* صفحة أسئلة المشاركات في حملة كيف تكوني داعيه واعيه والرد على الأسئله *

مجتمع رجيم / ملتقى داعيات منتدى ريجيم
كتبت : أم سلسبيل
-
السلام عليكم
سؤالى الثالث
ما هى افضل وسيله لاكون داعيه؟
وانال الاجر الكبير من الثواب
وهل للداعيه درجات عند الله





حيّاكِ الله أختي الغاليه
ما شاء الله أختي دائماً رائعه في أختياركِ للأسئله
فهي قيّمه وهادفه
وأرجوا أن تكون نبراس لجميع الأخوات

أختي الحبيبه تفضلي




الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تكونين ناجحةً ومحبوبةً .. في الدعوه الى الله
******************************************



الحمد لله الذي شرف هذه الأمة , فجعلها خير أمة أخرجت للناس , وأشهد أن لا إله إلا الله كتب الخيرية الفلاح لدعاة الخير والإصلاح , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله حامل لواء الدعوة والكفاح , صلى الله وسلم وبارك عليه , وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على نهجه وترسموا خطاه , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم ملتقاه .
إن من محاسن شريعة الإسلام التي أكمل الله بها الدين وأتم بها النعمة أنها أذنت لكل مسلمة أن تكون داعية إلى الله تعالى , وأن تدعو إلى هذا الدين الباقي إلى قيام الساعة . قال الله تعالى :
" وَمَن أحسَنُ قَولاً مِمَّن دَعَا إلى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إنَّنِي مِنَ المسْلِمِينَ ".
وقال تعالى :
" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت للنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنْهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ ".
فهذه الآية مدح للأمة المحمدية , أنهم خير أمة خلقت ووجدت ما داموا يأمرون بالمعرف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله . وعل العكس من ذلك فهم لو تركوا هذه الصفات زال عنهم اسم المدح ولحقهم اسم الذم , وكان ذلك سبباً لهلاكهم كما حدث لبني إسرائيل الذين وصفهم الله عز وجل بأنهم :
" كَانُوا لاَ يَتَنَاهَونَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لِبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " .
ولهذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بلهجة شديدة فقال :
" والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر وليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه فتدعونه فلا يستجيب لكم " .
ففي الإسلام كل مسلمة داعية , ويمكنها أن تدعو إلى الدين وأن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر في أي مكان وفي أي زمان , لأنها أمرت من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بذلك الشرط أن تلتزم بالشروط التي حددها الإسلام , وتطبق القواعد والآداب التي رسمها لهذه المهمة , وأن تعمل بالأسباب التي تؤدي إلى نجاحها .
وأول ما يجب على المسلمة الداعية أن تكون نيتها خالصة لوجه الله تعالى لا أن تكون دعوتها رياءً وسمعةً أو من أجل أن تنال بدعوتها شيئاً من الدنيا .فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... "
. فمن كانت نيتها لله فلها الأجر والثواب , ومن كانت نيتها غير ذلك فالله تبارك وتعالى يكلها إليه .
وأهم الصفات المطلوبة في المسلمة الداعية حتى تكون محبوبة وناجحة :
1- العلم .. أن تكون عالمة بما تدعو إليه , وبالمعروف الذي تأمر به , والمنكر الذي تنهى عنه , وذلك يختلف باختلاف الشيء .. فإن كان من الواجبات الظاهرة , والمحرمات المشهورة فكل المسلمين علماء بها , وإن كان من دقائق الأفعال والأعمال ومما يتعلق بالاجتهاد لم يكن للعوام مدخل فيه ولا لهم إنكاره بل ذلك للعلماء .
2- الرفق .. أن تكون رفيقة حكيمة بما تدعو إليه , وبما تأمر به , وفيما تنهى عنه لتكون أقرب إلى تحصيل المطلوب , قال تعالى :
" ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ "
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" أن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه " .
فلا بد من أن تدعو برفق ولين وحكمة , وبشفقة ولطف , من غير عنف وغضب ,
وأن لا تقصد بذلك الإذلال وتمييز نفسها بالعلم , وإذلال صاحبتها بالجهل .
3- الصبر .. أن تكون صبورة على الأذى , كما حكى الله سبحانه عن وصية لقمان الحكيم لابنه :
" يَا بُنَىَّ أقِمِ الصَلاةِ وَأمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المنُكَرِ وَاصْبِرْ عَلى مَاّ أصَابَكَ إنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُرِ " .
وأوصى بعض السلف بنيه فقال : إذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف فليوطن نفسه على الصبر وليثق بالثواب من الله . فمن وثق بالثواب من الله لم يجد مس الأذى .
فالعلم قبل الأمر والنهي , والرفق يكون في حالة الأمر والنهي , والصبر يكون بعد الأمر والنهي . عدم الكمال ليس مانعاً من الدعوة :
ومن الأمور المهمة التي على الداعية أن تضعها في اعتبارها أن عدم كمالها في العمل بالطاعات لا يمنع من واجبها في القيام بالدعوة إلى الخير والمعروف , أو قيامها في إنكار المنكرات وتغيرها . فقد قال العلماء :
( لا يشترط في الآمر والناهي أن يكون كامل الحال ممتثلاً ما يأمر به مجتنباً عنه , بل عليه الأمر وإن كان مخلاً بما يأمر به والنهي وإن كان متلبساً بما ينهي عنه , فإنه يجب عليه شيئان : أن يأمر نفسه وينهاها , ويأمر غيره وينهاه , فإذا أخل بأحدهما كيف يباح له الإخلال بالآخر ) .
وعدم الاستجابة ليس مانعاً من الدعوة :
لا تسقط الدعوة إلى الله عن مسلمة إذا ظنت أنها لا تفيد , بل عليها أن تدعو إلى الخير , وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بقدر استطاعتها , وبذلك تبرأ ذمتها , أما القبول والاستجابة والهداية فليست إليها , فقد قال تعالى : " ما عَلَى الرَّسُولِ إلاَّ البَلاَغُ " . أي عليها البلاغ وليس لها الهداية والتوفيق ولا الثواب , فالله عز وجل يهدي من يشاء ويضل من يشاء , وله الحكمة والحجة الدامغة وهو عليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلالة .
اللهم أصلحنا وأصلح بنا , واهدنا وأهدي بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى .









وأيضاً
يامن تحب أن تكون داعيه ناجحه !! بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الحبيبة .. ماأحوجنا إلى من يذكرنا بعض النقاط الطفيفه التي قد نتاجها يوميا..
هناك أمور إذا أتبعتها المرأة الداعية أسأل الله أن يجعل لها قبول في الارض ورضا الله عزوجل..
نعم حتى تكوني داعية ناجحة ..
أبذلي الخدمات ، فالقلوب مجبوله على حب من أحسن إليها ..
وزعي الابتسامات -عفوا- الصدقات ..
عليك بحلو الحديث فإنه يأسر القلوب ..
لاتسرفي بالخلطة ولا العزلة ..
احترمي الكبير وقدريه .. وارحمي الصغير ولاطفيه ..
قدمي غيرك ولاتقدمي نفسك ..
لاتتحدثي في شيء تجهلينه ..
كوني ممن يألف ويؤلف ..
لاتقحمي نفسك في أمور لاتعنيك ، ولم يطلب منك المشورة فيها..
فاللناس خصوصياتهم التي لا يحبون أن يتدخل فيها أحد ،
وهذا سيؤثر سلبا على علاقتك بهم
وبالتالي على دعوتك لهم ..
أن يخرج التذكير من قلب محب صاااادق ..
الحذر ثم الحذر من الرياااااااااء ..





(رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين)

لقاء أهل الخير عمارة للقلوب ..
فصاحب تقياً عالماً تنتفع به *** فصحبة أهل الخير ترجى وتطلب
أما فضل الدعوه الى الله يمكن أن تتطلعي عليه أعلاه

وجعل ما تسعين له في ميزان حسناتكِ
أختكِ عراقيه






سأل الشيخ بن باز هذا السوال


من واقع خبرتكم الطويله في هذا المجال ....ماهو الاسلوب الامثل للدعوة ؟


الجواب الأسلوب : مثل ما بينه الله عز وجل واضح في كتاب الله وسنة نبيه الكريم

يقول سبحانه وتعالى( آدع إلى سبيل ربك بآلحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن)

ويقول تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لآنفضوا من حولك )

ويقول عز وجل فى قصة موسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )

فالداعي إلى الله يتحرى الإسلوب الحسن والحكمة فى ذلك ، وهي العلم بما قاله الله وورد في الحديث

النبوي الشريف ، ثم الموعظة الحسنة والكلمات الطيبة التي تحرك القلوب وتذكرها بالآخره والموت

وبالجنة والنار حتى تقبل القلوب الدعوة وتقبل عليها وتصغي إلى ما يقوله الداعي

وكذلك إذا كان هناك شبهة يتقدم بها المدعو عالجها بالتي هي أحسن وأزالها لا بالشدة والعنف

ولكن بالتي هي أحسن فيذكر الشبهة ويزيحها بالأدلة ولا يمل ولا يضعف ولا يغضب غضبا ينفر المدعو

بل يتحرى الأسلوب المناسب والأدلة المناسبة ويتحمل ما قد يثير غضبه لعله يؤدي موعظته بطمأنينة

ورفق لعل الله يسهل قبولها من المدعو.


سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز




هذا كتاب وسيلة الدعوة

http://saaid.net/book/open.php?cat=5&book=2141





121وسيلة لتكوني داعية

http://saaid.net/afkar/25.htm




محاضرة وسائل الدعوة
لشيخ احمد عبد العزيز القطان


http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...lesson_id=4455



كل واحد على حسب همته فبعضهم همته مقتصرة على اهله
وبعضهم همته مقتصرة على من حوله اهلة جيرانه

وبعضهم لا يقتصر بل همة عالية كل مايراء امر منكر ياحاول ان يدعو الى الله

علو الهمة

ما هي الهمــــــــــة ؟
الهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول..
قال أحد الصالحين: همتك فاحفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها، صلح له ما وراء ذلك من الأعمال
الهمــــــــة محلها القلـــــــــــــب
الهمة عمل قلبي، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه، وكما أن الطائر يطير بجناحيه، كذلك يطير المرء بهمته، فتحلق به إلى أعلى الآفاق، طليقةًً من القيود التي تكبل الأجساد..

إن يَسْلُب القوم العِدا مُلْــــكِي وتُسْلِمني الجموعْ
فالقلب بين ضُلُـــــوعِهِ لم تُسْلِمِ القلبَ الضلوعْ

ونقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة :
" ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة ِ من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا "
همَّــــــــــــة المؤمـــن أبلغ من عملـــــــــــه
قال صلى الله عليه وسلم:" من همَّ بحسنة، فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة " رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم: " من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه " رواه مسلم وغيره
وقال صلى الله عليه وسلم فيمن تجهز للجهاد، ثم أدركه الموت: " قد أوقع الله أجره على قدر نيته " رواه الإمام أحمد وغيره
وقال صلى الله عليه وسلم : " ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل، فغلبه عليها نوم ، إلا كُتب له أجر صلاته، وكان نومه صدقةً عليه " رواه النسائي وأبو داود

وقد يتفوق المؤمن بهمته العالية كما بيَّن ذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله:
" سبق درهم مائة ألف "، قالوا: يا رسول الله ، كيف يسبق درهم مائة ألف ؟! ،
قال:" رجل كان له درهمان ، فأخذ أحدهما ، فتصدق به ، وآخر له مال كثير ،
فأخذ من عَرْضها مائة ألف "رواه أحمد وغيره




خصائص كبير الهمـــــــــــة
يا عالـــــــــــــــي الهمَّــــة..
بقَدْر ما تَتَعنَّى ، تنالُ ما تتمنَّى
إن عالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته، وتحقيق بغيته، لأنه يعلم أن المكارم منوطة بالمكاره، وأن المصالح والخيرات، و اللذات و الكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب :
بَصُرتُ بالراحة الكبرى فلم أرها *** تُنال إلا على جسر من التعب
****
فقل لِمُرَجِّي معالي الأمور *** بغير اجتهاد: رجوتَ المحالا
****
أحزان قلبي لا تزول *** حتى أبشر بالقبول
وأرى كتابي باليمين *** وتُسَرَّ عيني بالرسول
****
عالي الهمة يُرى منطلقاً بثقة وقوة وإقدام نحو غايته التي حددها على بصيرة وعلم، فيقتحم الأهوال، ويستهين الصعاب ..
****
ذريني أنـل ما لا يُنـال من العُـلا *** فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل
تريدين إدراك المعالي رخيصة *** ولا بُدَّ دون الشَّهْدِ من إبر النحْلِ
****
من أراد الجنة سلعةَ الله الغالية لم يلتفت إلى لوم لائم، ولا عذل عاذل، ومضى يكدح في السعي لها
قال تعالى: ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا )
وقال صلى الله عليه وسلم: " من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة "
كبيــر الهمــة لا ينقُضُ عَزْمه
قال تعالى : ( فإذا عزمت فتوكل على الله )
قال جعفر الخلدي البغدادي : " ما عقدت لله على نفسي عقدا ، فنكثته "




علام يندم كبير الهمة؟
يندم على ساعة مرت به في الدنيا لم يعمرها بذكر الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : " ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها "
يا كبير الهمة : لا يضرك التفرد ، فإن طرق العلاء قليلة الإيناس
فعالي الهمة ترقى في مدارج الكمال بحيث صار لا يأبه بقلة السالكين، ووحشة الطريق لأنه يحصل مع كل مرتبة
يرتقي إليها من الأنس بالله ما يزيل هذه الوحشة ، و إلا انقطع به السبيل ..
عالي الهمة لا يرضى بالدون ولا يرضيه إلا معالي الأمور
إن عالي الهمة يعلم أنه إذا لم يزد شيئا في الدنيا فسوف يكون زائدا عليها ، ومن ثم فهو لا يرضى بأن يحتل هامش الحياة ، بل لابد أن يكون في صلبها ومتنها عضوا مؤثرا
إذا ما مضى يوم ولم أصطنع يدا * ولم أقتبس علما فما هو من عمري

إن كبير الهمة نوع من البشر تتحدى همته ما يراه مستحيلا ، وينجز ما ينوء به العصبة أولو القوة ،
ويقتحم الصعاب والأهوال لا يلوي على شيء
له همم لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى أجل من الدهر
ندرة كبيريّ الهمة في الناس
يصدق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " تجدون الناس كإبل مائة ، لا يجد الرجل فيها راحلة "
وهم في الناس ثلة من الأولين ، وقليل من الآخرين
وقد كانوا إذا عدوا قليلا فقد صاروا أعز من القليل .
عالي الهمة لا يرضى بما دون الجنة
إن كبير الهمة لا يعتد بما له فناء ، ولا يرضى بحياة مستعارة ، ولا بقُنيةٍ مستردة ، بل همه قنية مؤبدة ، وحياة مخلدة ، فهو لا يزال يحلق في سماء المعالي ، و لا ينتهي تحليقه دون عليين ، فهي غايته العظمى ، وهمه الأسمى..
عالي الهمة شريف النفس يعرف قدر نفسه
وعالي الهمة يعرف قدر نفسه ، في غير كبر، و لا عجب ، ولا غرور ، وإذا عرف المرء قدر نفسه ، صانها عن الرذائل ، وحفظها من أن تهان ، ونزهها عن دنايا الأمور ، و سفاسفها في السر والعلن ، وجنبها مواطن الذل بأن يحملها ما لا تطيق أو يضعها فيما لا يليق بقدرها ، فتبقى نفسه في حصن حصين ، وعز منيع لا تعطى الدنية ، و لا ترضى بالنقص ، ولا تقنع بالدون ..
كبير الهمة عصامي لا عظامي
فكبير الهمة عصامي يبني مجده بشرف نفسه ، لا اتكالا على حسبه ونسبه ، و لا يضيره ألا يكون ذا نسب ، فحسبه همته شرفا ونسبا ، فإن ضم كبر الهمة إلى نسب كان كعقد علق على جيد حسناء ..
الحث على علو الهمة في القرآن والسنة
تواردت نصوص القرآن والسنة على حث المؤمنين على ارتياد معالي الأمور ، والتسابق في الخيرات ، وتحذيرهم من سقوط الهمة ، وتنوعت أساليب القرآن في ذلك ..

