د/احمد عمر هاشم من يتخوض في مالل الله بغير الحق له النار (مراسلة من بلدي)ر

مجتمع رجيم / أخبار الأمة العربية والاسلامية
كتبت : دينار
-
(مراسلة بلدي)ر 52040wjq6b06ixrfv5.g



بتاريخ 6-5 -2011



د. أحمد عمر هاشم: من يتخوض في مال الله بغير حق. له النار
المصدر: الأهرام اليومى






المال العام في كل أمة من الأمم، وفي كل مجتمع من المجتمعات، له أهميته الكبري، لأنه ليس مملوكا لفرد أو لأحد وإنما هو ملك المجتمع كله، فلذا يكون التفريط فيه أو العدوان عليه من أكبر الأخطار والجرائم.



وكان من الواجب علي جميع الناس علي كل الأصعدة أن يصونوا المال العام وأن يحافظوا عليه وألا يفرطوا فيه، لأن التفريط فيه تفريط في حق الأمة كلها، وإهدار لأساس من أسس الحياة.


ولأهمية الحرص علي المال العام كان رسول الله «صلي الله عليه وسلم» يأمر
بالمحافظة عليه ولا يكتفي بالأمر والتوجيه بل كان الي جانب هذا يطبق الحفاظ عليه

عمليا، لدرجة أنه «صلي الله عليه وسلم» عندما كان يتناول التمرة ليأكلها فيلقيها قائلا:

أخشي أن تكون من مال الصدقة، ليكون في هذا أسوة لأمته، وليضرب لهم المثل في
المحافظة علي المال العام في أبسط الأشياء وفي أقل ما يتحول ألا وهي التمرة فإذا كانت التمرة مع بساطتها وقلتها يتورع رسول الله «صلي الله عليه وسلم» من تناولها فما بالنا بما هو أكثر؟!

ووجه الرسول «صلي الله عليه وسلم» أمته الي المحافظة علي المال العام، وكشف لهم عن عقوبة من يعتدي عليه وذلك فيما جاء عن خولة الأنصارية زوجة حمزة بن عبدالمطلب قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

[إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة] رواه البخاري.
والخوض: هو المشي في الماء وتحريكه ثم استعمل في التصرف في الشيء، أي يتصرفون في مال الله الذي جعله لمصالح الناس بغير قسمة حق، بل بالباطل بلا تأويل صحيح هؤلاء الذين يعتدون علي المال العام يقول عنهم رسول الله «صلي الله عليه وسلم»: «فلهم النار يوم القيامة» وفي هذا إشعار بأنه لا ينبغي التخوض في مال الله والتصرف فيه بمجرد التشهي والأهواء المشبوهة.

ولننظر إلي تسمية رسول الله «صلي الله عليه وسلم» للمال العام بقوله: [في مال الله] فأضافه إلي الله وسماه مال الله لأنه لمصالح عباد الله، فلا يحل لأحد أن يحلله لنفسه أو يبرر لأهوائه العدوان عليه بحال من الأحوال.

وقد وعي أصحاب رسول الله «صلي الله عليه وسلم» أهمية الحفاظ علي المال العام والحرص عليه حتي إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عندما شم رائحة شبهة لشيء أكله حرص علي أن يتقيأ ماأكل لتحذير الرسول صلي الله عليه وسلم من ذلك حين قال: «كل لحم نبت من سحت فالنار أولي به» ورأينا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالي عنه عندما طلبت منه زوجته أن يشتري لهم الحلوي فلم يقبل، موضحا أن من بين المسلمين من يحتاج الي القوت الضروري، فأخذت زوجته تجمع من مصروف بيتها الخاص حتي جمعت بعض الدراهم وجاءته بعد أيام ليشتري لهم الحلوي فسألها قائلا: من أين جئت بهذا المال؟ وكان بهذا أول من سن قانون من أين لك هذا؟

فأجابته قائلة: «إنه ليس من بيت المال ولكنني ادخرته من مصروف بيتنا الخاص فقال لها: حتي ولو كان من مصروف البيت الخاص فمادام في المسلمين بطون جائعة فهي أولي بما عن فضل قوتنا وأمرها أن ترد ما ادخرته الي بيت مال المسلمين. وهكذا نري حرص الأمة وقادتها عبر عصور الاسلام الزاهرة علي الحفاظ علي المال العام، ومعلوم أن الله سبحانه وتعالي يحب التوابين ويحب المتطهرين ويقبل توبة المذنبين اذا رجعوا اليه وتابوا وأخلصوا وأنابوا لكن هناك شروطا للتوبة النصوح، من أهمها إذا كانت المعصية أخذا لمال الغير أو عدوانا علي المال العام، فلابد لقبول التوبة أن يرد المال وترد المظلمة. إن هذا من أهم شروط قبول التوبة.
فاشترط الأئمة لقبول التوبة أولا: الاقلاع عن الذنب.
ثانيا: الندم علي مافات.
ثالثا: العزم علي عدم العودة الي المعصية.
رابعا: رد المظالم لأصحابها.
وبهذا يتضح أن قبول التوبة مشروط بهذه الشروط التي من بينها: رد المظالم لأصحابها وذلك في المعاصي التي يكون فيها أخذ لمال الغير وعدوان علي المال العام.
وشهد المجتمع الاسلامي منذ فجره الأول كيف كانت الرعية تحاسب الراعي وكيف كان لحرية الكلمة مجالها المحترم وكيف كانت محاسبة عامة الناس لأمير المؤمنين، فهاهو ذا أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يخطب الناس ويقول: اسمعوا وأطيعوا، فإذا بأعرابي يقول: لا سمع ولا طاعة يا أمير المؤمنين، فقال له: لماذا؟ قال الأعرابي: لأنك عندما وزعت الأكسية والأثواب أعطيت كل واحد منا ثوبا واحدا، واستأثرت لنفسك بثوبين فقال الفاروق عمر لابنه عبدالله: أجبه ياعبد الله فقال ابنه عبدالله: إن أبي طويل القامة لا يكفيه ثوب واحد وقد أعطيته ثوبي فوصله بثوبه.
فقال الأعرابي: الآن قل فنسمع يا أمير المؤمنين، وبهذا تتضح صورة الحفاظ علي المال العام ومساواة الراعي برعيته وإلي أي مدي كانت حرية الكلمة متاحة للناس جميعا لا فرق بين انسان وآخر لأن جميع الناس سواسية «كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم».


(مراسلة بلدي)ر 000003254.gif
كتبت : randoda
-

تسلمى حبيبتى للنقل الهادف
كتبت : eng_emanzeed
-
كتبت : كلمة صدق
-
كان فين الكلام ده من زمان يا شيخنا ...
شكرا لك دينار على الخبر
دمت بود
كتبت : أنثى أبكت القمر
-
كتبت : بنت الكروم
-
الصفحات 1 2 

التالي

70 مليار جنيه خسائر الاقتصاد المصري ~*~مراسلة من بلدي~*~

السابق

واشنطن تبحث زيادة مساعداتها لمصر ~*~مراسلة من بلدي~*~

كلمات ذات علاقة
مالم , مراسلة , له , من , الله , الحق , النار , تأخير , تغير , د or احمد , يتخوض , عمر , في , هاشم