** سلسلة الشمائل المحمديه **

مجتمع رجيم / السيرة النبوية ( محمد صلى الله عليه وسلم )
كتبت : * أم أحمد *
-

الشمائل المحمديه ywgc27bdv8.gif









الشمائل المحمدية




1- أخبرنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول كان رسول اللهالشمائل المحمديه sala-allah-3aleh-was ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمهق ولا بالآدم ولا بالجعد القطط ولا بالسبط بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين فتوفاه الله تعالى على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء .

2- حدثنا حميد بن مسعدة البصري حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن حميد عن أنس بن مالك قال كان رسول اللهالشمائل المحمديه sala-allah-3aleh-was ربعه وليس بالطويل ولا بالقصير حسن الجسم وكان شعره ليس بجعد ولا سبط أسمر اللون إذا مشى يتكفأ .

3- حدثنا محمد بن بشار يعني العبدي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي اسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول كان رسول الله رجلاً مربوعاً بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه عليه حلة حمراء ما رأيت شيئاً قط أحسن منه .

4- حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع حدثنا سفيان الثوري عن أبي اسحاق عن البراء بن عازب قال : ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء أحسن من رسول الله له شعر يصرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين لم يكن بالقصير ولا بالطويل .

5- حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا ابو نعيم حدثنا المسعودي عن عثمان بن مسلم بن هرمز عن نافع بن جبير بن مطعم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لم يكن النبي بالطويل ولا بالقصير شثن الكفين والقدمين ضخم الرأس ضخم الكراديس طويل المسربة إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله .

6- حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي إملاء علينا من كتابه قال : اخبرني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله عن ابن لأبي هالة عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافاً عن حلية رسول اللهالشمائل المحمديه sala-allah-3aleh-was الشمائل المحمديه sala-allah-3aleh-wasوأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً أتعلق به فقال كان رسول الله فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر إن انفرقت عقيقته فرق والا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ من غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية سهل الخدين ضليع الفم مفلج الأسنان دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن ما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة شثن الكفين والقدمين سائل الأطراف أو قال شائل الأطراف خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعا يخطو تكفيا ويمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه ويبدأ من لقي بالسلام .

7- حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول كان رسول اللهالشمائل المحمديه sala-allah-3aleh-was ضليع الفم أشكل العين منهوس العقب ، قال عظيم الفم قلت ما أشكل العين [ قال طويل شق العين ] قلت ما منهوس العقب قال قليل لحم العقب .


يتبع باذن الله....
كتبت : * أم أحمد *
-
بسم الله الرحمن الرحيم


[frame="4 85"]
باب ما جاء في خاتم النبوة
[/frame]



1- حدثنا قتيبة بن سعيد أنا حاتم بن إسماعيل عن الجعد بن عبد الرحمن قال سمعت السائب بن يزيد يقول ذهبت بي خالتي إلى رسول الله فقالت يا رسول الله إن ابن أختي وجع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وضوئه وقمت خلف ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه فإذا هو مثل زر الحجلة .

2- حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني أنا أيوب بن جابر عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله غدة حمراء مثل بيضة الحمامة .

3- حدثنا محمد بن بشار أنا أبو عاصم أنا عزرة بن ثابت قال ثني علباء بن أحمر اليشكري قال حدثني أبو زيد عمر بن أخطب الأنصاري قال : قال لي رسول الله يا أبا زيد أدن مني فامسح ظهري فمسحت ظهره فوقعت أصابعي على الخاتم قلت وما الخاتم قال شعرات مجتمعات .

4- حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي أنا علي بن حسين بن واقد ثني أبي ثني عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي بريدة يقول جاء سلمان الفارسي إلى رسول الله حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدي رسول الله فقال يا سلمان ما هذا فقال صدقه عليك وعلى أصحابك فقال ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة قال فرفعها فجاء الغد بمثله فوضعه بين يدي رسول الله فقال ما هذا يا سلمان فقال هدية لك فقال رسول الله لأصحابه ابسطوا ثم نظر إلى الخاتم على ظهر رسول الله فآمن به وكان لليهود فاشتراه رسول الله بكذا وكذا درهما على أن يغرس لهم نخلا فيعمل سلمان فيه حتى تطعم فغرس رسول اللهالنخيل إلا نخلة واحدة غرسها عمر رضي الله عنه فحملت النخل من عامها ولم تحمل نخلة فقال رسول الله ما شأن هذه النخلة فقال عمر يا رسول الله أنا غرستها فنزعها رسول الله فغرسها فحملت من عامها .

5- حدثنا محمد بن بشار أنا بشر بن الوضاح أنا أبو عقيل الدورقي عن أبي نضرة قال سألت أبا سعيد الخدري عن خاتم رسول الله ( يعني خاتم النبوة ) فقال كان في ظهره بضعة ناشزة .

6- حدثنا أبو الأشعث احمد بن المقدام العجلي البصري اخبرنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال أتيت رسول الله وهو في ناس من أصحابه فدرت هكذا من خلفه فعرف الذي أريد فألقى الرداء عن ظهره فرأيت موضع الخاتم على كتفيه مثل الجمع حولها خيلان كأنها ثآليل فرجعت حتى استقبلته فقلت غفر الله لك يا رسول الله فقال ولك فقال القوم استغفر لك رسول الله فقال نعم ولكم ثم تلا هذه الآية واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات [ سورة محمد ]




يتبع.....

كتبت : * أم أحمد *
-


[frame="8 98"]باب ما جاء في شعر الرسول [/frame]


1- حدثنا علي بن حجر أنا إسماعيل بن إبراهيم عن حميد عن انس بن مالك قال كان شعر رسول الله إلى نصف أذنيه .

2- حدثنا هناد بن السري أنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت اغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة .

3- حدثنا احمد بن منيع أنا ابو قطن نا شعبة عن أبي اسحاق عن البراء بن عازب قال كان رسول الله مربوعاً بعيد ما بين المنكبين وكانت جمته تضرب شحمة أذنيه .
4- حدثنا محمد بن بشار أنا وهب بن جرير بن حازم قال ثني أبي عن قتادة قال قلت لأنس كيف كان شعر رسول الله قال لم يكن بالجعد ولا بالسبط كان يبلغ شعره شحمة أذنيه .

5- حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر انا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانئ بن أبي طالب قالت قدم رسول الله مكة قدمه وله أربع غدائر .
6- حدثنا سويد بن نصر ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن ثابت عن انس أن شعر رسول الله كان إلى أنصاف أذنيه .
7- حدثنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري أنا عبيد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤسهم وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم وكان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشئ ثم فرق رسول الله
رأسه .

8- حدثنا محمد بن بشار أنا عبد الرحمن بن مهدي عن إبراهيم بن نافع المكي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانيء قال رأيت رسول الله ذا ضفائر أربع .
يتبع ....

كتبت : * أم أحمد *
-

بسم الله الرحمن الرحيم





[frame="1 98"]( باب ما جاء في لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم ) [/frame]




[ ص: 131 ] اللباس بالكسر ما يلبس . ( أخبرنا ) : وفي نسخة " حدثنا " . ( محمد بن حميد الرازي ) : مر قريبا . ( أخبرنا ) : وفي نسخة " أنبأنا " . ( الفضل بن موسى ) :

أي أبو عبد الله المروزي ، أخرج حديثه الستة . ( وأبو تميلة ) : بالتاء المثناة من فوق مصغرا ، يحيى بن واضح المروزي الأنصاري ، مولاهم ، أخرج حديثه الستة . ( ويزيد بن حباب ) : بضم حاء مهملة فموحدة مخففة ، أخرج حديثه الستة .

