أبو الجراحة والجراحين " أبو القاسم الزهراوى " للحمله التعرف على علماء ومخترعون

مجتمع رجيم / تاريخ الامم والاحداث التاريخية
كتبت : || (أفنان) l|
-

اسمه ونسبه ونشأته:

هو خلف بن العباس المكنى بأبي القاسم الزهراوي، وذلك نسبة إلى مدينة الزهراء التي ولد فيها عام 422 هجرية الموافق لعام 1030 ميلادية، وتوفي سنة 1106 ميلادية.


والزهراء مدينة من مدن الأندلس.

لقد كان أبو القاسم الزهراوي من عائلة تنتمي إلى الأنصار ـ فأصله من المدينة المنورة ـ ولكنه نسب لمكان ولادته فقيل له الزهراوي،
ولذلك كان يلقب بالأنصاري.

في هذه المدينة العظيمة عاش الزهراوي إلى أن توفي سنة 1106 ميلادية(1).

ويخالف الدكتور محمود الحاج قاسم محمد في ذلك
فيقول: بأن الزهراوي قد ولد عام 936م وتوفي عام 1013م(2).

طلبه لعلوم الطب ونبوغه فيها ورسوخ قدمه في مجال الجراحة الطبية:

لا يعرف الكثير من أخبار الزهراوي، ولكن من خلال النـزر اليسير ـ الذي وصل ـ من سيرته العلمية نستطيع القول بأن الزهراوي قد التحق بالعمل في المستشفى بقرطبة ـ والذي كان قد أنشأه الخليفة عبدالرحمن الناصر ـ حيث كان يُعمِل النظر في الطرق والوسائل المستخدمة في علاج المرضى، ومع المطالعة وتلك المتابعة الجادة تكونت شخصيته العلمية، وترسخت قناعاته في المضمار الطبي، وكانت قاعدة الانطلاق لديه استقرار الفكرة عنده بأهمية مزاولة الطبيب لفن الجراحة بدلاً من أن يوكل ذلك لمن كان يسمى إلى ذلك الحين ـ صاحب الصنعة ـ
وهو عادة من الحجّامين أو الحلاقين، حيث كان الأطباء يأنفون من ممارسة تلك الأعمال الجراحية التي تقتضي غمس أيديهم بالدم والقيح؛
ولذلك فإن الزهراوي وباستقرار هذه الفكرة عنده قد مارس الجراحة وحذق فيها وصبر على الانتقادات التي وجهت إليه
حتى برع وأبدع وصار علمًا فيها.

ولذلك يقول الدكتور أحمد طه: (إن الزهراوي علم من أعلام الطب الجراحي لدرجة أنه لا يكاد يذكر اسمه إلا مقترنًا مع الطب الجراحي).

ونظرًا للآثار العلمية التي خلفها الزهراوي مما اعتمد عليه الأوروبيون في تعليم الطب للطلاب ـ فإن اسمه لا يزال يتردد في أوروبا وبطرق مختلفة، فهو يسمى أبولكاسس ABULCASIS والبلكاسس، والسروي، وأكاراني، والزهراوي، وزاهرفيوس، والكارافي. لقد كان أبو القاسم الزهراوي إحدى الثمرات التي قطفتها الإنسانية من بستان الإسلام، والتي سعدت بها وبأمثالها الأجيال من خلال ما تركته من بصمات الخير في رعاية المصالح ودرء المفاسد، وقيام صرح الحضارة الإنسانية على قواعد راسخة، أجل لقد كان كل ذلك بجهود أمثال الزهراوي العظيم(3).

الجراحة والجراحين " الزهراوى " 00004154.gif
نبوغه في المجالات الطبية المختلفة:

مجالات أخرى كان للزهراوي حضور متميز فيها ومن ذلك ما يلي:


أ ـ في ميدان علم التوليد، ومن ذلك يحكي لنا الدكتور الدفّاع نقلاً عن الدكتور محمد القاضي: (إن الزهراوي هو أول من أوصى بولادة الحوض المسماة في أمراض النساء (وضع والثر) في الولادة... ووصفه الزهراوي وصفًا دقيقًا، ولكنه نسب إلى العالم الأوروبي (والثر)!.

وهذا يذكرنا بما أوردته في مقالي عن ابن النفيس.

ب ـ مزاولته الأعمال الصيدلانية وفن التعقيم، وفي هذا يقول الدكتور الدفاع عنه: (وقد قضى الزهراوي معظم حياته يمارس مهنة الطب والصيدلة في مدينة الزهراء، ونال شهرة عظيمة في هذا المجال، كما استمر في دراسته للعلوم الشرعية والعلوم الطبيعية فأبدع فيها، وكان الزهراوي دقيقًا في عمله إذ كان يعقم آلاته التي يستخدمها في عملياته الجراحية بمادة الصفراء، للتأكد مـن تطهيرها قبل إجراء العملية. وقد أثبت الطب الحديث أن مادة الصفراء تقلل من تواجد البكتيريا.


ج ـ جهوده الحثيثة في وصف السرطان وعلاجه، ولنسمع ما يقوله الدكتور الدفاع بهذا الصدد: من الأمراض التي شغلت الزهراوي ومعاصريه مرض (السرطان) وعلاجه، فقد أعطى لهذا المرض الخبيث وصفًا وعلاجًا بقي يستعمل خلال العصور حتى الساعة، فلم يزد أطباء القرن العشرين كثيرًا على ما قدمه علامة الجراحة)، ثم ذكر قبَسًا مما قاله الزهراوي في هذا المجال مما لا داعي للإطالة في إيراده.


د ـ مزاولته علاج أمراض الأنف والحنجرة والعين والأذن، ولذلك يقول عنه الدكتور أحمد شوكت الشطي: (يعد الزهراوي أول من وصف مرض الناعور وصفًا صحيحًا، وهو مرض وراثي خطر، متصف بصعوبة رقوء الدم حين النزف.

هـ ـ عنايته بالطب النباتي وعلم التغذية وفي هذا السياق يذكر لنا الدكتور الدفاع عنه ما يلي:
(بحث الزهراوي في تحضير بعض العقاقير المعدنية والنباتية والحيوانية... كما تعلم ابن البيطار كيفية صنع الخبز المركب من أجود أنواع القمح،
وأيضًا استخراج الزيت من النبات: (كان الزهراوي طبيبًا فاضلاً خبيرًا بالأدوية المفردة والمركبة، جيد العلاج وله تصانيف مشهورة).
كما نقل لنا قول الدكتور محمد زهير البابا عنه في الندوة العالمية الأولى لتاريخ العلوم عند العرب ـ والمنعقدة بمدينة حلب في سوريا ـ
وهو: (يعتبر الزهراوي أول من استعمل الفحم في ترويق شراب العسل البسيط، كما أنه أول من استعمل قوالب خاصة لصنع الأقراص الدوائية)، وسوف يمر معنا مزيد بيان لدى الكلام عن كتابه (التصريف) لاحقًا(4).


أهم مؤلفات الزهراوي:
1 ـ كتاب (التصريف لمن عجز عن التأليف)، الذي يذكر عنه الدكتور أحمد فؤاد باشا في التراث العلمي للحضارة الإسلامية بأنه:
(أكبر مؤلفاته وأشهرها، فهو موسوعة طبية تقع في ثلاثين جزءًا ومزودة بأكثر من مائتي شكل للأدوات والآلات الجراحية التي كان يستخدمها الزهراوي، ومعظمها من ابتكاره.
ولقد حظي هذا الكتاب باهتمام كبير لدى أطباء أوروبا وبقي كتابًا تدريسيٌّا معتمدًا في جامعات أوروبا لعدة قرون. وأول لغة ترجم إليها هذا الكتاب عقب ظهوره كانت اللغة العبرية، ثم ترجم إلى اللاتينية بالبندقية عام 1495م، وفينيسيا عام 1497م، وستراسبورج عام 1532م، وبال عام 1541م، ويزيدنا الدكتور محمد مصطفى السمري معرفة بهذا الكتاب حيث يقول ـ في مقالة حول الزهراوي بمجلة الحرس الوطني نشرت في العدد 150 ـ

ما يلي: (وضمّن كتابه صورًا عديدة للآلات والأدوات الجراحية التي اخترعها بنفسه، والبالغ عددها 200 آلة، مثل: جفت الولادة، المنظار المهبلي، المحقن أو الحقنة العادية، الحقنة الشرجية، خافض اللسان، مقصلة اللوزتين، الجفت وكلاليب خلع الأسنان، مناشير العظام، المكاوي على اختلاف أنواعها، ناهيك عن عشرات من المبارد، والجبائر، والمجارد، والمشارط، والمجسات، والقساطر).
2 ـكتاب تفسير الأكيال والأوزان. وقد ذكر الزركلي في سياق ترجمته للزهراوي بأن هذا الكتاب لا يزال مخطوطًا.
3 ـ كتاب فيه أسماء العقاقير باليونانية، والسريانية، والفارسية، والعجمية، وتفسير الأكيال والأوزان، وبدل العقاقير وأعمارها، وتفسير الأسماء الجارية في كتب الطب.
ذكره الزركلي في الأعلام، ثم قال بعد ذلك: (ولعله غير (الأكيال والموازين) المذكور في الترجمة.
4 ـ كما ذكر الزركلي ما يلي: (وفي خزانة الرباط (93 جلاوي) مجموع صغير، فيه مختصر مفردات خلف بن عباس الزهراوي وخواصها.
5 ـ كتابه الكبير المسمى بالزهراوي. وقد أورد ذكره ابن أبي أصيبعة، وقال: (وأفضلها كتابه الكبير المعروف يالزهراوي)(5).

الجراحة والجراحين " الزهراوى " 00000245.gif
مبتكراته وإبداعاته:

1 ـ مع تمرس الزهراوي في مجال الجراحة بشكل عام ـ فيبدو أنه أول من فرق بين الجراحة وغيرها من المواضيع الطبية الأخرى، وجعلها تعتمد على دراسة التشريح، ويبدو أنه كان أول من اعتبرها فرعًا من فروع الطب، وكان يؤيد مبدأ التخصص في المجالات الطبية.

