حقاً إنه الإحسَــان "خضوع ,,إخلاص ,,استشعار,"

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : || (أفنان) l|
-


۩ ♦خُضُوع ..♦ إِخلاَص ..♦استشَعار ..™ إنهُ الإحسَــان™ ۩


وصلى الله على سيدنا محمد وآله ومن أتبعه إلى يوم الدين ..
يعد الإحسان من أعلى المنازل ..

ولو أن أمتنا الإسلامية تمسكت به فسيكون حالها حال أمة تنعم بالرخاء والأمن ..
فلو أستشعرنا مراقبة الله عزَّ وجل في كل عمل لكُنا لم نعاني الأمرين ..
فقد تدهورت حال أمتنا وذلك لأننا نسينا بعض قيمنا الإسلامية ونسينا شكر الله وأستشعار مراقبته..

أفلا نغير حالنا للأفضل ..
ها هُنا الإحسان سبيلُنا لرضا الله وهو سبيلُنا للجنة لامحالة فأن تحسن يعني أنكَ قد أنجزت المطلوب على أكمل وجه ولم يبقى سوى رحمة الله بنا وقبوله لنا بين موكبه الرحب من الأنبياء والصديقين ..

كثيراً مانغفل عنه في جُلَّ أُمورِنا ..
لذا أحبتت أن أضع هذا الموضوع وجل إحساني فيه راجيةً من المولى عزَّ وجل أن يتقبله ويحتسب لي الثوابَ والأجر ..

-الإحسان لا يقتصر على صغير أم كبير .. إنما كُلنا مُطالبون به وفي كلِ عمله ننجزه ..

أنت تعلم وتكد طوال اليوم .. هل تعتقد أنك أحسنت في عملك ..
أنت تدرسُ وتبتغي العلم .. هل تعتقد أنك أحسنت في تلقيه..
أنت تصلي وتصوم .. هل تعتقد أنك أحسنت في أدائِهُن ..

قد تجاوبني في هذا نعم لكن :
هل أحسنت في نومك .. في كلامك .. في مشيك .. في مُزاحِك

نعم أنت متفاجئ .. إن الإحسان لايقتصر على أمور العبادات وإلى الله بل يشمل كل مناحي الحياة

ففي حديث الرسول صلاة الله عليه وسلم
(إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيحد أحدكم شَفْرته، فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].

وبالطبع عليه السلام لن يذكر لنا كل الأشياء التي ينبغي علينا الإحسان فيها ..
لكن أراد أن يبين لنا من خلال طرح بعض الأمثلة
عن أهمية الإحسان وضرورة إتخاذه مفتاح كل عمل

هناك أنواع شتى للإحسان ..
ومن شروط الإحسان النية والإخلاص
فالله لا يقبل إي أعمل إلا به ولايُقبل الإخلاص من غيرِ نية ..لن أتطرق لهذين الموضوعين فلهما مناحي عدة

وسأُقدم بعض النقاط عن الإحسان :
1- تعريف الإحسان
2- بعض أنواع الإحسان
3- الإحسان في المنتدى
4- فضل الإحسان والمحسنين

الإحسَــان "خضوع ,,إخلاص ,,استشعار," 13043420881.gif

تعريف الإحسان مستمد من حديث الرسول صلاة الله عليه وسلم .. (الإحسان أن تَعبُد الله كأنك تراه ,فإن لم تكن تراه فإنهُ يراك )
مرَّ عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- على غلام يرعى أغنامًا لسيده، فأراد ابن عمر أن يختبر الغلام، فقال له: بِع لي شاةً. فقالَ الصبي: إنها ليست لي، ولكنها ملك لسيدي، وأنا عبد مملوك له. فقال ابن عمر: إننا بموضع لا يرانا فيه سيدك، فبعني واحدة منها، وقل لسيدك: أكلها الذئب. فاستشعر الصبي مراقبة الله، وصاح: إذا كان سيدي لا يرانا، فأين الله؟! فسُرَّ منه عبد الله بن عمر ، ثم ذهب إلى سيده، فاشتراه منه وأعتقه

ولهذا جعلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مرتبةَ الإحسّانِ أنْ يعبُد العبدُ ربَّه كأنَّه يراهُ ، وهذا لا يحصلُ لِعمومِ المؤمنينَ

وهنا جمعت بعض الأقوال

قال بعضهم :
ما سبقكم أبو بكرٍ بكثرة صومٍ ولا صلاةٍ ، ولكن بشيءٍ وقرَ في صدره .

