المعاصي تعمي القلب
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
ثم أخبر سبحانه أن الشيطان يصد قرينه ووليه عن سبيله الموصل إليه وإلى جنته ، ويحسب هذا الضال المصدود أنه على طريق هدى ، حتى إذا جاء القرينان يوم القيامة يقول أحدهما للآخر : ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين كنت لي في الدنيا ، أضللتني [ ص: 95 ] عن الهدى بعد إذ جاءني ، وصددتني عن الحق وأغويتني حتى هلكت ، وبئس القرين أنت لي اليوم .
ولما كان المصاب إذا شاركه غيره في مصيبة ، حصل له بالتأسي نوع تخفيف وتسلية ، أخبر الله سبحانه أن هذا غير موجود وغير حاصل في حق المشتركين في العذاب ، وأن القرين لا يجد راحة ولا أدنى فرح بعذاب قرينه معه ، وإن كانت المصائب في الدنيا إذا عمت صارت مسلاة ، كما قالت الخنساء في أخيها صخر :
ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن أعزي النفس عنه بالتأسي