2 ـ هو أول من وصف عملية سل العروق من الساق لعلاج دوالي الساق، والعرق المدني واستخدمها بنجاح.
3 ـ بالنسبة لعلاج الحصى جراحيٌّا ذكر الزهراوي تفاصيل دقيقة، كما وصف تفتيت الحصى بتكسيرها وتفتيتها بطريقة فريدة لم يسبقه أحد إلى معرفتها، وكذلك فإنه تكلم بتفصيل عن الناصور الشرجي وكيفية إجراء الجراحة لاستئصاله.
4 ـ تكلم عن عملية شق الأدرة المائية، وكذلك عملية الغدة الدرقية، وتسمى قيلة الحلقوم.
5 ـ تكلم عن التهاب العظم المزمن بشكل منطقي، ووصف كسور الجمجمة وعلامات استكشاف الجراحات للتشخيص النهائي.
6 ـ ولقد أورد الدكتور محمود الحاج قاسم محمد في كتابه (الطب عند العرب والمسلمين)

الجراحة والجراحين " الزهراوى " 000003254.gif
جملة من ضمن ما كان الزهراوي قد ابتكره نذكرها في ما يلي:
أ ـ وصف الزهراوي وسيلة تمنع المثقاب من أن يخترق تجويف الجمجمة، وهذه الوسيلة تتكون من قطعة من المعدن أوسع من قطر الثقب الذي يحدثه مثقاب الجمجمة، فتقوم بمفعول الحدادة لمنع انثقاب الأم الجافية والمخ.
ب ـ وكذا الآلة الخاصة ـ السنانير لاستئصال الزوائد اللحمية ـ POLIP ـ من الأنف.
ج ـ والزهراوي هو الذي اكتشف الحقنة الشرجية ـ BULBSYRINGE فهو أول من وصف محقنة شرجية مربوطة عليها جلدة واستعملها لحقن الأطفال.
د ـ وابتكر كذلك آلة خافضة للسان حيث تستعمل لكبس اللسان أثناء إجراء عملية اللوزتين ونصح بصنعها من النحاس أو الفضة على شكل رقيق كرقة السكين وهي التي تشبه التي نستعملها الآن لنفس الغرض.
هـ ـ وقد اخترع الزهراوي منظارًا خاصٌّا لفحص المهبل سماه لولبًا، وربما أعطى هذه الآلة ذلك الاسم لأنها تتحرك على لولب هو محور انفتاحها وانغلاقها، وهي تختلف اختلافًا واضحًا عن نظيرتها التي صممها سوراني(6).
و ـ وقال: نجد في كتابات ابن سينا والزهراوي إشارات لعمل بعض الغدد الصماء فذكروا الفرق بين الورم السليم والخبيث للغدة الدرقية وذكروا حالات العقم في الرجال والنساء وحالات الخنثى).
والدكتور الدفاع يؤكد سَبْق الزهراوي إلى معرفة السرطان
فيقول: (من الأمراض التي شغلت الزهراوي ومعاصريه مرض السرطان وعلاجه، فقد أعطى لهذا المرض الخبيث وصفًا وعلاجًا بقي يستعمل خلال العصور حتى الساعة، فلم يزد أطباء القرن العشرين كثيرًا على ما قدمه علامة الجراحة)(7).
هذه أهم ابتكارات ومظاهر الريادة الطبية التي يذكرها التاريخ للزهراوي، وفي ختامها نتوقف لبسط الكلام عن كتابه التصريف سابق الذكر.
فهل نعتبر بسيرة سلفنا من العلماء الذين كانوا نجومًا في سماء العلم والحضارة والتقنية، لنسعد في الدنيا ونفوز في الآخرة؟.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه... آمين.

الجراحة والجراحين " الزهراوى " 00004154.gif

المراجع:

1. انظر كتاب د. علي عبدالله الدّفّاع ص 119 ـ أعلام العرب والمسلمين في الطب ـ وكتاب الطب الإسلامي للدكتور أحمد طه ص 64.
2. انظر كتاب الدكتور محمود ـ الطب عند العرب والمسلمين ص 106 ـ 158.
3. انظر ـ الطب الإسلامي ـ للدكتور أحمد طه ص 64، ومقالة الدكتور العمري في العدد 150 من مجلة الحرس الوطني للدكتور محمد مصطفى السري.
4. انظر كتاب د. علي الدفاع سابق الذكر، وذلك في الصفحات من 119 إلى 132، وعيون الأنباء ص 501.

5. انظر كتاب الأعلام للزركلي ج2 ص310 ـ 311، وعيون الأنباء ص 501.
6. انظر كتاب ـ الطب عند العرب والمسلمين ـ للدكتور محمود ص 106 ـ 158، وكتاب حكمت نجيب عبدالرحمن ـ دراسات في تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين ص 57 ـ 58، وكتاب التراث العلمي للحضارة الإسلامية للدكتور أحمد فؤاد باشا ص 169 ـ 170.

7. انظر كتاب الطب عند المسلمين ـ للدكتور محمود، الطب عند العرب والمسلمين نفس الصفحات السابقة.




ألا يستحق الزهراوى أن تخصص جائزة عالمية باسمه في الجراحة؟؟؟
ونحن أطلق هذه النداءات طامعا وراجيناً أن يتبناها إخواننا الأساتذة والأطباء في كل أنحاء العالم العربي والاسلامى
وفاء لمعلمهم وأستاذهم الجراح العالمي الموسوعي
أبو الجراحة
أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوى
رحمك الله يازهراوى
ونعّمك وقلّبك في قبرك في نعيمه
وجزاك عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء
وجعل مثواك الجنة
كتبت : || (أفنان) l|
-


أبو القاسم الزهراوي.. رائد علم الجراحة


الدكتور راغب السرجاني

برز في تاريخ الحضارة الإسلامية علماء أعلام، غدوا نجومًا في سماء العلم والحضارة والتقنية، وذلك من خلال ما قدموه من إبداعات واكتشافات، وما تركوه من بصمات في صرح الحضارة الإنسانية.

وفي هذا الصدد فإننا أمام عملاق يعدُّ من أعظم الجراحين الذين أنجبتهم البشرية عبر العصور والأزمان إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق،
وهو أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي الأندلسي، المعروف في أوربا باسم (Abulcasis)،الطبيب الجراح،
الذي تمكن من اختراع أولى أدوات الجراحة، كالمشرط والمقص الجراحي، كما وضع الأسس والقوانين للجراحة،
والتي من أهمها ربط الأوعية لمنع نزفها، واخترع خيوط الجراحة..
فكان أحد العلماء الأعلام التي سعدت بهم الإنسانية.
وقد ولد أبو القاسم الزهراوي في مدينة الزهراء الأندلسية[1]، ونُسب إليها، ويفترض بعض الباحثين أنه ولد سنة (325 هـ/ 936م)،
أما وفاته فقيل إنها سنة (404هـ/ 1013م)، وقيل سنة (427هـ/ 1036م) [2].
وبهذا يكون الزهراوي قد عايش أوج الحضارة الإسلامية في الأندلس، ونشأ في بيئة توفرت فيها جميع وسائل الإنتاج العلمي والفكري والعقلي؛
ليأتي هو مثالاً فريدًا على عظمة ومدى ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية في هذا الوقت من التاريخ.
قلة المعلومات
من المدهش حقًّا أن ما نعرفه عن الزهراوي شحيح للغاية، ولا يُعرف كثير من أخباره، وليس أدل على ذلك من أن ابن أبي أصيبعة الذي خصَّ مؤلَّفًا بتراجم الأطباء قد اختزل ترجمته في فقرة واحدة، كل ما فيها قوله عنه:
"خلف بن عباس الزهرواي: كان طبيبًا فاضلاً خبيرًا بالأدوية المفردة والمركبة، جيد العلاج، وله تصانيف مشهورة في صناعة الطب، وأفضلها كتابه الكبير المعروف بالزهراوي، ولخلف بن عباس الزهراوي من الكتب كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف، وهو أكبر تصانيفه وأشهرها،
وهو كتاب تام في معناه"[3].
ومن خلال النزر اليسير المتناثر هنا وهناك في المراجع القديمة، يتبين لنا أن أبا القاسم الزهراوي قد التحق بالعمل في مستشفى قرطبة الذي أنشأه الخليفة عبد الرحمن الناصر، حيث كان يُعمِل النظر في الطرق والوسائل المستخدمة في علاج المرضى، ومع المطالعة وتلك المتابعة الجادة تكونت شخصيته العلمية، وترسخت قناعاته في المضمار الطبي حتى أصبح ذا خبرة عظيمة بالأدوية المفردة والمركبة، وجمع بين الطب والصيدلة،
ثم إنه قد اقتنع بأهمية مزاولة الطبيب لفن الجراحة بدلاً من أن يوكل ذلك -كما كانت العادة- للحجّامين أو الحلاقين،
فمارس الجراحة وحذق فيها وأبدع، حتى صار عَلَمًا من أعلام طب الجراحة، لدرجة أنه لا يكاد يذكر اسمه إلا مقترنًا مع الطب الجراحي[4].