فمنها: ذم ساقطي الهمة وتصويرهم في أبشع صورة :
( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون )

ومنها: ثناؤه سبحانه على أصحاب الهمم العالية وفي طليعتهم الأنبياء والمرسلون
وفي مقدمتهم أولو العزم من الرسل وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم..
( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل )

ومنها : أنه عبر سبحانه عن أوليائه الذين كبرت همتهم بوصف الرجال في مواطن البأس والجلد والعزيمة والثبات على الطاعة ، والقوة في دين الله
( فيه رجال يحبون أن يطهروا والله يحب المطهرين )
( يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة )
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )

ومنها : أنه سبحانه أمر المؤمنين بالهمة العالية ، والتنافس في الخيرات ..
( فاستبقوا الخيرات )

أما السنة الشريفة فمليئة بالكثير من الصور ..

قال صلى الله عليه وسلم: ( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها، فليغرسها )
وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( إن الله تعالى يحب معالي الأمور ، ويكره سفاسفها )
وقال صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه: ( إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه عز وجل )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ..
فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة )

***********
كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيرا غير مجذوذ ، ويجري في عروقك دم الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل ، فلا ترى واقفا إلا على أبواب الفضائل ، ولا باسطا يديك إلا لمهمات الأمور ..

إن التحلي بكبر الهمة يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال ، ويجتث منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة ..



مجالات علو الهمة :

* علو الهمة في طلب العلم

قال يحيى بن أبي كثير : لا ينال العلم براحة الجسد ..

ومن يصطبر للعــلم يظـــــفر بنيله *** ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل
ومن لم يذل النفس في طلب العلى *** يسيرا يعش دهــــــــــرا طويلا أخا ذل

* علو الهمة في العبادة والاستقامة

قال الحسن : من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره
قال وهيب بن الورد : إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل ..
واحسرتاه تقــضى العمر وانصرمت *** ساعاته بين ذل العجز والكسل
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ساروا *** إلى المطلب الأعلى على مهل

* علو الهمة في البحث عن الحق

لقد حفل التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه بنماذج رائعة من المهتدين الذين ارتفعت همتهم في البحث عن الدين الحق
و بذلوا في سبيل ذلك النفس والنفيس ، فصاروا مضرب الأمثال ، وحجة لله على خلقه أن من انطلق باحثا عن الحق مخلصا لله تعالى ، فإن الله عز وجل يهديه إليه ، ويمن عليه بأعظم نعمة في الوجود نعمة الإسلام

ومن النماذج المشرقة في البحث عن الحق
سلمان الفارسي رضي الله عنه ..
أبوذر رضي الله عنه ...

* علو الهمة في الدعوة إلى الله تعالى ..




كبير الهمة يحمل هم الدعوة
من أعظم ما يهتم به الداعية هداية قومه ، وبلوغ الجهد في النصح لهم ، كما يتضح ذلك جليا لمن تدبر سير المرسلين ، خاصة خاتمهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم ..

إن المتأمل لقوائم عظماء رجالات الإسلام من الرعيل الأول فمن بعدهم ليرى أن علو الهمة هو القاسم المشترك بين كل هؤلاء الذين اعتزوا بالإسلام ، واعتز بهم الإسلام ، ووقفوا حياتهم لحراسة الملة وخدمة الأمة سواء كانوا علماء أو دعاة أو مجددين أو مجاهدين أو مربين أو عباد صالحين ولو لم يتحلوا بعلو الهمة لما كان لهم موضع في قوائم العظماء ولما تربعوا في قلوب أبناء ملتهم ، ولما تزينت بذكرهم صحائف التاريخ و لا جعل الله لهم لسان صدق في الآخرين ..

* علو الهمة في الجهاد في سبيل الله

قال عمران بن حصين: ( ما لقي صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب )

وكذلك الشجعان في أمته والأبطال لا يحصون عدة ، و لا يحاط بهم كثرة ، سيما أصحابه المؤيدين الممدوحين في التنزيل بقوله تعالى :
( محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف )
حال الأمة عند سقوط الهمة
إن سقوط الهمم وخساستها حليف الهوان ، وقرين الذل والصغار ، وهو أصل الأمراض التي تفشت في أمتنا ،
فأورثتها قحطا في الر جال ، وجفافا في القرائح ، وتقليدا أعمى ، وتواكلا وكسلا ، واستسلاما لما يسمى الأمر الواقع ..

كل ذل يصيب الإنسان من غيره ، ويناله من ظاهره : قريب شفاؤه ، ويسير إزالته ،
فإذا نبع الذل من النفس ، وانبثق من القلب ، فهو الداء الدوي ، والموت الخفي ..
أسباب انحطاط الهمم
حتى نكون أبعد عن انحطاط الهمم لابد أن نتعرف على أسباب ذلك ..

* الوهن .. كما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم : ( حب الدنيا، وكراهية الموت )
* الفتور .. قال صلى الله عليه وسلم: ( إن لكل عمل شِرَّةً، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك )
* اهدار الوقت الثمين في فضول المباحات .. قال صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )
* العجز والكسل .. قال تعالى: ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )
* الغفلة .. وشجرة الغفلة تُسقى بماء الجهل الذي هو عدو الفضائل كلها
قال ابن القيم رحمه الله: لابد من سِنة الغفلة، ورقاد الغفلة، ولكن كن خفيف النوم ..
* التسويف والتمني .. وهما صفة بليد الحس، عديم المبالاة، الذي كلَّما همَّت نفسه بخير، إما يعيقها بسوف حتى يفجأه الموت، وإما يركب بها بحر التمني، وهو بحر لا ساحل له، يدمن ركوبه مفاليس العالم .
* ملاحظة سافل الهمة من طلاب الدنيا.. قال صلى الله عليه وسلم: ( إنما مَثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يُحْذِيك ، وإما أن تبتاع منه،وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة )
* العشق .. لأن صاحبه يحسر همته في حصول معشوقه فيلهيه عن حب الله ورسوله.
* الانحراف في فهم العقيدة .. لا سيما مسألة القضاء والقدر، عدم تحقيق التوكل على الله تعالى، بدعة الإرجاء.
* الفناء في ملاحظة حقوق الأهل والأولاد واستغراق الجهد في التوسع في تحقيق مطالبهم ..
قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم )
* المناهج التربوية والتعليمية الهدامة .. التي تثبط الهمم، وتخنق المواهب، وتكبت الطاقات، وتخرب العقول، وتنشىء الخنوع، وتزرع في الأجيال ازدراء النفس، وتعمق فيها احتقار الذات، والشعور بالدونية.
* توالي الضربات، وازدياد اضطهاد العاملين للإسلام، مما ينتج الشعور بالإحباط في نفوس الذين لا يفقهون حقيقة البلاء، وسنن الله عز وجل في خلقه.

أسبــاب الارتقـــاء بالهمـــــــة
* العلم والبصيرة .. العلم يصعد بالهمة، ويرفع طالبه عن حضيض التقليد، ويُصفِّي النية.
* إرادة الآخرة، وجعل الهموم همَّا واحداً.. قال تعالى: ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا )
وقال صلى الله عليه وسلم: ( من كانت همّه الآخرة، جمع الله له شملَه، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت همّه الدنيا، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له)
* كثرة ذكر الموت .. عن عطاء قال: كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء، فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون .
* الدعاء.. لأنه سنة الأنبياء، وجالب كل خير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( أعجز الناس من عجز عن الدعاء )
* الاجتهاد في حصر الذهن، وتركيز الفكر في معالي الأمور.. قال الحسن: نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
* التحول عن البيئة المثبطة.. إذا سقطت الجوهرة في مكان نجس فيحتاج ذلك إلى كثير من الماء حتى تُنَظَّف إذا صببناه عليها وهي في مكانها، ولكن إذا أخرجناها من مكانها سهل تنظيفها بالقليل من الماء .
* صحبة أولي الهمم العالية، ومطالعة أخبارهم..قال صلى الله عليه وسلم: ( إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر)
* نصيحة المخلصين .. قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
* المبادرة والمداومة والمثابرة في كل الظروف..قال تعالى: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )



أطفالنـــــــــا وعــــلو الهمــــــــة

قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه، وسَعِدَ في الدنيا والآخرة، وإن عُوِّد الشر، وأُهْمِل إهمالَ البهائم شقي وهلك.. وصيانته بأن يؤدِّبَه، ويهذبه، ويعلمه محاسن الأخلاق ..
وقال ابن خلدون: التعليم في الصغر أشد رسوخاً، وهو أصل لما بعده.
كِبَارُ الهمَّةِ النَّابغُون .. مُخْتَصَرُ الطريق إلى المَجْد..
إن المرء لا يولد عالماً، وإنما تربيه جماعة، وتصنعه بيئة، و تتعهده بالرعاية والتعليم، حتى يمتلك ناصية العلم الذي يطلبه .
.........


إن الأمة التي تهتم بالنابغين، تصنع بهم مستقبلها المشرق، لأنهم يُصْلِحون أمرها، ويسهمون في ازدهارها، والأمة التي تهمل رعاية نابغيها سوف تشقى حين يتولى أمورها جهلة قاصرون يوردونها المهالك،أو مرضى نفسيون معقدون يسومونها سوء العذاب، أو سفلة أصحاب نفوس دنيئة وهِممٍ خسيسة يبيعونها لأعدائها بثمن بخس .
أثر عُلُـــــــــوّ الهمَّة في إصلاح الفــرد والأمَّـــــة
أصحاب الهمة العالية هم الذين يقوون على البذل في سبيل المقصد الأعلى، و يبدلون أفكار العالم، ويغيرون مجرى الحياة بجهادهم وتضحياتهم، ومن ثَمَّ فهم القلة التي تنقذ الموقف، وهم الصفوة التي تباشر مهمة " الانتشال السريع " من وحل الوهن، و وهدة الإحباط.
...............

زاحم بكتفيك وساعديك قوافل العظماء المجددين من السلف والخلف، ولا تؤجل فإن مرور الزمن ليس من صالحك، وإن الطغيان كلما طال أمده، كلما تأصَّلت في نفوس المتميعين معاني الاستخذاء، ولابد من مبادرة تنتشل، ما دام في الذين جرفهم التيار بقية عرق ينبض، وبذرة فطرة كامنة .
..........

هذا زمان لا توسُّط عنده *** يبغي المغامر عالياً وجليلا
كن سابقاً فيه أو ابق بمعزلٍ *** ليس التوسط للنبوغ سبيلا
..........
إن أمتك المسلمة تترقب منك جذبة " عُمَرِيَّة " توقد في قلبها مصباح الهمة في ديجور هذه الغفلة المدلهمة، وتنتظر منك صيحة " أيوبية " تغرس بذرة الأمل، في بيداء اليأس، وعلى قدر المئونة؛ تأتي من الله المعونة، فاستعن بالله ولا تعجز .

المصدر : المفكرة الدعوية

صيد الفوائد




اختك عطر الحب










كتبت : ولا احلى
-
ربنا يتقبل منك ياغالية

ردك وافى ياغالية

سؤالى

انا اعرف ان تارك الصلاة كافر
فهل كفره يخرجه من المله ولا ما يخرجه؟؟؟
بمعنى
من رأيته ترك الصلاة فهل اكفره واتعامل معه معامله الكفار
ولا اكل زبائحه و.......و...... ام كفره غير مخرج من الملة؟؟؟؟


بارك الله فيكِ أختي الغاليه
ما شاء الله عليكِ سؤال هام وهادف
يدل على حرصكِ على دينكِ أختي الحبيبه
والآن تفضلي السؤال



أحكام تارك الصلاة



السؤال :







صرحت الأحاديث الصحاح بكون تارك الصلاة كافراً وإذا أخذنا بظاهر الحديث وجب منع تارك الصلاة عمداً من جميع حقوقه في الإرث ، وتخصيص مقابر خاصة بهم وعدم الصلاة والسلام عليهم ، بحيث إنه لا أمن وسلام على كافر ، ولا ننسى أنه لو قمنا بإحصاء المصلين من بين الرجال المؤمنين وغير المؤمنين قد لا يتعدى 6% والنساء أقل من ذلك ، فما رأي الشرع فيما سبق وما حكم إلقاء السلام أو رده على تارك الصلاة ؟ .










الجواب:




الحمد لله




اختلف العلماء في تارك الصلاة عمداً من المسلمين إذا لم يجحد وجوبها فقال بعضهم هو كافر كفراً يخرج من ملة الإسلام ويعتبر مرتداً ويستتاب ثلاثة أيام فإن تاب فيها ؛ وإلا قتل لردته ، فلا يصلى عليه صلاة الجنازة ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يسلم عليه حياً أو ميتاً ولا يرد عليه السلام ولا يستغفر له ولا يترحم عليه ولا يرث ولا يورث ماله بل يجعل ماله فيئا في بيت مال المسلمين ، سواء كثر تاركو الصلاة عمداً أم قّلوا ، فالحكم لا يختلف بكثرتهم وقلتهم .




وهذا القول هو الأصح والأرجح في الدليل لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "
أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح ،
وقوله صلى الله عليه وسلم :
" بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة "
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه مع أحاديث أخرى في ذلك .




وقال جمهور العلماء إن جحد وجوبها فهو كافر مرتد عن دين الإسلام وحكمه كما تقدم تفصيله في القول الأول ، وإن لم يجحد وجوبها لكنه تركها كسلاً مثلاً فهو مرتكب كبيرة غير أنه لا يخرج بها من ملة الإسلام وتجب استتابته ثلاثة أيام فإن تاب فالحمد لله وإلا قتل حداً لا كفراً ، وعلى هذا يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدعى له بالمغفرة والرحمة ويدفن في مقابر المسلمين ويرث ويورث ، وبالجملة تجري عليه أحكام المسلمين العصاة حياً وميتاً .







من فتاوى اللجنة الدائمة 6/49






ترك الصلاة كسلاً

السؤال :

إذا لم أصل بسبب الكسل فقط فهل أعتبر كافراً أم مسلماً عاصياً ؟






الجواب :

الحمد لله



قال الإمام أحمد بتكفير تارك الصلاة كسلاً وهو القول الراجح والأدلة تدل عليه من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال السلف والنظر الصحيح الشرح الممتع على زاد المستنقع 2/26

والمتأمل لنصوص الكتاب والسنة يجد أنها دلت على كفر تارك الصلاة الكفر الأكبر المخرج من الملة ، فمن أدلة القرآن :

قول الله تعالى : " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين "
التوبة / 11

ووجه الدلالة في هذه الآية أن الله تعالى اشترط لثبوت بيننا وبين المشركين ثلاثة شروط : أن يتوبوا من الشرك وان يقيموا الصلاة وأن يؤتوا الزكاة فإن تابوا من الشرك ولم يقيموا الصلاة ولم يؤتوا الزكاة فليسوا باخوة لنا ، وإن أقاموا الصلاة ولم يؤتوا الزكاة فليسوا باخوة لنا ، والأخوة في الدين لا تنتفي إلا حين يخرج المرء من الدين بالكلية فلا تنتفي بالفسوق والكفر دون الكفر .

