذا أمكن أن يقول: ما قولك في رجل يصنع كذا وكذا. فلا ينبغي أن يقول: ما قولك في فلان ابن فلان. وكل هذا بشرط ألا يذكر شيئا غير ما فيه وإلا كان بهتانا حراما.
والنية وراء هذا كله فيصل حاسم، والإنسان أدرى بحقيقة بواعثه من غيره، النية هي التي تفصل بين التظلم والتشفي، بين الاستفتاء والتشنيع، بين الغيبة والنقد، بين النصيحة والتشهير. والمؤمن -كما قيل- أشد حسابا لنفسه من سلطان غاشم، ومن شريك شحيح.
ومن المقرر في الإسلام أن السامع شريك المغتاب، وأن عليه أن ينصر أخاه في غيبته ويرد عنه. وفي الحديث" من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار ". " من رد عن عرض أخيه في الدنيا رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ".
الراوي: أسماء بنت يزيد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 6240
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فمن لم تكن له هذه المهمة، ولم يستطع رد هذه الألسنة المفترسة عن عرض أخيه، فأقل ما يجب عليه أن يعتزل هذا المجلس ويعرض عن القوم حتى يخوضوا في حديث غيره وإلا فما أجدره بقول الله (إنكم إذا مثلهم)سورة النساء:140.


النميمــــــــة :


وإذا ذكرت الغيبة في الإسلام ذكر بجوارها خصلة تقترن بها حرمها الإسلام كذلك أشد الحرمة، تلك هي النميمة. وهي نقل ما يسمعه الإنسان عن شخص إلى ذلك الشخص على وجه يوقع بين الناس، ويكدر صفو العلائق بينهم أو يزيدها كدرا.

وقد نزل القرآن بذم هذه الرذيلة منذ أوائل العهد المكي إذ قال:
(ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشاء بنميم)
سورة القلم:10-11.

هماز بمعنى طعان في الناس.
وقال عليه الصلاة والسلام:

"لا يدخل الجنة قتات"
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 105
خلاصة حكم المحدث: صحيح

والقتات هو النمام وقيل النمام: هو الذي يكون مع جماعة يتحدثون حديثا فينم عليهم. والقتات: هو الذي يتسمع عليهم وهم لا يعلمون ثم ينم.
وقال:
"شرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب".
الراوي: أبو مالك الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2849
خلاصة حكم المحدث: ذكر له شاهدا


إن الإسلام، في سبيل تصفية الخصومة وإصلاح ذات البين يبيح للمصلح أن يخفي ما يعلم من كلام يسيء قاله أحدهما عن الآخر، ويزيد من عنده كلاما طيبا لم يسمعه من أحدهما في شأن الآخر وفي الحديث:
"ليس بكذاب من أصلح بين اثنين فقال خيرا أو أنمى خيرا".
الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 845
خلاصة حكم المحدث: صحيح


ويغضب الإسلام أشد الغضب على أولئك الذين يسمعون كلمة السوء فيبادرون بنقلها تزلفا أو كيدا، أو حبا في الهدم والإفساد.
ومثل هؤلاء لا يقفون عندما سمعوا، إن شهوة الهدم عندهم تدفعهم إلى أن يزيدوا على ما سمعوا، ويختلقوا إن لم يسمعوا.
شرا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا
إن يسمعوا الخير أخفوه وإن سمعوا

دخل رجل على عمر بن عبد العزيز فذكر له عن آخر شيئا يكرهه. فقال عمر: إن شئت نظرنا في أمرك، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية: (هماز مشاء بنميم) وإن شئت عفونا عنك. قال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتدرون من المفلس؟

قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولامتاع
فقال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ،وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيقعد فيقتص هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه ؛ أخذ من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ، ثم طرح في النار . رواه مسلم
لراوي: - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 1/181
خلاصة حكم المحدث: صحيح

اللهم انا نعوذ بك أن نطرح في النـــار
احذروا من آفات اللسان






خطرالغيبة









1- تحبط الاعمال وتاكل الحسـنات

( حتى قال أحدهم لو كنت سأغتاب أحدا لأغتبت أمي وابي فهم أحق الناس بحسناتي )





2- تفسـدالمجالس وتقضي على الاخضر واليابس .





3- صاحبها يهوى الى الدرك الاسـفل من النار .





4- رذيلةالغيبةلاتقل عن النميمة خطرا بل أشد منها ضررا .





5- صـفة من الصـفات الذميمة وخلة من الخلال الوضيعة .





ولئلا يقع منهاالمسلم وهو لايدري حذر منها الاسلام ووضحها رسول الله صـلى الله علية وسلم ونهى عنها الحديث








عن أبى هريرة رضى الله عنة أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال أتدرون ماالغيبة؟

قالوا الله ورسولة اعلم .:
ذكرك أخاك بمايكرة : قيل أفرايت ان كان فى اخى ما اقول؟ قال .
إن كان فية ماتقول فقد اغتبتة . إن لم يكن فية ماتقول فقد بهتة )


اى ظلمتةبالباطل وأفتريت علية الكذب

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2589
خلاصة حكم المحدث: صحيح











الأسبابالتي تبعث على الغيبة :









1- تشفي الغيظ بأن يحدث من شخص في حق آخر لأنه غضبان عليهأو في قلبه حسداً وبغض عليه .






2- موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء كأن يجلس في مجلس فيه غيبه ويكره أن ينصحهم لكي لا ينفروا منه ولا يكرهونه .



3- إرادة ترفيع النفس بتنقيص الغير .


4- يغتاب لكي يضحك الناس وهو ما يسمى المزاح حتىيكسب حب الناس له .








أماعلاج الغيبة فهو كما يلي :








1- ليعلم المغتاب أن يتعرض لسخط الله وأن حسناته تنتقل إلى الذي اغتاب هوأن لم تكن له حسنات أخذ من سيئاته .