الزهراوي.. أعظم جراح
حلَّ مبحث الزهراوي في الجراحة بالذات محلَّ كتابات القدماء، وظل العمدة في فن الجراحة حتى القرن السادس عشر، وباتت أفكاره حدثًا تحوُّليًّا
في طرق العلاجات الطبية؛ حيث هيأ للجراحة قدرة جديدة في شفاء المرضى أذهلت الناس في عصره وبعد عصره.
وقد اشتمل هذا البحث على صورة توضيحية لآلات الجراحة (أكثر من مائتي آلة جراحية)، كان لها أكبر الأثر فيمن أتى من بعده من الجراحين الغربيين، وكانت بالغة الأهمية على الأخص بالنسبة لأولئك الذين أصلحوا فن الجراحة في أوربا في القرن السادس عشر؛
فقد ساعدت آلاته هذه على وضع حجر الأساس للجراحة في أوربا[5].
وقد وصف الزهراوي هذه الآلات والأدوات الجراحية التي اخترعها بنفسه للعمل بها في عملياته، ووصف كيفية استعمالها وطرق تصنيعها،
ومنها: جفت الولادة، والمنظار المهبلي المستخدم حاليًا في الفحص النسائي، والمحقن أو الحقنة العادية، والحقنة الشرجية، وملاعق خاصة لخفض اللسان وفحص الفم، ومقصلة اللوزتين، والجفت وكلاليب خلع الأسنان، ومناشير العظام، والمكاوي والمشارط على اختلاف أنواعها،
وغيرها الكثير من الآلات والأدوات التي أصبحت النواة التي طُوِّرَتْ بعد ذلك بقرون لتصبح الأدوات الجراحية الحديثة [6].
ونظرة واحدة على آلة مثل التي ابتكرها واستخدمها في الحقن (الحقنة)، والتي سماها (الزراقة)، تعبر إلى أي حدٍّ كانت الإضافات التي قدمها الزهراوي، تلك الآلة البسيطة في تركيبها.. العبقرية في فكرتها.. بالغة النفع في علاج المرضى!
وعن طريق هذه الآلات أجرى الزهراوي عمليات جراحية أحجم غيره عن إجرائها، وأبدع منهجًا علميًّا صارمًا لممارسة العمل الجراحي، يقوم على دراسة تشريح الجسم البشري ومعرفة كل دقائقه، والاطلاع على منجزات من سبقه من الأطباء والاستفادة من خبراتهم، والاعتماد على التجربة والمشاهدة الحسية، والممارسة العملية التي تكسب الجراح مهارة وبراعة في العمل باليد -أي الجراحة- وبيَّن ذلك لطلابه في كتابه
(التصريف لمن عجز عن التأليف)[7].
يقول كامبل في كتابه (الطب العربي): "كانت الجراحة في الأندلس تتمتع بسمعة أعظم من سمعتها في باريس أو لندن أو أدنبره؛ ذلك أن ممارسي مهنة الجراحة في سرقسطة كانوا يُمنحون لقب طبيب جرّاح, أما في أوربا فكان لقبهم حلاّق جرّاح، وظلَّ هذا التقليد ساريًا حتى القرن العاشر الهجري" [8].
ولم تطمس السنون ولا الأيام آثار هذا العالم الفذّ؛ حيث ترك موسوعته الطبية الضخمة، التي كان من بينها مبحثه السابق في الجراحة، بما فيه من أدوات وآلات الجراحة العجيبة بمقياس عصره، والتي سماها (التصريف لمن عجز عن التأليف)،
وهي موسوعة كثيرة الفائدة، تامة في معناها، لم يؤلَّف في الطب أجمع منها، ولا أحسن للقول والعمل،
وتعتبر من أعظم مؤلفات المسلمين الطبية، وقد وصفها البعض بأنها دائرة معارف،
ووصفها آخرون بأنها ملحمة كاملة.
وليس من الغريب أن تصبح هذه الموسوعة المصدر الأساسي لجراحي الغرب حتى القرن السابع عشر،
وتظل المرجع الكبير لدارسي الطب في جامعات أوربا، مثل جامعة سالرنو ومونبليه، في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلاديين.
والحقيقة التي ينبغي ألاّ تغفل أيضًا أن الجراحين الذين عرفوا في إيطاليا في عصر النهضة وما تلاه من قرون قد اعتمدوا اعتمادًا كبيرًا
على كتاب (التصريف لمن عجز عن التأليف) للزهراوي[9].
وللزهراوي غير هذه الموسوعة العظيمة مؤلفات أخرى، وهي مثل: (المقالة في عمل اليد)، و(مختصر المفردات وخواصها)
قال الزركلي:
"واقتنيت مخطوطة مغربية بخط أندلسي مرتبة على الحروف، من الألف إلى الياء، في جزء لطيف، أوَّلها بعد البسملة:
(كتاب فيه أسماء العقاقير باليونانية والسريانية والفارسية والعجمية، وتفسير الأكيال والأوزان، وبدل العقاقير وأعمارها،
وتفسير الأسماء الجارية في كتب الطب. تأليف الزهراوي)[10].
يقول عالم وظائف الأعضاء الكبير هالّر:
"كانت كتب أبي القاسم المصدر العام الذي استقى منه جميع من ظهر من الجراحين بعد القرن الرابع عشر"
[11].

أبو القاسم الزهراوي.. إنجازات وإبداعات
مع تمرس الزهراوي في مجال الجراحة بالذات وخبرته الواسعة بها، فقد عُدَّ أول من فرق بين الجراحة وغيرها من المواضيع الطبية الأخرى،
وأول من جعل أساس هذا العلم قائمًا على التشريح، وأول من جعل الجراحة علمًا مستقلاًّ، وقد استطاع أن يبتكر فنونًا جديدة في علم الجراحة،
وأن يقننها
[12].
يحكي جوستاف لوبون عن الزهراوي فيقول عنه:
"أشهر جراحي العرب، ووصف عملية سحق الحصاة في المثانة على الخصوص، فعُدَّت من اختراعات العصر الحاضر على غيرِ حقٍّ" [13].
وجاء في دائرة المعارف البريطانية أنه أشهر من ألف في الجراحة عند العرب (المسلمين)،وأول من استعمل ربط الشريان لمنع النزيف[14].
ومن أهم إبداعات الزهراوي المشهورة، والتي تناقلها مؤرخو العلوم الطبية في مؤلفاتهم، أنه يعدّ أول من وصف عملية القسطرة،
وصاحب فكرتها والمبتكر لأدواتها.
وهو الذي أجرى عمليات صعبة في شق القصبة الهوائية، وكان الأطباء قبله مثل ابن سينا والرازي، قد أحجموا عن إجرائها لخطورتها.
وابتكر الزهراوي أيضًا آلة دقيقة جدًّا لمعالجة انسداد فتحة البول الخارجية عند الأطفال حديثي الولادة؛ لتسهيل مرور البول،
كما نجح في إزالة الدم من تجويف الصدر، ومن الجروح الغائرة كلها بشكل عام.
والزهراوي كذلك هو أول من نجح في إيقاف نزيف الدم أثناء العمليات الجراحية، وذلك بربط الشرايين الكبيرة، وسبق بهذا الربط سواه من الأطباء الغربيين بستمائة عام! والعجيب أن يأتي من بعده من يدعي هذا الابتكار لنفسه، وهو الجراح إمبراطور باري عام 1552م.
والزهراوي هو أول من صنع خيطانًا لخياطة الجراح، واستخدمها في جراحة الأمعاء خاصة، وصنعها من أمعاء القطط، وأول من مارس التخييط الداخلي بإبرتين وبخيط واحد مُثبَّت فيهما؛ كي لا تترك أثرًا مرئيًّا للجِرَاح، وقد أطلق علي هذا العمل اسم "إلمام الجروح تحت الأدمة".
وهو أول من طبَّق في كل العمليات التي كان يُجريها في النصف السفلي للمريض، رفع حوضه ورجليه قبل كل شيء؛
مما جعله سباقًا على الجراح الألماني (فريدريك تردلينوبورغ) بنحو ثمانمائة سنة، الذي نُسب الفضل إليه في هذا الوضع من الجراحة، مما يعد -
كما يقول شوقي أبو خليل- اغتصابًا لحق حضاري من حقوق الزهراوي المبتكر الأول لها[15].
كما يعد الزهراوي أول رائد لفكرة الطباعة في العالم؛ فلقد خطا الخطوة الأولى في صناعة الطباعة، وسبق بها الألماني يوحنا جوتنبرج بعدة قرون، وقد سجل الزهراوي فكرته عن الطباعة ونفذها في المقالة الثامنة والعشرين من كتابه الفذّ (التصريف)؛
ففي الباب الثالث من هذه المقالة، ولأول مرة في تاريخ الطب والصيدلة يصف الزهراوي كيفية صنع الحبوب (أقراص الدواء)،
وطريقة صنع القالب الذي تُصَبُّ فيه هذه الأقراص أو تُحَضَّر، مع طبع أسمائها عليها في الوقت نفسه باستخدام لوح من الأبنوس أو العاج مشقوق نصفين طولاً، ويحفر في كل وجه قدر غلظ نصف القرص، وينقش على قعر أحد الوجهين اسم القرص المراد صنعه، مطبوعًا بشكل معكوس،
فيكون النقش صحيحًا عند خروج الأقراص من قالبها؛ وذلك منعًا للغش في الأدوية، وإخضاعها للرقابة الطبية,
وفي ذلك يقول شوقي أبو خليل: "ولا ريب أن ذلك يعطي الزهراوي حقًّا حضاريًّا لكي يكون المؤسِّس والرائد الأول لصناعة الطباعة، وصناعة أقراص الدواء؛ حيث اسم الدواء على كل قرص منها، هاتان الصناعتان اللتان لا غنى عنهما في كل المؤسسات الدوائية العالمية، ومع هذا فقد اغتُصِب هذا الحق وغفل عنه كثيرون"[16].
وكذلك يعد الزهراوي أول من وصف عملية سَلِّ العروق من الساق لعلاج دوالي الساق، والعرق المدني واستخدمها بنجاح، وهي شبيهة جدًّا بالعملية التي نمارسها في الوقت الحاضر، والتي لم تستخدم إلا منذ حوالي ثلاثين عامًا فقط، بعد إدخال بعض التعديل عليها[17].
وللزهراوي إضافات مهمة جدًّا في علم طب الأسنان وجراحة الفكَّيْنِ، وقد أفرد لهذا الاختصاص فصلاً خاصًّا به، شرح فيه كيفية قلع الأسنان بلطف، وأسباب كسور الفك أثناء القلع، وطرق استخراج جذور الأضراس، وطرق تنظيف الأسنان، وعلاج كسور الفكين، والأضراس النابتة في غير مكانها، وبرع في تقويم الأسنان!
فيقول عن قلع الأسنان: "ينبغي أن تعالج الضرس من وجعه بكل حيلة، ويتوانى عن قلعه إذ ليس منه خيف إذا قلع". ثم يشير في حذق إلى أنه "كثيرًا ما يخدع العليلَ المرضُ، ويظن أنه في الضرس الصحيح فيقلعها ثم لا يذهب الوجع حتى يقلع الضرس المريض".
وهكذا يصف الزهراوي -ربما لأول مرة في التاريخ الطبي- الألم المنتقل وخطره؛ مما يضعه على مستوى عصري حتى اليوم[18].
هذا وقد كان مرض السرطان وعلاجه من الأمراض التي شغلت الزهراوي، فأعطى لهذا المرض الخبيث وصفًا وعلاجًا بقي يُستعمل خلال العصور حتى الساعة، ولم يزد أطباء القرن العشرين كثيرًا على ما قدمه علاّمة الجراحة الزهراوي[19].
وإن ما كتبه الزهراوي في التوليد والجراحة النسائية ليعتبر كنزًا ثمينًا في علم الطب، حيث يصف وضعيتي
(TRENDELEMBURE - WALCHER)
المهمَّتَيْن من الناحية الطبية، إضافةً إلى وصف طرق التوليد واختلاطاته، وطرق تدبير الولادات العسيرة، وكيفية إخراج المشيمة الملتصقة، والحمل خارج الرحم، وطرق علاج الإجهاض، وابتكر آلة خاصة لاستخراج الجنين الميت،
وسبق (د. فالشر) بنحو 900 سنة في وصف ومعالجة الولادة الحوضية، وهو أول من استعمل آلات خاصة لتوسيع عنق الرحم،
وأول من ابتكر آلة خاصة للفحص النسائي لا تزال إلى يومنا هذا
[20].
وهذه بعض من أهمِّ ابتكارات ومظاهر الريادة الطبية التي يذكرها التاريخ لأبي القاسم الزهراوي، وفي ختامها نتوقف أمام نصائحه لتلامذته في التريث قبل إجراء الجراحة، وألاّ يقوموا بها ما لم يكونوا ملمِّين بصغائر الأمور وكبائرها في التشريح واستعمال الأدوات الجراحية
فيقول الزهراوي في كتابه (التصريف لمن عجز عن التأليف):
"ينبغي لكم أن تعلموا أن العمل باليد (الجراحة) ينقسم قسمين: عمل تصحبه السلامة، وعمل يكون معه العطب في أكثر الحالات، وقد نبهت في كل مكان يأتي من هذا الكتاب على العمل الذي فيه ضرر وخوف، فينبغي أن ترفضوه وتحذروه؛ لئلاّ يجد الجاهل إلى القول والطعن، فخذوا لأنفسكم بالحزم والحيطة، ولمرضاكم بالرفق والتنبيه، واستعملوا الطريق الأفضل المؤدي إلى السلامة والعاقبة المحمودة، وتنكبوا الأمراض الخطرة العسرة البراء، ونزِّهُوا أنفسكم عما تخافون أن يدخل عليكم الشبهة في دينكم ودنياكم؛ فهو أبقى لجاهكم وأرفع في الدنيا والآخرة لأقداركم"[21].