وقال تعالى أيضا :
" فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا "
ووجه الدلالة : أن الله قال في المضيعين للصلاة المتبعين للشهوات :
( إلا من تاب وآمن )
فدل على أنهم حين إضاعتهم للصلاة واتباع الشهوات غير مؤمنين .

وأما دلالة السنة على كفر تارك الصلاة فقوله صلى الله عليه وسلم :
" إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة "
رواه مسلم في كتاب الإيمان عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "
رواه احمد وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه .
والمراد بالكفر هنا الكفر المخرج عن الملة لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصلاة فصلا بين المؤمنين والكافرين ومن المعلوم أن ملة الكفر غير ملة الإسلام فمن لم يأت بهذا العهد فهو من الكافرين .

وفيه من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم " .
قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف قال :
" لا ما أقاموا فيكم الصلاة "


ففي هذا الحديث دليل على منابذة الولاة وقتالهم بالسيف إذا لم يقيموا الصلاة ولا تجوز منازعة الولاة وقتالهم إلا إذا أتوا كفرا صريحا عندنا فيه برهان من الله تعالى ، لقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه :
" دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال : إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان "
متفق عليه ، وعلى هذا فيكون تركهم للصلاة الذي علق عليه النبي صلى الله عليه وسلم منابذتهم وقتالهم بالسيف كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان .

فإن قال قائل : ألا يجوز أن تحمل النصوص الدالة على كفر تارك الصلاة على من تركها جاحدا لوجوبها ؟

قلنا : لا يجوز ذلك لأن فيه محذورين :

الأول : إلغاء الوصف الذي اعتبره الشارع وعلق الحكم به فإن الشارع علق الحكم بالكفر على الترك دون الجحود ورتب الأخوة في الدين على إقام الصلاة دون الإقرار بوجوبها لم يقل الله تعالى : فإن تابوا وأقروا بوجوب الصلاة ، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الشرك والكفر جحد وجوب الصلاة . أو العهد الذي بيننا وبينهم الإقرار بوجوب الصلاة فمن جحد وجوبها فقد كفر . ولو كان هذا مراد الله تعالى ورسوله لكان العدول عنه خلاف البيان الذي جاء به القرآن ، قال الله تعالى :
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء "
النحل / 89 ،
وقال تعالى مخاطبا نبيه : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "
النحل / 44 .

المحذور الثاني : اعتبار وصف لم يجعله الشارع مناطا للحكم فإن جحود وجوب الصلوات الخمس موجب لكفر من لا يعذر بجهله فيه سواء صلى أم ترك ، فلو صلى شخص الصلوات الخمس وأتى بكل ما يعتبر لها من شروط وأركان وواجبات ومستحبات لكنه جاحد لوجوبها بدون عذر له فيه لكان كافرا مع أنه لم يتركها . فتبين بذلك أن حمل النصوص على من ترك الصلاة جاحدا لوجوبها غير صحيح ،
والصحيح أن تارك الصلاة كافر كفرا مخرجا من الملة كما جاء ذلك صريحا فيما رواه ابن أبي حاتم في سننه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال :
أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا تشركوا بالله شيئا ولا تتركوا الصلاة عمدا فمن تركها عمدا متعمدا فقد خرج من الملة " .
وأيضا فإننا لو حملناه على ترك الجحود لم يكن لتخصيص الصلاة في النصوص فائدة فإن هذا الحكم عام في الزكاة والصيام والحج فمن ترك منها واحدا جحدا لوجوبه كفر إن كان غير معذور بجهل .

وكما أن كفر تارك الصلاة مقتضى الدليل السمعي الأثري فهو مقتضى الدليل العقلي النظري فكيف يكون عند الشخص إيمان مع تركه للصلاة التي هي عمود الدين وجاء في الترغيب في فعلها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يقوم بها ويبادر إلى فعلها وجاء من الوعيد على تركها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يحذر من تركها وإضاعتها ؟ فتركها مع قيام هذا المقتضى لا يبقى إيمانا مع الترك .

فإن قال قائل : ألا يحتمل أن يراد بالكفر في تارك الصلاة كفر النعمة لا كفر الملة أو أن المراد به كفر دون الكفر الأكبر فيكون كقوله صلى الله عليه وسلم :
" اثنتان بالناس هما بهما كفر ، الطعن في النسب والنياحة على الميت "
، وقوله : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " . ونحو ذلك ؟

قلنا هذا الاحتمال والتنظير له لا يصح لوجوه :

الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصلاة حدا فاصلا بين الكفر والإيمان وبين المؤمنين والكفار يميز المحدود ويخرجه من غيره . فالمحدودان متغايران لا يدخل أحدهما في الآخر .

الثاني : أن الصلاة ركن من أركان الإسلام فوصف تاركها بالكفر يقتضي أنه الكفر المخرج من الإسلام لأنه هدم ركنا من أركان الإسلام بخلاف إطلاق الكفر على من فعل فعلا من أفعال الكفر .

الثالث : أن هناك نصوصا أخرى دلت على كفر تارك الصلاة كفرا مخرجا من الملة فيجب حمل الكفر على ما دلت عليه لتتلاءم النصوص وتتفق .

الرابع : أن التعبير بالكفر مختلف ففي ترك الصلاة قال :
" بين الرجل وبين الشرك والكفر "
فعبر بأل الدالة على أن المراد بالكفر حقيقة الكفر بخلاف كلمة : كفر - منكّرا - أو كلمة : كَفَرَ بلفظ الفعل فإنه دال على أن هذا من الكفر أو أنه كفر في هذه الفعلة وليس هو الكفر المطلق المخرج عن الإسلام .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب ( اقتضاء الصراط المستقيم )
ص70 طبعة السنة المحمدية على قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" اثنتان في الناس هما بهما كفر "
. قال : فقوله هما بهما كفر أي هاتان الخصلتان هما كفر قائم بالناس فنفس الخصلتين كفر حيث كانتا من أعمال الكفر وهما قائمتان بالناس لكن ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير بها كافرا الكفر المطلق حتى تقوم به حقيقة الكفر ، كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير بها مؤمنا حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته . وفرق بين الكفر المعرف باللام كما في قوله صلى الله عليه وسلم :
" ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة "
وبين كفر منكر في الإثبات . انتهى كلامه رحمه الله .

فإذا تبين أن تارك الصلاة بلا عذر كافر كفرا مخرجا من الملة بمقتضى هذه الأدلة كان الصواب فيما ذهب إليه الإمام أحمد وهو أحد قولي الشافعي كما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى :
" فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات "
مريم الآية 59
وذكر ابن القيم في كتاب الصلاة أنه أحد الوجهين في مذهب الشافعي وأن الطحاوي نقله عن الشافعي نفسه .

وعلى هذا قول جمهور الصحابة بل حكى غير واحد إجماعهم عليه ، قال عبد الله بن شقيق كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة . رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرطهما . وقال اسحاق بن راهويه الإمام المعروف صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يخرج وقتها كافر ، وذكر ابن حزم أنه جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة وقال لا نعلم لهؤلاء مخالفا من الصحابة . نقله عنه المنذري في الترغيب والترهيب وزاد من الصحابة : عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وأبي الدرداء رضي الله عنهم . قال : ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك والنخعي والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وأبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وغيرهم أهـ . والله اعلم .



المرجع : رسالة في حكم تارك الصلاة للشيخ محمد بن صالح العثيمين



هل تؤكل ذبيحة تارك الصلاة ؟



أود أن أسال كيف نفعل لو كان أخي لا يصلى وهو في الشرع يعتبر كافراً ، فهل نأكل مما يذبح أم لا ؟.










الحمد لله




الواجب عليكم نصح أخيكم بالمحافظة على الصلاة ، وأعلموه بحكم الله تعالى في تاركها ، وامنعوه من مباشرة الذبح لكم ، وليعلم سبب هذا المنع ، وهو أن تارك الصلاة يعتبر كافراً ، فلا تحل ذبيحته ، فلعل معرفته الحكم تؤثر فيه ، ويرجع إلى دينه ويقيم الصلاة ، وهذا خير له في دينه ودنياه ، وعاجله وآجله .




سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :




هل يجوز الأكل من ذبائح تارك الصلاة عمداً - علما أنه إذا أخبر بذلك احتج بأنه كان ينطق بالشهادة ، كيف العمل إذا لم يوجد أي جزار يصلي ؟




فأجاب :




" الذي لا يصلي لا تؤكل ذبيحته ، هذا هو الصواب ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة )
أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما ، وقول الرسول عليه الصلاة والسلام :

( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )
أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة )
أخرجه الإمام أحمد والترمذي بإسناد صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، فكل شيء سقط عموده لا يستقيم ولا يبقى ، ومتى سقط العمود سقط ما عليه .





وبذلك يعلم أن الذي لا يصلي لا دين له ، ولا تؤكل ذبيحته ، وإذا كنت في بلد ليس فيها جزار مسلم فاذبح لنفسك ، واستعمل يدك فيما ينفعك ، أو التمس جزارا مسلما ولو في بيته حتى يذبح لك ، وهذا بحمد الله ميسر فليس لك أن تتساهل في الأمر .




وعليك أن تنصح هذا الرجل بأن يتقي الله وأن يصلي ، وقوله : " إنه يكتفي بالشهادتين " غلط عظيم ، فالشهادتان لا بد معهما من حقهما ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) متفق على صحته .




فذكر الصلاة والزكاة مع الشهادتين ، وفي اللفظ الآخر :
( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله الله ، فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله )

والصلاة من حقها ، والزكاة من حقها .





فالواجب على المؤمن أن يتقي الله ، والواجب على كل من ينتسب إلى الإسلام أن يتقي الله ويصلي الصلوات الخمس ويحافظ عليها ، وهي عمود الإسلام ، وهي الركن الأعظم من أركان الإسلام بعد الشهادتين ، من ضيعها ضيع دينه ، ومن تركها خرج عن دينه ، نسأل الله العافية .




هذا هو الحق والصواب ، وقال بعض أهل العلم : إنه لا يكون كافرا كفرا أكبر ، بل يكون كفره كفرا أصغر ، ويكون عاصيا معصية عظيمة ، أعظم من الزنا ، وأعظم من السرقة ، وأعظم من شرب الخمر ، ولا يكون كافرا كفرا أكبر إلا إذا جحد وجوبها ، هكذا قال جمع من أهل العلم ، ولكن الصواب ما دل عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن مثل هذا يكون كافرا كفرا أكبر كما تقدم من الأحاديث في ذلك ؛ لأنه ضيع عمود الإسلام وهو الصلاة .




فلا ينبغي التساهل بهذا الأمر ، وقال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل رحمه الله : لم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون شيئا تركه كفر إلا الصلاة .




فذكر إجماع الصحابة على أن تارك الصلاة عندهم كافر ، نسأل الله العافية .




فالواجب الحذر ، والواجب المحافظة على هذه الفريضة العظيمة ، وعدم التساهل مع من تركها ، فلا تؤكل ذبيحته ، ولا يدعى لوليمة ، ولا تجاب دعوته ؛ بل يهجر حتى يتوب إلى الله وحتى يصلي ، نسأل الله الهداية للجميع " انتهى .




"مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (10/274– 276) .




وانظر جواب السؤال رقم ( 1553 ) .




والله أعلم .






الإسلام سؤال وجواب



align="right"> الطريقة المثلى لدعوة تارك الصلاة والتعامل مع المبتدع
align="right">ما هي الطريقة المثلى لدعوة تارك الصلاة ؟ ماذا عن المبتدع ؟.

align="right">

align="right"> الحمد لله align="right"> أولا : align="right"> ينبغي النظر في حال المدعو لأداء الصلاة أو غيرها من العبادات ، ومراعاة ما يلائمها من أساليب الترغيب ، أو الترهيب ، وإن كان الأصل العام في الشرع أن يجمع بينهما ، ثم إنه من الأهمية بمكان مراعاة أحوال المدعو في إقباله أو إدباره ، وتأثره بالموعظة أو انصرافه عنها .

ثانيا :
align="right"> الطريقة المثلى لدعوة تارك الصلاة تتلخص فيما يلي :

1- تذكيره بفرضية الصلاة وأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين
align="right"> 2- إعلامه ببعض فضائل الصلاة ؛ فهي خير ما فرضه الله على عباده ، وخير ما يتقرب به العبد إلى ربه ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد من أمر دينه ، والصلوات الخمس كفارة لما بينهن ، ما لم تغش الكبائر ، وسجدة واحدة يرفع العبد بها درجة ، ويحط عنه بها خطيئة .. ، إلى آخر ما ورد في فضائل الصلاة ؛ فإن هذا من شأنه أن تسمح بها نفسه ، إن شاء الله ، ولعلها تصير قرة عينه ، كما كانت قرة عين النبي ، صلى الله عليه وسلم . align="right"> 3- إعلامه بما ورد في شأن تاركها من الوعيد الشديد، واختلاف العلماء في كفره وردته ، وأن الإسلام لا يتيح لتارك الصلاة فرصة في العيش طليقا بين الناس ، إذ الواجب في شأنه أن يدعى للصلاة ، فإن أصر على الترك ، قتل مرتدا في مذهب أحمد ومن وافقه من السلف ، أو قتل حدا في مذهب مالك والشافعي ، أو حبس وسجن في مذهب أبي حنيفة ، أما أن يترك حرا طليقا ، فلا قائل بذلك من أهل العلم ، فيقال لتارك الصلاة : هل ترضى أن يختلف العلماء في شأنك ، بين الكفر والقتل والحبس ؟! align="right"> 4- تذكيره بلقاء الله تعالى والموت والقبر ، وما يحدث لتارك الصلاة من سوء الخاتمة وعذاب القبر. align="right"> 5- بيان أن تأخير الصلاة عن وقتها كبيره من الكبائر align="right"> ير الصلاة عن وقتها كبيرة من الكبائر ؛ align="right"> ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ) align="right"> مريم/59 ، align="right"> قال ابن مسعود عن الغي : واد في جهنم ، بعيد القعر ، خبيث الطعم، وقال تعالى : align="right"> ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) الماعون/4، 5 ). align="right"> 6- بيان ما يترتب على القول بكفره من أمور عظيمة ، كبطلان نكاحه ، وحرمة بقائه ومعاشرته لزوجته ، وكونه لا يغسّل ولا يصلى عليه بعد وفاته . ومن النصوص الدالة على كفر تارك الصلاة قوله صلى الله عليه وسلم : align="right"> " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " align="right"> رواه مسلم (82) ، align="right"> وقوله : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر" align="right"> رواه الترمذي (2621) والنسائي (463) وابن ماجه (1079) . align="right"> 7- إهداؤه بعض الكتيبات والأشرطة التي تتناول موضوع الصلاة وعقوبة تاركها والمتهاون فيها . align="right"> 8- هجره وزجره في حال إصراره على ترك الصلاة . align="right"> وأما المبتدع ، فيختلف التعامل معه حسب نوع بدعته ودرجتها ، والواجب نصحه ودعوته إلى الله ، وإقامة الحجة عليه ، وإزالة شبهته ، فإن أصر على بدعته هُجر وزجر إذا غلب على الظن أن ذلك ينفعه ، وينبغي التثبت أولا في الحكم على شخصٍ ما بأنه مبتدع ، والرجوع في ذلك إلى أهل العلم ، والتفريق بين البدعة وصاحبها ، فربما كان معذورا بجهل أو تأويل . align="right"> وانظر تفصيل ذلك في (حقيقة البدعة وأحكامها لسعيد بن ناصر الغامدي). align="right"> والله أعلم .
align="right">
align="left"> الإسلام سؤال وجواب








هذا وأدعو الله أن أكون قد أستوفيت الإجابه

أختكِ عراقيه

كتبت : أم سلسبيل
-
جزاك الله الاجر والثواب عطر الحب على الاجابه على السؤال
سؤالى الرابع
هل انفاق المال فى سبيل الدعوه يجوز
حتى لو اهلى بيتى محتاجين لهذه الاموال ؟؟

بارك الله فيكِ أختي الغاليه
على مشاركاتكِ القيّمه
والأسئله الهادفه
حيّاكِ الله وبيّاكِ

والآن أختي تفضلي الإجابه


الدعوة والحاجة المالية: البذل مصدرا


البذل في اللغة من الإنفاق والكرم والمجهود والتضحية، وله صور
شتى ومجالات عديدة حتى إنه ليشمل كل العبادات، إنفاق المال وبذل الوقت وتزكية الروح ومجاهدة النفس وجهاد العلم ...

