زوار الفجر ( من وحي التجربة )
مجتمع رجيم / إبداع القلم .. لا للمنقول
كتبت :
abanita£
-
الساعة العاشرة ..
نام الاطفال كالعادة بعد شد وجذب .. تنظر الام لهم بحنان و تعجب .. كالملائكة في هدوئهم بعد ان كانوا اشبه بالقرود و هم مستيقظون ..
تابى الصغيرة ان تنام .. تحملها بخفة و تحممها ... تسترخي و تنام حتى قبل ان تلبسها الام ملابسها فتغطيها كما اتفق .. لا تريد اقلاق منامها
منتصف الليل ..
كعادتها و زوجها مسافر تأرق و لا تستطيع النوم بسهولة فتستغل نوم الاطفال لتنهي اعمالها المنزلية و ترتاح في النهار بعد خروجهم للحضانة .. تبدا حملة النظافة و الترتيب بعد اعصار الطفولة الضارب في المنزل .. الم اقل انهم كالقرود !!
الساعة الواحدة و النصف صباحا ..
اصاخت السمع .. سيارات تصف تحت المنزل .. طرقات على باب العمارة الحديدي تشق جوف الليل .. توقعت ما هو ات لكن ليس بهذه السرعة .. لم تعد بعد الحقيبة لزوجها .. ما زال ينقصها الكثير ..
صوت الخطوات الثقيلة الواثقة تقترب من بابها .. بسرعة ارتدت حجابها .. لا تدري هل ستعامل بشرا ام شياطين .. هل يعرفون حرمة البيوت ام تهون الحرمات في سبيل .......
( افتحي يا مدام )
( مين ؟ )
( افتحي يا مدام )
تسمع صوت اخي زوجها
( يا باشا الست لوحدها اخويا ف شغله و مش هايرجع قبل يومين )
الباشا مصمم و لا يوجد مفر .. فتحت الباب و يدخل الباشا برفقة باقي الباشاوات ..
تستيقظ الصغيرة فزعة تستغرب الوجوه القاسية .. تحملها امها بشفقة غابت عن قلوب الباشاوات ..
يبحثون يسالون يدققون ثم يبحثون فيبحثون .. يقلبون المقاعد و يفتحون الخزائن .. يرمون الكتب و يفتحوها بحثا عن ....
عن ماذا ؟ اي شئ .. هم لا يعرفون عن اي شيء يبحثون .. الاخ مطلوب فورا و
( مش راجعين الا بيه )
( يا سيدي هو ف مدينة و احنا ف مدينة )
الباشا تستعصي عليه اللهجة فيفهم مجمل الكلام بالخطأ اذن ماذا يفعل الباشا كي يرضي البشا الاعلى رتبة ؟؟
( خلاص سيادتك تشرفنا لحد ما خوك ييجي )
تتدخل الزوجة المفزوعة تحاول افهامه معنى الكلام .. يها اخو زوجها تلتزم الصمت مرغمة .. و في راسها الف طلقة تود لو تفرغها في الوجوه الكالحة ..
باي حق تقتحم البيوت بلا استئذان ؟
باي حق يجر شاب في مقتبل الحياة الى المعتقل ؟
ابحق السمعة الطيبة ؟
ام بحق سنة نبيه على وجهه ؟
ام تكون بحق صلوات الجماعة و قيام الليل ؟
تعرف ان من يبدا هذا المشوار معرض دائما للقهر و لكنها رهبة المرة الاولى .. فكرة انه ليس لك يد في قراراتك و ان هناك من يجثم على انفاسك بحجة الدولة و امنها ..
اي امن هذا و من الذي يهدده ؟
من يهدد الامن تجار المخدرات و السلاح . .
من يهدد الامن اصحاب الافكار الهدامة و دعاة التجرد عن كل القيم و التقاليد . .
اغلقتم المساجد و فتحتم النوادي و الملاهي . .
الهيتم الشباب بالمسلسلات و الاعلانات . .
قمعتم الحجاب و شجعتم السفور . .
علمتم ان نهايتكم اتية لا محالة ان استفاق الناس و رجعوا الى دينهم فاغلقتم الباب في وجه كل مصلح . .
كانت رغم كل ما يدور حولها ثابتة . .
بكاء الام القلقة و سؤال الاطفال عن ابيهم و سؤال الجار و الصديق لم يزحزها عن ايمانها بنبل القضية . .
سمعت مرارا حكايات من ذهب وعاد و حكايات من ذهب و لم يعد و كانت تردد ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا )
.................................................. ............................
[frame="15 98"]ستظل دعوات الامهات و الزوجات و الابناء و المظلومين وبالا على الطغاة حتى يقتص [/frame][frame="15 98"]
الله منهم و تكون يوم القيامة حجة عليهم ..
حزن الطفل الذي يكبر في غياب ابيه .. و دمعة البنت التي تتزوج في غياب ابيها ..
حسرة الام تموت دون رؤية ولدها .. حسبي الله و نعم الوكيل ابد الابدين
[/frame]
.................................................. ....................................