الكافر يعتبره اكتشاف والمؤمن يعتبره تسبيح

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : فيء وضي القمر
-
الحمدلله الذى يسبح له من في السماوات والأرض , وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله .صلاة وسلاما تليقان بذاته الكريمة

, أرحب بكم إخواني الأعزاء
, وأدعو الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا
, وأن يعلمنا ما ينفعنا , وأن ينفعنا بما علمنا , ... آمين .
قال الله سبحانه وتعالى
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَيرُ صَافَّاتٌ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهَ وَتَسْبِيحَهَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " النور 41
فاسمحوا لي أيها الأحباب الكرام أن نعيش مع هذه الآية العظيمة لنرى كيف يسبح الكون بحمد ربه الخالق العظيـــــــــــــــم .
أولاً الخطاب في قوله " ألم ترَ" لواحدٍ , فمن هو المخاطب ؟
هو كل من يستطيع الرؤية سواء كان كافرا أو مؤمنا ,
فأما الكافر فيرى بأم عينيه ملكوت الله في سمائه وأرضه ومخلوقاته ,
وأما المؤمن فهو يصدق الله عز وجل في كل ما قال وأخبر وكأنه
يرى .
لطيفة : لما أخبر الله عز وجل بقوله
" ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات ... " أي من استقر في السماء " ... والأرض ... " أي من استقر في الأرض , تبادر إلى الذهن سؤال
: وماذا عن المخلوقات التي لا تستقر في أرض ولا سماء كالطير مثلا ؟ فقال تعالى مجيبا عن هذا التساؤل
" ... والطير صافَّات كل قد علم صلاته وتسبيحة ... "
سبحان الخالق العظيــــــــــــم