في هذا المقال نقف عند البذل بمعنى إنفاق المال، وذلك ارتباطا باحتياجات الدعوة إلى الله عز وجل المالية، وضرورة توفرها  بعد الزاد الأخلاقي الإيماني- على الرصيد المادي الذي تقيم به أودها وتوصل خطابها وحركتها وبرنامجها إلى عموم الناس.
أولا: البذل .. المعنى الإيماني يتميز التحزب لله عز وجل عن غيره من الولاءات بانخراط العضو في حركة الدعوة والجهاد بكليته، قلبا وقالبا، فكرا وممارسة، علما وعملا، حتى إنه ليعطي من ذات اليد بذلا ومالا ومن صفقة القلب حبا وإخلاصا، ولهذا العطاء أسس وغايات.
1- الأسس الإيمانية للبذل
حث الحق سبحانه وتعالى في أكثر من آية على بذل المال وامتهانه في جنب الله عز وجل والدعوة إليه، تحبيبا للنفوس وتأليفا للقلوب، قال تعالى: "وآتوهم من مال الله الذي آتاكم"، فالمال مال الله والكل منه سبحانه وإنما العبد مستخلف، قال عز من قائل:
"وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه"
، وبيّن الحق تعالى أجر المنفقي
ن المخلصين: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل
الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء". ونهى عن إتباع النفقة بالمن وجعله مُحبطا لها: "ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى"
إلى أن قال سبحانه "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى"، بل وتأكيدا على الإسراع في البذل والعطاء فاضل الله تعالى بين الإنفاق قبل الفتح والتمكين وبعده
"لا يستوي من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى".
وفي حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي رواه ابن ماجة عن عمران بن حصين أنه قال:
"من أرسل بنفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم ومن غزا بنفسه في سبيل الله وأنفق في وجهه فله بكل درهم سبعمائة ألف درهم،
ثم تلا هذه الآية (والله يضاعف لمن يشاء)".
إن هذه الآيات والأحاديث تشكل الأساس الذي يرفع الفرد ليتاجر مع المولى جل وعلا، فيده  بفضل الله تعالى- تعطي هنا وعيناه تنظر هناك حيث الأجر الأكبر والعطاء الأنور.
2- الغايات التربوية للبذل:
أكيد أنه ثمة فارق كبير بين من تتحايل عليه في الخير
("عجب ربك لأناس يجرون إلى الجنة بالسلاسل" الحديث)
من أجل أن ينخرط في عمل ويحمل مشروع التربية والجهاد، وبين من هو حامل لهذا المشروع التجديدي، مدرك له، باحث في كيفية الإسهام في بنائه، متحرّ الإنفاق طوعا وبطيب نفس وصفاء خاطر، بل مستشعر أنه من أصحاب العمل والمشروع، مسؤولا عنه، حاملا لا محمولا. لإنفاق المال حبا وكرامة في سبيل الله، وإعطائه دعوة وجهادا اقتفاء لسنة رسول الله، وبذله يقينا أن الدرهم الذي يُنفق يوضع في يد الرحمان ليربيه وينميه قبل أن يوضع في يد الدعوة، لكل هذا فوائد إيمانية وغايات تربوية جمى، من بينها:
- حبّ المال عائق نفسي يحول دون اقتحام العقبة إلى الله عز وجل، وما أحوج المؤمن إلى من يربيه ويعلمه كيف ينزع من قلبه هذا المرض "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون".
- بذل المال في سبيل الله برهان عملي على صحة القصد وصدق الطلب، فالصدقة برهان، يقول الأستاذ عبد السلام ياسين: "العمل الجهادي المنظم لا ينهض له إلا الصادقون، وكل صادق لا يعرف صدقه إلا إن برهن عليه عمليا"
(المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا ص 197).
- إنفاق المال تربية وتأهيل لجند الله على روح التطوع والبذل في جميع الميادين، يقول الأستاذ ياسين:
"المال والجهد عصب الدعوة، وبذلهما التزاما بعهده، وتطوعا بالخيرات هو المصدر الأول والوسيلة الأولى لتربية العصبة الخيّرة"
(نفسه ص 198).
- لا يستطيع أن يبذل نفسه في سبيل الله من لم يبذل ماله، وهل يسلم روحه فداء لدين الله من بخل بدريهمات على دعوة رسول الله عليه صلاة وسلام الله؟ إن الجهاد بالمال مقدمة للجهاد بالنفس.
ثانيا: البذل ... المعنى الجهادي:للدعوة إلى الله عز وجل احتياجات مالية ومتطلبات مادية، ولها مصادر أهمها البذل الفردي والإنفاق التطوعي.
1- الاحتياجات المالية لحركة الدعوة:
ليست الدعوة كلمات تقال وخطب ومواعظ تسمع بين الفينة والأخرى هنا وهناك، في غيبة عن المعايشة اليومية لهموم الناس والمخالطة الدائمة لهم والتخفيف من مآسيهم وبعث الأمل في قلوبهم تصديقا بالموعود الإلهي النبوي بالمستقبل المشرق لهذه الأمة.
حركة الدعوة مشروع إحيائي ضخم لهذه الأمة.
الحركة الدعوية رجال وتحزب لله ومؤسسات ورؤى لتدبير شؤون الأمة، ملزمة بأن تصرف خطابها عبر كل السبل الناجعة: الكتب والأشرطة والمجلات والمهرجانات...
روح الحركة الدعوية تذكير دائم بالله والعبودية له سبحانه وجسدها تنظيمات ولقاءات ومجالس وروابط تحتاج في تسييرها وتدبيرها إلى قدرة مالية ضرورية ضرورة الماء للزرع.
ملزمة الحركة الدعوية والتنظيمات الإسلامية بأن تنغرس في الواقع، بأن تصبح قلبا حيا به تنبض الشعوب بالحياة، بأن تخاطب الإنسان بكل وسيلة حكيمة وتدخل عليه من كل المنافذ والمداخل مسترشدة بالكلمة الصادقة والصوت المؤثر والصورة المعبّرة المذكرة.
تحتاج حركة الدعوة إلى أن تتألف القلوب وتتعهدها وتستميلها وتحبب إليها الخير ورجاله عبر الهدية والاحتضان والمواساة المالية حسب الوسع، حتى تكتمل رجولة الأفراد ويشتد عود إيمانهم وينضج فهمهم.
واعية حركة الدعوة أنها لن تسع الناس بأموالها بل بأخلاق رجالها، لكن أكيد أن للقدرة المالية دورها المؤثر خاصة ولحركة الدعوة احتياجات مقرونة بالمال، وما ذكرناه آنفا ليس سوى بعضها.
2- البذل مصدرا:
من أجل أن يكون لحركة الدعوة سير حثيث وسعي قاصد في اتجاه الأهداف والمرامي، ولتغطية الاحتياجات والمصاريف كان لابد لها من مصادر مالية تعتمد عليها ليستقيم الأمر ويتكرس الوجود.
والمعروف أن المسألة المالية جد حساسة ودقيقة بالنسبة لتنظيمات الدعوة وحركة الإسلاميين، فمن جهة لا تتلقى الحركات الإسلامية داخل أقطارها دعما ماليا رسميا من طرف الدولة على غرار الأحزاب السياسية، ومن جهة ثانية تتجنب الحركة الإسلامية أن تستفيد من التبرعات والهبات الخارجية تجنبا لتهمة التبعية لجهات خارجية بغية زعزعة الاستقرار الداخلي. ومن تم تجتهد حركة الدعوة في إيجاد وإبداع مصادر مالية لعل أهمها على الإطلاق تطوع أفرادها وأعضائها فيما يعرف باشتراكات الأعضاء، يقول الأستاذ عبد السلام ياسين: "الجماعة المجاهدة لا تعتمد في نفقاتها إلا على مساهمات أعضائها، ثم على تبرعات الشعب. ومتى كانت للجماعة أموال أسست بها أصولا تجارية وصناعية وفلاحية وغيرها حتى تستقل ماديا" (المنهاج النبوي ص 197).
إن الاستقلال المادي نقطة مفصلية في مسار الدعوة، إذ في غيابه تُساوَم الحركة على موقفها وخطابها ورسالتها، فالتبعية المالية للغير وخاصة للسلطة والدولة يشكل في أحيان كثيرة ضغطا وإكراها بل ووسيلة ابتزازية من أجل التصالح البليد والتطبيع مع واقع الظلم والجبر.
وإذا كانت الحركة الإسلامية في العالم قد طورت مصادرها المالية وأصبحت لها مؤسسات مالية تجارية وصناعية، وباستحضار تفاوت التجارب حسب الحركات والأقطار واستحضار الأبعاد الجهادية والغايات التربوية لإنفاق المومنين من جيوبهم وأموالهم الخاصة. فإن البذل بهذا المعنى يبقى المصدر الأساس والنواة الرئيسية لمالية الحركة الدعوية، سواء قبل التمكين أو بعده "حين تجتمع الدعوة والدولة في يد جند الله، تكون أموال الأمة مالا لله ينفق في وجوهه، لكن البذل يبقى البرهان الأول لصدق الصادقين" (المنهاج النبوي، ص 198).
إن الحديث عن قنوات تصريف مالية الدعوة يستدعي الإشارة إلى احتياجات المؤسسات المحلية والجهوية والإقليمية إلى جانب المتطلبات المركزية القطرية، إذ القصد تيسير السبل أمام الدعوة كي يطرق نداؤها أبواب القلوب، يقول الأستاذ عبد السلام ياسين: "التنظيم المالي للجماعة يأخذ بعين الاعتبار حاجات الأسرة والشعبة وكل المستويات الأخرى فيعطيها التصرف في نصيب مما يتجمع".
أذكر في آخر هذه الفقرة، ونحن نتحدث عن البذل والإنفاق، بهذا الدرس الرائع الذي تعلمنا إياه أمنا عائشة رضي الله عنها، روى ابن سعد عن أم ذرة قالت:
"أتيت عائشة بمائة ألف، ففرقتها وهي يومئذ صائمة. فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لو كنت ذكرتني لفعلت"!
في عصر الأنانيات ما أحوجنا أن نتخلق بأخلاق من ينسى فطوره ويعطي بلا حساب! يقول الأستاذ ياسين.
خاتمة: الدرهم الجبل
أخرج مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا يتصدق أحد بتمرة من كسب طيب إلا أخذها الله بيمينه فيرْبيها كما يرْبي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل الجبل أو أعظم".

أما جواب الشق الثاني من السؤال

الإنفاق على الأسرة، وهي النفقة الواجبة:



تراعي السنة النبوية قدرات البشر وفروقاتهم الفردية، فليست الأنثى كالذكر، لذا أوجبت على كل فئة منهما ما تستقيم به الحياة الأسرية على حدة، وتستقر حياة المجتمع من جانب آخر، إذ قال الله تعالى
(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم


[41]).

فأوجب على المرء رعاية والديه وخاصة في حالة الكبر، والإنفاق عليهما من باب الإحسان، كما أوجب عليه النفقة على زوجاته وأولاده، وقد قال أبو هُرَيْرَةَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ: (أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ جُهْدُ الْمُقِلِّ وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ [42])
وقال: (وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [43]).


وقال أبو قِلابَةَ: (وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا من رَجُلٍ يُنْفِقُ على عِيَالٍ صِغَارٍ، يُعِفُّهُمْ ، أو يَنْفَعُهُمْ الله بِهِ ، وَيُغْنِيهِمْ [44] ).

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم –
(إذا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ نَفَقَةً على أَهْلِهِ وهو يَحْتَسِبُهَا كانت له صَدَقَةً [45]).


وفي حديث سَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ، قال له النبي – صلى الله عليه وسلم -
( وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بها وَجْهَ اللَّهِ إلا أُجِرْتَ بها، حتى ما تَجْعَلُ في في امْرَأَتِكَ [46]).


وتتوافر توجيهات النبي الكريم – صلوات ربي وسلامه عليه – وبأساليب منوعة في حث الأمة على الإنفاق على الأسرة ، موضحا أن فيه الغنى والنفع والعفاف، وذلك أقصى ما يتمناه الإنسان المسلم السليم العقل.


هذا وتكون النفقة على قدر استطاعة المرء، بحسب سعته في الرزق، وقد قال الطبري في تفسير قوله تعالى
( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها [47])
يقول: لا يكلف الله أحدا من النفقة على من تلزمه نفقته بالقرابة والرحم إلا ما أعطاه، إن كان ذا سَعة فمن سَعته، وإن كان مقدورا عليه رزقه، فمما رزقه الله على قدر طاقته، لا يُكلف الفقير نفقة الغني، ولا أحدٌ من خلقه إلا فَرْضه الذي أوجبه عليه[48].


فما أعظم هذا التنظيم، وما أروع تعاليم الوحيين (الكتاب والسنة النبوية) إذ يأمر بالواجب حسب استطاعته، كل فرد على حده، في أي مكان أو أي زمان - لأن طاقة الإنسان تختلف في كل عصر وتتباين من مصر إلى مصر - ليس هذا فحسب، بل يثيبه جزاء موفورا، إذا كان ممتثلا مطيعا مراعيا حقوق الآخرين، فإذا ما حصل شيء يعكس الاتجاه، أجازت السنة النبوية وأباحت أن تأخذ المرأة الكفاية بالمعروف.


وما قصة هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ التي اشتكت زوجها بغريبة على من اطلع على السنة النبوية، وفيها خير دليل على المقال، إذ قالت
(يا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَلَيْسَ يُعْطِينِي ما يَكْفِينِي وَوَلَدِي إلا ما أَخَذْتُ منه وهو لا يَعْلَمُ، فقال: خُذِي ما يَكْفِيكِ وَوَلـَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ [49]) .


وفي المقابل إذا كان الرجل ممن يستحق الصدقة، وزوجته تنفق عليه، جعل لها النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – الأجر مضاعفا مرتين، أجر القرابة وأجر الصدقة، وهو نوع من الرفعة في تعاليم الإسلام، إذ يجعل للحياة الزوجية طعما مميزا بحصول التعاون والتوادّ، مع حصول الأجر، تقول زينب امرأة عبد الله بن مسعود – رضي الله عنهما - كنت في المسجد فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: تصدقن ولو من حليكن، وكانت زينب تنفق على عبد الله وأيتام في حجرها، قال: فقالت لعبد الله: سل رسول الله–صلى الله عليه وسلم- أيجزي عني أن أنفق عليك وعلى أيتامي في حجري من الصدقة ؟
فقال: سلي أنتِ رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم- فانطلقت إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- فوجدت امرأة من الأنصار على الباب، حاجتها مثل حاجتي، فمر علينا بلال، فقلنا سلْ النبَّيّ – صلى الله عليه وسلم - أيجزي عني أن أنفق على زوجي وأيتام لي في حجري، وقلنا: لا تخبر بنا، فدخل فسأله، فقال: من هما ؟ قال: زينب ، قال: أي الزيانب ؟ قال: امرأة عبد الله، قال: نعم، لها أجران ، أجر القرابة وأجر الصدقة [50].

