استراتيجيات لتقليل خطر السرطان "مشنركة في حملة كلنا ضدالسرطان "
مجتمع رجيم / معاً ضد السرطان .. من أجل الوقاية والعلاج
كتبت :
فارسة التحدي
-
يمكن بإجراءات وقائية واقعية بسيطة
إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح كل
عام في الدول المتقدمة وحدها.
في عام 1996 تجاوز عدد وفيات السرطان في الولايات المتحدة 000 550 من البشر، ولم يقل العدد في أوروبا عن 000 840.
ولكن الأدلة المتوافرة تشير إلى أنه كان من الممكن نظريا الحيلولة دون موت أكثر من نصف هؤلاء الناس في هذين الجزأين من العالم
اللذين يتصفان بمعدلات عالية نسبيا ومحققة من وفيات السرطان.
وتنبثق فكرة قدرتنا على تقليل خطر السرطان من دراسات دامت عشرات السنين. فقد بينت التجارب المختبرية الواحدة تلو الأخرى أن مجموعة متنوعة من الكيماويات والعوامل البيئية الأخرى يمكن أن تسبب السرطان لدى الحيوانات.
وربطتْ الدراسات على البشر أيضا بين التعرض المكثف لمواد معينة في مواقع العمل والأخطار العالية لأنماط نوعية من السرطان.
كما أكدت الدراسات العالمية المتكررة على المهاجرين أنهم يميلون إلى اكتساب النموذج السرطاني لأوطانهم الجديدة خلال مدة تتراوح بين عشر سنوات (في حالة سرطان القولون والمستقيم) وعدة أجيال
(في حالة سرطان الثدي)
مما يعني أن ذلك ناشئ من شيء ما في البيئة مِثْل تغيير الغذاء أو أنماط النشاط البدني.
فإذا كان ثمة عوامل خارجية تستطيع زيادة خطر السرطان فإن تفادي تلك العوامل لا بد أن يقلل هذا الخطر.
ولكن كيف حدَّدنا المدى الذي يمكن بلوغه في تخفيض عدد الوفيات؟
لقد بدأنا بتحديد أدنى معدلات أنماط السرطان المختلفة لدى مجموعات سكانية كبيرة في العالم تحتفظ بأرقام معتمدة للوفيات بسبب السرطان.
ففي اليابان والصين يقل إلى حد كبير حدوث العديد من السرطانات الأكثر شيوعا في الولايات المتحدة وأوروبا.
ولتكوين بيان بالخط القاعدي base line التقديري لحدوث السرطانات، اخترنا أدنى معدل لكل نمط من أنماط السرطان من بين البيانات التابعة للولايات المتحدة واليابان والصين.
ثم حسبنا الفرق بين أعلى معدل والخط القاعدي.
فاستنتجنا من هذه المقارنات أنه يمكن تخفيض وفيات السرطان بنحو 60 في المئة في الولايات المتحدة.
وربما أقل قليلا في حالة النساء الأمريكيات السوداوات، لأن معدل حدوث السرطان لديهن هو في الأصل أقل قليلا.
وتعتبر أرقام معظم الأوروبيين مماثلة.
ومع أننا واثقون من أن معدلات الوفاة في معظم أنماط السرطان يمكن تخفيضها بشكل جوهري، فإننا نصادف استثناءيْن ملحوظين.
ففي حالتي سرطان الثدي لدى النساء وسرطان الپروستاتة لدى الرجال، لا توجد إجراءات وقائية مؤكدة يحتمل أن يكون لها تأثير بارز.
وتتعدى هذه الأرقام في أهميتها إطار خبراء السياسات والتأمين. فبالنسبة لملايين الأفراد، تعني هذه النتائج أن تغيير نمط الحياة
يمكن أن يطيل العمر ـ عدة سنوات في المتوسط، بل عدة عقود لأولئك الذين قد يصابون في منتصف أعمارهم.
ولكن تقليل أخطار السرطان لدى معظم هؤلاء الناس إنما يتطلب عددا كبيرا من التغييرات لتغطي طيفا واسعا من الأسباب.
أما بالنسبة للناس القلائل الذين ورثوا جينات طافرة تزيد بشكل درامي (مأساوي) خطر إصابتهم بأنماط معينة من السرطان،
أو بالنسبة للذين تعرضوا لأخطار مهنية غير عادية، فإن الاستراتيجيات لا بد أن تتجه بشكل رئيسي إلى الوقاية من هذا السرطان بالذات.
درهم وقاية
يمكن تفادي الموت بالسرطان عبر منع الإصابة به أو اكتشاف المرض بصورة مبكرة تكفي لمعالجته بنجاح، أو عبر الاثنين معا
(بمعنى محاولة منع المرض مع التيقظ له بدرجة تكفي لاصطياده مبكرا ومعالجته بمجرد حدوثه).
وتتضمن أمثلة استراتيجيات الوقاية من السرطان عدم التدخين أصلا أو الإقلاع عن هذه العادة لمن يدخن.
فالتحرر من هذه العادة يمكِّن من كان يدخن من التمتع بمزية غير المدخن من قلة الإصابة بسرطان الرئة بعد نحو عشر سنوات من الإقلاع. ومن وسائل الوقاية الأخرى أكل خضراوات معينة وأطعمة أخرى تبطل نشاط المسرطنات (المواد المسببة للسرطان)
في الجسم.
كما أن التلقيح (التطعيم) vaccination ضد مختلف العوامل المُعدية التي يعرف أنها تسبب السرطان يمكن نظريا أن يساعد؛ ومع ذلك فاللقاح الوحيد الذي يخدم هذا الغرض حاليا هو ذاك الذي يمنع العدوى بالتهاب الكبد الڤيروسي البائي (B).
