الثقة بالله
لحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن
وهو بكل شي عليم واشهدا ن لا اله إلا الله وحده
لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وبعد
تناول الشيخ عبد المحسن الاحمد في هدا المقطع < الثقة بالله سبحانه وتعالى
وأثرها على العباد في صلته به وعلى حياتهم وعلاقاتهم
وسلوكياتهم ، ـ سبحانه وتعالى ـ فعندما يرفع الإنسان يده ويدعو الله فهو يثق
بمن يدعو قال تعالى: {وقالت رسلهم أفي الله شك
فاطر السماوات والأرض) سورة ابراهيم الاية10.
وذكرالشيخ ان الثقة بالله هي خلاصة التوكل على الله ـ سبحانه وتعالى ـ وهي
قمة تفويض الأمر إلى الله ـ عز وجل
ـقال تعالى { وأفوض أمر إلى الله إن الله بصير بالعباد}.
واعطى ادلة وبراهين على دالك حيت انه وضح لنا بان الله
يبعت الهموم والماسي كي يختبر به عباده
و لكي يرى مدى ثقتهم به .اما الثقة فيهبها الله ـ سبحانه وتعالى ـ لمن
كان قلبه عامر بالأيمان، وصدق
اليقين بقدرة الله ـ ينزل الله ـ سبحانه وتعالى ـ عليه
هذه الثقة القوية في قلبه، ولكن هي أيضاً تبنى بالطاعات بالعبادات.
فحين يكثر الإنسان من طاعة الله ـ سبحانه وتعالى ـ والذكر
والدعاء والعبادات تنزل هذه الثقة في قلبه، وحين يعيش
مع قصص أهل الثقة في سيرة النبي ـ صلى الله علية وسلم ـ
في الأنبياء في الصالحين تزداد الثقة واليقين بالله ـ سبحانه وتعالى ـ.
و الثقة هي قمة تفويض الأمر إلى الله ـ عز وجل ـقال
تعالى { وأفوض أمر إلى الله إن الله بصير بالعباد}
وكمثال على دلك ؛
الثقة بالله تعالى هي التي لقنها الله تعالى أم موسى بقوله تعالى
((وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ))القصص 7
ولولا ثقتها بالله ـ سبحانه وتعالى ـ لما ألقت بولدها.
قال تعالى : ((فرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ
وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ))القصص 13
وكدلك تنجلي و تتضح لنا الثقة في سيرة نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم فهو سيد الواثقين بالله فبينما هو في
الغارو الكفار بباب الغار قال أبو بكر خائفاً يا رسول الله والله
لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا فقال صلى الله عليه وسلم
بلسان الواثق بالله يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما
لا تحزن إن الله معنا وعندئذ تنجلي قدره ذي
العزة والجبروت فيرد قوي الشر والطغيان بأوهى
الأسباب بخيوط العنكبوت> ويُسجِل القرآن هذا الموقف قال تعالى .
((إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ
كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ
لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا
وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ
اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))التوبة40
النبي صلى الله عليه وسلم يلقن الأُمة درساً
في الثقة بالله فيقول لابن عباس
((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا
سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم
أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك
إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك. وإن اجتمعوا على
أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله
عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)) [رواه الترمذي وقال: حسن صحيح
وفي رواية غير الترمذي: ((احفظ الله
تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك
في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن
ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك)).
إن المسلم الواثق بالله يُوقن بأنّ الله لن
ُيتركه ولن يُضيعه يده عز وجل دزما
ممدودة إذا ما تخلى عنه كل من في وادا تخلى
عنه كل ما في الارض فلن يتخلى عنه الله .
