وظائف الماء فى الجسم الحى تقرير هام
مجتمع رجيم / مقالات طبية متنوعة
كتبت :
{*زينب*}
-
كثير من الناس يظن أن الماء ليس عنصرا غذائيا لوفرته وسهولة الحصول عليه من مصادره الطبيعية والغذائية ! ولكن في الحقيقة، أن الماء هو من أهم العناصرالغذائية الضروري لكل خلية حية وعملية حيوية تجري داخل أي جسم حي، وصدق الله العظيم القائل: " وجعلنا من الماء كل شيء حي " و بدون الماء لا يمكن أن يعيش أي كائن حي، مهما كبر أو صغر حجمه ، حتى الميكروبات المجهرية. فالإنسان يموت لو حرم من شرب الماء لمدة تزيد عن ثلاثة أيام، ولكنه قد يعيش أكثر من شهرين لو حرم من الطعام ووفر له الشراب فقط.
فبنظرة علمية تحليلية إلى جسم الإنسان نجد أن ثلثي وزنه، تقريبا، يتكون من الماء، إما على شكل سائل حر متحرك (ديناميكي) Dynamic ، يجري في الأوعية وحول الخلايا EXTRACELLULAR FLUID أو محجوز(ثابت) داخل الخلايا والتراكيب العضوية الخلوية INTRACELLELAR FLUID على شكل حر أومتحد مع مركبات كيميائية خلوية.
ما هو الماء ؟
من منا لا يعرف الماء، إنه ذلك السائل الذي نفتش عنه بلهفة عندما نحس بالعطش الشديد لنطفأ، يسرعة، لهيب الظمأ ونروي عروقنا الخاوية. إنه ذلك المركب الكيميائي الذي عرفناه من أساسبات العلوم الذي يتكون جزيئه الكيميائي الواحد من اتحاد ذرتين من الهايدروجين الطبيعي وذرة واحدة من الأكسجين، وهو، في حالته الطبيعية، سائل صاف شفاف، والنقي منه: لا لون له ولا طعم له ولا مذاق له ويخلو من الرائحة والماء الذي نشربه فهو عادة يحتوي على نسب ضئيلة من المعادن والأملاح المفيدة للجسم، لتعطيه مذاقا مميزا وفائدة معدنية. وماء الشرب الصالح للشرب والطهي يجب أن يئتي من آبار عميقة،لا يقل عمقها عن ٥٠ مترا طوليا، ومكسية جدرانها بطبقة من الإسمنت الصلب لكي لا تتسرب إليها المياه السطحية الملوثة عادة، أما الآبار الشعبية الضحلة فمياهها لا تصلح للشرب والإستخدامات الآدمية لأنها غالبا ما تكون ملوثة وغير نفية. وإذا كان الإنسان مجبرا على استخدام مياه الآبار الضحلة لأنه لا يوجد إلا هذا النوع من المياه، فعليه تنقيته بالطرق البدائية البسيطة التي لا تكلف مالا ولا وقتا، مثل تمرير المياه غير النقية من خلال طبقتين من الرمل الحرالأصفرالنظيف الفوقية وطبقة الحصى الصغير (الكنكري) التحتية ثم تجميعه في براميل وأوني نظيفة مغلقة، مثل هذه الطريقة، تخلص المياه غير النقية من الشوائب والأوساخ وتزيل معظم الجراثيم، وقبل استخدامه للأغراض البشرية، مثل الشرب والطهي، يجب غلية وتبريده لتطهيره وقتل ما تخلف به من ميكروبات ضارة.
ما هي وظائف الماء الأساسية داخل جسم الإنسان ؟
من أهم وظائف الماء في الجسم، نذكر ما يلي:
ýيساهم الماء في تفتيت الغذاء داخل الفم والمعدة ويساعد على هضمه داخل الجهاز الهضمي.
ý يساعد على نقل العناصرالغذائية الأساسية المتحررة من عملية الهضم من تجويف القناة الهضمية إلى الدم.
ýيساعد على إذابة السموم المتجمعة داخل الجسم، مثل تلك التي تنتج من احتراق الغذاء وعمليات الأيض (التمثيل الغذائي) والتفاعلات الكيموحيوية داخل خلايا الجسم، ويقوم الماء الموجود في الدم بنقلها إلى الكليتين لطرحها في البول والتخلص منها خارج الجسم، وما البول الذي نعرفه إلا ماء مذاب فيه مواد صلبة ضارة للجسم، وقد تدرك الآن حقيقة علمية وهي: أنه بدون كمية كافية من الماء لا يمكن أن يتكون البول وبالتالي لا يمكن للجسم التخلص من السموم ونواتج تمثيل الغذاء الضارة بأنسجته، التي لو قل حجم الماء داخل الجسم، عن معدله الطبيعي، قل انتاج البول وهذا يؤدي ألى تراكم المواد الضارة والموادالسامة في أنسجة الحسم.