الهوامش :
[1] أنشأها الخليفة عبد الرحمن الناصر، على بُعد 6 أميال في الشمال الغربي من مدينة قرطبة.
[2] انظر: الزركلي: الأعلام 2/310.
[3] ابن أبي أصيبعة: طبقات الأطباء 3/246.
[4] انظر: شوقي أبو خليل: علماء الأندلس إبداعاتهم المتميزة وأثرها في النهضة الأوربية ص31، وجلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي ص331، 332، وعلي عبد الله الدفاع: رواد علم الطب في الحضارة الإسلامية ص362.
[5] جلال مظهر: حضارة الإسلام ص332.
[6] عامر النجار: في تاريخ الطب في الدولة الإسلامية ص176.
[7] شوقي أبو خليل: علماء الأندلس إبداعاتهم المتميزة وأثرها في النهضة الأوربية ص32.
[8] نقلاً عن جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي ص336.
[9] عامر النجار: في تاريخ الطب في الدولة الإسلامية ص221.
[10] الزركلي: الأعلام 2/310.
[11] جوستاف لوبون: حضارة العرب ص490.
[12] علي عبد الله الدفاع: رواد علم الطب في الحضارة الإسلامية ص265، ومحمود الحاج قاسم محمد: الطب عند العرب والمسلمين تاريخ ومساهمات ص106.
[13] جوستاف لوبون: حضارة العرب ص490-492.
[14] الزركلي: الأعلام 2/310.
[15] شوقي أبو خليل: علماء الأندلس إبداعاتهم المتميزة وأثرها في النهضة الأوربية ص35، وعامر النجار: في تاريخ الطب في الدولة الإسلامية ص162.
[16] شوقي أبو خليل:علماء الأندلس إبداعاتهم المتميزة وأثرها في النهضة الأوربية ص32،
[17] محمد كامل حسين: الموجز في تاريخ الطب والصيدلة عند العرب ص142، 143.
[18] المصدر السابق ص201.
[19] انظر علي الدفاع: رواد علم الطب ص264.
[20] انظر كمال السامرائي: الأمراض النسائية في الطب العربي القديم، مجلة المهن الطبية العدد (1) - 1964م،
ومحمود الحاج قاسم: الطب عند العرب والمسلمين ص163 وما بعدها.
[21] نقلاً عن علي الدفاع: رواد علم الطب في الحضارة العربية والإسلامية ص267.
كتبت : || (أفنان) l|
-


مقدمة تاريخية:
تجزأت الدولة العربية الإسلامية/ في القرن العاشر للميلاد، إلى دويلات يحكمها أمراء وملوك وسلاطين،
فانتهز البيزنطيون هذه الفرصة للانتقام من المسلمين الذين انتزعوا منهم جزءا كبيرا من بلادهم وهددوا عاصمتهم،
وأعلنوها حربا شعواء كادوا يصلون خلالها إلى احتلال بغداد.

ثم توالت المصائب والمحن بعد ذلك على شرق العالم العربي، فاستولى السلاجقة على بغداد وبدأ الصليبيون بشن هجماتهم للوصول إلى بيت المقدس ونزعه من يد المسلمين. وقد امتدت الحروب الصليبية من بداية القرن الحادي عشر حتى نهاية القرن الثالث عشر للميلاد .

وقبل أن يتمكن العرب من طرد آخر جندي صليبي من بلادهم قامت قبائل المغول بالهجوم على بغداد، فاستولى هولاكو عليها عام (1256م)،
ثم جاءت جيوش التتر بقيادة تيمورلنك فاستولت على فارس والعراق عام (1386 م)، وتابعت طريقها إلى حلب ودمشق
فأتمت احتلالهما عام (1405 م)
ولم تستطع أن تتابع زحفها إلى مصر بسبب المقاومة الشديدة التي لاقتها من جنود مصر وبلاد الشام.

لقد أدت هذه الكوارث المتتالية وغيرها إلى تخريب المشرق العربي الإسلامي وفقدانه الشيء الكثير من تراثه الحضاري، فنزح عنه صفوة سكانه خوفا أو طلبا للرزق.
وكان منهم العلماء والأطباء، حتى أنه يمكننا أن نقول بأنه لم يظهر بعد ابن سينا في بلاد فارس والعراق أي طبيب
أو عالم كان له تأثيره في تقدم الطب والفلسفة.

أما في المغرب العربي الإسلامي فقد استمر تقدمه وتطوره.
واتسع فيه العمران ونشأت فيه مراكز علمية ومدارس كان من أبرزها المدرسة الطبية القيروانية. ومدرسة العقاقير الأندلسية، بالإضافة إلى مدرسة مسلمة المجريطي التي امتازت بالعلوم الطبيعية ومدرسة ابن العوام الإشبيلي والغافقي والإدريسي وابن الرومية التي اشتهرت بعد ذلك بالفلاحة
وعلم النبات.

في هذا الجو العلمي المتقدم نشأ أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي (936- 1013) فاستهوته علوم الطب والصيدلة، فوضع فيها أكبر موسوعة طبية ظهرت في المغرب العربي، ولا يضاهيها في الجودة والأهمية وغزارة المعلومات إلا موسوعة ابن سينا المعروفة بالقانون،
علما بأن ابن سينا (980- 1037) كان معاصرا للزهراوي في جزء كبير من حياته، ولكن لم يثبت وجود أي صلة علمية بين الطبيبين.
كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف
يقول ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء أن خلف بن عباس الزهراوي كان طبيبا فاضلا،

وفي ذلك يقول ابن حزم الأندلسي :
أنا الشمس في جو العلوم منيرة ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
ولو أنني من جانب الشرق طالع لبعد على ما ضاع من ذكري النهب

خبيرا بالأدوية المفردة والمركبة.
جيد العلاج، وله تصانيف مشهورة في صناعة الطب.
وأفضلها كتابه الكبير المعروف بكتاب التصريف لمن عجز عن التأليف، وهو أكبر تصانيفه وأشهرها، وهو كتاب تام في معناه.

إن وصف ابن أبي أصيبعة لكتاب التصريف يدل على عدم اطلاعه علية بصورة تامة، أو على الأقل عدم اطلاعه على المقالة الأخيرة منه.

ذلك لأن موسوعة الزهراوي تتألف كما هو معلوم من ثلاثين مقالة وكل مقالة تكاد تكون كتابا مستقلا، ومما لا شك فيه أن أشهر مقالة من هذأ الكتاب هي الأخيرة، وهي جزء العمل باليد أو الجراحة.

وقد ازدانت بكثير من الصور للآلات والأدوات التي رسمها ووصفها الزهراوي وبين طريقة استعمالها، مما يجعل من المتعذر على قارىء هذا الكتاب أن ينسى تلك المقالة وتلك الصور. وعلى كل فإن النسخ المنتثرة من كتاب التصريف في مكتبات العالم قليلة العدد، وهي غالبا على شكل مقالات متفرقة، ونادرا مجتمعة بحيث لا يوجد سوى بضع مخطوطات ني العالم تضه الكتاب بكامله.

يضاف إلى ذلك أن أكثر هذه النسخ لا تحوي رسوم تلك الأدوات الطبية.

ولهذا السبب لم يشتهر الزهراوي في العالم العربي، وخاصة في مشرقه ، إلا بعد أن ترجم كتابه هذا إلى اللغتين اللاتينية والعبرية،
فذاع صيته في أوربا قبل آسيا وأفريقيا ثم انتقلت هذه الشهرة إلينا في العصر الحديث.

علما بأن هنالك عددا من الأطباء الأندلسيين أو المغاربة المشهورين، ممن ألفوا في علم العقاقير قد استفادوا مما ورد في كتاب التصريف،
نذكر منهم الغافقي والشريف الإدريسي وابن ميمون وابن البيطار ولكنهم لم ينوهوا غالبا بفضله وذكره.