هذا غيض من فيض يظهر فيها رقي هذه التعليمات النبوية، وأنها تأخذ بأفراد المجتمع نحو الحضارة الحقيقية التي تراعى فيها كل ظروف الإنسان في حالتيه اليسر والعسر، وفيها من المرونة ما يجعلها تتسم بالصلاحية المستمرة مهما تباعدت الأزمان وتناءت الأقطار، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

من أروع الأحاديث التي وردت في فضل الصدقة والإنفاق في سبيل الله:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِالصَّدَقَةِ فَمَا يَجِدُ أَحَدُنَا شَيْئًا يَتَصَدَّقُ بِهِ حَتَّى يَنْطَلِقَ إِلَى السُّوقِ فَيَحْمِلَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَجِيءَ بِالْمُدِّ فَيُعْطِيَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنِّي لَأَعْرِفُ الْيَوْمَ رَجُلًا لَهُ مِائَةُ أَلْفٍ مَا كَانَ لَهُ يَوْمَئِذٍ دِرْهَمٌ".

أخرجه النسائي في الكبرى (رقم 2529) ، وصححه الألباني (صحيح النسائي ، رقم 2528).قوله: "بِالْمُدِّ": أَيْ مِنْ أُجْرَة الْعَمَل

خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة:
(خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى)
الحديث رواه الشيخان0


· وأفضلها جهد المقل لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة انه قال يا رسول الله أي الصدقة أفضل

قال( جهد المقل)
رواه احمد وأبو داود والنسائي-صحيح

شرح الحديث
حديث: جهد المقل وابدأ بمن تعول

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
« قيل: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، وابدأ بمن تعول »


1 أخرجه أحمد وأبو داود، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.

والحديث إسناده صحيح، وفيه: « أفضل الصدقة جهد المقل، وابدأ بمن تعول »2 "جهد المقل": هو الذي ينفق ويتصدق عن قلة، وفي اللفظ الآخر:
« ما كان ظهر غنى »3
الحديث في الصحيحين: « أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى »4
واختلف العلماء في هذين الخبرين: هل هما مختلفان متعارضان؟ .
والأظهر أنهما لا تعارض بينهما في قوله -عليه الصلاة والسلام-:
« ما كان عن ظهر غنى »
3يعني: الأفضل أن يتصدق الإنسان صدقة، ويبقي لنفسه ما يغنيه عن سؤال الناس،
فقد يبقي شيئا كثيرا يتوسع به لنفسه ولأولاده، وقد يبقي شيئا قليلا يكفيه لحاجته ولأولاده، ولو لم يتوسع في أنواع المباحات، لكنه كف عورته، وكف نفسه، وكف أهله عن السؤال.
فهذا هو جهد المقل، وهو عن ظهر غنى، لكن من كانت صدقته عن ظهر غنى -الذي هو مقدار الحاجة والكفاية- أفضل ممن كانت صدقته عن ظهر غنى، وهي في باب التوسع، في باب المباحات.
ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-:
« سبق درهم مائة ألف درهم. قالوا: كيف ذلك يا رسول الله. قال: رجل كان عنده مائة ألف درهم، فجاء إلى عرضه فأخذ منه مائة ألف درهم وتصدق به، ورجل كان عنده درهمان، فأخذ أحدهما وتصدق به »5 .
هذا صاحب الدرهمين لا شك أن صدقته عن جهد وعن فاقة، لكنه أبقى لنفسه شيئا من المال لكي يكف نفسه، فهذا الدرهم سبق مائة ألف درهم لذلك الرجل؛ لأن العبرة بما يقوم في القلوب.
وأفضل الصدقة أن تصَّدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الروح الحلقوم، قلت لفلان: كذا، ولفلان: كذا، وقد كان لفلان، ومثل الذي يتصدق عند الموت كمثل الذي يهدي إذا شبع.
وما جاء في هذا المعنى مما يدل على أن أفضل الصدقة هي في حال حب المال، وفي حال الشح بالمال، وهكذا إذا كان عن حاجة وعن شدة، فإنه يكون أفضل مما إذا كان عن سعة وعن ضيق، لكن بشرط أن يكف نفسه؛ ولهذا أبو بكر -رضي الله عنه- سبق عمر -رضي الله عنه- حينما تصدق بذلك المال.
في حديث ابن عمر عند الترمذي:
« أنه -عليه الصلاة والسلام- دعا الناس إلى الصدقة، فقال عمر -رضي الله عنه-:
أسبق اليوم إن سبقت أبا بكر، فجاء عمر بنصف ماله، فقال له: ماذا أبقيت لأهلك؟ قال:
أبقيت لهم مثله. ثم جاء أبو بكر يحمل ماله كله، فقال له: ماذا أبقيت لأهلك؟ قال:
أبقيت لهم الله ورسوله. قال عمر -رضي الله عنه-: والله لا أسابقك إلى شيء أبدا »6 .
يعني: ما سبق أبو بكر إلى خير إلا سبق -رضي الله عنه-؛ ولهذا كان جزاؤه عند الله عز وجل: ﴿ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ﴾7
وهذه في أبي بكر -رضي الله عنه- فجزاؤه عند الله، وقد كان له من الأنعام والأفضال العظيمة في أول الإسلام والنفقة، لكن ليس جزاؤه إلا عند الله عز وجل.
فالمقصود: أن النفقة إذا كانت من قلة فإنها أفضل؛ ولهذا اختلف العلماء في الصدقة بجميع المال: هل تجوز أو لا تجوز؟ والصحيح أنه يجوز بشرط: أن يصبر على القلة، وإذا كان له أولاد أو أهل فإنهم يصبرون على الضيق، ولا يحملهم على الشدة كما فعل أبو بكر.
أما إذا كان يتضرر أو يتضرر أهله، فكما قال -عليه الصلاة والسلام-:
« يأتي أحدكم بماله كله ثم يذهب ويتكفف الناس، أو يسأل الناس، وجاء ذلك الرجل ببيضة من ذهب أصابها من معدن -كما في حديث جابر عند أبي داود- فقال: خذها يا رسول الله. فأخذها ثم رماه بها، فلو أصابته لعقرته »8 .
يعني: لجرحته وأصابته، من جهة أنه علم -عليه الصلاة و السلام- أنه لا يصبر، فدل على أن من يشق عليه، أو لا يصبر عندما يريد النفقة والصدقة -فإنه لا يجوز له أن يتصدق بمال، ثم بعد ذلك يسأل ويتكفف الناس.
في حديث أبي سعيد الخدري عند النسائي وغيره:
« أنه -عليه الصلاة والسلام- دعا الناس إلى الصدقة، جاء رجل بذ الهيئة فدعاهم إلى الصدقة، فتصدق الناس عليه، فأصاب ثوبين، فتصدق بأحدهما، فأنكر عليه -عليه الصلاة والسلام- تصدقه بأحد هذين الثوبين حينما دعا الناس، وقال: إني رأيت في مثل هذه الحالة فدعوتكم إلى الصدقة عليه، فتصدق بأحد ثوبيه، خذ ثوبك فلا حاجة لنا به »9
أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
المقصود: « أن أفضل الصدقة جهد المقل، وابدأ بمن تعول »2
يعني: أن عليه أن يبدأ بمن يعوله، فلا يعطي الناس ويترك أهله وأولاده، وشاهده الحديث الثاني عن أبي هريرة.
1 : أبو داود : الزكاة (1677) , والدارمي : الزكاة (1651).
2 : أبو داود : الزكاة (1677).
3 : البخاري : الزكاة (1426) , والنسائي : الزكاة (2534) , وأبو داود : الزكاة (1676) , وأحمد (2/527) , والدارمي : الزكاة (1651).
4 : البخاري : الزكاة (1426) , والنسائي : الزكاة (2534) , وأبو داود : الزكاة (1676) , وأحمد (2/527) , والدارمي : الزكاة (1651).
5 : النسائي : الزكاة (2528) , وأحمد (2/379).
6 : الترمذي : المناقب (3675) , وأبو داود : الزكاة (1678) , والدارمي : الزكاة (1660).
7 : سورة الليل (سورة رقم: 92)؛ آية رقم:19
8 : أبو داود : الزكاة (1673) , والدارمي : الزكاة (1659).
9 : النسائي : الجمعة (1408).




إن شاء وصلت الفكره حبيبتي أم سلسبيل الغاليه
نورتي حبيبتي

عراقيه
كتبت : ام البنات المؤدبات
-
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
سؤالي الخامس
كيف تزرع الام حب الدعوة في ابناءها منذ الصغر
ومن اين تكون البداية عندهم ؟؟؟؟
لكم منى كل الود

حيّاكِ الله وبيّاكِ أختي الغاليه أم البنات
ما شاء الله عليكِ حبيبتي أسئلتكِ متميزه وهادفه
تدل على وعيكِ وحرصكِ


والآن أختي تفضلي الإجابه

الطفل الداعية


حسام العيسوي إبراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
كثير من المسلمين يغفلون عن تربية أولادهم التربية الصحيحة ، ومن هذه الأشياء التي يغفلون عنها هذا الجانب المهم من جوانب تربية الأولاد وهو كيف نربي الطفل الداعية ؟
فكثير من المسلمين يهتمون بتعليم أولادهم مظاهر الرقي والرفاهية الحديثة ، في المأكل والمشرب ، في طريقة الجلوس ، في كيفية المشي ، وفي كيفية الكلام فيما يسمونه
( فن الإيتيكيت ) .


وكثير منهم يهمه في المقام الأول أن يكون ولده نسخه كربونية منه فقد يكون الأب طبيباً أو مهندساً فيكون هدف الأب والأم أن يكون الطفل مثل أبيه أو مثل أمه .
ومنهم من يتطلع إلى شخصية في المجتمع فتعجبه هذه الشخصية سواء في شهرتها ، أو في عملها أو في وجاهتها فيحب أن يرى ابنه مثل ما تَطَلَّعَ إليه .
ولكن من المسلمين من يربي ابنه كداعية ، ونقصد بكون الطفل داعية أن يربى الطفل على حب الدعوة إلى الله فهي نابعة من محبته لله – عزوجل – ولرسوله – صلى الله عليه وسلم – فيتمثل الطفل منذ صغره بمهمة الدعوة إلى الله بأن يكون داعية في مظهره ، وفي جوهره ، ترى أثر الدعوة في عباراته ، وفي قسمات وجهه ، في مأكله ، وفي مشربه ، وفي كل أموره
وإذا تتبعنا آيات القرآن الكريم لوجدنا أن القرآن يهتم بإبراز هذا النوع من التربية ، ويدعو الآباء والمربين على تربية أولادهم على أن يكونوا دعاة إلى الله – عزوجل – ويذكر بعض النماذج لتحفيز الآباء والمربين على تربية أولادهم ليكونوا مثل هذه النماذج ؛ ومن هذه النماذج غلام الأخدود هذا الطفل الذي ذكره الله – عزوجل – نموذجا يتلى إلى يوم القيامة في الصبر والتضحية في سبيل الله رغم صغر السن فالمرء بأصغريه قلبه ولسانه .

قال تعالى :
" قتل أصحاب الأخدود (4)النار ذات الوقود (5) إذ هم عليها قعود (6)وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود (7) وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد(8) " . [البروج ].
وها هو النبي – صلى الله عليه وسلم – يربي أطفال المسلمين على أن يكونوا دعاة إلى الله عزوجل منذ صغر سنهم .
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام ، وعن يساره الأشياخ فقال للغلام : أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ فقال الغلام : لا والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده [ متفق عليه ]
وفي غزوة أحد لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أحد وعرض أصحابه فرد من استصغر رد سمرة بن جندب وأجاز رافع بن خديج فقال سمرة بن جندب لربيبه مري بن سنان يا أبت أجاز رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رافع بن خديج وردني وأنا أصرع رافع بن خديج فقال مري بن سنان يا رسول الله رددت ابني وأجزت رافع بن خديج وابني يصرعه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لرافع وسمرة تصارعا فصرع سمرة رافعا فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدها مع المسلمين.

وها هو زيد بن أرقم يكشف زيف المنافقين رغم صغر سنه
قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله :
“هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون(7) يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون(8)” سورة (المنافقون).
نزلت هذه الآية في زيد بن أرقم رضي الله عنه، حيث ذهب بعض المفسرين إلى أن الآية نزلت تصديقاً لهذا المسلم الذي ينتمي للأنصار الذين استقبلوا المهاجرين أفضل استقبال، وقدموا لهم المال والأنفس، وقد نشأ إبن أرقم في كنف الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة – رضي الله عنه .

وهكذا تعلم السلف الصالح من نبيهم – صلى الله عليه وسلم – فها هو عمر بن عبد العزيز دخل وفود المهنئين من مختلف البلاد عليه _ وهو أحد خلفاء المسلمين _في أول خلافته_فتقدم للكلام من أحد وفود الحجاز غلام صغير لم تبلغ سنة إحدى عشرة سنة فقال له عمر : ارجع وليتقدم من هو أسن منك . فقال الغلام : أيد الله أمير المؤمنين . المرء بأصغريه: قلبه ولسانه ،فإذا منح الله العبد لسانا لافظا،وقلبا حافظا ،فقد استحق الكلام، ولو أن الأمور _ يا أمير المؤمنين _ بالسن لكان في الأمة من هو أحق منك مجلسك هذا فقربه عمر واستمع لحديثه.
وما زال أطفال المسلمين يسطرون بدمائهم مواقف الشجاعة والإقدام والتضحية في أرض الرباط فلسطين
يقفون أمام أسلحة العدو بصدورهم فهيا نربي أولادنا على أن يكونوا دعاة إلى الله