ýالماء ضروري لتحريك الدم داخل الأوعية الدموية فلولا الماء وسيولة الدم، لما تحركت خلايا الدم الحمراء التي تقوم بنقل الأكسجين إلى كل خلية في الجسم و طرد ثاني أكسيد الكربون السام، وكذلك لن تستطيع كريات الدم البيضاء المناعية الوصول إلى أهدافها النهائية، وما بلازما الدم (سائل الدم) إلا ماء مذاب فيه العناصرالغذائية التي تنقل مع حركة الدم إلى كل خلية في الجسم، بعد امتصاصها من القناة الهضمية.
ý الماء يشكل ٧٠ - ٨٥ ٪ من كتلة الخلية الحية، لأن الماء ضروري لسير التفاعلات الكيميائية داخل الجسم، قكثير من خمائر(إنزبمات) عمليات الأيض (الإستقلاب أو التمثيل الغذائي) لا تعمل إلا في الوسط المائي السائل اي لا تتم تفاعلاتها في وسط صلب جاف ونقص الماء داخل الخلية الحية أي جفافها يعطل سير العمليات الحيوية قيها وقد يؤدي إلى تلفها وموتها.
ý كثير من افرازات الغدد الصماء الهرمونية تحتاج إلى الماء لكي تذوب فيه، ليتم نقلها إلى أهدافها الأخيرة لتقوم بوظائفها الفسيولوجية داخل الجسم، فلو لا ماء الدم لما وصلت هذه الهرمونات لأهدافها النهائية من الأنسجة التي تطلبها لتأدية وظائفها.
ý هناك عدد لا بأس به من الفيتامينات التي تذوب في الماء تدعى: "القيتامينات الذوابة في الماء" تحتاج إلى الماء لكي تُنقل إلى الخلايا و بدون الماء لا يمكن إيصالها إلى الخلايا مثل: فيتامين "سي" ومجموعة فيتامينات "ب" الهامة جداً لصحة الإنسان.
ý الماء ضروري لثبات درجة حرارة الجسم الداخلية وذلك يتم بآلية تبخير ماء الجسم من سطح الجلد، حيث يمكن تعديل درجة حرارة الجسم الداخلية لتثبت عند معدلها الطبيعي. فمثلاً، في الصيف تميل درجة حرارة الجسم الداخلية قي الإرتفاع عن معدلها الطبيعي ولهذا تلاحظ إزدياد تصبب العرق على سطح الجلد نتيجة ارتفاع الحرارة المحيطة بالجلد وازدياد نشاط الغدد العرقية التي تفرز الماء بغزارة على سطح الجلد، و عند تبخرالماء عن سطح الجلد تنخفض درجة حرارة الجسم الداخلية عندما تحاول الإرتفاع بسبب حرارة الجوّّ، ولهذا ينصح العاملين في أجواء حارة بشرب كميات كافية من الماء مع حبوب الملح لتعويض ما يفقد من الجسم من ماء وأملاح بسبب حرارة الجو. وعند اهمال مثل هذه النصائح الصحية، قد يعرض الشخص صحته وحياته للخطر ومن أهم هذه المخاطر:التأثر الشديد لخلايا المخ بالجفاف وهذا قد يؤدي إلى تلفها بصورة دائمة !!!