والتسبيح يا رعاك الله نوعان
1- تسبيح قولى
2-تسبيح فعلى "بلسان الحال"
والتسبيح في جملته
: انقياد وخضوع لله رب العالمين ,
فأنت إذا نظرت في مخلوقات الله لرأيتها بانقيادها وكأنها تسبح الله
" التسبيح الفعلي " وإن لم ترَ فيها التسبيح القولي .
فأهل الكفر اليوم بما لديهم من إمكانيات وآلات ومراكز أبحاث
يستشعرون تماما تسبيح الكون لله , بل هم الذين يوصلون لنا ذلك , كيف ؟
فللنظر في أبحاث هؤلاء في عالم الحيوان
, وعالم النبات , وعالم الجماد , وباطن الأرض وظاهرها , بل وفي السماء بما فيها من نجوم وكواكب ومجرات ,
بما يؤكد أن هذا الكون يسير بنظام ودقة متناهية
, بأمر من الخالق العظيم سبحانه وتعالى .
فَيَا عَجَبًا كَيفَ يُعصَى الإلَهُ أَمْ كَيفَ يَجْحَدُهُ الجَاحِـــــدُ
وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَــــــــة ٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الوَاحِــــــــدُ
والآن هيا بنا أخي الكريم نأخذ نظرة عن كثب لبعض عجائب الله سبحانه وتعالى في خلق الحيوان ولنبدأ
بـــــــــــــــــــــــ
1- السلحفاة : تحتوى مائدة طعام السلحفاة أحيانا على بعض أنواع من الأفاعي السامة ,
واعتادت السلحفاة بعد أكلها لهذه الأفاعي السامة أن تسرع لتتناول نبات معين هو الزعتر بكميات كبيرة
, لماذا ؟ اكتشف علماء الغرب أن نبات الزعتر به مادة عصارية تنزل منه تمنع سريان السم في الجسد , فتضمن السلحفاة بذلك النجاة من سم الأفعى بعد أن تلذذت بطعمها وملأت بطنها .
فمن الذي أعلم السلحفاة بذلك العلم الطبي الكيميائي ؟
بل هل كان ذلك بمحض الصدفة ؟
من يقل ذلك ,
فسبحان الله الخالق العظيم فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا .
2- ابن عرس : حيوان مولع بأكل نوع معين من النبات يسمى السذاب
" الحزا والحزاء"
( قال ابن منظور: الحزا والحزاء جميعاً نبت يشبه الكَرَفْس ،
وهو من أحرار البقول ولريحه خَمْطَة زعم الأعراب
أن الجن لا تدخل بيتاً يكون فيه الحزاء )
وهذا النبات له رائحة كريهة جدا لا يطيقها أحد ,
وابن عرس هذا له عدوان لدودان هما الأفعى وال***
, فهو أمام هاذين العدوين ضعيف وليس له وسيلة بدنية ليدافع بها عن نفسه ,
فاكتشف العلماء أن لرائحة نبات السذاب الكريهة
تأثير سحري منفر لل*** والأفعى ,
فابن عرس يعمد إلى هذا النبات فيأكل منه ما يشاء ,
فإذا رأى الأفعى أو ال*** قادمان جلس وتربع في ثقة وفتح فمه عن آخره
, فإذا بالرائحة تنطلق وكأنها صاروخ سام 6 فينفر منها ال*** وتلوذ الأفعى بالفرار
.
فمن الذي أعلم ابن عرس بذلك العلم ؟ ومن الذي حباه بهذه الحيلة ؟ بل هل كان ذلك بمحض الصدفة ؟
من يقل ذلك , فسبحان الله الخالق العظيم فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا .
3- التمساح : ذلك الحيوان القوي المخيف ,
والقاتل المفترس الرهيب ,
عندما ينتهي من التهام فرائسه وخاصة من الأسماك واللحوم ,
يتخلل أسنانه الضخمة بقايا اللحوم وأشواك الأسماك
, وهو يتضايق منها ويتألم ,
فيجعل الله سبحانه وتعالى رزق بعض أنواع الطيور في فم ذلك التمساح , كيـــــــف ؟
ذلك أن التمساح يجلس بعد الانتهاء من الطعام فاتحا فمه عن آخره ,
فيأتي ذلك النوع من الطيور فتدخل في فمه بإذن وتصريح مرور من التمساح شخصيا لتتغذى على بقايا الطعام الذي بداخل أسنانه
, والغريب أن التمساح لا يفترس منها شيئا لأن الإتفاق المبرم بينهما فيه تبادل للمصالح ,
فالتمساح يحصل بموجبه على تنظيف مجاني لأسنانه مقابل غذاء مفتوح
(غذاء حتى الإشباع) للطيور ,
فلو أنه افترس منها شيئا لفقدت الثقة فيه ولم تعد إليه أبدا .
ألم يدعك ذلك للتسبيح ؟
بلى ... سبحان الله العظيم
4- القنفذ : في العصور الوسطى تحدثوا عن رجل عُدَّ من أغنى أغنياء العالم في زمانه , فما السر في غناه ؟ إنه حيوان القنفذ
... يا للعجب !!!!!!!!!!!!! وكيف ذاك ؟
دأب هذا الرجل على التنبؤ بميعاد واتجاه الريح التي تهب على بلدته وتحدث الدمار والهلاك
, ورصدت له حكومة هذه البلدة مبالغ شهرية كبيرة جدا مقابل هذا التنبؤ الذي كان لا يخطئ فيه أبدا ,
واحتاروا في سر هذا الرجل حتى وافته المنية
, وبعد وفاته اكتشفوا أن هذا الرجل كان له بيت ,
وحول هذا البيت قطعة أرض رملية , وكان يربي قنفذا ,
فلاحظ أن هذا القنفذ يحفر له في الأرض جحرا له فتحة "باب" ليدخل ويخرج منها , فلاحظ الرجل أن القنفذ يغير هذه الفتحة من حين إلى آخر
, وازدادت قوة ملاحظة الرجل لهذا الأمر وأنه مرتبط بميعاد هبوب الرياح والأعاصير واتجاهها
, فوجد أن القنفذ عنده حاسة شديدة يتنبأ بها اتجاه وميعاد هبوب هذه الرياح والأعاصير , فكان يفتح فتحة الجحر في عكس اتجاه الريح ,
فبدأ الرجل يخبر البلدة باتجاه الريح حتى يأخذوا حذرهم
, ويعدوا عدتهم لمواجهة أخطارها .
فمن الذي علَّم القنفذ ذلك العلم الجيوغرافي البيئي ؟
بل هل كان ذلك بمحض الصدفة ؟ من يقل ذلك ,
فسبحان الله الخالق العظيم فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا .
5- عالم النمل : عندما يريد النمل تجهيز بيت للسكن فإنه لا يجعل طريق الوصول إليه مستقيما بل يجعله متعرجا ولولبيا , فلماذا ؟
وجدوا أن أعدى أعداء النمل هو الماء ,
إذا سقط ودخل جحره لتسبب في هلاكه
, فالطريق اللولبي هذا يمنع وصول الماء داخل الجحور .
أيضا يخرج النمل في الصيف بأعداد كبيرة ليجمع الطعام الذي يكفيه موسمي الشتاء والخريف ,
فمن عجائب النمل في ذلك أنه يعتبر من أقوى الحشرات على الإطلاق حيث أنه الوحيد
الذي يستطيع حمل عشرات أضعاف حجمه بلا تعب ولا كلل
, فسبحان الله .
هذا المخلوق العجيب قبل أن يدخل الحبوب إلى جحره لابد وأن يكسرها إلى نصفين ... لماذا ؟
وجدوا أن العلة في أن باطن الأرض مكان رطب صالح للإنبات ,
فلو أدخل الحبة كاملة و تركها داخل الجحر لحدث ما يخشاه
وهو إنباتها فالبذور لو تركت مدة طويلة في جو رطوبته عالية لنبتت ..
ويضطر النمل إلى فلق هذه الحبوب وكل حبة نصفين وبذلك يمنع إنباتها
, وتعجب أكثر إذا علمت أن النملة تقسم حبة الك**رة إلى نصفين
ثم تقسم كل منهما إلى نصفين آخرين أي أنها تقسم حبة الك**رة إلى أربعة أرباع !!!!!!!!!
ولما درس الباحثون الحكمة من هذا العمل وجدوا أن حبة الك**رة
تستطيع أن تنبت إذا قسمت إلى نصفين لكنها لا تنبت
إذا قسمت إلى أربعة أجزاء !! والنملة تعلم ذلك ...
نعم إنها خلق من خلق الله ..
أودع الله فيه أسرار وعجائب سيظل الإنسان يدرس
ويبحث لكي يكشف بعضها يوما بعد يوم ..
فمن الذي علَّم النمل ذلك العلم ؟
بل هل كان ذلك بمحض الصدفة ؟ من يقل ذلك
, فسبحان الله الخالق العظيم فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا .
6- الإبل (الجمال) : "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"
إذا نظرت أخي الحبيب في خلق الجمل لوجدت عجب العجاب
خلق الله خفي الجمل عريضتين حتى يستطيع المشي
في رمال الصحراء دون أن تغرس قدميه في الرمال .
وحباه الله بخزان ماء متحرك في سنامه ,
لا يصدأ ولا ينخرم ولا يبلى
, فالخالق العظيم هو من يتولى صيانة هذا الخزان بنفسه سبحانه
"الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" .
ثم فللنظر إلى عظمة تسخير الجمل
, هذا الحيوان القوى ذو البأس الشديد والضخامة والهيبة