حسام العيسوي إبراهيم
وأيضاً

كيف تصنعين طفلاً يحمل هم الإسلام؟

تحقيق: أمل المجيش
تعد تربية الأطفال وإعدادهم إيمانيًا وسلوكيًا من القضايا الكبرى التي تشغل حيز واهتمامات الأئمة المصلحين على كرّ الدهور ومر العصور, وإن الحاجة إليها في هذا العصر لهي أشد وأعظم مما مضى، نظرًا لانفتاح المجتمعات الإسلامية اليوم على العالم الغربي حتى غدا العالم كله قرية كونية واحدة عبر ثورة المعلومات وتقنية الاتصالات مما أفرز واقعًا أليمًا يشكل في الحقيقة أزمة خطيرة وتحديًا حقيقيًا يواجه الأمة.
من هنا ... كان هذا التحقيق الذي نسلط فيه الضوء على مشكلات الأطفال والعوامل التي تؤثر بشكل سلبي على سلوكهم وأخلاقهم .. ثم أخيرًا الخطوات العملية التي من شأنها أن تسهم بشكل فعال .. بإذن الله في صناعة طفل يحمل هم الإسلام.
إذا أردنا أن نزرع نبتة .. فإننا نقوم بغرس بذرتها الآن .. ونظل نسقيها ونعتني بها كل يوم .. من أجل شيء واحد .. ألا وهو الحصول على ثمرة حلوة .. تلذ لها أعيننا وتستمتع بها أنفسنا.
ولكن!! ماذا لو كان الهدف أسمى .. والحلم أكبر .. وأبناؤنا .. زهور حياتنا .. أين نحن من صناعة هدف غال وعزيز لمستقبلهم؟! أين الأم من رعاية فلذة كبدها بقلبها الرؤوم ليلاً ونهارًا .. من أجل حلم فجر مشرق .. [ابن وابنة يحملان هم الدعوة بين جنباتهم البريئة] ... يرفعان جميعا راية الدعوة إلى الله عز وجل على بصيرة، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33].
كم من أم تحمل هذا الهدف .. إن مستقبل أمة الإسلام .. أمانة تحملها كل أم .. كل مرب .. وكل مسؤول عن فلذات الأكباد,لذا قمنا بإجراء تحقيق مع بعض الأمهات، وقد لمسنا فيه سرعة التجاوب معنا في كل أبوابه، وكأننا طرقنا باباً كان ولا شك عند كل أم مفتاحه.
أول سؤال وجهناه إليهن كان: هل أنت ممن يهتمون بتربية أبنائهم تربية صالحة؟
وكم أسعدنا مستوى الوعي الذي وجدناه والذي تمثل في مئة إجابة بنعم من بين مئة استبانة تم توزيعها على الأمهات بمختلف مستويات تعليمهن.
ولأن كل هدف عظيم لا بد فيه من عمل جاد ودؤوب لتحقيقه، سألناهن عن خطواتهن العملية التي اتبعنها لتحقيق هذا الأمل.
معظم الإجابات كانت متمثلة في حث الأبناء بكل جد على القيام بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها، مما يعكس مستوى الوعي الذي وصلت إليه الأمهات في الاهتمام بهذه الشعيرة المهمة، وكان الحرص على إلحاق الأبناء بدور التحفيظ له النصيب الأكبر في الاختيار بعد أداء الصلاة ثم الحرص الكبير على اختيار رفقة صالحة للأبناء ومعرفة رفقائهم...
التنشئة المبكرة:
مريم محمد .... 48 سنة .. منذ صغر أبنائي وأنا أشجعهم على الانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم .. كما أتبع معهم أسلوب معرفة الله سبحانه وتعالى وغرس محبته في أنفسهم .. ودعائي لهم المستمر بالهداية .. كما أشجعهم دائمًا على طلب العلم الشرعي ليتقربوا من الله عز وجل بمعرفة أحكامه.
العبادة الشرعية منذ الصغر:
أم صهيب .. 42 سنة .. أحرص على أداء الصلوات الخمس في وقتها، وبالنسبة للأولاد يبدؤون في تأدية الصلوات الخمس في المسجد من المرحلة الابتدائية .. وأحرص على الرفقة الصالحة لهم سواء داخل المدرسة أو خارجها ... وبناتي ألبسهن الحجاب والعباءة على الرأس من سن مبكرة حتى يتعودن عليها بعد ذلك.
أم وصديقة!!
غادة .. 26 سنة ... تعمل إدارية ..
أولاً: لا بد أن أكون صديقة لأبنائي قبل أن أكون أمهم .. كي أكسبهم ويكون لي تأثير بإذن الله عليهم ..
ثانيًا: أبدء بإصلاح نفسي ... حتى لا يروا مني أي خطأ يهز ثقتهم بي ..وحتى يكون لنصيحتي الصدى الأقوى عليهم .. وأحببهم بأماكن الخير .. وأجعلهم يتعاونون معي لنشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تنافس شريف:
أم عبد العزيز.. 30 سنة: أحرص على تحقيق التنافس فيما بينهم في حفظ بعض السور والأدعية، وأشجعهم عندما يقومون بتصرف حسن .. ليستمروا عليه .. واقتناء بعض الأشرطة التي تعلمهم الآداب الإسلامية وأشتري أقراص الكمبيوتر الهادفة [بابا سلام].. وأحكي لهم قصصًا هادفة مفيدة..
جلسة حوار:
أم عبد الله .. 33 سنة: أجلس مع أبنائي جلسات جوار بناء وأتحدث معهم بكل واقعية ومصداقية عن كل الأمور التي لا يفهمونها .. ولدينا أيضًا جلسات ممتعة على [النت] مع مواقع هادفة تحوي كل ما يهم الأطفال من الأسئلة والقصص.
أساعد أطفالي:
أم محمد .. أزرع الوازع الديني في أطفالي، وأوضح لهم الحلال والحرام والجنة والنار، وأساعد أطفالي على اختيار الصديق المناسب لهم، ودائمًا أستمع إليهم، وأوجههم بدون كلل أو ملل .. وأخاطبهم بصوت هادئ ومنخفض ولا أستخدم العقاب الشديد عند الخطأ.
قدوتهم الرسول صلى الله عليه وسلم:
زبيدة الصالح 38 سنة معلمة: أربي أبنائي على أذكار الصباح والمساء وأجعلهم يتخذون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لهم في جميع تصرفاتهم .. وأهذب من سلوكهم سواء داخل المنزل أو خارجه .. وأخيرًا أشتري لهم القصص والأشرطة الدينية الهادفة.
التربية الصالحة أساس تأسيس طفل يحمل هم الإسلام:
ولكن كيف نغرس في أبنائنا حب الدعوة إلى الله؟
أجابت عن سؤالنا الأستاذة فاطمة السابر .. رعاها الله:
جميل أن نغرس حب الدعوة في عروق أبنائنا منذ الصغر، فالدعوة ثمرة من ثمار العلم، والأجمل من ذلك أن نحلق مع أبنائنا ليكونوا دعاة إلى الله يدعون أنفسهم ويدعون الآخرين ... وهذه همسات بسيطة لمن تهفو نفسها لأن ترى أبناءها دعاة صالحين:
1ـ ليكن لديك اهتمام بالتغذية الفكرية الصائبة فالدعوة بلا علم دعوة بلا رصيد، فلا بد أن نغذي الطفل برصيد من المعلومات بقدر ما يحتاجه لكي يثبت في كل خطوة، فالطفلة التي تمتنع عن ارتداء الملابس القصيرة أو البنطال، لا بد أن تعرف لماذا تركتها، وأن تدعو زميلاتها أيضًا إلى ذلك.
2ـ قص القصص من القرآن الكريم والسنة والسلف الصالح، وتذكيرهم بمواقف صغار الصحابة في الدعوة إلى الله .. إضاءات جميلة لها أثرها في نفوس أبنائنا.
3ـ استثمار أوقات الزيارات في عمل برامج مسلية يتخللها مسابقات مفيدة مع توفير هدايا بسيطة يقدمها ابنك للأطفال.
4ـ قد نحتاج لمرافقة أبنائنا في بعض الأماكن كالأسواق والمستشفيات، فما أروع أن نعود أبناءنا توزيع بعض الأشرطة والكتيبات أثناء هذه الجولات.
5ـ ما أجمل أن يتحلق الأطفال [كل حسب جنسه] وأن يكون من بينهم من يقص عليهم ما سمعه من شريط أو ما قرأه من كتيب.... وحتى ينجح الطفل في جذب زملائه فليكن له محاولات في المنزل تقيمينها بنفسك.
6ـ إشراكهم في المكتبات العامة التي تنمي فيهم روح العلم والمعرفة، وبالتالي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
7ـ زيارة المراكز الاجتماعية ودور الأيتام وتقديم الهدايا لإخوانهم .. لها أبلغ الأثر في نفوس الطرفين..
العوامل التي تؤثر سلبًا على تربية الأبناء .. تكتبها الأمهات بأنفسهن:
أـ نجوى .. 43 سنة:
1ـ كثرة التوجيهات والأوامر من غير إقناع ومحبة وكأنها أوامر عسكرية تطبق بلا فهم لأهميتها.
2ـ غياب غرس الرقابة الربانية والخوف من الله .. بحيث يطبق الأبناء العبادات من صلاة ونحوها في حضور الوالدين .. ويفعلون ما يريدون في غيابهم .. مع الأسف.
ب ـ أم إبراهيم:
1ـ الاختلاط السيئ في الأسرة وخارجها.
2ـ الدش والإنترنت.
3ـ السفر للبلاد غير المتمسكة بالإسلام.
ج ـ أم خالد 45 سنة .. ربة منزل:
1ـ القدوة السيئة أمامهم.
2ـ الإهمال وعدم متابعتهم.
3ـ أصدقاء السوء من حولهم، وقد يكونون من القرابة، وهذا يكون تأثيره أقوى عليهم.
وذكرت لنا العديد من الأمهات الأسباب التالية:
1ـ ابتعاد الآباء عن أبنائهم وعدم مصاحبتهم.
2ـ كثرة مشاهدة التلفاز وألعاب [البلاي ستيشن].
3ـ الفراغ وعدم وجود الصديق الصالح.
4ـ عدم الاستمرار على الأمور والعادات الحميدة.
5ـ المجلات والقنوات الفضائية التي تعرض صورًا مثيرة.
6ـ اختلاف الوالدين في طريقة التربية.
7ـ وجود الخدم.
8ـ عدم تفعيل المحاضرات والإعلان عن الأشرطة التربوية التي تسهم في تثقيف الوالدين.
9ـ عدم وجود برامج إعلامية هادفة.
10ـ عدم الاستقرار الأسري وإثارة المشكلات ومناقشتها أمام الأبناء.
11ـ عدم مراقبة الأبناء بشكل دائم، والملل من التوجيه والنصح.
12ـ عدم تثقيف الأبناء بدينهم بالشكل الصحيح.
13ـ تقليد الأبناء لأقرانهم.
14ـ نهي الأبناء عن أمور سيئة، ثم قيام الوالدين بعلمها.
15ـ عدم معرفة رغبات الأبناء، وعدم محاولة التركيز على الجوانب الإيجابية فيها وتنميتها.
ولنا وقفة واقعية مع أطفال بدأت غراس التربية الحميدة تعطي ثمارها فيهم .. فهذا طفل يأمر بالمعروف .. وتلك طفلة تنهى عن المنكر.
لنترك هذه القصص الواقعية تتحدث عن نفسها .. وروعة معانيها:
1ـ سارة 19 سنة، طالبة جامعية: قالت لي أختي الصغيرة موجهة الخطاب لي: كل شيء في غرفتك جميل ... ما عدا هذه الصورة التي تمنع الملائكة من دخول الغرفة .. حقًا كان وقع كلماتها البريئة عليَّ كبيرًا في نفسي.
2ـ صديقة لي كانت تحكي لطفلها عن امرأة إفريقية تعمل عندهم وتحاول أن تتكلم بطريقتها... وبعد هذه القصة بفترة قال لها الطفل أحكي لي الحكاية مرة أخرى، وكانت المرأة موجودة .. في نفس المكان .. فأشارت الأم إليها بعينها .. أي قالت له: عندما لا تكون موجودة .. فقال الطفل: حرام يا ماما .. أنا وأنت الآن .. ندخل في الآية: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة:1].
3ـ وفي نفس الموضوع تروي لنا أشراق أحمد 22 سنة، أنها كانت تتحدث مع امرأة من أقاربها وكانت هذه تغتاب وتكذب، فرد ابنها الصغير وقال لها: يا أمي لا تكذبي فالكلام الصحيح كذا وكذا [من كذب تكتب عليه سيئة].
4ـ طفلة صغيرة كان تتمشى مع أبيها بالسيارة رأت بجانبها سيارة كان سائقها يدخن فتحت نافذة السيارة، وقالت للرجل: [عيب، الدخان حرام ... استحي من ربك]. فرمى الرجل السيجارة .. هذه الطفلة لا يتعدى عمرها الثلاث سنوات.
5ـ الجوهرة معلمة 42 سنة .. بالنسبة لي ابني دائمًا ي أخته الكبرى ويأمرها بالحجاب الشرعي .. وعدم لبس الملابس الضيقة.
6ـ مريم محمد تحدثنا عن موقف رائع لن تنساه .. حيث كانت في زيارة لإحدى صديقاتها .. وأرادت إحدى الزائرات أن تضع شريطًا غنائيًا فقام أحد أطفال المضيفة، ورمى بالشريط الغنائي ووضع بدلاً منه شريط القرآن .. أثار هذا الموقف إعجابي به .. ما شاء الله.
7ـ أثير 17 سنة طالبة مرة كنت أشوف الدش .. فضغطت على قناة كلها أغانٍ .. وكان معي بنات عمي الصغار جاءت بنت عمي وعمرها خمس سنوات تريد أن تخرج من الغرفة، قلت لها: سارة أين تذهبين؟ قالت لي: أريد أن أخرج: قلت: لماذا؟ ردت: لا أريد أن أسمع أغاني وأنت الله يدخلك النار لأنك تسمعين أغاني .. كانت بمعنى كلامها تريد مني أن أغير هذه القناة.
لقطات سريعة:
ـ طفلة صغيرة تدخر من مصروفها الشخصي وتودعه في صناديق التبرعات وتحث من هم أكبر منها على هذا العمل.
ـ طفل كلما فتح أبوه التلفاز، يطلب منه أن يخفض صوت الموسيقى عند الفاصل، وبعدم النظر إلى النساء.
ـ خلود في الصف الرابع رأت صديقتها لا تعرف كيف تؤدي الصلاة .. فوجهتها للمصلى وعلمتها كيف تؤديها .. ثم جاءت إلى أمها وسألتها ماما .. أنا لي أجر في ذلك؟
فقالت لها الأم: نعم, وشجعتها كثيرًا على ذلك.
ـ طفل نصح أقاربه الأولاد بعدم سماع الغناء .. وقرأ عليهم الآية الكريمة {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد:16] فقالوا: ينقصك ما شاء الله لحية.
ـ أم خلود .. سألتني ابنتي عن إحدى قريباتي هل هي من أوروبا؟ قلت لها: لا! بل هي مسلمة مثلنا .. فقالت: لماذا لا تغطي وجهها إذا كانت مسلمة!! هذا الذي تعلمته منك ومن المدرسة .. فذهبت إليها وقالت لها: إذا كنت مسلمة غطي وجهك .. لأن إظهار الوجه من التشبه بالكافرات، وأنت مسلمة.
لقاء مع طفل:
لقاء مع طفل بدأ يحمل هم الإسلام في قلبه، ويدعو إلى الله .. عن تجربة البداية .. بدأ أسيد معنا هذا اللقاء..
اسمي .. أسيد قاضي .. عمري إحدى عشرة سنة .. أدرس في الصف الخامس .. وأحفظ من القرآن الكريم ثلاثة وعشرين جزءًا ولله الحمد.
ـ من شجعك على طلب العلم؟
أسيد: بفضل الله ثم بفضل أبي وأمي وكذلك مدرستي.
ـ من تصاحب يا أسيد وكيف تؤثر في الآخرين؟
أصاحب الناس الطيبين .. وأؤثر في الآخرين بأن أنصحهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأبين لهم طريق الخطأ، وأضع في بالي أنه إن استجابوا لي فسوف آخذ أجرهم ولا ينقص من أجورهم شيئًا لأن الدال على الخير كفاعله.
ـ وما هو هدفك في الحياة؟
طاعة الله ورسوله لأن الله تعالى قال في كتابه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].
ـ وأخيرًا ما هي أمنيتك؟
أن أصبح إمام مسجد لأن الله تعالى يقول: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان:74] فإني أسأل الله أن يجعلني إمامًا للمتقين.
وبع تلك الجولة المتميزة مع تلك النماذج الرائعة، التي نسأل الله لها التوفيق والاستمرار على طريق الدعوة، لتكون نبراسًا شامخًا لهذه الأمة ودعاة صالحين في المستقبل .. كان للأستاذة أسماء الرويشد .. حفظها الله هذا التعليق على هذا التحقيق:
توظيف قدرات الطفل لخدمة دينه:
من الضروري أن يهتم المربون بمساعدة الطفل على أن يفهم نفسه، وعلى أن يستعمل إمكاناته الذاتية وقدراته المهارية واستعداداته الفطرية، لتحقيق إسلامه وخدمة دينه، فيبلغ بذلك أقصى ما يكون في شخصيته الإسلامية وفاعليته الاجتماعية.
إن تربية الطفل التربية الإسلامية الصحيحة هي التي توظف طاقات الطفل لكي يمارس تأثيره في مجتمعه وفق ما تعلمه وعمل به من دينه؛ إذ لا بد أن يوجه الطفل لعبادة الله وحده، وهو أول ما يجب عليه أن يتعلمه ويلتزم بأدائه. ثم توجيه طاقاته إلى أداء حقوق الآخرين والإحسان إليهم، مع تعويده على ممارسة الدعوة إلى ما تعلمه وفهمه، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الطفل إذا شب ودأب على ممارسة الدعوة إلى الله على حسب فهمه واستيعابه، وهو حصيلة تربيته الدينية، فبعون الله وتوفيقه يجني الآباء والأمهات ثمرات ذلك ناشئًا مؤهلاً للقيام بأعباء الدعوة حاملاً هم الإسلام والمسلمين... فالأطفال متى ما تربوا على هذا الدين قادرون على أن يمارسوا مهمة الدعوة مع أقرانهم وزملائهم وإخوانهم وأسرهم، بل حتى في الطريق كما في موقف الطفلة مع المدخن.
لكن ينبغي للمربين أن يوضحوا للأطفال مفهوم الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان آدابه وأساليبه اللائقة، حتى لا يقعوا في حرج المواقف الصعبة، وتذكيرهم بالأجر والصبر إن حصل شيء من ذلك، مع مراعاة عدم إشعارهم بالتخذيل والتخويف من القيام بتلك المهمة.
المصدر : مجلة المتميزة



اللهم أجعل فلذة أكبادنا من المتقين الصالحين

أختي أدعو الله أن تكون الإجابه وافيه

نورتينا أختي الحبيبه
أختكِ عراقيه







وهذه اضافة بسيطة الى أجابت الاخت عراقية الله يجزيها خير

بقلم / د.ابتسام بنت بدر الجابري .