ý الماء ضروري للمحافظة على جمال ونضارة البشرة لأن الماء يحافظ على رطوبة الجلد ونعومته وطراوته ومرونته الشبابية، ولكنه، أيضا، هام جدا لطراوة وصحة الأعضاء الداخلية كذلك. وفقدان كثير من ماء الجسم يؤدي إلى تحرشف الجلد وجفافه وظهور بقع خشنة فيه كما أنه قد يصبح قاسيا متشققا باهت اللون كما يؤدي إلى فقدان مرونته وبريقه الساحر والتعجيل بشيخوخته. وجفاف الجلد يذكرني بالأرض الطينية الذي سقط عليها المطر فأصبحت لينة متماسكة، ولما جف الماء عنها تشققت وتطايرت في الجو غبارا. وهذا تماما يشبه ما يحدث للجلد عندما يفقد رطوبته وسوائله الداخلية، ويعتقد بعض الناس المتعصرنون اللذين يهتمون بموضات الجمال أن المركبات التجميلية والمرطبات الجلدية تعيد نضارة ونعومة الجلد عندما يفقدها. في الحقيقة أن الفائدة من ذلك بسيطة جدا، لو قورنت بتغذية الجلد من الداخل، لأن الجلد حقيقة لا يتغذى من الخارج بل يتغذى من جريان الدم وسوائله،في طبقة الأدمة من أسفل، أي من داخل الجسم. ويستطيع الإنسان أن يحافظ على جمال ونعومة بشرته بتناول كميات وافرة من السوائل الموزونة يوميا والتركيزعلى تناول وجبات غذائية غنية بالعناصر الغذائية المتكاملة، خصوصا الفيتامينات والمعادن ومضادات التأكسدالهامة جدا للمحافظة على جمال البشرة ونضارتها.
ý فقدان الماء الكثير من الجسم يؤدي أيضاً إلى هبوط ضغط الدم وركود الدورة الدموية، وهذا يشكل خطر كبير على الصحة والحياة.
وإذا ما أردنا الاستمرار في تعداد أدوار ووظائف الماء داخل الجسم فسيطول بنا المقام وستمتد القائمة و لا بد أن نفصل بعض الأدوار و لكن لنكتفي بهذه الوظائف التي ذكرناها.
ما هي الكمية الصحية و الصحيحة اللازمة للجسم من الماء النقي الواجب علينا تناولها يومياً ؟
يقول علماء الفسلجة والتغذية البشرية أن حوالي ثلثي وزن الجسم الرطب هو ما، والثلث الباقي هو مركبات عضوية وغير عضوية صلبة، وإن ثبات حجم الماء داخل الجسم مهم جدا لاستمرار الحياة وهذا الثبات يعتمد على مبدأ فسيولوجي وهو:
"التوازن بين السوائل الداخلة في الجسم و السوائل الخارجة منه."
السوائل الداخلة للجسم:
تأتي، عادة، من السوائل المشروبة على شكل طعام مثل تناول الماء النقي عند الشعور بالعطش أومن تناول عصيرات الفواكه والخضروات والمرطبات أومن السائل المذيب للأدوية و غيرها كثير مضافاً إلى ذلك كله كمية الماء المتولدة من عملية الهضم وعمليات الاستقلاب داخل الخلايا الذي يدعى كبيا: "الماء الأيضي أو ماء\الإستقلاب Metabolic Water" أي الماء الناتج من عمليات التفاعلات الكيميائية في عمليات الإستقلاب أو التمثيل الغذائي التي تنتج داخل الجسم ذاتيا و قسريا، ليلا ونهارا، دون تدخل الإنسان نفسه في انتاجها، وهذه الكمية الأيضية تدخل بدقة في آلية ثبات حجم الماء الكلي داخل الجسم,
السوائل الخارجة من الجسم:
وهي السوائل الخارجة مع البول خارج الجسم، والماء المفقود من الغدد العرقية وهوالعرق الذي يتبخر من سطح الجلد واللعاب والعصارات الهضمية المنصبة في القناة فإنها تفقد مع البراز، ويضاف إلى ذلك كمية بخارالماء التي تحرج من الجسم قسريا مع عملية الزفير من الرئتين، ويدعى مجموع ما يفقد من غير البول،أحيانا،"فقدان السوائل غير المحسوس Insensible Fluid Loss" ولكن ذلك يعني طبيا كمية الماء المفقودة في عملية الزفير وعملية التبخر من الجلد وهي عمليات حيوية قسرية لا يحس بها الشخص. إن المجموع الكلي لحجوم جميع المفقودات المختلفة من ماء الجسم، يجب أن يؤخذ في الحسابات الطبية يدقة، عندما يراد حساب ميزان السوائل في بعض الناس، خصوصا، في حالات علاج الأمراض المصحوبة بفقد\ان السوائل، والجدول التالي يوضح بجلاء حجم الماء المفقود من كل مخرج للماء في الجسم:
جدول يبين حجم الماء الجسدي المفقود من كل مخرج من جسد شخص بالغ، بالميليلترات (مل) يوميا
نوع الماء المفقود
في حالة الطقس المعتدل الحرارة والصحة السليمة
في حالة الطقس الحار الرطب أو السخونة الشديدة
في حالة القيام بمجود عضلي شاق أو تمارين أو ألعاب رياضية قاسية