والإيمان بالله يقتضي أن يوقن العبد بأنه لا يمكن
لاي قوة في العالم ولا طول لها إلا بعد أن يأذن الله، الإيمان
بالله يقتضي أن نوقن بأن هذا الكون وما فيه
ما هي إلا مخلوقات مسخرة لله، تجري بأمر الله
وتتحرك بقضائه وقدره. ((وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ
ءامَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقا)) الجن:13
((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ ))التوبة51
ما يتوجب علينا نحن المسلمين ان نعلم ,نحن قوم
أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا
العزة في غيره أذلنا الله لماذا الضعف والهوان نحن
لنا ربنا الرب الكريم العظيم ورسولنا النبي الرحيم وكتابنا القرآن الحكيم.
ها هو إبراهيم عليه السلام يضع زوجته وابنه
في واد غير ذي زرع في صحراء خالية لا
ماء ولا طعام ولا جيران فتقول زوجته يا إبراهيم
لمن تتركنا لمن تدعنا يا إبراهيم فلم يجب
فقالت يا إبراهيم ءآلله أمرك بهذا فأشار
نعم قالت إذا لن يٌضيعنا والكريم جل وعلاحقاً ما ضيّعهم
قيل لإبراهيم بن أدهم ماِسر زهدك في هذه الدنيا فقال أربــع :
علمت أن رزقي لا يأخذه أحد غيري فاطمأن قلب
علمت أن عملي لا يقوم به أحد سواي فانشغلت به
علمت أن الموت لا شك قادم فاستعديت له .
علمت أني لا محاله واقف بين يدي ربي فأعددت للسؤال جواباً .
وقال عامر بن قيس : ثلاث آيات من كتاب الله
استغنيت بهن على ما أنافيه
قرأت قول الله تعالى : ((وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ
فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ))الأنعام17
فعلمت وأيقنت أن الله إذا أراد بي ضر لم يقدر أحد
على وجه الأرض أن يدفعه عني وإن اراد أن يعطيني شيئاً لم يقدر أحد أن يأخذه مني .
وقرأت قوله تعالى :
((فاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ))البقرة 152
فاشتغلت بذكره جل وعلا عمّا سواه .
وقرأت قوله تعالى : ((وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا
وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ))هود6
فعلمت وايقنت وازددت ثقة بأن رزقي الله لن يأخذه أحد غيري .
أسال جل وعلا أن يجعلنا وأياكم من أهل الايمان والتقوى بارك الله لي ولكم
في القران العظيم ’ونفعنا وإياكم بما
فيه من الايات والذكر الحكيم إنه تعالى الرحمن الرحيم
.
قال الربيع بن خيثم: إن الله تعالى قضى
على نفسه أن من توكل عليه كفاه، ومن آمن
به هداه، ومن أقرضه جازاه، ومن وثق به نجاه، ومن دعاه أجاب له، وتصديق
ذلك في كتاب الله: ((وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)) التغابن:11
((وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)) الطلاق:3،
((إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَـٰعِفْهُ لَكُمْ)) التغابن:17،
الثقة بان الله سنصررنا لانه وعدنا بنصره
إن كنا مؤمنين، وإن نصرنا دينه
ورفعنا رايته. فالمسلم يوقن بأن الله
ناصره وناصر دينه مهما طال الزمن، ومهما
قويت شوكة الباطل. قال
تعالى { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي}
وقال تعالى : ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ))غافر51
عسى أن يكون قريبا
ختاما أقول ربناعليك توكلنا وإليك أنبنا واليك
المصير، ربنا ظلمنا أنفسنا وثقتنا بعفوك
تسبقنا إليك، يا رب قصرنا في العمل
وفي بذل الجهد، ولكن ثقتنا بتوفيقك لنا
على ما يرضيك تزيد في جهدنا وفي إقبالنا عليك.
وصلوا وسلموا على المصطفى
محمد صلى الله عليه وعلى اله فمن
صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرا
الثقة بالله..
نعيم بالحياة..
طمأنينة بالنفس..
قرة العين..
أنشودة السعداء !
فيا أمة الله ..
أين الثقة بالله..
اختي الفاضل كلمات الشكر لا تفيك حقك ,,,
جزاك الله كل خير على ماقدمتي لنا ..
تقبلي تحياتي,,,