تشليط شاليط وتحميس حماس

مجتمع رجيم / أخبار الأمة العربية والاسلامية
كتبت : مامي نور
-
تشليط شاليـط ، وتحميس حماس !!

images?q=tbn:ANd9GcQالشيخ حامد بن عبدالله العلي

يُجمع المراقبون أنّ إنجاز حركة حماس ، بجناحها العسكري كتائب القسام ، ليس بأسرها الجندي شاليط فحسب ، بل في كلِّ ما أعقب أسـره من كفاءة عالية في الأداء الإستخباراتي والأمني ، والإستثمار السياسي للعملية ، على جميع الأصعدة ، قـد كان إنجازاً تاريخيـا بحـقّ ،

وكم كان موفّقـا أخونـا المجاهد أبو الوليد خالد مشعل عندما أهداه للأمّـة ، وعـدّه إنجـازا لها ، وإنّه لكذلك ، وكم فيه من عبـر ودروس عظيمة للأمـّة أيضا .

فمن ذلك هذا النجاح الباهر للعقل الأمني الفلسطيني ، متمثـِّلا في كتائب القسَّام ، التي استطاعت أن تخفي معالم شاليط بحرفية توازي حرفية أقوى الإستخبارات العالمية ، وذلك في مقابل العجز الفاضح للعقل الأمني الصهيوني ، الذي اعتـرف أنه لم يستطـع إحداث أيّ إختراق للوصول إلى معلومة واحدة عن شاليط في قطـاع غـزة ،