وسُئِل ابنُ عمرَ :
هل كانتِ الصحابةُ يضحكون ؟ فقال : نعم والإيمانُ في قلوبهم أمثالُ الجبالِ .

وقال ابن القيم عن مَنْزِلة الإحسان :
وهي لُبّ الإيمان وروحه وكماله . اهـ .
وأن يعلم الإنسان أن الله مُطّلِع عليه في كل حال ، فلا يجعل الله أهون الناظرين إليه .

قال ابن القيم :
الْمُرَاقَبَة دَوَام عِلْم العبد وتيقّنه باطِّلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه ، فاسْتِدامَته لهذا العِلم واليقين : هي المراقَبة ، وهي ثمرة عِلْمه بأن الله سبحانه رَقيب عليه ، ناظر إليه ، سامِع لِقَولِه ، وهو مُطّلِع على عَمَلِه كل وقت ، وكل لحظة ، وكل نفس ، وكل طرفة عين .
وقيل: المراقَبة مُراعاة القلب لِمُلاحَظة الحق مع كل خَطْرة وخُطوة .

الإحسَــان "خضوع ,,إخلاص ,,استشعار," 13043412542.gif

ومن أنواع الإحسان الذي قد ربما غفلنا عنه :

الإحسان مع الله : وهو أعظم أنواع الإحسان فبه نستشعر عظمة الله سبحانه وتعالى ويكون من خلال تأذية العبادات على أكمل وجه وبنية خالصة ..
فيا عبدالله أحسننت في أداة عبادتك .. هل ذقت طعم التذلل والمناجاة لأعظم من يتجه إليه العباد .. أفلا نظرت إلى مالك الملك وخالق الزوجين والذكر والأنثى نظرة تبكي لها أوراق الشجرة وكلمات تأسر الأنفاس ومناجاة تسلب العيون دموعها..فإن لم تفعل ذلك فأنت بعي] عن الإحسان فهو خضوع وتذلل .. هل أحسست بلذة الإيمان وأن تؤدي عبادتك برهبة وحب.. أم أن صلاتك وتسبيحك هي أداء شكلي فقط ..

حيث يصل الإنسان لدرجة الإحسان لله حينما يستشعر مراقبة الله له في كل ثانية تمر وكل لحظة يقضيها فلا يقدم على شئ إلا وهو يعلم كل العلم بأن الله يراه وأنه محاسب على كل خطوة يقدم عليها .. فيخلص نيته لله متيقناً وجوده معه ..
وبما أن الإحسان أعلى مراتب الإيمان فهذا لا يحصل لعموم المسلمين .
لذا اتمنى أن نصل جميعاً لهذه المرتبة ونحرص عليها أشد الحرص .. والنحاول جاهدين مستعينين بالله تعالى .
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة112


الإحسان إلى الوالدين :

: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } الإسراء (24).

هنا في هذه الآية تلَخَصَ معنى الإحسان للوالدين .. ألا وهو البر بهما والبعد كُلَ البعد عن عقوقهما
فأَمَر ربك -أيها الإنسان- وألزم وأوجب أن يفرد سبحانه وتعالى وحده بالعبادة، وأمر بالإحسان إلى الأب والأم، وبخاصة حالةُ الشيخوخة، فلا تضجر ولا تستثقل شيئًا تراه من أحدهما أو منهما، ولا تسمعهما قولا سيئًا، حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ، ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح، ولكن ارفق بهما، وقل لهما -دائما- قولا لينًا لطيفًا.وكُنْ لأمك وأبيك ذليلا متواضعًا رحمة بهما،
واطلب من ربك أن يرحمهما برحمته الواسعة أحياءً وأمواتًا، كما صبرا على تربيتك طفلا ضعيف الحول والقوة.
وتلك هي أعلى مراتب الإحسان للوالدين .. فهل تتمسك بها وهل تطبقها كما أمرنا سبحانه وتعالى ..
والتعلم إن حبل النجاة مربوط بهما .. فيا أخي وياأختي .