, فيأتي طفل لا يتعدى عمره السابعة
, فيقف أمام الجمل فيأمره ويوجهه فيطيعه ,
وهو الذي لو وضع عليه إحدى خفيه لسواه بالأرض .
تجربة : لكي نعلم مدى تسخير الله لهذا الكائن وأنه لولا تسخير الله له ما استطاع إنسان على وجه الأرض ترويضه ولا الاستفادة منه في شيء
, نجري تجربة بسيطة فنستدعي بطل العالم في المصارعة الحرة ,
وبطل العالم في كمال الأجسام "
وطبعا بلباس كامل وليس كما يظهرون عرايا في التليفزيون"
وبطل العالم في الكاراتيه وغيرهم من أقوى أقوياء العالم في صف واحد
, ثم نحضر لهم فأرا أو صرصارا ونربطه ,
ونطلب منهم بقوتهم وجبروتهم أن يأمروه بأن يتحرك في إتجاه معين
, أو أن يقف في مكانه ,
هل يا تُرى سيستجيب الفأر أو يذعن الصرصار ؟
كلا والله . لماذا ؟ لأنه غير مسخر لنا ,فسبحان الخالق العظيم .
صبر الجمل : إن الجمل هو الحيوان الوحيد المسخر للإنسان
وليس له مرارة لزيادة تحمل الجمل وزيادة صبره
, ولذلك صبره ليس له حدود ..
. سبحان الله الخالق العظيم .
من الذي امدنا بهذه المعلومات وهذه الإكتشافات ,
إنه الغرب الكافر فهو بالنسبه لهم اكتشاف وبالنسبه لنا تسبيح " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَيرُ صَافَّاتٌ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهَ وَتَسْبِيحَهَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ "
في الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


منقول
كتبت : || (أفنان) l|
-
جزاك الله خيرالجزاء ولا حرمك الأجر

فكل ما نقلته من عجائب لله فى خلقه
ما هى إلا دلالات واضحات على قدرته سبحانه وتعالى وهى مما يدعونا بأن نقول سبحان الله تعالى
أن يكون خلق هذا عبثاً بل كل لحكمة أرادها فسبحان الله رب العالمين


class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة :
والتسبيح في جملته : انقياد وخضوع لله رب العالمين , فأنت إذا نظرت في مخلوقات الله لرأيتها بانقيادها وكأنها تسبح الله " التسبيح الفعلي " وإن لم ترَ فيها التسبيح القولي .


