سأل عروة بن الزبير شيخا أعمى عن حاله ومالذي حصل معه
فأجابه الشيخ :
بت ذات ليلة في وادٍ , وليس في ذلك الوادي أغنى مني
ولا أكثر مني مالاً وحلالاً وعيالاً , فأتانا السيل بالليل
فأخذ عيالي ومالي وحلالي , وطلعت الشمس وأنا لا أملك
إلا طفل صغير وبعير واحد , فهرب البعير فأردت
اللحاق به , فلم أبتعد كثيراً حتى سمعت خلفي صراخ الطفل
فالتفتُ فإذا برأس الطفل في فم الذئب فانطلقت لإنقاذه فلم
أقدر على ذلك فقد مزقه الذئب بأنيابه , فعدت لألحق بالبعير
فضربني بخفه على وجهي , فهشم وجهي وأعمى بصري !!! .
قال عروة : وما تقول يا شيخ بعد هذا ؟
فقال الشيخ : أقول الله لك الحمد ترك لي قلباً عامراً ولساناً ذاكراً
البداية والنهاية لابن كثير