زوار الفجر ( من وحي التجربة )

مجتمع رجيم / إبداع القلم .. لا للمنقول
كتبت : abanita£
-
التجربة 6nic07f5cb44fxw666.g

الساعة العاشرة ..

نام الاطفال كالعادة بعد شد وجذب .. تنظر الام لهم بحنان و تعجب .. كالملائكة في هدوئهم بعد ان كانوا اشبه بالقرود و هم مستيقظون ..

تابى الصغيرة ان تنام .. تحملها بخفة و تحممها ... تسترخي و تنام حتى قبل ان تلبسها الام ملابسها فتغطيها كما اتفق .. لا تريد اقلاق منامها

منتصف الليل ..

كعادتها و زوجها مسافر تأرق و لا تستطيع النوم بسهولة فتستغل نوم الاطفال لتنهي اعمالها المنزلية و ترتاح في النهار بعد خروجهم للحضانة .. تبدا حملة النظافة و الترتيب بعد اعصار الطفولة الضارب في المنزل .. الم اقل انهم كالقرود !!

الساعة الواحدة و النصف صباحا ..

اصاخت السمع .. سيارات تصف تحت المنزل .. طرقات على باب العمارة الحديدي تشق جوف الليل .. توقعت ما هو ات لكن ليس بهذه السرعة .. لم تعد بعد الحقيبة لزوجها .. ما زال ينقصها الكثير ..

صوت الخطوات الثقيلة الواثقة تقترب من بابها .. بسرعة ارتدت حجابها .. لا تدري هل ستعامل بشرا ام شياطين .. هل يعرفون حرمة البيوت ام تهون الحرمات في سبيل .......

( افتحي يا مدام )

( مين ؟ )

( افتحي يا مدام )

تسمع صوت اخي زوجها

( يا باشا الست لوحدها اخويا ف شغله و مش هايرجع قبل يومين )

الباشا مصمم و لا يوجد مفر .. فتحت الباب و يدخل الباشا برفقة باقي الباشاوات ..

تستيقظ الصغيرة فزعة تستغرب الوجوه القاسية .. تحملها امها بشفقة غابت عن قلوب الباشاوات ..

يبحثون يسالون يدققون ثم يبحثون فيبحثون .. يقلبون المقاعد و يفتحون الخزائن .. يرمون الكتب و يفتحوها بحثا عن ....

عن ماذا ؟ اي شئ .. هم لا يعرفون عن اي شيء يبحثون .. الاخ مطلوب فورا و

( مش راجعين الا بيه )

( يا سيدي هو ف مدينة و احنا ف مدينة )

الباشا تستعصي عليه اللهجة فيفهم مجمل الكلام بالخطأ اذن ماذا يفعل الباشا كي يرضي البشا الاعلى رتبة ؟؟

( خلاص سيادتك تشرفنا لحد ما خوك ييجي )

تتدخل الزوجة المفزوعة تحاول افهامه معنى الكلام .. يها اخو زوجها تلتزم الصمت مرغمة .. و في راسها الف طلقة تود لو تفرغها في الوجوه الكالحة ..

باي حق تقتحم البيوت بلا استئذان ؟

باي حق يجر شاب في مقتبل الحياة الى المعتقل ؟

ابحق السمعة الطيبة ؟

ام بحق سنة نبيه على وجهه ؟

ام تكون بحق صلوات الجماعة و قيام الليل ؟


تعرف ان من يبدا هذا المشوار معرض دائما للقهر و لكنها رهبة المرة الاولى .. فكرة انه ليس لك يد في قراراتك و ان هناك من يجثم على انفاسك بحجة الدولة و امنها ..

اي امن هذا و من الذي يهدده ؟

من يهدد الامن تجار المخدرات و السلاح . .

من يهدد الامن اصحاب الافكار الهدامة و دعاة التجرد عن كل القيم و التقاليد . .

اغلقتم المساجد و فتحتم النوادي و الملاهي . .

الهيتم الشباب بالمسلسلات و الاعلانات . .

قمعتم الحجاب و شجعتم السفور . .

علمتم ان نهايتكم اتية لا محالة ان استفاق الناس و رجعوا الى دينهم فاغلقتم الباب في وجه كل مصلح . .

كانت رغم كل ما يدور حولها ثابتة . .

