اختار الموت فقيراً على ان يعيش اميراً
مجتمع رجيم / القصص والروايات الادبية
كتبت :
راجيه عفو ربها
-
اختار الموت فقيراً على ان يعيش اميراً
خرج الأمير علي ابن الخليفة العباسي المأمون الى شرفة القصر العاجية ذات يوم وراح
ينظرإلى سوق بغداد يتابع الناس في السوق
فلفت نظرالأمير حمال يحمل للناس بالأجرة وكان يظهر عليه الصلاح فكانت حباله على كتفه
والحمل على ظهره ينقل الحمولة من دكان لآخر ومن مكان إلى مكان
فأخذالأمير يتابع حركاته في السوق وعندما إنتصف الضحى ترك الحمال السوق وخرج إلى
ضفاف دجلة وتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه وأخذ يدعو ثم عاد إلى السوق فعمل
إلى قبيل الظهر ثم إشترى خبزا فأخذه إلى ال فبله بالماء وأكل
ولماإنتهى توضأ للظهر وصلى ثم نام ساعة وبعدها نزل إلى السوق ,, للعمل ..
وفي اليوم التالي عاد و راقبه الأمير علي وإذ به نفس البرنامج السابق... والجدول الذي لايتغير
وهكذا اليوم الثالث والرابع
فأرسل الأمير جنديا من جنوده إلى ذلك الحمّال يستدعيه لديه في القصر فذهب الجندي وإستدعاه
فدخل الحمال الفقير على الأمير وسلم عليه
فقال الأمير :ألاتعرفني؟
فقال: ما رأيتك حتى أعرفك
قال أنا ابن الخليفة
فقال:يقولون ذلك
قال: ماذا تعمل أنت ؟
فقال : أعمل مع عباد الله في بلاد الله
قال الأميرقد رأيتك أياما... ورأيتُ المشقة التي أصابتك فأريد أن أخفف عنك المشقة
فقال:بماذا ؟
قال الأميرأسكن معي وأهلك بالقصر آكلاشاربا مستريحا لا همّ ولا حزن ولاغمّ
فقال الفقير :
يا ابن الخليفة, لا همّ على من لم يذنب , ولا غمّ على من لم يعص ولا حزن على من لم يُسيء
أما من أمسى في غضب الله وأصبح في معاصي الله فهو صاحب الغمّ والهمّ والحزن
فسأله عنأهله فاجابه قائلا :
أمي عجوز كبيرةوأختي عمياء حسيرة وهما تصومان كل يوم وآتي لهما بالإفطار
ثم نفطرجميعا ثم ننام
فقال الأمير:ومتى تستيقظ؟
فقال إذا نزل الحي القيوم إلى السماء الدنيا - يقصد انه يقوم الليل
فقال: هل عليك من دين؟
فقال : ذنوبٌ سلفتْ بيني وبين ربي
فقال:ألا تريد معيشتنا ؟
فقال:لاو الله لا أريدها
فقال : ولم ؟
فقال: أخاف أنْ يقسو قلبي وأن يضيع ديني
فقال الأمير: هل تفضل أن تكون حمالا على أن تكون معي في القصر؟
فقال:نعم و الله
فأخذ الأمير يتأمله وينظر إليه مدهوشاً
وراح الحمال يلقى عليه مواعظ عن الإيمان والتوحيد ثم تركه وذهب