فضــــــائل الورع

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : سنبلة الخير .
-
سلمت يمنياك على طرحك المميز
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لاحرمتِ الاجر

اضافة من فضلكِ

أن الورع صفة جامعة لكل خصال الكمال، فلقد دخل الحسن البصري رحمه الله مكة فرأى غلاماً من أولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد أسند ظهره إلى الكعبة يعظ الناس، فوقف عليه الحسن وقال: (ما ملاك الدين ؟ فقال: الورع، قال: فما آفة الدين ؟ قال: الطمع. فتعجب الحسن منه، وقال: مثقال ذرة من الورع خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة) ["الرسالة القشيرية" ص54].

قال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى: (ليس يدل على فهم العبد كثرةُ علمه، ولا مداومتُه على ورده، وإنما يدل على نوره وفهمه غناه بربه وانحياشه إليه بقلبه، والتحرر من رق الطمع، والتحلي بحلية الورع) ["معراج التشوف" ص7].

وليس أدلَّ على منزلة الورع، وأنه أرقى أنواع العبادة من وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: "يا أبا هريرة كن ورعاً تكن أعبدَ الناس" [رواه ابن ماجة عن أبي هريرة في كتاب الزهد ـ باب الورع والتقوى ـ بإسناد حسن].

ولهذا كان الورع سبيلاً لنيل المنح الإلهية الكبرى، كما قال يحيى بن معاذ رضي الله عنه: (من لم ينظر في الدقيق من الورع، لم يصل إلى الجليل من العطاء) ["الرسالة القشيرية" ص54].

ولأهمية الورع، ورفعة منزلته، وعلو شأنه، وعظيم أثره، أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، نورد هنا بعضها:

1ـ عن عطية بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين، حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس" [رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة وقال: حديث حسن غريب].

2ـ عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع" [رواه الطبراني في "الأوسط"، والبزار بإسناد حسن].

3ـ وروي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مَنْ كنَّ فيه استوجب الثواب واستكمل الإيمان: خُلُقٌ يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن محارم الله، وحِلم يردُّ به جهل الجاهل" [رواه البزار كما في "الترغيب والترهيب"].

4ـ عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة في الطريق فقال: "لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الزكاة، ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الزكاة].

5ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كخْ كخْ، ارمِ بها، أما علمت أنَّا لا نأكل الصدقة، أو أنَّا لا تحل لنا الصدقة" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الزكاة، ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الزكاة].

فقد روي أن الصدِّيق رضي الله عنه أكل طعاماً أتاه به غلامه، ثم أخبره الغلام أن فيه شبهة، فما وسع الصدِّيق رضي الله عنه إلا أن أدخل يده في فمه، فقاء كل شيء في بطنه [أخرجه البخاري في صحيحه باب أيام الجاهلية].

وكان يقول: (كنا ندع سبعين باباً من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام) ["الرسالة القشيرية" ص53].

وحُملَ إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه مسك من الغنائم، فقبض على مشامِّه وقال: (إنما يُنتفعُ من هذا بريحه، وأنا أكره أن أجد ريحه دون المسلمين) ["الرسالة القشيرية" ص55].

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (اشتريت إبلاً، وسقتها إلى الحمى، فلما سمنت ؛ قدمت بها، فدخل عمر رضي الله عنه السوق فرأى إبلاً سِماناً.

فقال: لمن هذه ؟

فقيل: لعبد الله بن عمر.

فجعل يقول: يا عبد الله! بخ بخ... ابنَ أمير المؤمنين وقال: ما هذه الإبل ؟!

قلت: إبل أنضاء "هزيلة" اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى أبتغي ما يبتغي المسلمون.

فقال: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين، اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين! يا عبد الله بن عمر خذ رأس مالك، واجعل الربح في بيت مال المسلمين) ["الرياض النضرة" ج2/ص47].

قال خزيمة بن ثابت: (كان عمر إذا استعمل عاملاً كتب له عهداً وأشهد عليه رهطاً، واشترط أن لا يركب برذوناً ولا يأكل نقياً، ولا يلبس رقيقاً، ولا يغلق بابه دون ذوي الحاجات، فإن فعل شيئاً من ذلك حلت عليه العقوبة) ["البداية والنهاية" لابن كثير ج7/ص34].

وقصته مع زوجته معروفة، يوم اقتصدت لتشتري الحلوى، وطالبته بالشراء فقال: من أين لك ثمن الحلوى ؟ قالت: اقتصدت قال: رديه لبيت المال فلو احتجت إليه ما اقتصدت. وهو الذي كان يجوع لتشبع رعيته.

وكان لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه غلام يأتيه بقمقم من ماء مسخَّن يتوضأ منه، فقال للغلام يوماً: (أتذهب بهذا القمقم إلى مطبخ المسلمين فتجعله عنده حتى يسخن، ثم تأتي به ؟

قال: نعم، أصلحك الله.

قال: أفسدته علينا. قال: فأمر مزاحماً أن يغلي ذلك القمقم، ثم ينظر ما يدخل فيه من الحطب، ثم يحسب تلك الأيام التي كان يغليه فيها، فيجعله حطباً في المطبخ) ["سيرة عمر بن عبد العزيز" لابن عبد الحكم ص37].

كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
بارك الله فيك
وجزاك كل خير
وزادك علما ويقينا وحالفك التوفيق بكل اعمالك
كتبت : أم مهدي
-

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم زد وجهها نورًا..

واجعلها دائمًا مأجورة..

ووفقها لخير الدعاء..

وبرضاء ربها مسرورة.
الصفحات 1  2

التالي

لنتعرف على مساجدنا

السابق

** كل ما يخص سجود التلاوه من أحكام وفتاوى **

كلمات ذات علاقة
الورع , فضــــــائل