أياكم وعقوق الوالدين فهي الإساءة عينها وياحبذا الإحسان لهما فو سبيل الرشاد ..
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطهفي سخطهم) رواه الطبراني

الإحسان إلى البهائم :
سيقول البعض إنها مجرد حيوانات فمن تكون لأحسن إليها ,
لذا أقول أنك محاسب على كل شئ وإن كان في عينيك مجرد شئ تافه .
والإحسان للحيوانات يكون من خلال الرأفة والرحمة والرفق بهم .وذلك من خلال حديث الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال

(فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيحد أحدكم شَفْرته، فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].
وهنا في هذا الحديث نلاحظ مدى الرحمة والشفقة التي يأمرنا به دينُنا الحنيف .. فما أعظم ذلك حيث أن الذبح والقتل هو من الأشياء التي نرى فيها قسوة لكن أُمرنا أن نُحسِن فيه .
وفي حكاية المرأة التي حبَست هرة حتى ماتت فعذبت بِها ..في الحديث الذي أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهم
(عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار , لا هي أطعمتها وسقتها اذا هي حبستها, ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)
وفي رواية أخرى
( دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا جعلتها تأكل من خشاش الأرض)
وأيضاً في تحريم التحريش بين الحيوانات .عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنه قالَ : « نَهَى رسولُ الله عن التَّحرِيشِ بَيْنَ البَهَائِمِ »

رواه أبو داود
وكذلك في قصة البغي التي سقت كلباً..ففي حديث في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا:

بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به.

وهناك حادثة للرسول الكريم في فتح مكة
إذ بينما كان المسلمون يحاولون إتخاذ الطرقات غير المعروفة للوصول إلى مكة قبل أن يعرف أهلها حتى يدخلوها دون قتال وحتى لا تراق الدماء , صادفهم على أحد الطرقات كلبة في حالة ولادة
أمر الرسول الكريم بتغيير خط سير الجيش ( رغم ما قد ينطوي عليه ذلك من خطورة) وذلك حتى لا يفزعون الكلبة التي تلد

وذلك أكبر دليل على عظم الإحسان لهذه الكائنات ..
فما سيضرنا إذا ما أطلقنا بعض نفحات الرحمة والإحسان لهذ الكائنات الضعيفة ..

واليَعلمُ الكُل بأَنَ من لم يستطع الإحسان للضعيف فلن يستطيعَ الإِحسان للقوي..
وأننا محاسبون على أشياء قد لاندركها ونحتقرها لصغرها .. فيأتي إنسان ويرى كلبا أمامه يلهث فيركله بقدَمِه بلا مبالاة ..
ألا يعلم أنه محاسب على ذلك
{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَم}النجم32
لذا ينبغي علينا أن نلتزم الإحسان ونتمسك به مع هذه الكائنات .. فبِهِ ليس فقط سنتجنب سخطَ الله بل سنحصلُ على عظيم رِضاه وثوابه .. ومن منّا لا يرغب بذلك وهو مُنانا .

الإِحسان للجار :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه ) متفق عليه
وهذا الحديث من الأحاديث المشهورة التي تعلمناها ..ياااه كم هو عظيم هذا الحديث فالنتمعن بين كلماته والنستكشف المعاني بين سطوره ..فما معنى الوصية ؟

إلاتُقال الوصية للشئ الثمين يقال وصاني بالشئ أي ذكّرني بأهمية المحافظة والحرص عليه وتأتي هذه الوصية بالحفاظ والحرص على الجار من الوحي نفسه وهو من أعظم خلق الله . أفلا نتمسك بهذه الوصية فهي مفتاح الرضا والقبول عند الله فالوحي لايجلب شئ من عنده ..
وكلنا نعلم كم هو فضل الإحسان للجار وقد ذُكِرت كثيرٌ من الأحاديث للرسول عليه السلام يوصينا بالإحسان للجار
لكن هل طبقت ذلك ؟ هل تشاركهم أفراحهم وأحزانهم ؟ ربما أنت غفلت عن بعض حقوقك إتجاههم ؟
فالتقرأ هذا الحديث لعلك تتعلم بعض حقوق والإحسان للجار التي لربما غفلت عنها:
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن حق الجار: (إذا استعان بك أعنتَه، وإذا استقرضك أقرضتَه، وإذا افتقر عُدْتَ عليه (ساعدته)، وإذا مرض عُدْتَه (زُرْتَه)، وإذا أصابه خير هنأتَه، وإذا أصابته مصيبة عزَّيته، وإذا مات اتبعتَ جنازته، ولا تستطلْ عليه بالبناء، فتحجب عنه الريح إلا بإِذِنه، ولا تؤذِه بقتار قِدْرِك (رائحة الطعام) إلاَّ أَن تغرِف له منها، وإن أشتريتَ فاكهةً فأهدِ له منها، فإن لم تفعل، فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده) [الطبراني].