فهذا الكلام فيه نظر
أولا // التسبيح هو التنزيه من كل نقص وعيب لله رب العالمين ولم يفسره فيما أعلم أحد بأنه الانقياد والخضوع فهذا ليس من معانيه

فأنت إذا نظرت في مخلوقات الله لرأيتها بانقيادها وكأنها تسبح الله " التسبيح الفعلي " وإن لم ترَ فيها التسبيح القولي .

هذا أيضا محل نظر ولا أدرى إن كان تقسيم التسبيح الى قولى وفعلى له أصل أم لا .

فكل الدواب أعطاها الله الإيمان بالفطرة والغريزة إلا الإنسان فإنه أعطاه الإيمان بالعقل ولكن الإنسان يستخدم عقله مرة استخداما سليما صحيحا فيصل للإيمان ويستخدمه مرة استخداما سيئا فيضل عن الإيمان , وكان على الإنسان أن يعلم انه تعلّم محاكاة ما دونه من الكائنات
فقابيل تعلم من الغراب كيف يواري سوءة أخيه و ومصمم الطائرات تعلم صناعة الطيران من دراسة الطيور .


وكل هذه الأمم من النمل وحتى الغراب يسبحون بحمد الله
قال تعالى : "وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم" سورة الإسراء 44


ولكن لا يفهم احد لغات تلك الأمم وأعلمنا الله أنه علّم سيدنا سليمان لغات كل الأمم المخلوقة لله , ولذلك عندما سمع سيدنا سليمان
ما قالته النملة تبسم ضاحكا من قولها , وكذلك قصة الهدهد وحرصه على التوحيد ونقله خبر بلقيس لسليمان
ولو علمنا نحن منطق تلك الكائنات
وتلك الذبذبات التي تصدرها لفقهنا تسبيحهم لله تعالى والتسبيح الذي تنطق به الطيور والدواب هو تنزيه الله سبحانه وتعالى .


قال ابن كثير فى تفسير الآية سالفة الذكر
( ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ( 41 ) ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير ( 42 ) )

يخبر تعالى أنه يسبحه من في السماوات والأرض ، أي : من الملائكة والأناسي ، والجان والحيوان ، حتى الجماد
كما قال تعالى : (
تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا )
[
الإسراء : 44 ] .


وقوله : ( والطير صافات )

أي :
في حال طيرانها تسبح ربها وتعبده بتسبيح ألهمها وأرشدها إليه ، وهو يعلم ما هي فاعلة;

ولهذا قال
: ( كل قد علم صلاته وتسبيحه ) أي : كل قد أرشده إلى طريقته ومسلكه في عبادة الله ، عز وجل .


ومن سيرة النبى صلى الله عليه وسلم "فحديث تسبيح الحصى في يد النبي صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني في معجمه الأوسط ، والبيهقي
في السنن الصغير،
و الخلال في السنة، و ابن أبي عاصم في السنة، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي ذر الغفاري

قال: إني لشاهد عند النبي صلى الله عليه وسلم في حلقة وفي يده حصى فسبحن في يده، وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فسمع تسبيحهن
من في الحلقة، ثم دفعهن النبي إلى أبي بكر فسبحن مع أبي بكر ، سمع تسبيحهن من في الحلقة، ثم دفعهن إلى النبي فسبحن في يده،
ثم دفعهن النبي إلى عمر فسبحن في يده، وسمع تسبيحهن من في الحلقة، ثم دفعهن النبي إلى عثمان بن عفان فسبحن في يده،
ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا.


قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف، وله طريق أحسن من هذا في علامات النبوة وإسناده صحيح.

نخلص من هذا أن كل المخلوقات وحتى الجمادات تسبح الله تسبيح قولى ولكن لا نفقه تسبيح هذه المخلوقات .