لقد اشتهر الزهراوي بالدرجة الأولى كما قلنا كطبيب وجراح للمقالة الآنفة الذكر.

ولكن إذا تصفحنا كتاب التصريف نجد أن من بين الثلاثين مقالة التي يتألف منها هذا الكتاب لا يوجد سوى ثلاث مقالات، هي الأولى والثانية والأخيرة، تكلم فيها الزهراوي عن التشريح والطب العام والجراحة.

أما بقية المقالات فهي أبحاث صيدلية بحتة تتعلق بالأدوية المفردة والمركبة، من ناحية أوصافها وتحضيرها وتركيبها وتأثيرها وحفظها وأعيارها وأبدالها وأسمائها وأوزانها وأكيالها.

وقد وجدت من المفيد، بمناسبة الكلام عن أبي القاسم الزهراوي كأشهر جراح عربي أن ألفت الأنظار إلى إحدى مقالاته في الصيدلة،
لكي أثبت أن الزهراوي كان كصيدلي حاذق لا يقل مكانة من الناحية العلمية التاريخية عنه كجراح ماهر.

يقول الدكتور لوسيان لوكلرك في كتابه المشهور بالطب العربي:
" لقد ترجم كتاب التصريف بكامله إلى اللغة اللاتينية، ولكننا نجهل في أي وقت تم ذلك وجمن يبل من، لكننا نعلم أنه خلال القرن الثالث عشر قام جيرار الكريموني بترجمة الجزء الخاص بالجراحة.
إلا أن أحدا لا يستطيع أن يجزم بأن هذا المترجم قد أثم ترجمة كتاب التصريف بكامله.
لقد قام بعض الأوربيين بنزع المقالتين الأولى والثانية من كتاب التصريف وأطلقوا عليه اسم الكتاب النظري غير العملي للزهراوي
كما ترجم بعضهم المقالة (28) الى اللغة العبرية وأطلق عليها اسم كتاب التصريف إن هذه الأجزاء الثلاثة المنزوعة من كتاب الزهراوي
قد طبدت عدة مرات، ولكن غالبا حينما يطلق اسم كتاب التصريف (في أوربا) يقصد به المقالة الثلائون".

لقد وجدت في المكتبة الوطنية بباريس، وبقسم المخطوطات الشرقية، عددا كبيرا من المخطوطات الطبية ذات الأصل العربي،
تتجاوز المائة، كتبت بالخط العبري واللغة العبرية، كما وجدت بعضا منها قد كتب بالخط العبري واللغة العربية.

وتحمل هذه المخطوطات أرقاما متسلسلة تقع بين الرقمين (1106- 1213).

ومن هذه المؤلفات يوجد مخطوطات تعود لكتاب الزهراوي وهي تحمل الأرقام التالية:

1162- وتضم المقالة الأولى مع قسم من المقالة الثانية، ترجمها من العربية إلى العبرية عالم يهودي اسمه حاييم الطبيب الطرطومى
أو الطورطوزي.

وتمت الترجمة بين عامي (258 1- 1 26 1 م).

1163- وتضم الأبحاث الموجودة في المقالات (18- 30) من كتاب التصريف. قام بترجمتها إلى العبرية العالم السابق.

164 1- وتضم الأبحاث الموجودة في المقالات (21- 26) من كتاب التصريف لنفس المترجم.

وقد طبعت هذه المخطوطات مع ترجمتها إلى اللغة اللاتينية في مدينة أكسفورد (1778 م)
1165-
وهي مجموع يضم فيما يضم:
آ- المقالة (25) من كتاب التصريف الحاوية على مبحث الأدهان ترجمت من العربية إلى العبرية من قبل ناثانا هاماتي.

ب- المقالة (30) من نفس الكتاب مترجمة إلى العبرية ولم يذكر اسم المترجم.

1166- مخطوطة تحوي المقالة الثلاثين مترجمة من العربية إلى العبرية والمترجم حايين بن اسحاق الطبيب السابق.

1167- مخطوطة تحوي المقالة الثانية من التصريف ترجمها إلى العبرية ميشولام بن يونس تحت اسم التحفة الكاملة.

ولهذه المقالة ترجمة لاتينية طبعت تحت اسم: الكتاب النظري غير العملي للزهراوي.

كما أنني وجدت في مكتبة باريس الوطنية، وبقسم المخطوطات الغربية، مجموعة نادرة من المؤلفات العربية، ترجمت إلى اللغة اللاتينية خلال القرنين الثاني عشر والخامس عشر للميلاد. ومن هذه المخطوطات وجدت واحدة تحمل الرقم (10236) عنوانها كتاب التصريف.

أما مؤلفها فقد دون اسمه بشكل محرف كما هو مبين أدناه.

وتضم هذه المخطوطة المقالة (28) من كتاب التصريف، قام بترجمتها من العربية إلى العبرية ثم إلى اللاتينية سيمون الجنوي
وهي نسخة تعود إلى القرن الخامس عشر للميلاد مزدانة بالصور وهي التي عناها الدكتور لوكلرك في كلامه السابق.

الأبحاث الصيدلية في كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف .

قلنا إن هذا الكتاب يضم (27) مقالة في العلوم الصيدلية.

وتضم كل مقالة مجموعة من الأبحاث الهامة المتعلقة في تحضير الأدوية المفردة والمركبة، بحيث تؤلف في مجموعها أقرباذينا ضخما لم يظهر في تاريخ الطب العربي مؤلف صيدلي يوازيه فما عدا أقرباذين ابن سينا وأقرباذين القلانسي، وكلاهما قد صدر في شرق العالمين العربي والإسلامي، علما بأن ابن سينا كان معاصرا للزهراوي أما القلانسى فقد اشتهر بعد وفاة الزهراوي بقرنين تقريبا .

ومع ذلك فإن كتاب التصريف قد ضم أبحاثا مبتكرة وأفكارا جديدة في العلوم الصيدلية لم يذكرها ابن سينا ولا القلانسي في مؤلفيهما.

وفيما يلي نورد فهرسا للمواضيع التي تضمنتها هذه المقالات
رقم المقالة عنوان المقالة رقم المقالةعنوان المقالة 3 صفات المعاجين التي تخمر وتدخر16 السفوفات4 الترياقات والأدوية المفردة الداخلة فيها17 الأقراص5 الايارجات ادخارها وتخميرها18
أدوية الاستعمال الخارجي(سعوط ..)6 الحبوب المسهلة المرة19 أدوية الزينة( طيب ـ خضابات ..)7 الأدوية المقيئة20
أدوية علل العين ( أكحال وشيافات ..)8 الأدوية المسهلة اللذيذة الطعم والرائحة21 أدوية مداواة الفم والأسنان9 الأدوية القلبية 22 أدوية علل الصدر10 الاطريفلات ( معاجين هندسية فارسية ) 23 الأضمدة المستعملة في العلاج11 الجوارشنات ( معاجين هاضمة )24 المراهم12 أدوية الباه والسمنة والتهزيل25 الأدهان البسيطة والمركبة13 الأشربة والسكنجينات والربويات26 أطعمة المرضى14 النقوعات والمطبوخات27 قوى الأغذية وخواص الأدوي15 مربيات الفواكه والأزهار28 في إصلاح الأدوية


لقد صنف الزهراوي الأدوية المركبة الواردة في المقالات السابقة على الشكلين الآتيين:

ا- صنفها بحسب شكلها الصب لاني، فهنالك المعاجين والحبوب والأشربة والمطبوخات....

2- صنفها بحسب تأثيرها الدوائي فجعلها في زمر منها: الأدوية القلبية- أدوية الباه- أدوية علل العين- أدوية علل الصدر.....
إن كل مقالة من مقالات الزهراوي في الصيدلة تستحق أن يفرد لها بحث خاص لدراساتها بتعمق وإمعان ولكن نظرا لأن المقالة (28)
كان لها تأثير كبير في تطوير بعض الأعمال الصيدلية والصناعية، وخاصة بعد أن ترجمت إلى اللغتين اللاتينية والعبرية،
وانتشرت في جامعات الغرب، لذلك فقد خصصتها بهذا البحث


لقد حصلت على صور ضوئية لمخطوطتين جيدتين، تضمان المقالة (28): الأولى من الخزانة العامة بالرباط-، وهي مكتوبة بخط أندلسي جميل، لكنها مشوشة التنظيم، ويعود تاريخ نسخها إلى عام 616 هـ. والثانية من معهد التراث العلمي العربي بحلب وهي بخط شرقي حديث. وبواسطة هاتين المخطوطتين استطعت تحقيق ودراسة هذه المقالة.
" المقالة (28) من كتاب التصريف "

يقول الزهراوي في مقدمة هذه المقالة ما يلي:
" لما جمعت هذا الكتاب العظيم الفائدة، الذي سميته بكتاب التصريف في الأدوية المركبة، وأكملت جميع مقالاتي على حسب معرفتي بها، وجدت في كثير منها، هي نسخ أدوية مركبة، أدوية ينبغي تهيئتها في الحاجة إليها.
وذلك مثل عمل العصارات وإحراق الأدوية وغسلها وترتيبها، ومعرفة الجيد منها والرديء، وما أشبه ذلك.
ورأيت أن أجمع في هذه المقالة جميع ما يحتاج إليه من ذلك.

ورتبت المقالة على ثلاثة أبواب:
الباب الأول: في تدبير الأحجار المعدنية.
الباب الثاني: في تدبير العقاقير النباتية.
الباب الثالث: في تدبير الأدوية الحيوانية.

من المعلوم أن أول من وضع كتابا في علم العقاقير، ذكر فيه أوصافها وخواصها ومصادرها وطرق تحضيرها وحفظها، هو الطبيب اليوناني اللسان الفارسي المولد ديوسقوريد العين زربي الذي كان جراحا في الجيش الروماني زمن الأمبراطور نيرون عام (54- 68 م).

وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة العربية زمن المتوكل من قبل اسطفان بن باسيل وصحح الترجمة حنين بن إسحاق، وأطلق على هذا الكتاب اسم كتاب الأعشاب أو كتاب الحشائش أو هيولى علاج الطب.

