حسن الاستغلال شهر رمضان
[IMG]
[/IMG]
الحمد لله الرحيم التواب يحي ويميت وإليه المآب جعل الدنيا دار عمل واكتساب والآخرة دار
جزاء وثواب أحمده سبحانه وأشكره على جزيل نعمه وترادف مننه وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على
عبدك ورسولك محمد على آله وصحبه ..
درة الشهور وأفضلها شهر العفو والمغفرة انه رمضان ، فكم من الناس ممن كان ينتظر بلوغه
لكن الموت حال بينه وبين رمضان، أهنئ نفسي وإياكم بفتح أبواب الجنان وغلق أبواب النيران، بتصفيد
الشياطين وفتح أبواب الرحمات، المنادي ينادي كل ساعة يقول: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي
الشر أقصر"[1]. فهل من مجيب يتنافس مع غيره في سباق رمضان؟!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ
رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ
يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ
وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ)) رواه الترمذي وابن ماجه.
و هده المحاضرة لشيخ نواف السالم, يحتنا فيها باستغلال شهر رمضان فيما يحبه الله ,
وان ننوي نية خالصة لصيامه وقيامه لان بدونها لا يقبل الصيام ولا القيام لوجه
الله الكريم، ولابد من الصيام مع الإيمان والاحتساب.
ونجده يحتنا على العمل الصالح في شهر الخير لتعظيم شعائر
الله القائل: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [سورة الحـج: 32].
وان نبادرة إلى التوبة الصادقة، المستوفية لشروطها، وكثرة الاستغفار، قال
الله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} [سورة التحريم: 8] .
اخواتي ان حكمة الله جل وعلا اقتضت أن يجعل هذه الدنيا مزرعة للآخرة .، وكان من فضله
عز وجل علينا وكرمه أنه يجزي على القليل كثيراً، ويضاعف الحسنة، ويجعل لعباده مواسم تعظم
فيها الأجور ومنها رمضان ، فالسعيد من اغتنم شهر رمضان، وتقرب فيه إلى مولاه بما أمكنه من وظائف
الطاعات، عسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها
من اللفحات. قال الحسن البصري رحمه الله تعالى في قوله عز وجل: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [الفرقان:62] قال: من عجز بالليل كان له من أول النهار
مستعتب، ومن عجز بالنهار كان له من الليل مستعتب. أي: يستدرك في أحدهما ما يفوته في
الآخر. ومن أعظم هذه المواسم المباركة وأجلها شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، بل
لا يعلم موسم تجتمع فيه أبواب الخير والطاعات أكثر مما تجتمع في هذا الشهر العظيم،
ولهذا كان حرياً بالمسلم انطلاقاً من قول رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: (احرص على ما ينفعك) أن يحسن الاستعداد لهذا القادم الكريم،
وهدا لا يتم الا بعقدنا العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال
الصالحة، قال تعالى: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [ سورة محمد: 21]، وقال
جلا وعلا: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً} [سورة التوبة: 46 ]، وتحري أفضل الأعمال فيه وأعظمها أجراً .
((اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)) رواه أبودلود والنسائي وأحمد.
والله عز وجل يقول: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32]. و نرى الناس في
رمضان كغيره من مواسم الخير والطاعات يصدق فيهم قول الله تبارك وتعالى: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى
[الليل:4] فيتباين الناس في استعدادهم لهذا الشهر الكريم حسب حظهم من الإيمان والصبر
واليقين، فهم ما بين فرح مسرور بقدومه، وما بين مستثقل متضجر. وهناك من يستعد
لرمضان بمجرد انطلاق رمضان الماضي، حيث نجد شياطين الإنس يستعدون لاستقبال
شهر رمضان المقبل بما يعدونه من التمثيليات والأفلام والفوازير واللهو والعبث، وذلك
لصد الناس عن هذا الموسم العظيم، أفلا يجدر بعباد الرحمن وأولياء الله عز وجل أن
يستعدوا فيعلموا كيف يغتنمون هذا الموسم العظيم ويخططون له ويتأهبون له قبل قدومه؟!