وأما التسبيح الفعلى فلا أعلم إن كان هذا التقسيم للتسبيح
قد قال به أحد من السلف والعلماء القدامى والمعاصرين أولا وأما ما أوردته فى التفسير من الربط بين هذه المعجزات التى وضعها الله فى فطر الحيوانات فهى دلالات للتسبيح
والله أعلى وأعلم
كتبت : || (أفنان) l|
-
قول الله جل وعلا :
( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )
الإسراء / 44

ويقول عز وجل :
( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ )
النور / 41

ويقول سبحانه :
( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
الحديد / 1

ويقول سبحانه أيضا :
( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )

الجمعة / 1 .

فأفاد ظاهر هذه الآيات العموم في أن كل ما دونه سبحانه من خلقه يسبح بحمده ، لا يخرج عن هذا العموم شيء ،
ولكن كل مخلوق له تسبيح يخصه ويناسبه .
وعلى ذلك عامة أهل السنة ، وقد تواردت نصوصهم على إثبات ذلك :

قال عكرمة : لا يَعِيبنّ أحدكم دابته ولا ثوبه ، فإن كل شيء يسبح بحمده
"تفسير الطبري" (17 / 455)

وقال النخعي وغيره : هو عام فيما فيه روح ، وفيما لا روح فيه ، حتى صرير الباب
"الجامع لأحكام القرآن" (10 / 268)
قال ابن كثير رحمه الله :
" وقوله : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) " وقوله : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ )
أي : وما من شيء من المخلوقات إلا يسبح بحمد الله
( وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) أي : لا تفقهون تسبيحهم أيها الناس ؛ لأنها بخلاف لغتكم .
وهذا عام في الحيوانات والنبات والجماد ، وهذا أشهر القولين ،
كما ثبت في صحيح البخاري ، عن ابن مسعود أنه قال : "كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكل " انتهى .
"تفسير ابن كثير" (5 / 79) ، وينظر : " تفسير ابن كثير" (6 / 72) .

وقال البغوي رحمه الله :
" ومذهب أهل السنة والجماعة أن لله تعالى علما في الجمادات وسائر الحيوانات سوى العقل ، لا يقف عليه غيره ، فلها صلاة وتسبيح وخشية
كما قال جل ذكره : ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده )
وقال : ( والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه )

وقال : ( ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر )
الآية ، فيجب على المؤمن الإيمان به ويكل علمه إلى الله سبحانه وتعالى " انتهى .
"تفسير البغوي" (1 / 111)

وقال القرطبي رحمه الله :
" ذلك تسبيح مقال على الصحيح من الأقوال " انتهى .
"الجامع لأحكام القرآن" (15 / 159) وينظر أيضا : (10 / 266-268) .

وينظر أيضا : " مجموع فتاوى ابن باز" (24 / 292) .
والله أعلم .
كتبت : || (أفنان) l|
-

تفسير السعدي لسورة النور

"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ

نبه تعالى عباده على عظمته, وكمال سلطانه, وافتقار جميع المخلوقات إليه, في ربوبيتها, وعبادتها
فقال: " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " من حيوان وجماد
" وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ " أي: صافات أجنحتها, في السماء, تسبح ربها.
" كُلِّ " من هذه المخلوقات
" قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ " أي: كل له, صلاة وعبادة بحسب حاله اللائقة به.

وقد ألهمه الله تلك الصلاة والتسبيح, إما بواسطة الرسل, كالجن والإنس, والملائكة.

وأما بإلهام منه تعالى, كسائر المخلوقات غير ذلك.

وهذا الاحتمال, أرجح, بدليل قوله " وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " .
أي: علم جميع أفعالهم, فلا يخف عليه منها شيء, وسيجازيهم بذلك.

فيكون على هذا, قد جمع بين علمه بأعمالهم, وذلك بتعليمه, وبين علمه بمقاصدهم المتضمن للجزاء.

ويحتمل أن الضمير في قوله: " قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ "
يعود إلى الله, وأن الله تعالى, قد علم عبادتهم, وإن لم تعلموا - أيها العباد - منها, إلا ما أطلعكم الله عليه.

وهذه الآية كقوله تعالى
" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " .



التالي

هل حدث معك شيء من هذا؟

السابق

نشيد بسم الله

كلمات ذات علاقة
الكافر , اكتشاف , تستحي , يعتبره , والمؤمن