2- إذا اراد ان يغتاب يجب أن يتذكر نفسه وعيوبها ويشتغل في اصلاحها فيستحي ان يعيب وهو المعيب .



3- وأن ظن أنه سالم من تلك العيوب اشتغل بشكر الله .


4- يجب ان يضع نفسه مكان الذي اغتيب لذلك لن يرضى لنفسه تلك الحالة .


5- يبعد عن البواعث التي تسبب الغيبةليحمي نفسه منها .








بعد كلهذا لنتعاهد أن لاننطق الا بما يرضي الله سبحانه وتعالي فنحن نتحدث كثيراوننسي....








ولنتذكر قوله تعالي ((وما يلفظ من قول الا لديه رقيبعتيد))








فملائكة الرحمن لاتنسي








فماذا نفعل عند عرضنا عليرب العزة والجلال ويقال لنا

((هذا كتابنا ينطق عليكم بالحقانا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون))









ولنتذكرعندما يقال لنا








((اقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليكحسيبا))









أَيا نَفسُ قفي وقفة حسابَ










أَيا نَفسُ تـُوبي إِلى بـاريكِ










أَيا نَفسُ تُوبي قَبل فواتِ الأوانِ









تَـذكري مالذي يـُؤنسكِ







في قبركِ وظُلمتكِ ووحِدتكِ








تـَذكري الموتَ وسكراتهِ








القــبـرَ وعــذابـهُ









تـَذكري طُـول الحسابِ









ووقُـوفكِ بين يَدي الخالقَ









تـَذكري هـَول الحِسابَ









تَذكري أِما حُفرةٌ من حُفرِ النارِ







وأِما روضةٌ من رِيـاضِ الجنةِ








أَيا نَفسُ عُودي وتَزيني بالتقوى









أَيا نَفسُ عُودي وتَزيني بالصالحاتَ









أَيا نَفسُ عُـودي وتَزيني بالأيمانَ









أََيا نَفـسُ عُـودي وتَـزيني









تَزيني وزَيني عُمرك بالطاعاتَ


كفارة الغيبة

align="right">في كفارة الغيبة ، هل يجزئ قول : ( رب اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ) عن الاستغفار لمن اغتبته ، أم يجب الدعاء له بالاسم ؟