وإن أساء إليك فلا تقابل الإساءة بالإساة فالرسول أمرنا بالإحسان وإن كان لمسئ .. فنحن نتكلم عن خُلق عظيم لا إستثناءات فيه .
فقد جاء رجل إلى ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال له: إن لي جارًا يؤذيني، ويشتمني، ويُضَيِّقُ علي.
فقال له ابن مسعود: إذهب فإن هو عصى الله فيك، فأطع الله فيه.
ومن كمال الإيمان الإحسان للجار قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤْذِ جاره) [متفق عليه]

فالخلاصة هنا : قرن الرسول عليه السلام الإيمان بالإحسان إلى الجار ؟ ومن المعروف أن الرسول لايأتي بتشريعات من عِندِ نفسِه .

إذاً هي من عند الله
لكن لمَ قرن الإيمان بالإحسان للجار ؟
الجواب واضح فذلك دليل على أهمية الجار فطلب منا الإحسان إليه .

{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }النساء36
وقد يضن البعض أن الجار هو المجاور لبيتك ؟
لا فذلك منظور مقصور فالجار قد يكون زميلك في العمل أو في الصف أو حتى الذي يركن سيارته جوارك ..

أفأحسنت إلى هؤلاء فالجار من كلمة جوار وهو الجنب .
ولرب كلمة طيبة كانت هي الإحسان عينها فنشرت عبق الإخاء والمودة ورب كلمة خبيثة أشعلت نار الفتنة والحقد
فصن لسانك بين الكلمة الحسنة لجارك فهي سبيل المحبة والتآلف ..بسم الله الرحمن الرحيم
{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }الحج24

الإحسان إلى الضعفاء من البشر : هناك بعض الناس أمرنا الله بالإحسان إليهم وأوصانا بهم
ومن هؤلاء :
-الفقراء وجب علينا الإحسان عليهم والتصدق ويجب أن تكون صدقتنا خالصة لوجه اللهو ليس رياءً
وعلى الغني الذي يبخل بماله على الفقراء ألا ينسى أن الفقير سوف يتعلق برقبته يوم القيامة

وهو يقول: رب، سل هذا -مشيرًا للغني- لِمَ منعني معروفه، وسدَّ بابه دوني؟

ولابد للمؤمن أن يُنَزِّه إحسانه عن النفاق والمراءاة، كما يجب عليه ألاَّ يمن بإحسانه على أصحاب الحاجة من الضعفاء والفقراء؛
ليكون عمله خالصًا لوجه الله.
قال تعالى:{قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }البقرة263

-اليتامى : أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الأيتام، وبشَّر من يكرم اليتيم، ويحسن إليه بالجنة، فقال:

(أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا)
وأشار بأصبعيه: السبابة، والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا.
[متفق عليه].

فهل أحسنت يوماً ليتيم رغم علمك بفضل الإحسان إليه .. لكن!! يجب مراعاة أن من الإحسان لليتميم عدم إشعاره بأنه مسكين ويحتاج للرأفة فإن ذلك يضايقه .. فياحبذا الإحسان إليه بطريقة مرغوبة تشعره بأن هناك من يهتم به في الحياة ويراعي مشاعره


كتبت : || (أفنان) l|
-



نعم المنتدى ثقوا بذلك ..قد يستغرب البعض كيف ذلك أنا سأخبركم
من الإحسان في المنتديات :
-إفشاء ورد السلام: فإذا أقبلت على أحد الموضوع أو في ملفك ورسائلك فلا تنسى السلام فهو من الإحسان
وهو خير لك من أن تبدأ حديثك بكلام فارغ ..


بسم الله الرحمن الرحيم {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً }النساء86


- معاملة إصداقك معاملة حسنة وإجتاب المزاح الثقيل فذلك من سبيل الإحسان إليهم .
{وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة: 83].
- الإحسان في الردود وهي من سيبل الإحسان في العمل فالمسلم يحسن في عمله حتى يتقبله الله منه والتكن تلك الردود بنيَّة مرضاة الله
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي].
فلا تجعلها سخيفة وتافة بلا معنى ولاتبخل على أخيك بالنصح والإرشاد له ..