ومن الثابت أن الشعوب الأوروبية لم تطلع على الأصل اليوناني لهذا الكتاب وتترجمه إلى اللغة اللاتينية إلا في القرن الخامس عشر للميلاد.

علما بأن بعض الأطباء لا إيطاليا وفرنسا قد قاموا خلاله القرون الوسطى وعصر النهضة بترجمة بعض نصوصه من اللغة العربية إلى اللغتين اللاتينية والعبرية ثم إلى اللغات الأوربية بعد ذلك.

لقد استفاد الزهراوي من كتاب ديوسقوريد الذي ورد إلى الأندلس وهو على ترجمة اسطفان، كما استفاد من الشروح والتفاسير التي تمت على يد الراهب البيزنطي نيقولاوس الذي حضر إلى الأندلس حوالى عام (955 م). وربما كانت استفادته الأخيرة عن طريق دراسة مؤلفات الطبيب ابن جلجل الذي يقال بأنه عاصر الراهب نيقولاوس

وقام بوضع عدة مؤلفات هامة في علم العقاقيرمنها:
ا- كتاب في تفسيرأسماء الأدوية المفردة الواردة في كتاب ديوسقوريد.
2- مقالة في الأدوية المفردة التي لم يذكرها ديوسقوريد في كتابه.
3- مقالة في أدوية الترياق.

وبالرغم من أن الزهراوي يعترف بفضل ديوسقوريد وجالينوس ويجلهما، ويذكر فقرات كاملة من كتبهما بنصها الحرفي، إلا أنه في كثير من الأحيان يذكر إلى جانبها طرقا أكثر تطورا وأقل تعقيدا من طرقهما ويترك للباحث حرية المقارنة بين الطرق لانتخاب الأصلح .

ومن الأرجح أن الزهراوي قد اطلع أيضأ على بعض مؤلفات الرازي في علم الكيمياء، كما اطلع على كتاب كامل الصناعة لعلي بن العباس الذي استفاد بدوره من كتب الرازي. يضاف إلى ذلك) نه اقتبس بعض ما ورد في مؤلفات إسحاق بن عمران وإسحاق بن سليمان القيروانيين وخاصة من كشفا في الأدوية المفردة.

للقد أورد على بن العباس في الباب الثالث من كتابه وصفا مجملا للتدابير الواجب اتخاذها عند تحضير الأدوية المفردة، إلا أنه لم يفرد بحثا خاصا لكل من العقاقير النباتية والحيوانية والمعدنية كما فعل الزهراوي. يضاف إلى ذلك أنه لا يمكن مقارنة ما جاء في المقالة (28) من كتاب التصريف مع ما جاء في كتاب كامل الصناعة، وذلك لتفاوت مستوى الدراسة وغزارة المعلومات بين المؤلفين.

لائحة بالمواضيع المدرجة في المقالة (28) من كتاب التصريف
قلنا إن الزهراوي رتب هذه المقالة في ثلاثة أبواب، وسنذكر فيما يلي العناوين الرئيسية الواردة في كل منها ثم نبين النواحي الإبداعية فيها:
" الباب الأول: في تدبير الأحجار المعدنية "
تشمل هذه التدابير العمليات الفيزيائية من تصويل وغسل وإبانة وترويق وترسيب وترشيح وتجفيف، بالإضافة إلى العمليات الكيميائية التي تشمل الشي والإحراق والتكليس والمعالجة بالكبريت أو بالخل أو بالمركبات العفصية أو التربيب باللبن أو ماء الورد.

أما المواضيع الواردة في هذا الباب فهي كما يلي:
أ- مركبات الرصاص:
ا- المرتك أو المرداسنج : أجناسه- غسله- إحراقه- معرفة الجيد والرديء منه تبييض المرداسنج وتحويله إلى أسفيداخ.
2- الاسفيداج: غسله- شيه- معرفة الجيد والردى منه- تحضيره بعدة طرق.
3- الرصاص: غسله- إحراقه- تحضير المرداسنج بعدة طرف- طريقة الفرن المنـقلب اللهب.
4- غسل خبيث الرصاص وإحراقه.
ب- (مركبات النحاس):
ا- استحصال الروسختج من النحاس الأحمر بطردق مختلفة وغسله.
2- غسل توبال النحاس.
3- عمل الزنجار بطرق مختلفة- إحراقه- معرفة الجيد والردى منه- غشه وفحصه
ج- (مركبات الزنك):
ا- حرق الاقليميا وغسلها- أصناف الاقليميا،
2- تدبير القدميا وغسلها وتربيتها ومعرفة الجيد منها من الردىء.
3- شي التوتياء وإحراقها.
د- (مركبات الانتموان.):
غسل الاثمد (وهو كبريت الانتموان) وحرقه.
هـ- (مركبات الارسنيك):
ا- تكليس الزرنيخ (وهو كبريت الإرسينيك) وإحراقه وقلب الأصفر منه إلى أحمر.
2- تصعيد الزرنيخ الأصفر وتحويله إلى زرنيخ أبيض (أي بلا ماء الزرنيخي).
1 - Pbo
2 - C03pb, Hospb
و- (مركبات الزئبق):
ا- تكليس الزئبق مع الزنجار (الطبيعي) وهي عملية تؤدي إلى استحصال كبريتات الزثبق التي تتصاعد بالحرارة.
2- تصعيد الدواء الحاد (وهو المصعد ا!ال أو ثاني كلور الزئبق).
3- عمل الزنجفور (الاصطناعي) بمعالجة الزئبق بالكبريت.
ز- مركبات الكالسيوم:
ا- تحضير الكلس من أحجار الجير الطبيعي أو من الرخام الأبيض أو قشور البيض أو أصداف الحيوانات البحرية. وأنصعها بياضا من كلس البيض ثم من الرخام.
2- غسل الكلس وتحضير النورة.
!- الطرق المستعملة في حرق بعض المركبات المعدنية والعضوية وهي: ملح الطعام القلقطار- القلقنت
الزاج - الشب - المرجان - زبد البحر- ا لزجاج- النطرون.
ط- (مركبات الحديد):
ا- غسل المرقشيتا وهي حجر النار وإحراقها، وهذا الموضوع وضع في غير مكانه.
2- عمل زعفران الحديد وهي تحويل الحديد بالحرارة إلى أو كسيد لونه كلون الزعفران.
3- تعفين سحالة الحديد بمعالجة برادة الحديد بالخل واستحصال خلات الحديد ويحذر الزهراوي من وجود بعض المعادن كالنحاس والرصاص كشوائب هذه البرادة لأنها تعطي أملاحا سامة.
4- شى خبت الحديد (وهو ما يطفو على وجه الحديد عند سبكه).
جما- تحضير برادة الذهب والفضة، المستعان في أدوية القلب:

" الباب الثاني في تدبير العقاقير النباتية "
يتألف هذا الباب من ثلاثة فصول هي:
آ)- الفصل الأول ويضم المواضيع الآتية:
ا- عمل الصبر وغسله وإحراقه وتحضير أبارج فيقرا
2- استخراج لبن السقمونيا وشييها وإصلاحها واستخراج لبن اليتوعات بصورة عامة.
3- استخراج عصارة التافسيا وقثاء الحمار والافسنتين والغافث والحسك.
4- استخراج الفر بيون.
5- استخراج الأفيون بتجريح رؤ وس الخشخاش، وتحضير الأفيون من عصارة الرؤ وس والأورأق.
6- استخراج عصارة اليبروح والبنج والمامثيا والاقاقيا والحضض والطراثيت والجلنار والقننة ورب السوس والقنطرريون والبرباريس والكاكنج والعوسج.
7- صفة شى الأشقيل (العنصل) وتجفيفه وحفظه من الانبات تحضير خل العنصل بطرق مختلفة- عمل العنصل المقطر الذي يقتل به الفأر.
8- تبييض الخل والشراب (خمر) وعمل ماء الكافور بالتقطير.

إن أكثر ما ورد في هذا الفصل اقتبسه الزهراوي من كتاب ديوسقوريد أو كامل الصناعة أو كتاب الأدوية المفردة لإسحاق بن سلمان وغيره، ولكن هنالك عدة أمور أحب أن ألفت النظر إليها ني هذا الفصل وهى تعتبر من الأعمال المبتكرة التى يجب أن تسجل للزهراوي.

أولا-: صفة استخراج عصارة الخشخاش:
يقول الزهراوي
(تؤخذ رؤ وس الخشخاش وورقه فيدقان وتخرج عصارتهما بلولب أو بما تستخرج به العصارات 4وتسحقها في صلابة وتصنع منها أقراصأ).

إن هذا الصنف من الأفيون كما يقول الزهراوي أضعف قوة من الأفيون نفسه، وإذا علمنا أن استحصال قلويدات الخشخاش يتم قسم منه حاليا من أعواد وأوراق ورؤوس الخشخاش الجافة، بعد جني البذور منهاأدركنا أن الزهراوي
كان السباق في كشف التأثير الدوائي لهذه الأقسام يضاف إلى ذلك)
نه بين الصفات الفيزيائية للأفيون الجيد والمواد المستعملة في غشه كعصارة الخس البري والمامثيا والصمغ العربي، وبين طريقة كشف هذا الغش.

ثانيا-: صفة استخراج عصارة الماميثا:
يقول الزهراوي (أن دياسقوريدوس قد زعم بأن لون عصارة الماميثا شبيه بلون الزعفران أما أنا فأخذت الماميثا ودققتها وعصرتها على ما حكي داسقوريدوس فلم يخرج ماؤها أصفر كما وصف وصنعت منيا شيافا فأتمت شديدة
الخضرة، حتى غلبها السواد. فسألت بعض المتجولين في الشرق عن ذلك فقال إنما تؤخذ العصارة وتعجن بماء النشاشتج وتشيف، ففعلت ذلك فأتت مايلة للصفرة، إلا أنها لم تأت كالمجلوبة.
وأخبرني غيره إنما يعجن الطفل بمائها وتشيف، وهكذا يأتينا من المشرق ولا أعرف لذلك حقيقة).
إن هذا الشرح إن دل على شىء فإنما يدل على الروح العلمية التي كان يتمتع بها الزهراوي واهتمامه بالبحث عن الحقيقة عن طريق التجربة.