( عن عبد المؤمن بن خالد ) : أي الحنفي المروزي ، أخرج حديثه أبو داود والترمذي والنسائي . ( عن عبد الله بن بريدة ) : سبق ترجمته في باب خاتم النبوة . ( عن أم سلمة ) : أي أم المؤمنين . ( قالت : كان أحب الثياب ) : بالرفع . ( إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) :

أي لأجل لبسه ولبس غيره . ( القميص ) : بالنصب ، هذا هو المشهور في الرواية ، وهو مقتضى ظاهر العبارة ، وإلا لقالت : كان القميص أحب الثياب . قال ميرك : ويجوز أن يكون " القميص " مرفوعا بالاسمية و " أحب " منصوبا بالخبرية . ونقل غيره من الشراح أنهما روايتان ، قال الحنفي : والسر فيه أنه إن كان المقصود تعيين الأحب فالقميص خبره ، وإن كان المقصود بيان حال القميص عنده صلى الله عليه وسلم فهو اسمه . ورجحه العصام بأن " أحب " وصف فهو أولى بكونه حكما . وأما ترجيحه بأنه أنسب بالباب لأنه منعقد لإثبات أحوال اللباس فجعل القميص موضوعا وإثبات الحال له أنسب من العكس ، فليس بذلك لأن أم سلمة لم تذكر الحديث في الباب المنعقد للباس . ثم الثياب على ما في المغرب جمع ثوب ، وهو ما يلبسه الناس من الكتان والقطن والصوف والخز والقز وأما الستور فليست من الثياب ، انتهى . وهو اسم لما يستر به الشخص نفسه مخيطا كان أو غيره ، والقميص على ما ذكره الجوهري وغيره :

ثوب مخيط بكمين غير مفرج يلبس تحت الثياب ، وفي القاموس : القميص معلوم وقد يؤنث ولا يكون من القطن وأما الصوف فلا ، انتهى . وكان حصره المذكور للغالب والظاهر أن كونه من القطن مرادا [ ص: 132 ]

في الحديث لأن الصوف يؤذي البدن ويدر العرق ورائحته يتأذى بها . وقد أخرج الدمياطي : كان قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم قطنا ، قصير الطول والكمين . قيل : ووجه أحبية القميص إليه صلى الله عليه وسلم أنه أستر للأعضاء من الإزار والرداء ، ولأنه أقل مؤنة وأخف على البدن ، ولابسه أكثر تواضعا .


كتبت : * أم أحمد *
-

[frame="15 85"] باب ما جاء في صفة مغفِر رسول الل صلى الله عليه وسلم
[/frame]


المغفر بكسر الميم وفتح الفاء ، ما يلبس تحت البيضة ، ويطلق على البيضة أيضا ، وأصل الغفر الستر ، كذا في المغرب ، وقيل :

هي حلقة تنسج من الدرع على قدر الرأس ، وفي المحكم هو ما يجعل من فضل درع الحديد على الرأس كالقلنسوة ، وقيل : هو رفرف البيضة [ ص: 199 ]

( حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مالك بن أنس ) أي صاحب المذهب ( عن ابن شهاب ) أي الزهري ( عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه مغفر ) وفي رواية عن مالك : مغفر من حديد ، ويعارضه ما روى مسلم عن جابر قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح ، وأجيب بأن مكة أبيحت له ساعة من نهار ، ولم تحل لأحد بعده ، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم ، فلذا دخلها متهيئا للقتال ، وقيل : خصص النهي بما إذا لم يكن ضرورة في حمله ; ولذا دخل عام عمرة القضاء ومعه ومع المسلمين السلاح في القراب ، وأما مجرد حمله فمكروه ، وقيل : المراد من النهي حمل السلاح للمحاربة مع المسلمين ، ويجوز أن يكون النهي بعد فعله صلى الله عليه وسلم على أنه يجوز له ما لا يجوز لغيره ( فقيل له ) أي بعد أن نزع المغفر ( هذا ابن خطل ) بمعجمة ومهملة مفتوحتين اسمه عبد العزى ، فلما أسلم سمي عبد الله ( متعلق بأستار الكعبة ) خبر بعد خبر أي خوفا من قتله ; لأنه كان ارتد عن الإسلام بعد أن كتب الوحي ، وقتل مسلما كان يخدمه لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة ، واتخذ قينتين تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