أستاذ مشارك ووكيلة الدراسات العليا بجامعة أم القرى .



الدعوة إلى الله حياة للنفوس التقية، ومتى ماعشقت هذه النفوس هذه المهمة أصبحت كل ماتسعى إليه نصرة هذه القضية، ولتنشئة جيل هذه الأمة على العناية بهذه القيمة لابد من غرس هذه المحبة في نفوسهم منذ الصغر, وتربيتهم على رعاية الدعوة بكل جوانبها وفي كل مجالاتها، ومراعاة الحكمة فيها ولغرس هذه المحبة في أنفس الفتيات عدة طرق منها:-

أولاً / تنبيههن على وجوب ربط الجانب الدعوي بالإخلاص لله والعبادة، إذ أن العبادة زادٌ يتقوى به الداعية في دعوته، وقد ضرب لنا الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- مثالاً عظيماً في ذلك من خلال ربطهم الإخلاص ,وحسن العبادة بالدعوة إلى الله.

ثانياً / أن تمثلي نموذجاً صالحاً، ومؤثراً قوياً في الجانب الدعوي أمامهن.

ثالثاً/ تدريبهن على الدعوة إلى الله منذ الصغر، وبأساليب مختلفة؛ بالكلمة والفعل ولوبرسمة.

رابعاً / إشعارهن بعظم هذا الدين ,وبالعزة التي نحصل عليها بإقامته, والسير على نهجه,والدعوة إليه, ومتى ما كانت هذه العزة في نفوسهن أرتقت أنفسهن ولم يهنها بكل مافيه إسفافن وذلة.

خامساً / تربيتهن على حمل همّ الأمة؛ فمتى ماحملت الفتيات هذا الهمّ فعلن كل مافيه نفع وإصلاح للأمة، ورفع للشدة والغمة.

سادساً / إيضاح أن الدعوة هي من النصح للأمة وربط الدعوة بالمحبة ,وقد كان هذا نهج النبيين-عليهم الصلاة والسلام - كما ذكرها الله عز وجل - عنهم في كتابه,وحين تكون الدعوة بالنصح, والمحبة تستدرك الكثير من الأخطاء الدعوية النابعة من الغلظة ,والشدة.

سابعاً / الاستفادة من التقنيات الحديثة الكثيرة, والمتنوعة في جانب الدعوة,وتشجيعهن على الإبداع في ذلك؛كالإنترنت ,والمواقع, والمدونات, والبلاك بيري ,والمسن,وغيرها مما به تكون الدعوة إلى الله بصورة أقوى ,وأكبر, وكذا يكون إشغالهم بما هو أنفع وأفضل.

ثامنا ً/ إعطائهن نماذج دعوية عديدة قديمة وحديثة، وبيان مآثرهم للإحتذاء بأثرهم .

تاسعاً / تعريفهن بآداب وأحكام ,وأساليب, ومراتب الدعوة إلى الله .

عاشراً / تعليمهن أن طريق الدعوة إلى الله طريق يحتاج فيه المرء إلى صبر ,ورضا ,واحتساب، وأنه ليس طريقاً سهلاً هيناً حتى لايحدث التراجع عند أبسط الأزمات والمعضلات.

وأخيراً:-

أسأل الله أن يهيئ لهذه الأمة نساءً صالحات داعيات إلى الله، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد ,وعلى آله وصحبه أجمعين.


اختك /عطر الحب


كتبت : أم سلسبيل
-
بارك الله فى اختى الغاليه عراقيه
على ما بذلتيه من مجهود
وجعلك مثال لكل اخت مسلمه
ونفع بك الامه


تسلمي أختي الغاليه
كان هذا بفضل الله ومنه وكرمه
وأنتِ الله يبارك فيكِ حبيبتي الغاليه
كنتِ شعله من الحيويه والنشاط
نورتي حبيبتي
أختكِ عراقيه
كتبت : ام البنات المؤدبات
-


بارك الله فيك اختى عراقية الاجابة كانت ولا اروع يالغالية
اقر عينك بصلاح ابناءك
سؤالي السادس
ما مدى تاثير التقنية في الدعوة وهل يجب على كل داعية ان تكون على اتصال باحدث الوسائل التقنية ؟؟؟؟؟؟








align="right">
أهلا فيكِ حبيبتي

ما شــــــاء الله حريصه على كل ماينفعكِ ,,’’

بارك الله فيكِ وثبتكِ على طريق الحق









** أهمية التقنيه في الدعوة إلى الله


إن وسائل الدعوة إلى الله تتغير بتغير العصر الذي نعيشه، وأساليب
الدعوة تتأثر بكل أنواع التطور التكنولوجي حتى يتمكن الداعون من تحقيق
الأهداف المرجوة، والوصول إلى كل عباد الله بالشكل والأسلوب الذي يحقق غايته·
ومما لا شك فيه، نرى أن وجود الشبكة المعلوماتية >الإنترنت< حالياً وما لها
من آثار على إعادة تشكيل العقلية البشرية العالمية نظراً لتقارب الأماكن
وسرعة نقل المعلومات وازدياد الكم الهائل منها أمام كل من يتعامل
مع هذه الشبكة، فإن الدعاة والقائمين على الدعوة الإسلامية
هم أولى من غيرهم بالتعامل مع هذا الواقع الجديد حتى ينتشر دين الله في ربوع المعمورة·


ومن هذا المنطلق أرى أن الإنترنت إن لم يكن أهم وسيلة في نقل
الدعوة ونشرها فهو الأهم من حيث التواصل والانتشار بين
الجيل الجديد من أبناء هذا العالم الإلكتروني ومن الطبيعي أن
الحكم على الأمور فرع من تصور الأمر ذاته والحكم على ذلك
النوع من التقدم التكنولوجي كونه وسيلة دعوية مباحة أو غير
مباحة يتأرجح بين الموافقين والمعارضين، ولكننا لا نتعرض للأمور
الفقهية بل نتركها لمن هو قادر على البحث والتدقيق والتحقق
من الأمر لصالح الأمة، ولكن نوضح أن استغلال تلك الأداة
لتحقيق التواصل الفاعل بين الدعاة وكل البشر بكل اللغات المتاحة
وكل الأساليب الدعوية وطرح الآراء والفتاوى والقضايا التي
توجه الأمة والمجتمع كله بكل فئاته وطبقاته وقطاعاته في شؤون
الدعوة لهو من المفيد للدعاة والدعوة لتحقيق السرعة في النقل
والرد والزيادة في مساحة المعرفة والطرح ولتناول القضايا من
زوايا متعددة مما يحقق التفاعل الإيجابي ويغربل
الأفكار غير المقبولة ويفضح الآراء الشاذة بسرعة ودقة عالية·

إن كثرة الأحداث وتلاحقها وتعقد المشكلات بين أبناء العالم الإسلامي
وازدياد هوة الخلاف بين الغرب والشرق والشمال والجنوب، واتهام
الأمة الإسلامية بما ليس فيها، وتضخيم بعض التصرفات الشاذة غير
الناضجة إعلامياً من أعداء الإسلام، يحتاج إلى سرعة رد فعل وآلة
إعلامية تمكِّن الدعاة من تحقيق أهدافهم والوصول إلى غايتهم بشكل واضح، وأسلوب غير
متناسب وحاجات العصر·
لهذا نبين أن الإنترنت وشبكة الاتصالات العالمية الجديدة أداة مفيدة
لتوصيل المعلومات سواء كانت إخبارية أو علمية أو تراثية أو سياسية··· إلخ، وهي
أيضاً وسيلة تواصل بين الدعاة في كل الأقطار من أجل البحث
والتلاحم والتنسيق والترتيب وتحقيق الفهم الشامل المشترك·



إن دعاة الأمة وأبناءها البررة لا ينبغي أن يفوتهم ذلك التطور المذهل
في تقنية المعلومات، وعليهم إثبات ذلك عن طريق التعلم والتعامل
والتأثير في العالم أجمع بطرح دعوتهم التي جاءت لإنقاذ العباد من جور
الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة
الدنيا والآخرة، ومن جور
وظلم الطغاة إلى عدل ورحمة الخالق الرحمن·

إن الآثار المترتبة على استخدام تكنولوجيا المعلومات تمكِّن
الدعاة من الوصول إلى كل الناس في كل مكان في العالم بكل اللغات
وفي لحظة واحدة تصل الكلمة ويصل الصوت، وبالتالي من المكتب
أو البيت أو الشركة برسالة واحدة يمكن أن تبلغ دعوة الإسلام
إلى عشرات الملايين من مستخدمي هذه الشبكة، بحديث
واحد، أو قصة أو رأي أو طرح جديد يمكن
أن يهتدي آلاف من الأفراد المتعاملين مع هذه الشبكة المعلوماتية·

وإن استخدام تلك الوسيلة التكنولوجية الحديثة يعمل على محو التراجع
الفكري، والتخلف الثقافي لدى أبناء العالم الإسلامي، ويربطهم
بالعالم المتقدم ويجعلهم جزءاً من الواقع الراهن الذي نعيشه بكل
أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ويسهم
في تحقيق التفاعل الإيجابي المنشود، ويعمل على غلق أبواق الهجمة
الصهيونية على الدين الإسلامي والمسلمين، ويطمس تلك الفكرة التي
روَّج لها أعداء الإسلام عن وصفهم للمسلمين بالتخلف والإرهاب والعمل على وقف عجلة التقدم·


وبذلك نرى أن فهم تلك الأدوات والوسائل الحديثة يجعلنا نأخذ
بتلك الوسائل والأدوات بحرية واهتمام شديد ونتعامل معها بواقعية
على الصعيد الإنساني والعلمي والتربوي والدعوي، ما يدلل على
أن الفهم الصحيح للإسلام واستيعاب أهميته لإنقاذ العالم، يؤكد
على أن نستخدم كل وسائل التكنولوجيا الحديثة ومنها وسائل
الاتصال الحديثة لأنها لا تقل عن الصحافة والإذاعة والتلفاز، بل
إنها أكثر انتشاراً وتزايداً وأقل تكلفة مقارنة بغيرها، وتعتبر الوسيلة
الأنسب للداعية المتحضِّر، والأفضل من غيرها لتبليغ رسالة الإسلام، ومن
هنا لابد من الاستخدام الواعي لها، والحذر من الاستخدام المضاد لها
من قبل الأمم المعادية في التشكيك في الإسلام وتشويه صورته الناصعة·

إن الآثار المترتبة على ذلك المنبر الدعوي العالمي الذي يصل إلى معظم
المثقفين في كل أنحاء العالم، وفي لحظات محدودة تيسر للداعية المسلم
أداء مهمته الغالية وهي تبليغ الدعوة، ويؤكد مفهوم عالمية الدعوة
الإسلامية، ويحقق الحوار المباشر بين الآخرين، ويحقق الاتصال
التفاعلي الإيجابي مع كل من يريد معرفة وفهم الدين الصحيح·
إن معظم الدراسات تشير إلى أن المؤسسات والجهات غير الإسلامية
هي صاحبة الكلمة العليا في تعاطينا مع تقنية المعلومات لخدمة
أغراضها، وأن المنظمات اليهودية لها السبق
في هذا المضمار من أجل تحقيق أهداف المشروع الصهيوني·

لذا وجب علينا البدء بهمة ونشاط وفق برنامج استراتيجي محدد يمكن
لجميع العاملين في مجال الدعوة الإسلامية وكل المنظمات الإسلامية
وعلى رأسها وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية ومنظمة
المؤتمر الإسلامي بتفعيل ذلك الأمر، والأخذ بكل وسائل
التكنولوجيا المعاصرة حتى نحقق النتائج الإيجابية للدعوة·
إن الآثار المترتبة على هذا التوسع في استخدام
تكنولوجيا المعلومات على الدعوة يحقق النتائج التالية:
1 ـ يزيل الحواجز الجغرافية والسياسية ويعبر الحدود ويتجاوز القيود على توصيل الرسالة·
2 ـ يحقق الانتشار السريع في وقت واحد·
3 ـ يحقق التواصل والتفاعل المباشر
بين الداعية والآخرين·
4 ـ يسهم في تنمية الفكر الإبداعي والمتكامل
نظراً لتوافر ذلك الكم الهائل من المعلومات·
5 ـ يزيل اللبس والغموض وينقِّي الأفكار من الشوائب
والبدع والخرافات التي تنشرها الوسائل المضادة·
6 ـ يحقق التواصل مع كل أفراد المجتمع من رجال
ونساء وشباب ويعمل على التفاعل داخل الأسرة·
7 ـ تسهيل عملية البحث والدراسة والاطلاع على كل شؤون
العمل الدعوي وفي أماكن متباعدة من العالم في وقت واحد·
8 ـ توفير مكتبة إلكترونية مرئية ومسموعة ومكتوبة
بتكاليف زهيدة لكل من يستخدم تلك الشبكة المعلوماتية·
9 ـ يسهم في تطوير الأفكار الدعوية وذلك عن طريق تلاقح الأفكار
وتنوع الثقافات ما يعمل على تحسين الأدوات والوسائل المستخدمة في الدعوة·






[glint]
الداعيه لا يكون منعزلا عن عصره ,,’’ بل لابد أن يتكيف معه
[/glint]






رحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين
كان يقول: «من سرَّه أن يكون من هذه الأمة فليؤدِّ شرط الله فيها. قالوا:
وما شرط الله فيها يا أمير المؤمنين؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
إن الأمة - وحالها لا يخفى على عاقل أو مهتم بأمته - أحوج
ما تكون إلى سلوك سبيل الإسلام في تطويع وسائل التكنولوجيا
الحديثة لخدمة هذه الدعوة التي كانت سبب خيرية هذه الأمة الرائدة.
ثم إن عصرنا الحالي ظهرت فيه وسائل متعددة في التواصل والاتصال؛ فمنها:
تطبيقات شبكة الإنترنت المختلفة، والموسوعات الإلكترونية
المطبوعة على أقراص مدمجة «CD»، ومنها أيضاً الهاتف الجوال، وما
يشمله عالم الكمبيوتر من (البالتوك، والبريد الإلكتروني، والمنتديات
والشات، والجروبات... وغيرها كثير).
والداعي إلى الله لا ينبغي له بحال من الأحوال أن ينفصل عن هذا
التقدم الحادث في وسائل الدعوة، فعليه أن يستفيد من هذه التقنيات
الحديثة؛ لأن التقوقع داخل مسجد أو نادٍ أو مركز شباب فحسب
دون الاستفادة من الوسائل الأخرى ينفق كثيراً من الوقت والجهد
الذي يمكن توفيره، ومن هنا فقد جاءت هذه المقالة لتضع يد
الدعاة على كيفية الاستفادة من هذه التقنيات الحديثة المتوفرة
في خدمة دعوتهـــم وتحقيـــق أهــــداف رسالتهــم
و «الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ؛ ‏‏فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» فالداعية مطالَب
أن يطوِّر ذاته وأن يطور من دعوته ووسائلها، ورحم الله الرافعي حين
ترجم لهذا المعنى بقوله:[glint] «إن لم تزد شيئاً على الدنيا: كنت أنت زائداً عليها».[/glint]
[glint]

[/glint]



وتنبع أهمية هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة من الأسباب الآتية:
١ - اهتمام غير المسلمين بوسائل الاتصال الحديثة؛ لدفع الناس إلى تحقيق
مكاسب مادية بحتة. بينما كان الأوْلَى ببني الإسلام أن يأخذوا بهذه الوسائل الحديثة.
٢ - لأن الوسائل التكنولوجية اليوم تتميز بانعدام المحدودية؛ فليس لها حدود
زمانية ولا مكانية ولا نوعية أو جنسية؛ ولذا فهي تتخطى كل
الحواجز، أضف إلى ذلك سهولة استخدامها وصيرورتها
شيئاً عادياً، ليس من الصعب التواصل بها والتعامل معها.

٣ - لتوجُّه أنظار الناس جميعاً إلى هذه الوسائل واهتمامهم وتعلقهم بها.
٤ - اختلاف أنواعها، وأشكالها (فمنها الصوتي، ومنها
الصوري، ومنها الفيديو، ومنها الرسائل...)، وهو ما يدعم أهميتها.
٥ - أنها تصل إلى الملايين في كـافة أنحاء العـالم، وهو
ما يمكِّن الداعية من الوصول إلى الناس بسهولة وبدون تضييقات معيَّنة.




إن الداعية – على ضوء ما سبق - مطالَب بتطوير وسائله الدعوية
حسب العصر بما يتناسب مع الشريعة الغراء، كما أنه من الضروري
أن نوضح أنَّ الإسلام لم يحدد لنا خريطة طريق دعوية محددة نسير
عليها لا يمكن أن نتجاوزها وأن نبتكر فيها أو نجدد في رحابها،بل ترك
لنا مساحة كبيرة للابتكار ووضع لنا قاعدة ثابتة في السير على منهج الدين، بدون
إفراط ولا تفريط. قال - تعالى -: {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْـحِكْمَةِ } [النحل: ٥٢١]،
والحكمة: هي وضع الشيء المناسب في المكان والزمان والشخص المناسب.
ومن هنا فقد لزم لكل داعية أن يخرج من صومعته ومن تقوقعه
حول الوسائل القديمة ذاتها، والناس ينتظرون الجديد الجذاب.
وسائل التكنولوجيا الحديثة يمكن استخدامها في الدعوة إلى الله تعالى:
لقد تعددت الوسائل الدعوية، في العصر الحالي، فلم يعد المسجد فقط أو الشريط الإسلامي
أو الكتاب والكتيبات هي الوسيلة الدعوية للدعاة إلى الله - مع عدم التقليل
من شأن هذه الوسائل وأهميتها الدعوية - بل تطورت
الوسائل وتعددت في زمن العالم المفتوح، والقرية الصغيرة.
والهدف هنا ليس حصراً لعدد من الوسائل الجديدة بقدر ما هو تنبيه إليها
وإلى طريقة استخدامها دعوياً ليكون الداعية متواصلاً مع المجتمع الذي يعيش فيه.

أولاً: الفيس بوك «Facebook»: وهو اجتماعي شهير يدخل
عليه حوالي 250 مليون إنسان على مستوى العالم، وهو ما يؤكد أهميته
ورواجه الواقعي، ومن خلاله يمكن التواصل مع أي إنسان في أي مكان وزمان، ومن
هنا فقد انتبه إليه دعاة كُثُر في زماننا، وتم عمل صفحات شخصية
لهم عليه لمخاطبة جماهيرهم ونشر الدين والدعوة داخل العالم العربي
وخارجه، وبالنسبة لتطويعه دعوياً فإنه يمكن القيام بالآتي:
1 - عمل مجموعات «GROUPS» تدعو إلى الحث على الفضيلة ونشرها بين الناس.
2 - مراسلة جميع أصحاب الصفحات الموجودة
لديك بما تريد توصيله من قيم وأخلاق وغيرها من أعمال فاضلة.
3 - التواصل مع غير المسلمين لدعوتهم إلى الدين الإسلامي العظيم؛ وذلك
بإتقان لغة المخاطب، وتوضيح صورة الإسلام الصحيحة التي شوهها الغرب عبر إعلامهم.
4 - محاربة المجموعات التي تقوم بتشويه صورة الإسلام والضغط
على الفيس بوك لإغلاقها، وهذا ما حدث بالفعل مراراً وتكراراً.
ثانياً: التويتر «TWITTER»: هو أحد المواقع التي تقدم
خدمات مجانية للتواصل الاجتماعي والتدوين المصغر، ويسمح للمستخدمين
بإرسال أهم اللحظات في حياتهم في شكل تدوينات نصية لا تزيد عن 140 حرف
إلى تويتر؛ وذلك من خلال خدمة الرسائل
النصية القصيرة، برامج التراسل الفوري، أو البريد الإلكتروني.
ثالثاً: يوتيوب نقي (YOUTUPE): ( فيديوهات) إسلامي محترم، يمد
يومياً بكل جديد. وهو قام به بعض الشباب السعوديين يقوم
بعرض لقطات الفيديو الخالية من المحتوى المخالف لمبادئ الدين الإسلامي، من
«يوتيوب» الشهير، المختلط فيه الحابل بالنابل، وفي تصوري أنه أحد الوسائل
المهمة جداً لتوصيل الإسلام إلى المسلمين - خاصة - عبره من خلال المقاطع الإسلامية (المرئية، والصوتية).
رابعاً: الإيميلات (E:mails) ومجموعات البريد
الإلكتروني (Hotmail - Yahoo - maktoob - Gmail) التي يمكن من خلالها:
1- نشر فكرة إسلامية معينة، أو إرسال رسالة مؤثرة تصححمفهوماً أو تدعو إلى خُلُقٍ فاضلٍ.
2- التذكرة بفضل المناسبات الإسلامية في وقتها والدعوة إلى العمل
الصالح فيها: ومثال ذلك: دعوة من لديك على بريدك الخاص إلى صيام
الإثنين والخميس، أو إلى صدقة جارية أو قراءة القرآن.
-3 المشاركة في أعمال خير، أو أعمال اجتماعية تخدم المجتمعات الإسلامية:
من خلال التعاون الإيجابي على القيام بها ودعوةرجال الأعمال للمشاركة فيها
- 4يمكن مراسلة شخصيات معروفة لمساعدتك في توصيل
فكرة أومفهوم تحب ترويجه، ولن تعدم فائدة منهم بإذن الله، تعالى.
5 - وأحب أن أضيف هنا: أن للإيميلات سلبيات: كنشر صور
ودعاية وإعلانات غير محترمة، وهو ما يحفزنا لتطويع هذه الوسيلة بصورة صحيحة.

خامســاً: المــواقــع (بشكل مباشر sites): بشرط نشر
عنــوان الموقــع والدعاية القــوية له، وقد رأيــت
عــدداً من مــواقع المشايخ المــعاصـرين، وقــد ازداد
عدد الزائرين والمتابعين والمتصفحين لديهم، وهو ما يُظهِر لنا جلياً الأثر
الفعــال لوسيلة الإنتــرنت ومــواقع الدعــوة الجذابة على شبكة الإنترنت.

سادساً: المدونات (bloggers): التي يمكن من خلالها القيام بالآتي:
1 - توصيل رسالة المدون إلى متصفحي مدونته وتوجيه أفكارهم نحو الصالح.
2 - يمكن من خلالها نشر مواعظ ومقالات وأخبار وتحليلات.
3 - مواكبة الأحداث الجارية ونشر فكرته وتعليقاته
على الأحداث؛ وهو ما يجعلها أكثر فعالية وواقعية.

سابعاً: البرامج الخدمية (programes) (المؤذن، وتحديد القبلة، والإمساكية، والأذكار):
التي يمكن من خلالها عمل الآتي:

1 - أسلمة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالآخرين، وأسلمة صاحبها.
2 - الدعوة إلى الحفاظ على الصلاة في وقتها، والتذكير بمواقيتها لصاحب
الكمبيوتر، وهو ما يجعله يقطع عمله لأداء الصلاة، كحملة (إلى صلاتي).
3 - ترطيب اللسان بذكر الله بين الحين والآخر. ويكفي أنه قد يصرف
الإنسان عن الدخول على مواقع غير محترمة بسبب
ما يظهر أمامه من أذكار وأدعية كوسيلة ردع له.

ثامناً: نظام التقنيات اللاسلكية (الجوال mobile وتطبيقاته):
ومن بين تطبيقاته غير برامج القرآن والأذكار والبرامج الإسلامية، فإن
هناك تقنية البلوتوث والوايرلس، اللتين يمكن استخدامهما
في نقل المقاطع الصوتية والمرئية الدعوية للآخرين.

تاسعاً: رسائل SMS: وتحتاج إلى مؤسسة إسلامية تتخصص في
هذا المجال، وتخاطب كافة الشرائح بالرسائل التي تناسبها
(اجتماعياً وفكرياً وعليماً وطبياً ورياضياً) وغير ذلك؛ فمثلاً:
«رسائـــل تذكـــرة بالصيـــام، ورسائـــل أخلاقية
أو تربوية، ويمكن أن تكون هذه الرسائل عبر
القنوات الفضائية أو البريد الإلكتروني أو الهاتف الجوال».

عاشراً: الكتب الإلكترونية (E:BOOKS): التي يستطيع
من خلالها مرسلُها ومستخدمها توصيل معلومات إسلامية
وتصحيح أفكار. ويمكن أيضاً مساعدة طلبة العلم الشرعي بهذه الكتب الإلكترونية.

الحادي عشر: الأقراص المدمجة (C D) (DVD): وهي وسيلة
تكنولــوجية يمكن جعلها وسيلة لنشر الصوتيات الإسلامية
والفيــديو، ويمكــن بما يتناسب مع العصر الحالي نشر هذه
الصــوتيات على MP4، و MP3 التي كَثُر استخدامها
لدى الشباب وسائقي الســيارات، فبدلاً من أن يكون
وسيلة لنشــر أغنيــة، نُسمِعه صوتاً جميلاً لداعية أو للقرآن الكريم.

الثاني عشر: قناة فضائية إسلامية تخاطب - مثلاً - الشعب
الصيني (الذي يقدَّر تعداده بنحو مليار ونصف مليار) ولنا أن
نتخيل لو وظِّفت طاقة قناة فضائية إسلامية بهذه اللغة
كم ستــدر من فوائد دعوية على الإسلام والمسلمين.

الثالث عشر: محرك البحث «حلال»: وهو أول محرك بحث «إسلامي»
يحمل اسم «ImHalal» وهو محرك يساعد الباحث على الدخول
على ما يريد من المواقع الإسلامية، مع حذف كل ما يمس الشرف والعرض ويثير الشهوات والغرائز.



١ - الداعية مطالَب بتطوير نفسه دائماً تكنولوجياً ليجيد توصيل
رسالته إلى الآخرين؛ فلم يعد ينفع أن ينتظر الداعية في مسجده
ليأتيه الناس فيبلغهم دعوة ربهم، بل صار من اللازم أن يتوجه هو
إليهم بأي وسيلة يستطيعها وتتوفر لديه؛ إذ إننا أصبحنا في عالم السرعة.
٢ - وسائل دعوة الإسلام غير محدودة، بل تقبل
التطوير والابتكار بما لا يتنافى مع الشريعة الغراء.
٣ - يجب تسخير وتطويع ما توفر من وسائل التكنولوجيا
الحديثة في الدعوة إلى الله، تعالى. وتعد من الضروريات الدعوية اليوم.
٤ - يلزم الاهتمام بجيل الشباب في كل هذه الوسائل السابق ذكرها؛ ولا سيما أننا
نرى أحوال شباب الأمة، وحالة التيه التي يعيشون فيها؛ فهم يحتاجون
إلى من يأخذ بأيديهم ويدلهم على الطريق الصحيح، بدلاً من طريقهم الذي يتنكبون.
٥ - من المهم للغاية إذا أردنا تطويع كل الوسائل التكنولوجية في الدعوة، أن
نوحد الجهود، وأن نقوم بعمل مؤسسي كهيئة عالمية تأخذ في حسبانها
تأسيس جهد وعمل جماعي مؤسسي لتطويع هذه الوسائل والمتابعة
مع المدعوين، ونضيف إلى ذلك أن يكون هناك
دعم مادي كبير للقيام بكل هذه الخدمات الدعوية.
٦ - تأسيس معهد عالمي للدعاة (له فروع على مستوى العالم) يختص
بتطوير أداء الداعية، وإكسابه المهارات اللازمة، وتدريبه
على إتقان التعامل مع الوسائل التقنية المشار إليها سالفاً.
٧ - إنشاء مؤسسة ربحية تختص بإدارة الحملات الدعوية على مستوى
الدول، كلٌّ حسب قضاياه من خلال رسائل الـ sms؛ بحيث
نضمن استمرارية الحملة بشكل مؤسسي.
٨ - توفير دورات تدريبية للدعاة لتعليمهم لغات الشعوب الأخرى، وخاصة
الإنجليزية؛ إذ يعاني كثير من الدعاة ممن يسافرون في بعثات إلى بلدان أوروبا
وأمريكا من صعوبة التواصل مع أبناء هذه المجتمعات بسبب حاجز اللغة.
٩ - توصية للجهات المعنية والرسمية بتسهيل عمل
الدعاة والاستفادة من التقنيات المتوافرة دون تضييق.


والله أسأل أن يستخدمنا في نصرة لدينه ودعوته، وأن يجعلنا سبباً
في هداية الآخرين، وأن يحشرنا في زمرة سيد الدعاة العاملين،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.






أختكِ
رسولي قدوتي















الصفحات الأولى ... 2  3  4  5 6  7  8  ... الأخيرة

التالي

هل أنت ممن يحملون هم الدعوة ؟

السابق

كيف تدعو الي الله ...؟

كلمات ذات علاقة
أسئلة , المشاركات , الأسئله , تكوني , حملة , داعيه , صفحة , على , في , والرد , واعيه , كيف