من اخلاق المؤمن
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
لبيك يا رسول الله
-
التواضــــع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء
والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم --وبعد
فان من محاسن الاخلاق التي دعا اليها الاسلام وحث عليها :
التواضع
وهو صفه محموده تدل على طهارة النفس وتدعو الى الموده والمحبه والمساواة بين الناس
فهو ينشر الترابط بينهم ويمحو الحسد والبغض والكراهيه من قلوب الناس وفوق هذا كله التواضع يؤدي الى رضا الله تعالى
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''ما
نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدًا بعفو إلاّ عزًّا وما تواضع أحد لله
إلاّ رفعه الله''
أخرجه البخاري.
وقد كان صلى الله عليه وسلم مع مكانته العظيمه يحلب الشاة ويخيط النعل
ويرقع الثوب وياكل مع خادمه ويشتري الشيء من السوق بنفسه ويحمله بين يديه
ويبدامن يقابله السلام ويصافحه ولا يفرق في ذلك بين صغير وكبير او اسود
واحمر اوحر وعبد وكان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على اصحابه بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر
وقد سالت امنا عائشه :ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟
قالت:كان يكون في مهنة اهله اي خدمت اهله فاذا حضرت الصلاة خرج للصلاة
وقد نهى الاسلام عن الكبر وهو ضد التواضع
قال تعالى (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين)[الزمر/60]
وقال تعالى{ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } لقمان : 18
والكبر هو التعالي وعدم قبول الحق فمنشئوه استحقار الغير وازدراه واستصغاره
انما صار الكبر حجابا دون الجنه لانه يحول بين العبد وبين اخلاق المؤمنين
وقد سئل الفضيل بن عياض عن التواضع ،فقال ان تخضع للحق وتنقاد اليه و لو سمعته
من صبي قبلته ولو سمعته من اجهل الناس قبلته
والمتكبر الذي كان يتعالى على الناس في هذه الدنيا يكون يو القيامه في ذل وصغار
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم
-والحديث رواه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم- :
(يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذَّر في صور الرجال يعلوهم الذل من كل مكان)
والمعنى لنهم يكونون يوم القيامه في غاية المذله والنقيصه والحقاره يطاهم اهل الحشر بارجلهم من هوانهم على الله
ومن صور الكبر
من الناس من يتكبر بعلمه ويحتقر غيره ويغضب اذا رده احد او نصحه فيهلك
نفسه ولا ينفعه علمه وقد يرى نفسه عند الله تعالى اعلى وافضل منهم فيخاف
عليهم اكثر مما يخاف على نفسه ويرجو لنفسه اكثر مما يرجو لهم
ومنهم من يتكبر بحسبه ونسبه ويحتقر من ليس له نسب وان كان ارفع منه عملا وعلما
ومنهم من يتكبر بالسلطان والجاه والقوة فيهجب بقوته ويغتر بها ويعتدي ويظلم
ومنهم من يتكبر بماله فيتعالى على الناس ويحتقر الفقير
ومن النساء من تتكبر بجمالها وتحتقر غيرها من النساء
فليحرص كل منا على التواضع