والمسلمين ، قال العصام : ودخل الكعبة وتعلق بأستارها متمسكا بأن من دخله كان آمنا انتهى . وليس في الحديث ما يدل على دخوله . والتمسك غير صحيح ، فإنه لم يكن مؤمنا ، وإنما تعلق بما هو من عادة الجاهلية ، أنهم كانوا يعظمون من تمسك بذيل الكعبة في كل جريمة ، ولا ينافيه قوله صلى الله عليه وسلم : " من دخل المسجد فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن " ; لأنه من المستثنين لما عند الدارقطني والحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

أربعة لا أؤمنهم لا في حل ولا في حرم ، الحويرث بن نقيد ، وهلال بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن أبي سرح ، وفي حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار والحاكم والبيهقي في الدلائل نحوه ، لكن قال : أربعة نفر وامرأتان ، وقال : اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة ( فقال اقتلوه ) ونقل ميرك عن [ ص: 200 ] العسقلاني أنه وقع عند الدارقطني من رواية شبابة بن سوار عن مالك في هذا الحديث من رأى منكم ابن خطل فليقتله ، ومن رواية زيد بن الحباب عن مالك بهذا الإسناد ، كان ابن خطل يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعر انتهى .



يعني فكان ذلك سببا لإهدار دمه ، وقيل : سببه أنه صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقا وبعث معه رجلا من الأنصار ، وكان معه مولى له يخدمه ، وكان مسلما فنزل منزلا ، وأمر مولاه أن يذبح تيسا ويصنع له طعاما ، ونام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله ، ثم ارتد مشركا نعوذ بالله من سوء الخاتمة ، ثم توجه الأمر على المخاطبين على فرض الكفاية فسقط عنهم بقتل واحد ، واختلف في قاتله ، وأما قول ابن حجر أو على فرض العين فيلزم كلا المبادرة إلى قتله ، ففيه أنه يلزم منه عصيان الباقي بمبادرة قاتله مع أنه لم يحفظ أن كلا من المخاطبين في الحضرة توجهوا إلى مبادرة قتله ، على أنه يلزم منه تخليته صلى الله عليه وسلم وحده ، وأما قول العصام أنه أمر واحدا منهم بقتله لا جمعا ، فهو من قبيل إسناد البعض إلى جمع بينهم كمال ارتباط ; ولهذا أقدم بقتله سعيد بن حريث وحده على ما ذكره أهل السير ، فغير صحيح لما ذكره القسطلاني في المواهب من أنه روى ابن أبي شيبة من طريق أبي عثمان النهدي أن أبا برزة الأسلمي قتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة ، وإسناده صحيح مع إرساله ، وهو أصح ما ورد في تعيين قاتله ، وبه جزم جماعة من أهل أخبار السير وتحمل بقية الروايات على أنهم ابتدروا قتله ، فكان المباشر له منهم أبا برزة ، ويحتمل أن يكون غيره شاركه فقد جزم ابن هشام في السيرة بأن سعيد بن حريث وأبا برزة الأسلمي اشتركا في قتله ، ولا ينافيه ما في رواية أنه استبق إليه سعيد بن حريث ، وعمار بن ياسر ، فسبق سعيد عمارا وكان أشد الرجلين فقتله الحديث . قال ميرك : وحكى الواقدي فيه أقوالا منها أن قاتله شريك بن عبدة العجلاني ، والراجح أنه أبو برزة ، وقيل : قتله الزبير والله أعلم .