والكشف المبكر يعني تشخيص المرض في مرحلة أكثر قابلية للمعالجة، أي قبل ظهور الأعراض التي تجعل المريض يطلب الرعاية الطبية
[انظر في هذا العدد: «تطورات في الكشف عن السرطان»].
ولقد تم تطبيق هذه المقاربة (الأسلوب) على بعض السرطانات مثل سرطان عنق الرحم وسرطان القولون والمستقيم.
وتشير الدراسات الوبائية إلى أن معدليْ الوفاة بهذين المرضين يمكن تخفيضهما بنسبة %50 على الأقل إذا ما طُبِّق الاستقصاء على نطاق واسع، بحيث يمكن استئصال الأورام المحتملة التسرطن وكشف الخباثات malignancies بشكل أبكر. وتعتبر لطاخة پاپانيكولاو Pap smear المعروفة الاختبارَ اللازم للكشف عن سرطان عنق الرحم، في حين يتمثل أكثر الإجراءات فعالية للكشف عن سرطان القولون والمستقيم في تنظير السيني sigmoidoscopy وتنظير القولون colonoscopy.
وبصرف النظر عن مدى نجاعتهما، فإن الكشف المبكر والمعالجة لا يرقيان إلى مستوى الوقاية الأولية (المنع) لأسباب عدة.
فالوقاية، بكل وضوح، تتفادى صدمة من يشخص لديه السرطان ويُعالج منه. يضاف إلى ذلك أن العديد من طرائق الوقاية من السرطان
(مثل الرياضة المنتظمة والغذاء المناسب) لها فوائد أخرى مثل تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وغيرها من الأمراض التي تجعل الوقاية الأولية أكثر جدوى من المعالجة.
وعلاوة على ذلك، فإن مقدرة الطب على معالجة الأشكال الكثيرة من السرطان تبقى محدودة لِنَزْعَة المرض للانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم فيما يسمى ظاهرة الانتقال (النقائل) metastasis. وبالطبع، فإن إخفاق الوقاية يُبقي على المعالجة كملاذ أخير.
وعلى الرغم من مزاياها، فإن قوة الوقاية كدفاع ضد السرطان لم تدركها جميع الجماهير إدراكا كاملا، بدليل الاستمرار الواسع الانتشار للعادات غير الصحية؛ ولربما نتفهم نحن هذه الملاحظة المخيبة للأمل؛ ومع ذلك فإنه من المستحيل تقرير ما إذا كان أسلوب الحياة الصحي
قد دفع أذى السرطان عن فرد ما.
وعلى النقيض من ذلك، فإن المعالجة الناجحة تغدو دائما حَدَثا بارزا.
وعلاوة على ذلك، فإن نتائج المعالجة المجدية تظهر بسرعة في حين يستغرق ظهور تأثير النظام الوقائي (مثل الإقلاع عن التدخين)
سنوات وسنوات.
وعلى شاكلة ما جاء في مقالة زملائنا حول مسببات السرطان، فإننا نركز هنا على الأنواع المميتة منه أكثر من تركيزنا على جميع الحالات لتفادي التشويهات (التحريفات) الحسابية التي يسببها العدد الكبير من السرطانات الشديدة التوضع(1) وتلك الأشكال من سرطان الجلد التي يندر أن تكون مميتة. ومن أجل كل سبب رئيسي للوفاة بالسرطان، نقوم بتقدير عدد الوفيات التي يمكن الإقلال منها بالنسبة لمن يعيشون في الولايات المتحدة والبلاد المتقدمة المشابهة.
احتمالات إصابة النساء بالسرطان حتى سن الخامسة والسبعين
الهدف
الممكن تحقيقه لتقليل احتمالات الإصابة بأي نوع من أنواع السرطان طوال الحياة العادية للنساء البيضاوات هو تخفيضها بمقدار الثلث
(في اليسار).
ويقل الهدف المقابل في حالة النساء السوداوات عن هذا المقدار لأن معدلات إصابتهن أصلا أقل من مثيلاتها لدى البيضاوات.
أما الرجال فيمكنهم تخفيض احتمالات الإصابة بمقدار النصف على الأقل (في اليمين).
ويستطيع أي إنسان تقريبا إنجاز مثل هذا التخفيض في أخطار السرطان عبر اتباع عادات حكيمة مثل عدم التدخين والتريض بانتظام وتناول مقادير وفيرة من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة (غير المقشورة)، وعبر تجنب الشحوم الحيوانية واللحم الأحمر والنشويات المنخولة والكحول. ويدعم واقعيةَ مثل هذه التخفيضات ما تحقق للسبتيين Seventh-Day Adventists (الذين يتبع كثير منهم هذه العادات) من تخفيضات كبيرة. وبهبوط حدوث الإصابة بكثير من السرطانات، سترتفع نسبة حالات سرطان الثدي وسرطان الپروستاتة لعدم وجود إجراءات وقائية فاعلة
يمكن أن يكون لها تأثير واضح في حدوثهما في المستقبل القريب.
تركِّز معظم حملات الوقاية من السرطان، بجدارة،، على مكافحة وباء تدخين التبغ.
ولكن هذا الهدف لم يتحقق كما يجب، إذ إن انخفاض التدخين في معظم الأقطار المتقدمة قابله في السنوات الأخيرة ازدياد سريع للتدخين
في أرجاء أخرى من العالم.
فالبرامج المحدودة النطاق وجهود التوعية الصحية التقليدية لا تضاهي القوة الإدمانية للنيكوتين والسطوة التسويقية لصناعة التبغ.