ولا حتى من النظام المصري الخبيـث البائـد ، الذي كان يعـذّب عناصر حركة حماس أشـدّ التعذيب ، ليهدي الصهاينة نصف ، أو ربـع كلمة عن مكان شاليط ، فعجز عن ذلك عجزاً تاما !
نعـم ..فقـد كان عـزم أسود حماس ، وهـم في سجون طاغية مصر قبل سقوطه ، أشد صلابةً من جداره الفولاذي الذي حاصر به غـزة ، فارتـدّ حصاره عليه حتى أرداه بحمد الله !
والعجـب العجاب أنّ هذا النجاح الأمني إنما هـو في قطاع غـزة بألـ 360 كيلو متر مربع فحسـب ! هذا القطاع الصغيـر المجاور للكيان الصهيوني ، والمحاط بكلّ تكنلوجيا الإستخبارات الصهيونية المدعومة دعما غربيا غير محدود !!
هذا في حين تعبـث المخابرات الصهيونية في طول البلاد العربية وعرضها ، تُقـدم لها الهدايا ، وتهُدى لها العطايـا ، وتمُـكَّن من معرفة أسرار الأمّـة !!
ولا دليـل أوضـح من هذا الدليل ، أعني من هذا الإنجاز العظيم ، على أنَّ أمّتنا إنْ ملكت أمرهـا، واعـتزَّت بهوّيتها ، وشمخـت بإرادتها ، وساسها مخلصوها ، فلاشيء بإذن الله تعالى سيقهرها ، وأنها قادرة على إسترداد حقوقها بأيسر ، وأسرع مما يُتصـوَّر ، مهما كانت قوة عدوّها .
ومن أهـم الدروس أيضـا ، أنَّ الإسلام إذا قاد المقاومـة فكراً ، وروحاً ، وتنظيمـاً ، فسيحقّق للأمـّة إنتصاراتها حتما ، فهاهي حماس أثبتت ذلك في هذا الإنتصار الأمني ، والسياسي ، كما أثبتته في الإنتصار العسكري في حرب الفرقـان قبل سنتين .
وفي ذلك إثبات عملي باهر على أنَّ هزيمة الصهاينة جداً ممكنة ، وأنـّها في متناول يـديّ الأمـّة .
وأنـَّه لايحول بيننا وبينها ، سوى الخيانة في صفوفنا ، فهـي التي يقتات الصهاينة عليها في بقائهم ، وتفوّقهـم ، لاغيـر ، وإلاّ فهم أضعـف من أن ينتصـروا على هذه الأمـة إن تمسَّكت بإيمانهـا.
كما أنَّ من الدروس المستفادة من هذا الإنجاز العظيم ، أنَّ الصبـر في المثابرة ، الصبـر الذي يجمع معـه التروِّي بطول النفس في مشاريع المواجهة ، والمقاومة ، هـو من أهـم أسباب النجاح ،
فقد تريّثـت حركة حماس ، وأعطـت ملف شاليط أوسع مدى ، حتى تتسنَّى أفضـل فرصة ، لعقـد أعلى شروط ، لأسلم صفقة تبادل ،
وكانت طيلة هذه المدة ، تتجاهل كـلّ الضغوط السياسية التي حاولـت بشتى الطرق ( تلييّن ) موقفها ، وتمرير صفقات صهيونية أخـرى مخادعة ، ولم يزدها ذلك إلاّ إصـراراً على تحقيق تفوّق نوعي على العدوّ الصهيوني ،
ليصبح هذا التفـوُّق مضربـاً للمثل ، يُذكر عبر التاريخ ، يُذكـر لحماس ، وللعقل الفلسطيني ، وللأمـَّة بأسرها .
وليُعطَي لهذه الصفقة ( رمزيـَّةً عالية ) ، فيتحوّل إلى مصدر إلهام ، لكلّ مراحل الصراع المستقبلية مع العدوِّ الصهيوني أولا ، ولكلِّ أشكال الصراع مع أعداء الأمـّة ثانيـا .
ومن الدروس أيضا أنَّ سـرَّ النصـر على الأعداء في أيّ معركـة ، إنما يكمن في نزاهـة القادة ، وصدقهم في تحمِّلهـم للأمانـة ، أمانة إدارة الصراع ، وأمانـة تحقيق الأهداف المنوط بهم تحقيقهـا ، من قِبـَل أتباعهـم ،
ولهذا السبب فشلت كلُّ محاولات إبتزاز حركة حماس لتقدّم تنازلات في ملف شاليط ، وتساقطت جميع المساومات تحت أقدام تلك النزاهة ، وذلك الصدق ، حتى رضخ العدوّ أخيـراً فقبـل بصفقة التبادل عن ذلِّ ذليل ، في مقابـل عـزّ عزيـز .