وروى الحاكم من طريق أبي معشر عن يوسف بن يعقوب عن السائب بن يزيد قال : وأخذ عبد الله بن خطل من تحت أستار الكعبة ، فقتل بين المقام وزمزم ، قال ميرك : ورجاله ثقاة ، إلا أن في أبي معشر مقالا ، قال : واختلف في قاتله ، فقيل : سعيد بن زيد ، رواه الحاكم ، وقيل : سعد بن أبي وقاص ، رواه البزار والبيهقي ، وقيل : الزبير بن العوام ، رواه الدارقطني والحاكم والبزار والبيهقي في الدلائل ، وقيل : عمار بن ياسر رواه الحاكم ، وقال البلاذري : أثبت الأقوال أن الذي باشر قتله منهم أبو برزة ، ضرب عنقه بين الركن والمقام .

قال ابن حجر : وليس في الحديث حجة لتحتم قتل سابه صلى الله عليه وسلم الذي قال به مالك وجماعة من أصحابنا ، بل نقل بعضهم فيه الإجماع إلا لو ثبت أنه تلفظ بالإسلام فقتل بعد ذلك ، وأما إذا لم يثبت فلا حجة فيه على أنه لو ثبت لم يكن فيه حجة لاحتمال أنه صلى الله عليه وسلم قتله قصاصا بذلك المسلم الذي قتله ، فهي واقعة حال فعلية محتملة ويؤيده ما قلته أن ابن أبي سرح كان ممن نص صلى الله عليه وسلم على قتله ، لمشابهته لابن خطل فيما مر عنه لما أسلم قبل منه صلى الله عليه وسلم الإسلام [ ص: 201 ] ولم يقتله انتهى . والظاهر أن ابن خطل ارتد ثم في حال ارتداده صدر عنه ما صدر ، فليس من باب المنازع فيه ، وهو الذي يحصل له الارتداد بسبه صلى الله عليه وسلم .



واختلف في استتابته وقبول توبته ، والظاهر أن توبته بشرائطها مقبولة عند الله ، وإنما يقتل حدا أو سياسة قال ابن حجر : وفيه حجة لحل إقامة الحد والقصاص في المسجد حيث لا ينجسه انتهى . وهو غريب من وجهين أحدهما : أن قتله لا يسمى حدا ولا قصاصا ; لأنه كان حربيا ، وثانيهما : أن قتله لا يتصور من غير أن يتنجس المسجد ، ثم أطال بما لا طائل تحته ; ولذا تركنا بحثه قال الحنفي : مع أنه حنفي يعلم منه أن الحرم لا يمنع من إقامة الحدود على من جنى خارجه والتجأ إليه ، وقيل : إنما جاز ذلك له في تلك الساعة انتهى . وفساده ظاهر ; لأن المسألة مفروضة عندنا في من جنى خارج الحرم من المسلمين ثم التجأ فإنه لا يقتص منه ، بل لا يطعم ولا يشرب حتى يضطر إلى الخروج منه ، ثم يقتص ومكة حينئذ كانت دار حرب ، وابن خطل مرتد التحق بالمشركين فوقعت المصالحة بقتل أربعة منهم على القول بأن مكة لم تفتح عنوة .

وأما على الصحيح أن فتحها كان عنوة ، فلا إشكال فيه .


[glint]صلى الله عليك يا رسول الله [/glint]






[glint] صلو على الحبيب المصطفى
[/glint]
كتبت : سنبلة الخير .
-
اللهم صلِ على سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم " كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وبارك على سيدنا محمد وعلى آل محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد

موضوع شامل ومميز
انتقاء جميل عن اعظم البشر محمد "عليه الصلاة والسلام "
جزاك الله خير الجزاء
اسال الله ان يجعل هذا العمل شفيعاً لك يوم القيامة
جزاك الله الفردوس الأعلى
الصفحات 1 2 

التالي

ثلاث وصايا نبوية تنظم حياتك

السابق

منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع النساء

كلمات ذات علاقة
المحمديه , الشمائل , سلسلة