align="right">

align="right"> الحمد لله
الغيبة من كبائر الذنوب ، ولا شك أن جميع المسلمين يدركون هذا ، ويعلمون ما للمغتاب من عذاب عند الله تعالى ، والخطورة في هذا الذنب تأتي من وجهين اثنين :
1- أنه متعلق بحقوق العباد ، فهي لذلك أشد خطرا ، إذ يتعدى فيها الظلم إلى الناس .
2- أنها معصية سهلة ينقاد إليها غالب الناس إلا من رحم الله ، والشيء السهل يحسبه الناس – في العادة – هينا وهو عند الله عظيم .
وفي أمر كفارة الغيبة لا بد من التنبيه إلى بعض الجوانب المهمة :
أولا : سبق في نا في العديد من الفتاوى بيان أن كفارة الغيبة هي الاستغفار لمن اغتبته ، والدعاء له ، والثناء عليه في غيبته . وللتذكير بهذه الفتاوى وقراءة كلام أهل العلم يرجى من القارئ الكريم مراجعة الأرقام الآتية : (
6308) ، (23328) ، (52807) ، (65649)
ثانيا : إلا أن تقرير كون الاستغفار كفارة للغيبة لا يعني وقوعها كافيةً في ذلك ، فإن الأصل أن الذنوب لا تُمحى إلا بالتوبة الصادقة التي يصحبها الإقلاع ، والندم ، وعدم العود ، وصدق القلب في معاملة الخالق سبحانه ، ثم يُرجى لمن جاء بهذه التوبة أن يغفر الله له ذنبه ، ويعفو عنه خطيئته .
أما حقوق العباد ، ومظالم الخلق ، فلا يكفرها إلا عفوُ أصحابها عنها ومغفرتهم لها ، دليل ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم حين يقول :
( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ ) رواه البخاري (2449)
فقد جاء الأمر بالتحلل من المظالم قبل أن يوافيَ الناسُ يومَ الحساب ، فيكون التحلل يومئذ بالحسنات والسيئات ، وتكون الخسارة الحقيقية على من ظلم الناس في أموالهم أو أعراضهم أو دمائهم .
ثالثا : فالواجب على من أراد أن يستبرئ لنفسه من إثم الغيبة أن يسعى جاهدا في التحلل ممن اغتابه ، فيطلب منه العفو والصفح ، ويعتذر إليه بالكلام اللين والحسن ، ويبذل في ذلك ما يستطيع ، حتى إن اضطر إلى شراء الهدايا القيمة الغالية ، أو تقديم المساعدة المالية ، فقد نص العلماء على جواز ذلك كله في سبيل التحلل من حقوق العباد .
ولما رأى أهل العلم من السلف الصالحين والفقهاء الربانيين أن التحلل من العباد في أمر الغيبة قد يؤدي – في بعض الحالات - إلى مفسدة أعظم ، فيوغر الصدور ، ويقطع الصلات ، وقد يُحمِّلُ القلوب من الأحقاد والأضغان ما الله به عليم ، رخص أكثر أهل العلم في ترك التحلل ، ورجوا أن يكفي في ذلك الاستغفار للمغتاب والدعاء له والثناء عليه في غيبته .
وإن كان آخرون من أهل العلم ذهبوا إلى أن الغيبة لا يكفرها إلا عفو صاحب المظلمة عنها .
لكن الصواب أنه إذا صدقت توبة مرتكب الغيبة ، لم يلزمه أن يخبر بذلك من اغتابه ، لاسيما إن خاف مفسدة ذلك ، كما هو الغالب .
إذا فالاستغفار لمن اغتبته إنما هو عذر طارئ ، وحالة ضرورة اقتضتها الشريعة التي تقدم درء المفاسد على جلب المصالح .
وفهم ما سبق يبين خطأ من يتساهل في إثم الغيبة معتمدا على أن الاستغفار كافٍ في تكفير تلك المعصية ، ولم يدرِ أنه أخطأ في ذلك من ثلاثة وجوه :
1- أنه نسي أن شرط التوبة الأساسي هو الندم والإقلاع وصدق الإنابة إلى الله تعالى ، وهذا الشرط قد لا يوفق لتحقيقه كثير من الناس .
2- أن الأصل في تكفير حقوق العباد السعي في طلب العفو منهم ، فإن كان التقدير أن إخباره بالغيبة سيؤدي إلى مفسدة أعظم ، فيلجأ إلى الاستغفار حينئذ ، وإلا فالأصل أنه يذهب ليطلب الصفح ممن ظلمه .
3- وذلك يدلك على أن المغتاب إن كان قد بلغه ما اغتابه به رجل آخر ، فإنه - والحالة هذه - لا بد من طلب العفو منه مباشرة ، كي يزيل ما أصاب قلب المغتاب من أذى ، وما حمله من كره أو حقد عليه ، فإن لم يعف ولم يصفح ، فليس ثمة حيلة بعد ذلك إلا الاستغفار والدعاء .
رابعا :
ثم بعد ذلك كله ، هل يظن السائل أن الاستغفار بصيغةٍ عموميةٍ ( اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ) كافٍ في تكفير إثم الغيبة ؟!!
نحن نقول إننا حين نرجو من الله أن يكون الدعاء والاستغفار مكفرا للسيئات ، لا بد أن نصدق الله في هذا الدعاء ، فنخلص فيه المسألة ، ونبتغي إليه الوسيلة فيه ، ونكرره في مواطن الإجابة ، وندعو فيه بكل خير وبركة له في الدنيا والآخرة ، ولا شك أن هذه الحالة من الدعاء تقتضي تخصيص المدعو له : إما بذكر اسمه ، أو بذكر وصفه فتقول : اللهم اغفر لي ولمن اغتبته وظلمته ، اللهم تجاوز عنا وعنه..إلى آخر ما يمكن أن تدعو به .
أما الصيغ العامة فلا تبدو كافية في تحقيق ما ترجو من الله تعالى ، فكما أنك اغتبته باسمه أو وصفه ، وخصصته بالأذى ، فكذلك ينبغي أن يكون الاستغفار والدعاء مخصصا حتى تقابل السيئات بالحسنات .
خامسا :
ينبغي التنبه إلى أن المقصد من الاستغفار والدعاء هو دفع السيئة بالحسنة ، ومقابلتها بها ، ولذلك فلا يتحتم الاستغفار دون غيره من الأعمال ، بل يمكن أن تعمل العمل الصالح ليكون ثوابُه مقدَّما لمن اغتبته ، كأن تتصدق عنه أو تقدم له المساعدة ، وتقف معه في محنه ، فتحاول تعويضه عن ذلك الأذى بما تستطيع .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في "مجموع الفتاوى" (18/187-189) :
" وأما حق المظلوم فلا يسقط بمجرد التوبة ، وهذا حق ، ولا فرق فى ذلك بين القاتل وسائر الظالمين ، فمن تاب من ظلم لم يسقط بتوبته حق المظلوم ، لكن من تمام توبته أن يعوضه بمثل مظلمته ، وإن لم يعوضه فى الدنيا فلا بد له من العوض فى الآخرة ، فينبغى للظالم التائب أن يستكثر من الحسنات ، حتى إذا استوفى المظلومون حقوقهم لم يبق مفلسا ، ومع هذا فإذا شاء الله أن يعوض المظلوم من عنده فلا راد لفضله ، كما إذا شاء أن يغفر ما دون الشرك لمن يشاء ، ولهذا فى حديث القصاص الذى ركب فيه جابر بن عبدالله إلى عبدالله بن أنيس شهرا حتى شافهه به ، وقد رواه الإمام أحمد – (3/495) - وغيره ، واستشهد به البخارى فى صحيحه ، وهو من جنس حديث الترمذى صحاحه أو حسانه ، قال فيه : ( إذا كان يوم القيامة فإن الله يجمع الخلائق فى صعيد واحد ، يسمعهم الداعى وينفذهم البصر ، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، أنا الملك ، أنا الديان ، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه )
وفى صحيح مسلم من حديث أبى سعيد : ( أن أهل الجنة إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض ، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ) وقد قال سبحانه وتعالى لما قال ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) - والإغتياب من ظلم الأعراض - قال : ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم )
فقد نبههم على التوبة من الاغتياب ، وهو من الظلم .
وهذا فيما علمه المظلوم من العوض ، فأما إذا اغتابه أو قذفه ولم يعلم بذلك ، فقد قيل : مِن شرط توبته إعلامه . وقيل : لا يشترط ذلك . وهذا قول الأكثرين ، وهما روايتان عن أحمد ، لكن قوله مثل هذا أن يفعل مع المظلوم حسنات : كالدعاء له ، والاستغفار ، وعمل صالح يهدى إليه يقوم مقام اغتيابه وقذفه . قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته " انتهى .
والله أعلم .
align="right">
align="left"> الإسلام سؤال وجواب



أختكِ في الله
عراقيه
كتبت : ام البنات المؤدبات
-
بارك الله في جهودكم وجزاكم خير الجزاء
اختى عراقية الجواب كان ملم جزاك الله الفردوس الاعلى
سؤالي الرابع
قال صلى الله عليه وسلم {إذا صلت المرأة خمسها ، و صامت شهرها ، و حصنت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت}
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 660
خلاصة حكم المحدث: صحيح
حديث يتكرر على السنة الكثير من الازواج
س:
كيف توازن المرأة بين هذا الحديث وواجبها نحو الدعوة في مجتمعها ؟؟؟؟
اقصد الدعوة في اطار حركي منظم
افيدونا يرحمكم الله

حيّاكِ الله وبيّاكِ أختي الغاليه
ما شاء الله سؤال هام ونافع
بارك الله فيكِ
أختي تفضلي الجواب







أولويات المرأة الداعيةبين البيت والدعوة إلى الله








: المفاهيم الخاطئة والتصور المغلوط لدور المرأة يعد حجر عثر في مسير العمل الدعوي.