ومن الدروس أيضا أنّ هذه من أوائل بركات الربيع العربي المبارك ، فما أن أُطيح بطاغية مصر ، وفرعون العصـر ، وتهاوي عرش طغيانـه ، حتى بدأت تنفرج معضلات القضية الفلسطينية ، وتتفتح أبوابها المغلقـة ، وتُكسـر أقفالها الموصـدة .
ذلك أنَّ هذا الطاغية الخبيث المحاصر الآن في محبسه ، لم يكن يحاصر قطاع غزة فحسب ، بل كان يحاصـر كلّ القضية الفلسطينية ، بغيـة أن يحوِّل ملفاتها إلى قرابين يتقدم بها إلى الصهاينة ، وحلفائه الغربيين ، ليحموه ، وليُبقوا له نظامه البائس ، ثـم ليورّثوه إلى أولاده ،
حتى أتـى الله بنيـانَ نظامـه من القواعد ، فخـرَّ عليه السقف من فوقه بحمد الله تعالى ، فاضطـر الصهاينة في ضوء هذه الكارثة التي نزلت عليهم ، أن يُخفضوا أنوفهـم أمام الإبـاء الفلسطيني .
فليمض هذا الربيع العربي إذن إلى منتهاه ، وليبلغ غايـته إلى عُـلاه ، فليست ثماره بإذن الله تعالى إلاّ العـزّ ، والنصر ، والتمكين .
ومن الدروس أيضا أنّ قضية فلسطين تجمّع الأمة ، وحول تحريـر الأقصى فلتجتـمع الهمـّة ، وقد أحسنت حركة حماس عندما جعلت الصفقة تشمل الإفراج عن أسرى من جميع الفصائل ، لتجعل كلَّ بيت فلسطيني يعيش فرحة واحدةً ، إذ هـو يحيـا لقضية واحـدة ،
ليبعث ذلك في أجواء فلسطين الحبيبة ، نسائمَ الوحـدة ، لتحطـِّم أسافين الفرقة التي زرعتها مؤامرة الصهاينة بأوليائهم الخونة بين الشعب الفلسطيني الأبـيّ .
ومن الدروس أيضـا أنّ الفـرج بيد الله تعالى ، فهـو ينزله على من يشاء ، من حيث لايحتسـب ، فكم من معتقلين ، قـد أدينوا بمؤبدات وصل مجموعها إلى أطول من عمر نوح عليه السلام !! فطارت هذه الأحكـام المؤبـَّدة هباءً منثوراً ، وتحوَّلت إلى حـبْر على ورق ، وهاهـم قـد أمسوا بين أهليهم ، كتب الله لهم أجـرهم ، وبقي لهم مجدهـم .
وقـد ذكرت الصحافة الصهيونية أنَّ مجموع الأحكام التي كانت على المفرج عنهم أكثر من 190 ألـف عام سجـن !!
ومن الدروس أيضا أنَّ الله تعالى لايتخلّى عمّن جاهد في سبيله ، فيمدُّه بالثبات في أشدّ أوقات البلاء ، ويملأ صدره بالرضا في أحلك الأوقات ، ويأتيه بالفرج مهما ادلهـمّت المدلهمـات ،
فيرده _ إن لم يكتب له الشهادة _ إلى أهله وذويه ، ومانال إلاَّ العزَ ، والمجد ، والذكر الحسن في الدنيا ، وثواب المجاهدين في الآخرة ، الذي هـو أعظم الثواب ، إضافة إلى أجـر الصابرين الذي هو بغيـر حسـاب .
ومن الدروس أيضا ما سمعناه من كلمات عظيمة انبعثت كبعق الطيب من أفواه الأسرى ، بعد الإفراج عنهم ، وهم يدعـون إلى مواصلة الجهاد ، والثبات على نهج المقاومـة ،
فقـد أخرجـتهم تلك السنوات الطويلة في الأسر ، والأعوام المديـدة في المعتقـلات ، تحت التضييق ، والتعذيـب ، أشدّ صرامة ، وأقوى شكيمة ، وأعظـم إيماناً بعدالة قضيّتهـم ، وإصراراً على مواصلة الجهاد حتى النصر .
فهذا والله درس لبقيّة الأمـّة في الثبات ، وأنَّ الأذى في سبيل الحق ، لايزيد القائم عليه إلاَّ يقينا بطريقه ، كما هو درسٌ للأعداء أننا لانحيـد عن الطريق بما يصيبنا من الأذى ، فافعلـوا ما بـدا لكم .
ومن الدروس أيضا ما قدمته المرأة الفسلطينية الأسيـرة الصابرة ، من مثل أعـلى للمرأة العربية ، هو أروع مـن كلّ مثلٍ يريده لهـا المتهوّكـون ،
وما خطَّته من قيمٍ مثلى ، تعـلو كلّ نقيصـة يبتغيها لها المخرّبـون .
ونعنى هنا مَثـَلَ المرأة المجاهدة ، الحاملة لقيم الكرامة ، والتضحية ، والعدالة ، وتحرير الشعوب من الظلم ، والكفـاح من أجل هذه الأهداف السامية .