، اخواتي ويا مصيبة الغافل من اغتنام فرصه، وهنيئاً للمجدين
المشمرين المستعدين للعبادة فيه. عباد الله: أقبل هذا الشهر
الكريم والناس تجاهه على صنفين؛
الاولى طائفة .يسألون الله بلوغه وتمامه، يسألون الله الإعانة على صيامه وقيامه
، والقبول في كل عملٍ فيه، يسألون الله المضاعفة والمغفرة والرحمة، وأن
يمضي الشهر عليهم بأوفر نصيب وأطيب حظ، وأولئك الذين تمنوا هذا الشهر واستعدوا له،
واما الطائفة التانية من الناس استعدوا لهذا الشهر بالمأكل والمشرب، وطول النوم والكسل،
والتهاون عن الصلاة في النهار بحجة أنهم صائمون، ولا نصيب لأولئك أن غفلوا عن الصلاة وهم
صيام، بل الذي ينبغي لهم أن يحتسبوا وأن يدركوا أنه موسمٌ عظيم، ما هو بموسم أكلٍ
ولا شرب، وإنما هو موسم صومٍ وإمساك حسيٍ ومعنوي، إنما هو موسم صلاح وعبادةٍ وتوبةٍ
صادقة، إمساكٌ عن المحرمات، وعن الغيبة والنميمة، وعن الملهيات، والمصائب
والمشغلات، إمساكٌ عن كل ما يغضب الله، والتفاتٌ إلى العبادة والطاعة.
وإذا صام، فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: ((إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ)) رواه البخاري ومسلم .
وهدا ما حتنا الشيخ على مجاهد انفسنا كي لا نضيع اوقاتنا بمتابعة المسلسلات
والبرامج التي لا تناسب هذا الشهر الكريم.
يحكى باع قوم من السلف جارية لهم لأحد الناس، فلما أقبل رمضان
أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال رمضان – كما
يصنع كثير من الناس اليوم – فلما رأت الجارية ذلك منهم قالت: ' لمـاذا تصنعون ذلك؟ '
، قالوا: ' لاستقبال شهر رمضان '، فقالت: ' وأنتم لا تصومون إلا في رمضان؟ والله لقد
جئت من عند قوم السَّنَةُ عندهم كأنها كلَّها رمضان، لا حاجة لي فيكم، رُدُّوني إليهم'، ورجعت إلى سيدها الأول .
من فضائل الصوم اخواتي
سمع المؤمنون قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ
عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ
شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي)) رواه البخاري ومسلم ؛ فعلموا أن الامتناع عن الشهوات لله
عز وجل في هذه الدنيا سبب لنيلها في الآخرة، كما أشار إلى ذلك مفهوم قول رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا
حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ)) رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبو موسى على
سرية في البحر، فبينما هم كذلك، قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة، إذا هاتف فوقهم يهتف:
'يا أهل السفينة ! قفوا أخبركم بقضاء الله على نفسه' فقال أبو موسى :' أخبرنا إن كنت مخبراً
'، قال:'إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف، سقاه
الله يوم العطش' رواه البزار، وحسنه المنذري، وفي رواية:' فكان أبو موسى
يتوخى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حراً فيصومه'رواه ابن أبي الدنيا.
وعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ فِي الْجَنَّةِ
بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ
أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا
أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ)) رواه البخاري ومسلم .
وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: ((آمِينَ آمِينَ آمِينَ))،
قَالَ: ((أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ
النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَمَاتَ،
فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأُدْخِلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ
فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ)) رواه الطبراني
في ' الكبير'، وصححه الألباني.
فهل تعجب أختي المؤمنة
أن جبريل ملك الوحي يدعو في هذا الحديث، ثم يؤمِّن الصادق صلى الله عليه وسلم على دعائه؟!
وأي عجب ورمضان فرصة نادرة ثمينة فيها الرحمة والمغفرة، ودواعيها متيسرة، والأعوان عليها كثيرون،
وعوامل الفساد محدودة، ومردة الشياطين مصفَّدون، ولله عتقاء في كل ليلة، وأبواب الجنة مفتحة،
وأبواب النيران مغلقة، فمن لم تنله الرحمة مع كل ذلك فمتى تناله إذن ؟!، ولا يهلك على الله إلا هالك، ومن لم يكن
وقوله عليه السلام : "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي"
اخواتي : اعملوا لهذا الشهر، واجتهدوا واعزموا على العمل الصالح فيه، فإنه موسم من مواسم الجنة، .
اخـــــــــــــــــــــواتي
في رمضان
...
تعظم الطاعات
وتتضاعف الحسنات
و
ترفع فيه الدرجات
و
تغفر فيها الزلات
و
يزاد للعبد فيها الثواب
و من
هذه المواسم أجلهاو اعظم
شهر الصيام
شهر رمضان
والدال على الخير كفاعله
وليكن شعارنا هذا العام
تعالوا نتقرب إلى الله عز وجل
اللهم بلغت.... اللهم فإشهد
وكل عام وأنتم بخير إخواتى الغاليات
وتقبل الله مني منكم صالح الأعمال
رسولي قدوتي
جزاكي الله كل خير
على متقدميه لنا
الله وفقك