الداعيات : على المرأة الداعية ألا تغفل عن الأمانة الأولى ,وهي الأسرة.






**********************





أجرت التحقيق


: المراسلة /



أمينة سلامة.




تواجه المرأة الداعية في وقتنا الحاضر تحديات صعبة ؛ فهي صاحبة رسالة, وعليها حمل أمانة تتطلب منها التضحية بالوقت والراحة وبعض لوازم الأهل ؛فهي التي تعمل بعون الله في المجال الدعوي هي الأم , والخالة, والعمة ,وهي الزوجة الصالحة ,وهيالقدوة الحسنة , وجب عليها صناعة الأجيال داخل البيت وخارجه, وغرس حبالدعوة إلى الله في نفوسمن تدعوهم , وتعد الدعوة إلى الله واجبه على كل مسلم ومسلمة من نشرها أخذ أجر ومن كتمها أثم .

والسؤال الذي يطرح نفسهكيف توفق المرأة الداعية بين العمل الدعوي والعمل الأسري؟ وما تأثير ذلك على بيت المرأة الداعية ؟

دعوتهاتحاورت مع الداعياتونقلت تجاربهن ليكن قدوة لغيرهن , واستعانت بأهل العلم لتضعالداعيات على الطريق الصحيح من خلال التحقيق التالي :-



التفاهم سيد الموقف





تتحدث إلينا الداعيةشفا الطرشاويأن هم الدعوة كبير والواجب أكبر, فهم الدعوة وأن قيل أنهبسيط فهذا هو الافتراء بعينه ؛ فالواجبات كما قال حسن ألبنا أكثر من الأوقات , ومبينةأنه إن كان هناك توفيق في الدعوة إلى الله فهذا بفضل الله عز وجل كمايقول ربنا في محكم التنزيل:
{ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
.
[ هود :88]

منوه أن العمل في هذا المجال يجب ألا يكون على حساب الصحة أو الأسرة أو الأبناء,و أن التفاهم هوسيد الموقف , بالرغم من تأزم الأمور أحيانا , وتضيفالطرشاوي قائلة " أننا نحن نظل بشرًا يقع في حياتنا كما يقع في حياة أي إنسان أخر وفي بيوتنا من الهموم ما يكفينا ,ولكن نتغلب على الظروف بإذن الله ابتغاء وجه الله عز وجل".

مشيرة خلال حديثها أنه قد ينزعج الزوج من كثرة غياب الزوجة عن البيت ,وليس هو فقط ؛بل هناك من يحتاج إلى حنان؛ كالطفل الصغير ورعاية فائقة ؛كالشاب المراهق, ومؤكدة أنها ستظلتسدد وتقارب فحينا لهم وحينا للدعوة رغم كل هذه الهموم الذي ذكرت.

منوه أن من الجدير ذكره أنناقد نرى الداعيةأم رؤوم تحنو على أبناءها أو زوج حنون أو داعية تخوض غمار الدعوة لتوصل للناس لا إله إلا الله محمد رسول الله عالية خفاقة على ربوع العالمين.




وجوب الهمة العالية





وتتابع حديثها قائلة : "الزواج دافع كبير للدعوة إلى الله عز وجل ,ولكنه محكخطير ربما يؤدي إلى النكوص عن الدعوة لله عز وجل في البداية ".

منوهةالطرشاوي أنه إذا صادفت هذه الدعوة قلبا مطربا ودينا مزعزعا , وهمة نائمة ,ويزيدها حب الزوج لمكوث زوجه في البيت وعدم مغادرتها للبيت متعللا بذلك أن الداعيات إلى الله كثر وأنهن يقمن بواجب الدعوة, فيسقط واجب الدعوة عنها وذلكبسبب حاجة الأسرة لها تلك هي المقبرة بعينها.

مبينهخلال حديثها أن كانت الداعية ذات همه عالية ,وعقيدة صلبة ,ودعوة راسخة في القلب فتلك التي نريد ,وهي التي نقصد لدين الله حتى وأن قابلتها كل هموم الدنيا داخل البيت وخارجه لا يصدها عن الدعوة صاد, موضحة أن باستطاعة المرأة أن تحتال على زوجها فهيتشتري أجمل الثياب لتبدو جميلة ؛ لذلك عليها أن تحتال وتكيد لرفعة هذا الدين ونشر دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم .



الاستعانة بالله





وفي ردها على سؤالنا حول قلة عطاء الداعيات بعد الزواج تشيرالطرشاوي إنه من الشيء الطبيعي والمسلّم به أن يقل عطاء أي امرأة بعد الزواج ,وذلك ؛لأن نمط حياتها سيختلف وتؤكدالطرشاويأنها تكتب تجربتها من خلال عشرين عاما في الدعوة إلى الله.

وتبين أن الأعباءالجديدة على الداعية المتزوجة ستحتاج منها إلى وقت لكي تنجزها وخاصة في نهار الشتاء فضيق الوقت عدو للداعية, منوه أنه على الداعيات الاستعانة واللجوء إلى الله فذلك يخفف من وطأة الهموم ويقلل الإحساس بالتذمر , وعليها ألا تستسلم للعقبات التي تعترض طريقها وأن تكون ذات همة عالية .