بكاء الام القلقة و سؤال الاطفال عن ابيهم و سؤال الجار و الصديق لم يزحزها عن ايمانها بنبل القضية . .

سمعت مرارا حكايات من ذهب وعاد و حكايات من ذهب و لم يعد و كانت تردد ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا )

.................................................. ............................

[frame="15 98"]ستظل دعوات الامهات و الزوجات و الابناء و المظلومين وبالا على الطغاة حتى يقتص [/frame][frame="15 98"]

الله منهم و تكون يوم القيامة حجة عليهم ..

حزن الطفل الذي يكبر في غياب ابيه .. و دمعة البنت التي تتزوج في غياب ابيها ..

حسرة الام تموت دون رؤية ولدها .. حسبي الله و نعم الوكيل ابد الابدين
[/frame]
.................................................. ....................................
كتبت : abanita£
-
اول مشاركة ليا في القسم تقبلوا تحياتي
كتبت : pinkro0ose
-


فعلاً أحـاسيسـ مؤلمه وحزينهـ

غاليتي .... abanita£

مترف هو حرفك

لكنه يغرق في الحزن

يذوب احساسا وعذوبه

ويحترق بحرارة المعاناه ....

رااااااااائعه سيدتي والروعه تنحني لك خجلا ....

دمتي ودام قلبك قبل قلمك


تقبلي مروري وتقيمي المتواضع لإحساسك الرائع



كتبت : abanita£
-
شكرا ليكي بنوكة على ردك الجميل فعلا اخجلتيني بكلامك الطيب
كتبت : مامي نور
-
غاليتي لبنيتا
شعرت بالقشعريرة مرارا وتكرارا وأنا أقرأ ما خطته أناملك التي عاشت التجربة
فلله الأمر من قبل ومن بعد
لن أقول لك عشت نفس التجربة فلم تصل إلى هنا ولكنني كنت اهيئ لها
قبل الثورة تماما في أحداث تفجير الكنيسة
كان نظام أمن الدولة وفسادها المخلوع قد ذهبوا إلى بيت والد زوجي فأخذوا أخاه وذهبوا إلى بيت اخيه المتزوج الثاني وأخذوه أيضا وسألوه عن بيتنا
إذ أن زوجي كان معتقلا سياسيا في عهد الظلم سنة وتسعة أشهر
ولله الأمر من قبل ومن بعد عشنا ليالي ليلاء لم نر فيها النوم ولا حتى شممنا رائحته
وانقضت هذه الأيام بسرعة وقامت الثورة المباركة ولله الحمد في الأولى والآخرة

لكن!!

كم سمعنا عن قصص شتى تدمي القلب والعين معاً

فالله أكبر ما أجبرهم وما أبطشهم يرعبون الناس والأطفال والنساء
فلا حرمة لبيت ولا بيت له حرمة

وقد سمعت عن أم كان ابنها معتقلا سنين خلت وسنون مضت وعندما خرج من السجن
ذهب لأمه فكانت أول ما رأته وقعت صريعة من صدمتها وكانت صدمتها الأخيرة ..

كم من طفل عاش بعيداً عن أييه وأبوه يحلم برائحته
يتقطع قلبه بخبر ولادته

وكم من رجل فقد رغبته بامرأته من طول جلوسه القابع في سجون أحفاد الفراعنة من يسمون بأمن الدولة بل هم رعبها قاتلهم الله ولعنهم أينما ثقفوا ..

إن تحدثنا فحديثنا يطول بطول ليل الشتاء

وما نعلمه وعلمناه هو غيض من فيض لعله تجذّر وتأصّل في قلب الشعب المصري الطيب ..

والله غالب على أمره ولكنهم في غمرة ساهون ..

سلم لنا قلمك المبدع فقد فاح منه الياسمين والبيلسان

جزيت كل خير وننتظر جديدك بفارغ الصبر ..

وتقبلي التقييم مع التحية
كتبت : مامي نور
-
دخلت لأقيمك مرة أخرى

فما كتبتيه يستحق التقييم مرارا وتكرارا

وأيضاً أتمنى أن تكوني صديقة دائمة للقسم
الصفحات 1 2  3 

التالي

يتيمة انا ...

السابق

رسالة الى السماء ..~*~ من كتاباتي الخاصة ~*~

كلمات ذات علاقة
الفجر , تجربة , شخصية , زوار