- فتح المواضيع المفيدة والهادفة فإن ذلك في سبيل الإحسان لك ولغيرك .. فبه تكسب أجراً عظيماً وفبهِ أيضاً تفيد غيرك ..

{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً }النساء124

فلا نستحقر هذه الأمواضيع ونقول إنها مجرد مواضيع ..
بالعكس فما دامت فيها الخير فنحن مثابون عليها ولو كانت فيها مايسيء نحن محاسبون عليها
{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ /وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ }الزلزلة 7-8


وكل ذكر هو من سبيل الإحسان للنفس : فالإحسان للنفس يكون من خلال تجنيب النفس مايوقعها في الذنب والمعاصي ومايؤذيها ..
وإحلالها للخير والمعروف والإحسان ..
{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ..}الإسراء7


إن للمحسنون أجر عظيم عند الله تعالى

{هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }الرحمن60
ومعناها :هل جزاء مَن أحسن بعمله في الدنيا إلا الإحسان إليه بالجنة في الآخرة؟

(وإن الله يحب المحسنين)

لقد ذكر الله هذه الجملة في القرآن الكريم خمسَ للتأكيد على مكانة المحسنين عند الله تعالى

{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }البقرة195

{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }آل عمران134

{فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }آل عمران148

{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13

{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة93


كذلك أكدَ على الجزاء والثواب العظيم للمحسنين :


فقال سبحانه وتعالى :

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }الأنعام84

{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }الأعراف161

َ{ولاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }التوبة120

{وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }هود115

{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }يوسف22

{لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ }الحج37

{قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }الصافات105

{لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ }الزمر34

وقال سبحانه انه مع وقريب من المحسنين :

{وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }الأعراف56

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69

وهناك الكثير من مظاهر الإحسان لكن لايسعني إلاَّ الإقتصار على ذلك ..

راجية من المولى عزَّ وجل أن أكون قد وُفِقت في طرح الفكرة ومضمونها مع بعض الشواهد والأمثلة والأدلة..

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين قبله منهم ومن بعده


جزاء الله خير صاحبة الموضوع خير الجزاء


كتبت : سنبلة الخير .
-
تعجز العبارات عن وصف موضوعك

ما شاء الله اكتر من رائع

جزاك الله خير الجزاء على انتقائك المميز
اسال الله ان يجعله في موازين حسناتك

جاري تثبيت الموضوع
كتبت : *بنت الإسلام*
-
[grade="00008b 4b0082 4169e1 dc143c ff1493"]موضوع اكثر من رائع

يستحق التثبيت فعلا
نعجز عن الشكر مشرفتنا الغالية
[/grade]
كتبت : * أم أحمد *
-
حديث عظيم عن الإحسان إلى الناس

« يقول الله جل وعلا للعبد يوم القيامة:

يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، فيقول: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني. ويقول:

يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني؟ فيقول: يا رب، كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟

فيقول: أما علمت أن عبدي فلانا استسقاك فلم تسقه؟ أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي.

يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، فيقول: يا رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول:

ألم تعلم أن عبدي فلانا استطعمك فلم تطعمه، أما لو أنك أطعمته لوجدت ذلك عندي»

[صحيح ابن حبان: 4/381].




لايسعني في هذا المقام الا ان اكن لك كل اعجابي على طرحك الرائع والمميز جدا



00واشكرك على ابداعك



دائما متألقة مع خالص الشكر والتقدير ..
دمتي بود ومحبة


كتبت : رسولي قدوتي
-

يظل القلم الصادق قلم شامخ يأبى الإنكســــار

فهو يكتب ما يُرضي الله عزوجل أولاً ،،

ثم

ما يُرضي ضميره ..لا ما يُرضي الغير ...!!!

وهو كالبحر مداده لا ينتهي أبداً ..!!

جزاكِ الله خيرا في منقولكِ الطيب

وجمعنا ربي في دار كرامته


الصفحات 1 2 

التالي

كيف حفظ الله السنة؟

السابق

عتاب النبي دليل نبوته

كلمات ذات علاقة
الإحسَــان , خضوع إخلاص استشعار , حقاً , إنه