حرسا للعقيدة





وفي السياق ذاته توضحالطرشاويأن من النعمة؛ بل من أكبر النعم أن تعمل هي وزوجها في الدعوة إلى دين الله عز وجل؛ بل من الحق والرفعة في الدنيا والآخرة أن يحدث هذا في بيوت المسلمين,وأن يجند البيت كله حرسا للعقيدة .

مضيفة أن من فقه الداعية أن يعلم أن تربية ولده وابنته من لب هذه الدعوة , قائلة: "أننا ندعو إلى الله عز وجل وفي طريقنا أبناء لنا هم أفلاذ أكبادنا" مضيفة أنه وجب على الأم الداعية تربية ابنها كما تربي الشبل في المساجد ,وأن تحرص عليهم, وتغرس فيهم العقيدة فهذا كله في ميزان حسنات الأم الداعية .



رضا الله عز وجل





منوه إلى أنه وجدت هناك أمثلة كثيرة لأبناء داعيات هم من الأوائل في كل شيء , وأن كان بعض الأبناء يسقطون في الطريق فقلوب الأمهات ستذوبلهم حسرة ,مستشهدة بهذا الموقفبنبي الله نوح عليه السلام لما كان له ابن كافر ,وقال له رب العزة :
{ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ
}
[ هود:46]
, ومؤكدة أن هناك من الأبناء من سيرفع الراية ويخوض المعركة ويصعد الجبل ويشحذ الهمم ويقول أحد أحد ,وفي الإطار ذاته تبينالطرشاويأنها تتعرض لأسئلة كثيرة من جاراتها وأقاربها حول كيفية الموائمة والملائمةبين عمل البيت والعمل الدعوي, وخصوصا أنها تعمل منذ زمن بعيد متعللين بذلكأنه أصبح لها الأحفاد أي كبرت في السن .

تجبيهمالطرشاويأنها كلما تقدم بها السن أكثر كلما تعلقت بعملها وزاد حب الدعوة إلى الله في قلبها فهي لا تنوي أن تنال من دعوتها إلا رضا الله .

وفي ذات السياق أضافت أنه ربما تتقن الداعية صناعة الأجيال خارج البيت أكثر ممن هم في داخله, ولكن من الجدير ذكره هنا أنه من المحبب أن يتزامن الجهد في صناعة الجليين في الداخل والخارج معامنوه أن في ذلكالوقت قد تتعانق بيوت الداخل مع الخارج ؛لتسعى لنشر الصلاح في المجتمع .



الأمانة الأولى





مؤكدة خلال حديثها أنها لمست خلال معاشرتها للداعيات ,وأصناف الداعيات ,وكونها مشرفة في الوسطى أن هناك نوعين من الداعيات منهن من نظمت وقتها ورتبت بيتها وشغلت كل أبناءها كل في مكانه ليكونوا عونا لها في مسيرتها, وفي الجانب الآخر هناك من الداعيات من تقول أنها منظمة ,ولكن كان هذا التنظيم ليس صحيحا؛ بل عملها أتى على حساب أسرتها وأبناءها فالبعض منهن يخرجن هربا من هموم البيت ومشاكله ؛فهي بذلك تجد راحة نفسيه في المسجد ,وفي عملها,ومنوه أنه من الضروري ألاتغفل المرأة الداعية عن الأمانة الأولى التي ستسأل عنها أمام الله ,وأمام الناس معتبرة من تغفل عن مسؤولية بيتها أنها داعية فاشلة .



الراحة والطمأنينة في العمل الدعوي





ومن جانبها أشارت لنا الداعية عطافحتحت أنها تعمل في مجال الدعوي منذ خمسة عشر سنة فهي تشعر بالراحة والطمأنينة وترى في هداية الناس وتذكريهم تذكير لنفسها في بداية الأمر, مبينة أن هناك فائدة عظيمة تعود على المرأة الداعية حين تعمل في المجال الدعوي ,ولكن إن جلست في البيت متعللة بظروفها الصعبة ؛فهي بذلك تكون قد خسرت كثيرًا.

مضيفة أنه فيما يتعلق بالتوفيق بين العمل الأسري ,والعمل الدعوي ؛فهي منذ نعومة أظافر أبناءها غرست فيهم الترتيب والالتزام وحب الدعوة والخير وحب المسجد ,وكانت تحرص على تعلمهم القرآن, حتى أنها استخدمت وسائل التكنولوجيا لتقربهم إلى الدعوة ,وهي توفق كل التوفيق بين العملين ,ومبينة أن للعمل الدعوي أثر واضح على أبناءها تمثل ذلك في مداومة على حضور مجالس العلم وتدارسهم للقرآن الكريم .



الإسلام يدعو للتوازن





مؤكدة أن الأولى لكل داعية أن تهتم ببيتها ,وهو الأصل ,وتعتني بأبنائها ؛لأن إسلامنا يدعو إلى ذلك فهو نظام متكامل ويلزم علينا مسؤولية المنزل ,والدعوة إلى الله معا متوازنة ,ولا تكون واحدة على حسابالأخرى, وذلك ؛لأننامؤمنين حقا فعلينا أن نوازن بين العملين لنصل إلى الفائدة المرجوة .

والجدير ذكره هنا أنالداعية حتحت كانت تحث أبناءها على الصلاة ,وتلاوة القرآن هذا كله سهّل عليها مهمتها الدعوية ,وكانت تخرج ,وهي مطمئنة على أبناءها ,وتتمنى أن تكون إحدى بناتها تعمل في المجال الدعوي ,منوه أنه أن تقاعسنا عن العمل الدعوي ينقصإيمان الشخص بالله ويلهو في حياة لا فائدة منها .



