فتنة يقيمها رجل يدّعي أنه المهدي فكيف أتصرّف ؟
السلام عليكم ورحمة الله
حياكم الله شيخي الحبيب وبياكم وبارك الله فيكم وأحسن الله إليك ...
أحد الناس على شبكة الإنترنت منذ فترة ما ، تقرُبُ مِن عامٍ تقريباً يَدّعي أنّه المَهدي المنتظر وأنه مؤيدُ من الله ويُكثر من دعوته وتحذيره لمن خالفه ولم يتبعه ... العجيب شيخنا الحبيب ..
أنه يتكلم بالقرآن الكريم وبالآيات ويستدل بها فى الكثير من كلامه ويغلب على قوله عبادة الله وحده والإيمان بملائكته وكتبه ورسله ويزين كلماته بالكثير من السجع ... منذ عام رأيت موضوعاً له يدّعي فيه أنه الإمام المهدي واليوم وجدت أنه أنشأ اً خاصاً له يدعوا فيه للتصديق بكونه المهدي المنتظر ...
والأعجب شيخنا أنه استطاع أن يجمع أتباعاً يتكلمون بلسانه ويستميتون فى الدفاع عنه ضد أي معترض ويساعدون فى نشر ه وكلامه ...
أنا أعلم شيخي الحبيب أن من صفات المهدي أنه لن يدعي المهدية أصلاً ...
وهذا ما كان سيدفعنى لأن أسجل في ه وأن أحاول الرد عليه أو تحذير الناس منه ..
. ولا أخفيك سراً شيخي أنى لما قرأت مواضيعه وافتتان متبعيه به وقع فى قلبي شيء ..
حتى وصل الأمر به أنه قد أقام مباهلة مع أحد الناس ...
وبحثتُ على الإنترنت على أي سابق بالرد عليه فلم أجد للأسف غير موضوعاً فى شيعي أخذوا يسبونه ويقذفونه ويقولون أنه رجل ساحر ومشعوذ وفقط بل وإن بعضهم نصح بعض بأن يستمعوا إليه ويتبعوه إن كان صادقاً ...
سؤالي شيخنا - وأعلم أنى قد أثقلتُ عليكم - هو ما الواجب علي عمله فى مواجهة فتنة كهذه ؟؟ ..
وهل من الممكن أن يكون المهدي فعلاً ؟؟ .. ( أرجوا إجابة مُفصلة .. لا حرمنا الله من تواجدك بيننا ) ...
ملحوظة : كان يُمكن أن أضع لكم شيخي رابط ه لكنى حبذت الكتمان لئلا أُشهره ..
بارك الله فيك شيخنا الحبيب ونفعنا بك ..
فى انتظار الإجابة ... عذراً للإطالة
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
ادعياء النبوة كُثُر ، وكذلك أدعياء المهدية ، إلاّ أن المهدي لا يدّعي أنه هو المهدي كما قلتَ في سؤالك .
وإن تعجب فاعجب لأمثال هؤلاء .. كيف يجدون لهم أتباعا وأعوانا على خرافاتهم ! خاصة وأننا في زمن انتشار العِلْم والتعليم ،
وفي ظِلّ وُجود العلماء ومواقع السؤال والفتوى .. ؟!
وكيف يُخْدَع بأمثال أولئك الدجّالين مَن يُخْدَع مِن السُّذَّج مَن أبناء المسلمين ؟!
ولا عَجَب ولا غرابة أن يَجِد أمثال أولئك من يُصدِّقهم ويتّبعهم ؛ لأن أولئك ألأتْبَاع يَصْدُق عليهم قول ابن القيم : فما كان القوم إلاَّ مِثل هَمَج رُعَاع ، يَجْمعهم طَبْل ويُفَرِّقُهم عصا !
ويصدق فيهم قول القائل :
وبَاقِي الناس همجٌ رعاعٌ ** وفي إيجادِهم لله حِكمة
قال ابن القيم رحمه الله :
والمقصود بهذا كما قال عليُّ بنُ أبي طالب رضي الله عنه : الناسُ ثلاثة : فعالمٌ ربانيّ ، ومتعلّمٌ على سبيل نجاة ،
وهمجٌ رَعَاع أتباعَ كلِّ ناعق ، يميلون مع كلّ ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يَلجأوا إلى رُكن وَثيق . اهـ .
والمهدي المنتَظَر له صِفات خَلْقِيّة وخُلُقية ، واسمه يُوافِق اسم النبي صلى الله عليه وسلم .