ولعمري هذه هي حرية المرأة الحقيقية ، وذلك هو تحريرها بحقّ ، ولهذا تجـد المفسدين لايعوّلـون على هذا التحرير إلاَّ لماما ، وترى المبطلين لايهتمـُّون بهذا التحـرُّر إلاّ لئامـا ،
ومن هنـا فلانكـاد نسـمع منهم أحداً قط ، ذكر المرأة الفلسطينية الأسيرة الصابـرة في معتقلات الصهاينة ، ولا نـوّه بالمرأة الفلسطينية المناضلة ، فضـلا عن غيرها من مجاهدات الأمّـة .
وإنما بُغيتهـم تلك التي بين الرجـال مختلطةً لتتعـرَّى ، وعلى التفسِّخ من كلِّ فضيلة تتجـرَّى ، ومن دينها ، وقيمـها الحقـَّة تتبـرَّى !!
ومن الدروس أيضـا أنَّ مشروع جهـاد الأمـّة ، ليس هو أعمالاً قتاليـَّة ، ولاعمليات تفجيرية فحسب ، إذ لوكان كذلك ، لتحوَّل إلى أوراقٍ بيد قِوًى أُخرى ، توظِّفـه لإهدافها السياسيّة ، كما يحدث في بعض الساحات الجهادية !
بل مشروع الجهاد يجمع بين القوة الضاربة ذات اليد الطولى ، والنضال السياسي ذي القدرة الكبيـرة على المناورة ، وإغتنام الفرص ، والدعاية الذكية الهادفة ، والحشد الجماهيري الدؤوب ،
على أن يدار ذلك كلَّه بكفاءةٍ عالية تجمع بين التمسُّك بالثوابت ، والحكمة البالغـة في الترجيـح عند تعارض المصالح والمفاسـد ، وفي ترتيـب الأوَّليـات ، وتوظيف كلِّ وسائل العصـر بما تحمله كلمة الوسائل من إتساع ، وتجدِّد ، وتطوُّر .
وذلك لايمكن إلاَّ في إطار حركة محكمة التنظيم ، ذات فكر واعٍ منظَّم مستنير ، وتُقـاد بقادةٍ عظـام ، هـم على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهـم ، وتحاط باتباع يقدِّسون الإلتزام بالحركـة روحاً ، وثقافةً ، وتنظيمـاً ، كإلتزامهـم بقداسة قضيتـهم.
وقد بنـتْ حركة حماس في تبنّي المشروع الجهادي بهذا المفهـوم مدرسةً راقيةً ،
مناهجهـا الدراسيّة نضـال قادتها في سيرة حياتهـم ، ومعلموها مجاهدوها ، وفصولهـا أسراهـا ، وميادينها التدريبية ساحات كتائبها ، وشهادتها التي تمنحها شهـادة النصـر ، أو الموت تحت رماح العزة ، بالشهـادة في سبيل الله تعالى .
وقـد أعطـت هذه المدرسـة _ يـوم أمس _ أحـدَ دروسها العظيمة في صفقة التبادل ، فشلَّطت بشاليط تشليطا ، ثم سلَّطت ملف شاليط تسليطا على رقاب الصهاينة ، حتى استخرجت كلَّ ما يمكن استخراجه من فائدة للقضية الفلسطينية ،
ولهذا فنحن هنا لايفوتـنا ، أن نحمـِّس حماس أن تأتي بشاليط آخر ، وآخـر ، إلى يـتمّ تبييض كـلِّ المعتقـلات الصهيونية ، بإخـراج آخـر معتقـل فلسطيني فيهـا .
فتتم بالفرحة بتحريرهم ، ثم تحريـر أرض فلسطين الحبيبة كلَّها من دنس الإحتلال الصهيونـي بإذن الله تعالى .
والله الموفق وهو حسبنا عليه توكلنا ، وعليه فليتوكّل المتوكّـلون .
كتبت : تررف
-
االلهم فرج عنهم وانصر المسلمين في كل مكان

يعطيك العافيه يالغاليه


مودتي ..,
كتبت : LOVELYWIFE
-
نعم نصر عظيم للفلسطينين
ان شاء الله يعم الفرح ويتحرركل الاسرى
كتبت : أنثى أبكت القمر
-
والله انه لنصر نرفع رأسنا به
الله ينصر كل الفلسطينين وان شاء الله يتم تحرير جميع الأسرى
وتتحرر فلسطين من العدو المغتصب

التالي

خادم الحرمين ينعي أخيه وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز

السابق

ٍ مقــتل معمــر القـذافى بعد العديد م المداهمات * بالصور *

كلمات ذات علاقة
تشليط , جلاش , شاليط , وتحميس