دعوة للمرأة الداعية





من جانبها تصف لنا الداعية أم إبراهبم أن العمل في مجال الدعوة إلى الله هو من أفضل الأعمال وأجلها فهي مهنة الأنبياء والمرسلين, يقول الله عز وجل :
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
[ فصلت:33]
,وهي مهمة كل من أراد الله به خيرا ,وأراد له السعادة في الدنيا والآخرة .

مشيره أن بدايتها كانتبعد تخرجها من كلية دار الدعوة والعلوم الإنسانية حيثأصبحت مؤهلة لتضعقدمها في طريق الدعوة مستشهدة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار : ناصحة كل طالبة تعلمت العلم الشرعي أن لا تبخل بعلمها على الناس منوه أننا في هذا الوقت بالذات بحاجة إلى من يدعو إلى الله ويعلم الناس وبالذات المرأة أمور دينها ؛لأننا نتعرض لهجمة شرسة وقوية من قبل أعداء الدين .


وجوب النية الصادقة الخالصة لله




في الإطار ذاتهتشير قائلة : "أن الدعوة إلى الله مكلف بها كل إنسان مهما بلغ علمه الشرعي فما بالك بالتي تعلمت العلم الشرعي وجلست في بيتها فماذا ستقول لله عز وجل يوم القيامة؟ " فالمرأة المسلمة تقف على ثغر عظيم من ثغور الإسلام ,ومبينة إلى الأخوات العاملات في المجال الدعوي أن العمل في الدعوة إلى الله ليس صعبا ؛بل هو من أجمل الأعمال ولا يشعر الإنسان بأي تعب وإنما يشعر بمنتهى السعادة والراحة والعمل الدعوي يعطي الجسم نشاطا وحيوية وخصوصا إذا كانت النية صادقة ,وخالصة لله تعالى.


إعطاء كل ذي حق حقه




وفي معرض ردها على سؤالنا كيفية التوفيق بين أمور البيت ,والعمل الدعوي توضح أن الأمر بسيط جدا يمكن للمرأة الداعية أن تنسق بين واجباتها البينية وواجباتها الدعوية؛ فهي تستطيع أن تختار الوقت المناسب للخروج بعد أن تكون قد أتمت أعمالها المنزلية واطمأنت على زوجها وأبنائها وتتفقأم إبراهيممع أخواتها الداعيات أن أولى أولويات العمل هو البيت والأولاد والزوج ؛ فعلى المرأة الداعية إعطاء كل ذي حق حقه مشيره إلى أنه لا يعقل أن تصلح المرأة المجتمع ويهدم بيتها , منوه أن طرق الدعوة كثيرة قائلة " إذا كانت لا تستطيع الخروج من بيتها يمكنها ,وهي في بيتها تدعو إلى الله بتربيتها لأبنائها على الإسلام ,وبإصلاح زوجها,ودعوت أهلها,وأيضا ضيوفها,وكل ما تستطيعانجازه.


العمل الدعوي أمانة




وفي السياق ذاته يؤكدل.نزوج إحدى الداعيات أن عمل المرأة ضروري جدا في وقتنا الحاضر ونحن نعيش ظروف صعبة, بالإضافة إلى أن عملها في المجال الدعوي يعد عمل عظيم وشريف كما أنها تؤثر بذلك على تربية الأبناء فتحرص على تعليمهم الصلاة ,والطاعة.

في حين يرىأبو جابرأن لا داعي من عمل المرأة أي كان ؛فهييجب أن تكون ملكة في بيتها والعمل الدعوي يتطلب جهد وتعب وذهن صافى ويعتبر أن تربية المرأة لأبنائها ورعايةبيتها وزوجها أولى الأوليات.

من جانبه يشيرأبو أسامة أن عمل المرأة كداعية ؛كغيره من الأعمال,جميع الأعمال يجب أن توفق المرأة بينهما, وألا يكون عمل على حساب الآخر, ولكن العمل الدعوي بالنسبة للمرأة يختلف ؛لأنه يكون على عاتقها مسؤولية كبير ة ,وموضحا أنه على الزوجةأن تكون قادرة على حمل أمانة البيت ,والعمل الدعوي معًا .

ويتحدث لنا عن تجريه صادقة فقد رأيالتأثير الحسن من عمل زوجته ؛كداعية على أبناءها, وكذلك عليه ؛فلقد أصبح يداوم على قراءة القرآن الكريم, وكذلك تعلم أحكام التلاوة والتجويد رغم كبر سنه, إضافة إلى التخلص من العادات السيئة التي كان الناس يتبعونها ومازالوا في غفلة عنها مثل السلام على غير المحارم .


ذروة الواجبات





وفي الإطار ذاته أكد

أ .

مصطفى أبو توه

نائب مدير الإدارة العامة قي وزارة الأوقاف والشؤون الدينيةفي قطاع غزة أن الأولويات في حياة المسلم كثيرة متعددة ربما تكون متماسة إلى حد كبير,قائلا أن هناك مقولة لأحد العلماء تقول أن الواجبات أكثر من الأوقات"مشير إلى أن هناك واجباتمنهادعوة إلى الله و دعوة الناس, وحق المسلم على المسلم لقوله تعالى

:{ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
.
[العصر:3]

منوه أن الواجب الاجتماعي يقع في مقدمة ,وذروة هذه الواجبات متمثل بواجب الأسرة ,والبيتوالتي تتبوأ به المرأة دور الملكة ,وتعد المرأة هي العقل المدبر ,والمسيطر في مستقبل الأولاد والزوج إضافة إلى الأولوية الثالثة ,وهو حقها اتجاه نفسها .