ثالثا-: حفظ بصل العنصل من الانبات:
يقول الزهراوي: (تأخذ البصلة فتكويها بسفود حامية في الأصل الذي يندفع منه العسلوج، تفعل ذلك قبل أن يبرز العسلوج من البصلة، فإنه إذا برز فليس فيه إلا أن تقطع وتحرق موضع القطع حرقا جيدا بالنار فإنها تبقى لا إن هذه الطريقة العملية تمنع فعلأ من نمو البرعم النهائي في البصلة.

رابعا-: عسل العنصل المقطر الذي يقتل به الفأر:
يقول الزهراوي (يؤخذ بصل العنصل كما هو طريا فيقشر من قشره الأعلى ثم يقطع القشر بسكين ويملأ منه قدر بعد أن يثقب أسفل هذا القدر بثقوب كثيرة. ثم يحفر في الأرض حفرة ويوضع في تلك الحفرة قدر آخر، ثم ينزل القدر المملوءة بالعنصل عليها، وتطبق الوصل ثم تطين القدر الأعلى، ويترك على وجه الأرض، وقد جمع التراب حول القدر لئلا يصل إلى القدر الأسفل من النار شيء.

ثم يوقد على القدر الأعلى نار السرقين أو ما أشبهه الليل كله. فإذا كان بالغد فتحت القدر فوجدت الماء قد قطر في القدر الأسفل، فتصفيه وترفعه.

فإذا أردت قتل الفأر عجنت به شيئا من الخبز وألقيته في موضع الفأر فإنه يقتله قتلا وحيا ). أي سريعا.

إن هذه الطريقة السهلة والمتقدمة من الناحية التقنية تعتبر أيضأ من مبتكرات الزهراوي على ما أظن.

وأهميتها:
أ- في تثبيت بصلات العنصل بالحرارة وهي عملية ضرورية لحفظ المركبات الفعالة الموجودة فيها.
2- استخراج الغليكوزيدات الموجودة في هذه البصلات على شكل محلول مائي وهي طريقة تستحق أن نقوم بتجربتها للتأكد من صلاحيتها عمليا.

خامسا -: تبييض الخل والشراب:
يصف الزهراوي في هذه الفقرة تحضير كل من حمض الخل والكحول الايتلي بصورة موجزة وعملية، ويعطي بذلك الدليل القاطع على أن العرب هم أول من قام استحصال هاتين المادتين
فيقول (يصنع فرن على مثال تقطير ماء الورد. ثم تملى البطون المزججة من الخل. ويترك من البطن مثل الربع لئلا يغلى ويق.

ثم تدخل النار من أسفل برفق من غير أن تشد النار، فإنك إن شددت النار خرج الخل غير صافي البياض. وتوخ أن يكون الخل الذي تريد تبيضه من العنب الأبيض، ويكون صافيا غير كدر، ويكون أثقف ما يكون من أنواع الخل، فإنه يقطر أبيض صافيا بتة ، فيرفع إلى وقت استعماله، وكذلك يقطر الشراب من أجب).

ب)- الفصل الثاني ويضم الأقسام الآتية:
أولا-: في إصلاح الأدو ية المسهلة:
وهو مبحث اقتبسه الزهراوي من كتاب ليوحنا بن ماسويه عنوانه (في تركيب الأدوية المسهلة وإصلاحها وخاصة كل دواء منها ومنفعته).
أما العقاقير الواردة في هذأ الفصل فهي:
الحنظل- التيريد- الفر بيون- الخريق الأبيض- البسبايج- حب النيل- ا لافتيمون- الأغاريقون- المازريون- العلقم- الشبرم- السوسن الاسما نجوني- الوج- القنطوريون- الشاهترج- ا لافسنتين- الكشوثا- اللبلاب- القاقلة- البرشياوشان- السنا الحرمي والأندلسى- حب الرند- حب القرطم- لسان الثور.
ثانيا-: في أخذ بعض العقاقير النباتية: أي تناولها ومقاديرها وفائدتها وهي:
الهليلج الأصفر والأسود والكابلي- البنفسج- الاجاص- التمر هندي- الترنجبين- الخارشنبر- الرمالط الحلو والحامش- ماء الخيار الحلو- الجوشير- العقل- السكبينج.
" ثالثأ-: في أخذ الأملاح والمياه المالحة وتصفية المياه الكدرة.
رابعآ-: تعفيص الزيت (أي تعطيره) لعمل الأدهان للعقاقير الآتية:
الورد- الحلبا- السوسن- ى- الحنا. بالإضافة إلى طرق تبييض الزيت والشرج.

خامسا-: تحضير بعض العقاقير والأدوية النباتية وهي:
رماد ورق الزيتون- عمل نشا الحنطة والشعير والكرسنة- عمل سويق الكرسنة- عمل ماء الورد بطرق مختلفة-عمل الرامك والسك بأنواعه.
ج)- الفصل الثالث في تحضير بعض العقاقير النباتية:
لقد جمع الزهراوي في هذا الفصل الطرق المستعملة في تحضير العقاقير النباتية بصورة عامة قبل استعمالها. وهي طرق اقتبست أكثرها من مؤلفات غيره، ولكن من بينها أيضأ ما هو من مبتكراته الخاصة
وسأعدد فيئ يلي جميع تلك الطرق ثم أذكر بعد ذلك ما يعود إليه الفضل في إبداعه:
إحراق أغصان النباتات للحصول! على الأرمدة- قلي الهليلجات لأصحاب النزف قلي البزرو لعمل سفوف القلياثا- قلي الصموغ والكهربا والعفص- إحراق درديالخسر- تربيب العنزروت- تربيب الكراويا- تربيب الأملج- نقع الكمون في الخل- تصفية الصمغ العربي والكثيرا- تدبير الأفيون وأخذ دخان الكندر- بخ
القطران المستعمل في السنون- حك الصندل لتحضير مسحوقه- استخراج لعاب البذور- استخراج عمل البلازر- استخراج لب البذور وتقشيرها- تجفيف الأزهار واللحاء والأصول- تقشير الثمار وتجفيف شرها- دق الحنظل والحيلة في نخله-انقاع الوشتى وجميع الصموغ- عمل قالب الأقراص- ترويق المطبوخات- صناعة ملح القلي وتبيضه وإحراقه- تجفيف الحشائش.

لقد وصف الزهراوي مراحل العمل في هذه الطرق وبين فيها آراءه العملية. ومما لا شك فيه أن هنالك طرقا كثيرة تستحق الشرح لأهميتها وخاصة إحراق دردي الخسر والحيلة في نخل الحنظل وصناعة ملح القلي وتبيضه، ولكن خوفا من الإطالة والتطويل سأكتفي بذكر طريقة صنع قالب الأقراص الدوائية كما وصفها الزهراوي فقال:
تأخذ لوحا من بقس أو أبنوس أو حجرا من أحجار السن أو عاجا أو من أي عود شئت، يكون صلبا أملس.
سعته ثلاثة أصابع وطوله شبر وغلظه إصبعان فيحذف تحذيفا حسنا، ثم ينشر على نصفين على طوله، يكون غلظ كل لوح منه إصبعا
. ثم تفتح في الوجهين بالضابط دوائر على قدر القرص وهيئته، وما تريد من غلظه ورقته. ثم نحفر في كل وجه قدر غلظ نصف (القرص).
وينقش في قعر أحد الجهتين اسم القرص الذي تريد أن تصنعه، إما وردأ وإما بنفسجا أو غيرها. ويكون النقش مقلوبا ليأتي على طبع القرص مستقيما. وإن شئت أن لا تنقش في كل حفرة اسم القرص على انفراد ليطبع في قالب واحد أجناسا كثيرة من الأقراص.
فإذا أردت الطبع فيه دهنت الجهتين بدهن مشاكل لتلك الأقراص، إن كانت أقراص ورد دهنت بدهن ورد، أو بنفسج دهنت بدهن بنفسج وطبعت ما شئت منها في ساعة، وهذه صورة القوالب.
لم أجد في المخطوطتين الموجودتين في حوزتي صورا لتلك القوالب ولكنني رأيت صورا لها في مخطوطة مدونة باللغة اللاتينية، محفوظة في المكتبة الوطنية بباريس. كما وجدت صورة أخرى في جزء من أقربازين عراقي نادر يعود إلى القرن الخامس عشر، وسأسعى إن شاء الله لتحقيق ذلك الأقرباذين حينما أعثر على بقية أجزائه، كما وجدت صوره في مخطوطة قام بتحقيقها الدكتور سامي حمارنة...
الباب الثالث (في تدبير الأدوية الحيوانية)
يشمل هذا الباب الطرق المستعملة في تحضير العقاقير الحيوانية الآتية:
ا- إحراق النواتج الحيوانية وغسلها وهي: الصدف- قشور البيض- العظام- قرن الأيل- الابريسم- الصوف-
السرطا نات- العقارب- الأفاعي- الأرا نب والقنافذ والضفادع...
2- جمع الذراريح وخرء الكلاب.
3- أخذ دماء الحيوانات الآتية- سلحفاة- جداء- بط- أوز- تيس.
4- أخذ المرارات والانفحات.
5- استخراج رطوبة الحلزون.
6- جمع راسب أبوال الصبيان وتجفيفه أوترميده.
7- صنع غراء جلود وتدبير الشحوم واختزانها وتطيبت وتدبيرالأمخاخ وخزنها.
8- عمل الزوفا الرطب وغسله (أي شحم الصوف نم.
9- أخذ رجيع الصبيان وتجفيفه.
10- نزع رغوة العسل وطبخه وتبيض الشمع العسلي..
11- عمل النوشادر.
إن أكثر هذه الطرق قد ورد ذكرها في المؤلفات اليونانية والعربية ولكن الزهراوي بأسلوبه السهل ولغته ومصطلحاته الواضحة والخالية من التكلف قد بين بصورة عملية طريقة التحضير لكل عقار حيواني مع بيان أهميته وفائدته الدوائية.

وسأقتصر فيما يلي على الكلام عن طريقة عمل النوشادر (أملاح الأمونياك) كما جاءت في كتاب التصريف للزهراوي ، علما بأنه قد حشر هذه المادة المعدنية في باب العقاقير الحيوانية. ولكن نظرا لأن أبا الريحان البيروني هو) ولمن أوضح معنى النوشادر وبين طريقة تحضيره في كتابه الصيدلة في الطب لذلك فإنني سأذكر ما جاء في هذا الكتاب ثم أتبعه بما قال الزهراوي لتبين للقارىء الأهمية العلمية لكتابة التصريف.

