تفريغ خطبة اسباب هلاك الامم للشيخ نبيل العوضى
مجتمع رجيم / المحاضرات المفرغة
قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ [البقرة:11-12]يتظاهرون بالإصلاح، بل يقوم بعضهم ويقول للناس: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر:26]
يا قوم! أخاف من الفساد، أخاف أن يهلكوا هذه الأمة، أخاف أن يمزقوا المجتمع، أخاف أن يظهروا فيها الفساد، أخاف أن يغيروا دينكم؛ ولهذا قتلتُهم، ولهذا سجنتُهم، ولهذا طردتُهم، ويتظاهر المنافق بأنه يحمي هذا الدين ويحمي حوزته، ويخطب في الناس ويزعم أنه يحافظ على دينهم وعلى كرامتهم .. وهذه من علامات فساد هذه الأمة وزوالها ودمارها يا عباد الله!
موالاة الكافرين
السبب الخامس: أنك تجد أهل هذه القرية وأهل هذا المجتمع يوالون الكفار ولا يوالون المؤمنين: تجدهم يوالون أعداء الله جل وعلا، ويفتخرون بنصرتهم وبإعانتهم، ويحاربون أولياء الله جل وعلا، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [الأنفال:73]
أي: إن الكفار هم الذين يتولون بعضُهم بعضاً إِلَّا تَفْعَلُوهُ [الأنفال:73]
أي: إلاَّ يوالي بعضُكم بعضاً، ويوالي عباد الله المؤمنين، ويوالي الدعاة والمصلحين، ويوالي أهل العلم وأهل التقوى وأهل الصلاح: إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال:73]
فساد يعم الأرض والمجتمع، فساد يعم القرى، فتنة تدمر الشعوب وتمزق صفوفها؛ لسبب واحد وهو أنهم والَوا أعداء الله وتركوا عباد الله، النفقات والصدقات والمعونات والإعانات كلها لمن؟
للكفار من الشعوب، لأعداء الرحمن، أما المسلمون فإنهم يموتون من الجوع، ويَهْلَكون من العُري، يطلبون ديناراً واحداً فلا يصلهم، وتُقْطَع الطرق وتُمْنَع عنهم، ولاءً لأعداء الله وبراءً من أولياء الله.
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
السبب السادس: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن من أسباب هلاك الأمم ودمارها وفسادها: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله جل وعلا يقول: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال:25]. وكلٌّ منكم -يا عباد الله- يعلم حديث سفينة المجتمع، التي أخبر عليه الصلاة والسلام بأن جميع مَن فيها من الصالحين والفُجَّار يَهْلَكون إذا ترك الدعاةُ إلى الله الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر فقال: (إن أخذوا على أيديهم ...) أي: منعوهم، ولم يتركوهم يفعلون المنكرات، بل دخلوا عليهم في قعر دارهم، وأمروهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، وتجرءوا فقالوا للظالم: أنت ظالم، وقالوا لصاحب الخطيئة: أنت مخطئ، وقالوا لصاحب المنكر: يا صاحب المنكر كف عن منكرك، إن تجرءوا على هذا، قال: (... نجوا ونجوا جميعاً، وإن تركوهم ...) قال هذا: ليس لي دخل، وقال ذلك: أخاف على أموالي وأهل بيتي، وقال الثالث: أخجل أن أتكلم، وقال الرابع: هذا بيد ولاة الأمور، وقال الخامس.. والسادس.. والسابع كذلك، ثم جلسوا في بيوتهم: (... هلكوا وهلكوا جميعاً).
align="right">الراوي: النعمان بن بشير المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5832
خلاصة حكم المحدث: صحيح