موضحا أبو توه أن الأولويات تختلف من امرأة إلى امرأة ,ومن مكان إلى مكان ؛فالظروف التي تحيط بالقطاع توجب على المرأة الداعية ترتيب أولويات معينه حسب الوضع الذي يعيشه المجتمع 0



حجار العثرة





وفي السياق ذاته تطرقأبو توهإلىمعوقات العمل الدعويمبيناً أن من أهم حجار العثرة في طريقمسيرة الأخت الداعية المفاهيم الخاطئة ,والتصور المغلوط لدور المرأة في مجتمعاتناالعربية والإسلامية ؛فقد رسخ في الفكر منذ القدم أن على المرأةالجلوسفي البيت, وصلاتها في بيتها خير من صلاتها في المسجد, وهذا المفهوم تربت عليه الأجيال؛ لذلك أصيبت الأمة بما أصابت به من هزائم وويلات ,إضافة إلى ذلك ؛فالمرأة تتحمل بعض من هذا الدور؛ فهي التي اختارت لنفسها أن تعيش في الهامش ,وفي الظل ,وأن تنسحب من ضريبة استحقاق الدعوة إلى الله حينما تركت المساجد للرجال, وتركت المنتديات العامة ,واكتفت أن تربي الأولاد.


والجدير ذكره أنالمعوقات الذاتية هي التي تنبع من تفكير الأخت الداعية معتقدا أبو توه أن المعوق الذاتي ليس حكرا ولا محصورا في الأخوات ؛بل أيضا الرجاليشاركون النساء في هذا المعوق ,ومضيفا أن افتقار الداعية إلى الشجاعة العلمية والأدبية ,وقلة إلمامها بفنون المعرفة والاطلاع يعد معوقا أساسيا في طريق الدعوة إلى الله ؛فلابد أنتحتاج الداعية إلى الاستعانةبآيات من كتاب الله وأحاديث من السنة ,وأقوال الحكماء لتدعم موضوعها, وكما يقول أحد المشائخ لا يأتي بالكلام إلا الكلام .

كما وأشار أن المعوق الثالث هو فقدان الشجاعة النفسية ,و سببه قلة الممارسة والاحتكاك والتراجع ,وترك الأمر من التجربة الأولى, والتقوقع خوفا من التجارب الفاشلة.



التوازن صفة إسلامية







وتطرق أبو توه إلى ضرورةإيجاد التوازن بينالدعوة إلى الله والأعباء الأسرية مؤكدا أن التوازنصفة إسلامية تشمل مبادئ الإسلام ,فالإسلام هو دين التوازن , منوها أن الدعوة تنال سمة التوازن حين تقوم المرأة الداعية بإعطاء كل ذي حق حقه ومن خلال سعيهاإلى التوفيق بين واجبها في البيتوواجبها الدعوي,مبيناً أبو توه أن عدم ضبط الأمور والحماسة الزائدة في جانب من الجوانبقد يؤثر سلبا على الجوانب الأخرى المترابطةكما قال أبو بكر الصديقرضي الله عنه : " لا يقبل الله نافلة حتى تؤدى الفريضة ".







حسن الاختيار





وفي معرض رده على سؤالنا أن كان الزواج يضفي قصور على مسير المرأة الداعية أجاب أبو توه أنه ليس بالضرورة أن يؤدي الزواج إلى إرباك العمل في الدعوة إلى الله ,وهو يعدآية من آيات الله ,ومبينا أن المرأة إذا أحكمت اختيار الزوج الصالح فعندها سوف تسير قافلة الدعوة إلى بر الأمان ,كما أن على الزوج عليه أنيختار,وأن يحسن الاختيار كما اختارت خديجة رضي الله عنهارسول الله حين قالت له: يا ابن عم إني اخترتك لقرابتك ,وصفتك بين قومك ,وأمانتك وصدق حديثكمؤكدا أن المرأة إذا اختارت الزوج المنضبط ,والذي ينتميللإسلام روحاً وجسدناً عندها لا تجد مشاكل فيما يتعلق بالدعوة إلى الله.



وعلى الصعيد ذاته أشار أبو توهإن حصل وقدر الله أن يكون هناك اصطدام أو عدم توافق وتآلف فعلى المرأة أن تسعى لتصل إلى زوجها من باب الحب والود وهذه العلاقة التي شرع الله



من أجلها الزواج لكي يكون لها عونا في دعوتها

لقوله تعالى
:
{وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
{
[الروم :21]
منوها إلى أن إذا وجدتالمودةالرحمة ؛ فعندها من السهل جدا أن تقنع المرأة زوجها من خطاب قلبه أولاً ,ومن تحقيق وضمان احتياجاته ثانيا عندها ستجد نفسها في وضع ايجابي ربما يدفعها ربما يذكرها ,وربما يكون معزز ,ومحفز لأداء رسالتها .




تخطيط وإعداد مسبق






وفي الإطار ذاته تحدث عنالنقد الذاتي ودوره في نجاح مسير الأخت الداعية من خلال محاسبة نفسها والوقوف على محطات النجاح ,والإخفاق في مسيرتها , ومشيرا

أبو توه أن العمل الدعوي ,وأي عمل كان يحتاج إلى تخطيط إعداد مسبق حتى يكلل بالنجاح داعيا الأخت الداعية أن تسعى لترتيب أولويتها كما تتطلب طبيعة المرحلة وبذلك سوف تصل إلى الثمار المرجوة من دعوتها .





المرأة الجناح الثاني للرسالة





وفي رده على سؤالنا حول تأثير المرأة الداعية على أسرتها أكد أن للمرأة دور كبير في التأثير على الزوج والأبناء ,وتعد ,المرأة المربية الأولى ,والتيأعطيت الحنان لكي تكون أم حنون على أطفالها؛ لأنهم بحاجة إلى الحنان أكثر من أي شيء آخر مبينا ,وأن تأثير المرأة الداعية على أبناءها وأسرتها سيكون ترجمة ,وتطبيق لكلامها الطيب ,والجميل الذي تنثره ,وهذا كله في ميزان حسناتها في الدنيا والآخرة .