يقول البيروني " النوشادر بالرومية أمونيقون. وهو في جبال النيم من اسروشنة كأنه ثقب في غار في الجبل، لا يضرمن قاربه، ولكنه يبنى عليه بيت ويستوثق من بابه وكوته. حتى يقع فيه بخار كالدخان بالنهار، وكالنار بالليل، وينعقد نوشادرا، فيدخله المختلس لابسا لبودا رطبة.
وتنتقل هذه النار فيتطلبها ويحفر لها.

وسمعت أن أهل القرية يجعلون منها كالقني إلى بيوتهم، يستدفئون بها ويطبخون في الكانون عليها. وقيل إنه(نار طاهرة) وبها سمي نوشادرا أي (النار الهنيئة)، وإن أخرى خبيثة تعاديها وتضربها وتنحيها ولا يحصل منها نوشادر.

ثم يقول بعد ذلك " وسمعت بعض الهند يقول: إن الدمن التي تجتمع على أبواب قراهم كالهضاب، ربما تقع فيها نار فتأخذ في الاحتراق زمانا إلى أن تفنى وتخمد. فإذا برد فتش ووجد فيه النوشادر البيكاني ".

ويصف الزهراوي عمل النوشادر فيقول صنع من الحجارة الموجودة في أزقة الحما مات التي توقد بالزبول خاصة. وهي حجارة سود تجتمع من قوة الأملاح التي في الزبول. فتؤخذ تلك الحجارة فتسحق سحقا جيدا وتوضع في قدر واسعة الفم. وتكب على فم القدر صحفة من تراب مزججة وتثقب في أسفلها تثنية. وتطين الصفحة على فم القدر بطين الحكمة. وتصنع لها فرنا محكما، لتكون القدر معلقة في وسط الفرن، وتكون القدر من تربة تتحمل النار المدبرة.

وتطين أسفلها بطين الحكمة، ثم تدخل النار تحتها وتنظر إلى الثقبة التي وضعت في أسفل الصحفة، فإذا رأيت الرطوبة خارجة من الثقب تركتها كما هي مفتوحة حتى تنفذ الرطوبة وترى بياض النوشادر يصعد فحينئذ تسد الثقبة سدأجيدأ ثم تشد الناركله، ثم تترك الفرن يبرد. فإذا برد قلعت الصحفة فألفيت النوشادر قد كسا الصفحة فتكسرها برفق وتأخذ النوشادر وترفعه إلى وقت حاجتك إليه ".

مما سبق يتبين لنا أن المقالة (28) من كتاب التصريف تعتبر بحق النواة الرئيسية لعلم الكيمياء الصيدلية الحديثة.

وهي بالاضافة إلى المقالات الأخرى الموجودة في كتاب التصريف والتي تبحث في الأدوية المفردة والمركبة تعتبر أكمل أقرباذين ظهر في العالم باللغة العربية حتى القرن الحادي عشر للميلاد.


فهرس المقالات الواردة في كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف رقم
المقالة عنوان المقالة رقم
المقالة عنوان المقالة 1 مقدمة في الطب وأقسامه ـ علم التشريح16 السفوفات2 تقسيم الأمراض وعلاماتها وعلاجها17 الأقراص3 صفات المعاجين التي تخمر وتدخر18 أدوية الاستعمال الخارجي4 أترباقات والأدوية المفردة الداخلة فيها19 أدوية الزينة5 الايبارجات إدخارها وتخميرها20 أدوية علل العين6 الحبوب المسهلة21 أدوية مداواة الفم والأسنان7 الأدوية المقيئة22 أدوية علل الصدر8 الأدوية المسهلة اللذيذة الطعم والرائحة 23 الأضمدة المستعملة في العلاج9 الأدوية القلبية24 المراهم10 الأطريفلات ( معاجين هندية )25 الأدهان البسيطة والمركبة11 الجوارشنات ( معاجين هاضمة ) 26 أطعمة المرضى12 أدوية الباه والسمنة والتهزيل27 قوى الأغذية وخواص الأدوي13 الأشربة والسكنجينات والربويات28 في إصلاح الأدوية14 النقوعات والمطبوخات29 تسمية العقاقير وإبدالها وإعمارها15 مربيات الفواكه والأزهار30 العمل باليد ( الجراحة ــ الجير )

أسماء العقاقير والمصطلحات الواردة في المقال
أسرب : هو الابار عند البيروني الأبار والآنك هما الرصاص الأسود في القانون .
أثمد : كبريت الانتموان S2 Sb2
أفسنتين : Art. Absinthium
أقاقيا : رب تمار الـ Acacia
اشقيل : Urgithymum
أفتيمون: Epithymum
أقليميا ـ قليميا : خبث كل معدن ذائب
أملج : Emblic
أفيون : Opium
أبرسيم : حرير خام
أبنوس : Ebene
أنفحة : Presure
إجاص : Prunus damestica
اسما نجوني : أزرق بنفسجي أو سماوي
برشياوشان : كزبرة البئر Adiantum
بنفسج : Viola
بنج : Hyoscyamus
حنطة ــ قمح Triticum
خنا Lawesonia
حلبا Trigonella
قرطم ( حب ) Carthamus
خيار حلو Cucmis sativus
خيار شنبر Cassia Fistula
خريق أبيض Veratrum album
برباريس ، امبر باريس Berberis
بقس Buxus
بلاذر Anacardium
بسبايج Polypodium
تافسيا ـ ينتون Thapsia
ترنجبين ( من العاقول ) Alhagi
تمر هندي Tamarindus
تريد Ipo. Turpeum
توبال ـ خبث ــ سقوربون Scoie
توتيا Zinc oxyde
جاوشير Opoponax
جلنار : زهر الرمان
حسك Tribulus
حنظل Calocynthis
حضض Lycium
حب الرند ــ غار Laurus
حب النيل Caladama ( Iponea )
زاج أخضر Fer protasulfate
زاج أبيض Zinc Sulfate
زنجار Cuivre acetate
زنجفر ــ زنجفور Cinaber
سنا حرمي ـ سنامكي Senna
سنا أندلسي Colutea
خل Vinaigre
دردي Tarire
ذرايح Extrait concentre
رمان Punica
روسنحتج ـ نحاس ـ محرق CuO رامك ــ ارماك : رب حشب الكندر
زرنيخ أحمر S2 As2 ( Arsanicum )
ورنيخ أصفر S2 As2
زوافرطب : شحم الصوف
زوفا يابس : Hyssopus
زيد البحر Sepia - Seche
صندل Santal
صدف Coquille
ضابط : فرجار
طراثيث Cynomorium
علقم : الحنظل أو كل مادة أو عقار مر الطعم
عوسج Rhammus au Lycium
عفص : Galle
عاج Ivoire
عنزروت أو اتنزروت Sarcocolla
غافث Eupatoria
غاريفون ( واغاريفون) Agaricum
سوس Iris
سوس ( عرق) Glycyrrhiza
سقرريون ــ خبث Scorie
سك : معجون ممسك اساسه الأملج أو البلح
سنون Pate dentifrice
سويق : ما قلي من الحبوب ثم طحن
سيرج ـ شيرج ـ زيت السمسم .
سكينج Sagapenum
شير Euphorbia pithyusa
شاهترج Fumaria
شب Alum
قليميا : خبث كل جسد
(معدن) ذائب .
قدميا : Zinc Carbanate
كايلي ( أهليلج) Term. Chebula
كشوث Cuscuta
كلس ـ نورة CaO
كاكنج Physalis
كرسنة Viscia Ervila
كراويا Carum Carvi
كمون Cumonum Cyminum
كثيراء Astragalus gum
كندر ـ لبان Obibonum
فربيون ـ افربيون Euphorbijm
قلقديس : الزاج الأبيض
قثاء الحمار Wcbalium Elaterium
قنة Ferula
قنطريون Centaurium
قاقلة Cardamomum
تلفطار : الزاج الصفر
الضارب إلى الحمرة
متقنت ــ متقند ــ شجرة
زاج أخضر
قطران Goudron
قرن الايل Cornede Cerf
مقل Bdellium
مقلياتا ما قلي من
سائر البذور
مرتك ــ مرداسنج هو
تلآنك المحرق Pbo
نرجس Narisus
نوشادر Sel dammoniac
هليلج ـ اهليلج Terminalia Myrobalan
وج Acorus Calamua
كهربا ــ كهرمان Succin
لبلاب Convolvulus
لسان الثور Borago,
لعاب Mucilage
لحار Cortex
ماقيا Glaucium
مازريون Daphne Meserum
مرجان Corail
وشق ــ اشق ــ وشج Ammoniacum
ورد Rosa
يتوع Latex


تم بحمد لله وفضل منه
بحثي عن
أبو الجراحة والجراحين " أبو القاسم الزهراوى " للحمله التعرف على علماء ومخترعون
من تجميعي ^.^


كتبت : LOVELYWIFE
-
ماشاء الله عليك يا ام عمر موضوع رائع تستحقي التقييم الحلو ماشاء الله علمتنا ما كنا نجهله عن هذا العالم واكتشفت انو كل علم من علوم اليوم هو بفضل الله اولا واخرا وثانيا بفضل علمائنا


جزاك الله خيرا واثابك
كتبت : honey
-
موضوع مهم جدا
كم نجهل عن علمائنا الأفاضل

بارك الله بك و لموضوعك أحلى تقييم
كتبت : عود مسك
-
ما شاء الله عليك اشتركتي بالحمله فابدعتي وتميزتي


بطريقة العرض والسرد معلومات كافيه ووافيه عن احد رموز العلم


بارك الله فيك عزيزتي واكثر من امثالك
الصفحات 1 2 

التالي

تركيا من أتاتورك الى أردوغان ـ دولة واحدة وهويات متعددة مراسلة من بلدى

السابق

موقف جديد لأردوغان

كلمات ذات علاقة
للجمله , لبن , أبو القاسم الزهراوى , التعرف , الدراجة , علماء , على , ومخترعون , والجراحين