وفي الإطار ذاته أشار أبو توه أن مبدأ الجمع وارد بين حق بيتها وزوجها وأولادها ونفسها ,وذلك إذا استخدمت المرأة ذكائها ,وحرصها على دعوتهاناصحا الطرفين أن هذه الحقوقليستمطلوبة من الرجال ؛بل النساء والرجال على قدم وساق , مضيفًا أن المرأة الجناح الثاني ,والقدم الثاني التي تسير عليه الرسالة , مبيناً أن بإمكان المرأة أن تصل إلى أماكن لن يستطيع أن يصل إليها الرجال ,إضافة إلى قدرتها على طرح موضوعات ممكن أن يتحرج منها الرجال


.



المرأة قدوة للرجال







كما تطرق أبو توهللحديث عن الحل للوصول إلى الموازنة بين الأعباء الأسرية ,والعمل الدعوي مبينا أن الحل الناجح هو أن يشترك جميع أفراد الأسرة في سلسة واحدة ,وهي طرف منها لكي يتحقق التوازن, وتجنى بذلك الداعية ثمار عملها وجهدها في بيتها ,ودعوتها .







وفي السياق ذاته بين أبو توه



أن زوج المرأة الداعية إما أن يكون عقبه أو أن يكون باب رحمة,





فعليه أن يعي أن المرأة لها ثقل كبير, وهي قدوة وأسوة للرجال لقوله تعالى


:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
.
[التحريم: 11]



مؤكدا أن المرأة بدعوتها الناجحة ستبلغ مبلغ الرجال , داعيا الرجل من باب الرحمة والمودة أن يحترم زوجته ويقدرها فهي تقف على باب من أبواب الإسلام فعلى الرجال أن يكونوا عونا للنساء, وكذلك النساء أن يكن عونا للرجال ؛فكما



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
}: النساء شقائق الرجال{.
أخرجه أحمد والترمذي في كتاب الطهارة

كتبت : قلب المنتدى
-
السلام عليكم أخواتى

جزاكم الله كل خير على هذا المجهود الرائع

جعله الله فى ميزان حسناتكم

أخواتى أريد ان أسأل عن كيفية الدعوة للزوج ؟



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نورتي أختي الغاليه
وما شاء الله سؤال رائع وهادف
وكله شعور بالمسئوليه إتجاه أسرتك


أختي الغاليه تفضلي الجواب

فبما أن الدعوة إلى الله واجب علينا جميعا كل حسب استطاعته وقدرته
فهذه بعض الوسائل للدعوة إلى الله
نقلتها لكم من كتاب أفكار للداعيات عسى الله أن ينفعنى وأياكم بها
وسأكتبها إن شاء الله على عدة مقالات

أولا:أفكار دعوية مع الزوج

اشرطة السيارة

اتركى بعض الأشرطة النافعة فى سيارة زوجك وقومى بأستبدالها من وقت لآخر و بدون تعليق

البرواز

ضعى برواز متوسط الحجم بجانب سرير زوجك بعد أن تكونى وضعت فيه فائدة كتبتها بخطك اوكلمة تعبرين بها عن حبك لزوجك ولا تنسى أن تقومى باستبدالها من وقت للآخر

طبق شهى لأهل زوجك

تهدينه إليهم عندإجتماعهم الأسبوعى تحتسبين به ،إدخال السرور على المسلمين، وإرضاءزوجك،و إطعام الطعام ،فهو سبب لدخول الجنة بسلام

الأذان

كونى أول من يستعد لأداء الصلاة وينقطع عن أمور الدنيا بعد سماع النداء....ستعينين زوجك بلا شك على إدراك تكبيرة الأحرام

أجعلى زوجك يشعر بأنك تتعلمين منه

اسأليه عن بعض امور الدين وناقشيها معه بتواضع كتلميذة مع أستاذها،لاشك أن هذا سوف يحفزه للبحث والأطلاع،كما أنه سيسعده ويعلى همته وبذلك تكونين قد اعنت زوجك على طلب
العلم وتلأستفادة من وقته

أعينيه على برّ والديه وصلة رحمه

ذكّريه إذا نسى، وعظيه إن قصر أو تهاون

فمن لاخير فيه لأهله لاخير فيه لأحد وأولهم أنت

تعرفى على مواطن الأبداع فى زوجك

فجريها...نميها... واصنعى من زوجك رجل ينفع أمة محمدصلىالله عليه وسلم

ثم اعرفى مواضع الضعف فيه وعالجيها

ولاتعينيه على الكسل وحب الدنيا

لأن حب الدنيا قد يكون على حساب حبك أنت فى كثير من الأحيان

اسأل الله أن ينفعنى وإياكم بما علمنا

و أن يجعل عملى خالصاً لوجهه تعالى



نقاط مفيدة ..
والنقطة المهمة التي يجب أن تعرفها الزوجة ..
أنّ الزوج عادةً يأنف مِـن نصائح زوجته
فما أجمل اللطف والطريقة غير المباشرة .


وهُــنا كتاب رائع جدًا عن كيفية التأثير على الزوج
وهو كتاب صغير لكنه رائع جدًا

مكتبة صيد الفوائد الاسلامية
__________________
الصفحات 1  2  3 4  5  6  7  ... الأخيرة

التالي

هل أنت ممن يحملون هم الدعوة ؟

السابق

كيف تدعو الي الله ...؟

كلمات ذات علاقة
أسئلة , المشاركات , الأسئله , تكوني , حملة , داعيه , صفحة , على , في , والرد , واعيه , كيف