ادارة الوقت
يجب ان نعترف ان الوقت من اهم عوامل نجاح او فشل اي شيئ في حياتنا
فكل الاعمال التي نقوم بها تعتمد على الوقت .. بل ان اساسها هو الوقت
فالدراسة تحتاج الى وقت .. العمل يحتاج الى وقت .. الزواج ايضا والتربية والحب .. حتى انضاج الطعام والاستحمام وتصفيف الشعر ووضع لمسات المكياج
ويجب ان نعترف ايضا ان الكثيرين منا لا يعرفون كيف يستخدمون الوقت المتاح لهم بشكل جيد .. فاليوم 24 ساعة فقط .. وفي كثير من الاحيان نجد انفسنا نحتاج ان يمتد يومنا الى 48 او 73 ساعة كي ننجز ما هو مطلوب منا انجازه .. فنقلص عدد ساعة الراحة والنوم .. كأنها الحل المثالي لهذه المشكلة ولكننا لا ندرك ان ذلك قد يسبب لنا الاجهاد الذي بلاتالي قد يضعف انتاجيتنا ونصبح كأنك يابوزيد ما غزيت
لذلك نحتاج جميعا - الا من رحم ربي - لتعلم فن ادارة الوقت
تعريف عام لإدارة الوقت : وهوالقدرة على إنجاز الأعمال بشكل منسق ومنظم وفعال ...
وكذلك نستعرض عدة تعريفات لإدارة الوقت
تعريف الدكتور الخضيري : إدارة الوقت علم وفن الاستخدام الرشيد للوقت, هي علم استثمار الزمن بشكل فعّال, وهي عملية قائمة على التخطيط والتنظيم والمتابعة والتنسيق والتحفيز والاتصال وهي إدارة لأندر عنصر متاح للمشروع, فإذا لم نُحسن إدارته فإننا لن نُحسن إدارة أي شيء"(
تعريف آخر لإدارة الوقت : إدارة الوقت تعني أولاً إدارة الذات، فهي نوع من إدارة الفرد نفسه بنفسه.
إدارة الوقت هي إدارة الأعمال والواجبات والمهام التي نقوم بمباشرتها في حدود الوقت المتاح، يومياً 24 ساعة.
إدارة الوقت هي محاولة ترويض الوقت وفرض سيطرتنا عليه ،بدلاً من أن يفرض سيطرته علينا.
لماذا نحتاج الى إدارة الوقت؟
إن الإدارة الصحيحة للوقت تضيف إلى حياتك ساعات طوال إذا أحسنت استغلال الأوقات الضائعة . فإضافة 15 دقيقة كل يوم تعنى إضافة 13 يوم عمل كل عام , إضافة 30 دقيقة كل يوم تعنى انك تضيف 26 يوم عمل كل عام , إن هذا يعادل شهرا جديدا كل عام .
ما هي الطريقة المثالية التي يمكن أن تتبعها لإدارة وتنظيم وقتك؟
في الواقع لا توجد أي طريقة تمكنك من إدارة أو تنظيم وقتك لأن الوقت لا يدار وليس بمقدورنا التحكم به أو تنظيمه، وسوف أوضح لك لماذا!
الله عزّ وجل خلق الزمن وجعل له مساراً لا يتغير أو يتبدل، فالزمن يسير وفق ما سخّره الله له دون انقطاع أو تريّث. ومهما كانت قدراتك الإدارية أو التنظيمية فلن تستطيع مثلاً إدارة خمس دقائق لتصبح ست دقائق، أو تنظيم الوقت بحيث يصبح في اليوم ثلاثين ساعة بدلاً من أربعة وعشرين! فهذا خارج عن مقدورنا كبشر وليس لنا إلا التعامل مع الوقت كما هو.
وللتوضيح أكثر لنتأمّل في مفهوم "ساعة". فالساعة تتكون من ستون دقيقة أليس كذلك؟ حسناً هل نستطيع تغيير هذه الحقيقة؟ هل نستطيع تنظيم الدقائق الستون لتصبح سبعون مثلاً؟ بالطبع لا؛ إذن ما الجدوى من محاولة إدارة الوقت إذا لم يكن لديك القدرة لتغييره أو تنظيمه أو التأثير عليه؟
ولكن في المقابل ما تختار أن تقوم به خلال تلك الستينن الدقيقة هو العنصر القابل للإدارة والتنظيم وليس الوقت. فإذا قررت أن تقرأ كتاب أو تحضر اجتماع أو تجلس مع أبنائك أو تُعد تقرير أو تتصفح الإنترنت أو الاسترخاء والراحة خلال تلك الساعة أنت عملياً قمت بإدارة " مهام " وليس " وقت ".
إذن السر يكمن في إدارتنا " للمهام " التي علينا القيام بها أو الوعود التي ألزمنا أنفسنا بالوفاء بها. فالمهام التي نختار القيام بها في أي وقت من الأوقات (أو نختار عدم القيام بها) هي العنصر الذي يمكن إدارته وتنظيمه بشكل فعال وليس الوقت. والتفكير من هذا المنطلق (منطلق إدارة المهام) يقودنا بمشيئة الله إلى آلية فعالة لتنظيم شؤون حياتنا بحيث نصبح أكثر إنتاجية وأقدر على إنجاز ما لدينا من مهام.
أولاً فلنبدأ بتعريف المهام أو المهمة والتي أعرفها أنا على أنها أي شيء يعترضك في حياتك وترغب في أن تقوم بشيء حياله يغير من حالته الحالية إلى حالة أخرى سواء كان شيءً صغير أو كبير، مهم أو قليل الأهمية، ممتع أو ممل، مفيد أو غير مفيد، فطالما أنه يجب عليك فعل شيء حياله بسبب أحد الأدوار التي تلعبها في الحياة أصبح بالتالي " مهمة " خاصة بك عليك إنجازها. والأدوار التي نلعبها في الحياة تنشأ من كوننا أزواج وآباء وأبناء وإخوان وأصدقاء وموظفين إلخ.. والتي بسببها (أعني هذه الأدوار) يكون لدينا التزامات ومسؤوليات لا يمكننا تجاهلها (أو على الأقل لا يجدر بنا تجاهلها) إذا أردنا أن نحظى بشيء من التوازن والاستقرار في حياتنا. ومن أمثلة المهام التي تشغل بالنا في أي يوم من الأيام: إصلاح مقبض الباب في أحد غرف المنزل، إعداد تقرير أداء لإدارتك يجب تسليمها قبل نهاية الشهر ، الإعداد للإجازة السنوية مع الأهل الخ..
إلا أن الحياة التي نعيشها اليوم زاخرة بما يشغل انتباهنا مما يجعل من قدرتنا على الانتباه والتركيز قريبة إلى "الصفر" مما يحول بيننا وبين تحقيق التوازن على كافة مستويات المسؤولية المنوطة بنا نتيجة لأدوارنا في الحياة. ولنأخذ يوم الأمس كمثال؛ كم بريد إلكتروني وصلك خلالها؟ كم خطاب أو مذكرة أو فاكس؟ رسالة نصية؟ طلبات من الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء (أو جميعهم معاً)؟ وجميعها تتطلب منك فعل شيء حيالها. وما أن نبدأ بالبت في إنجاز مهمة أو عمل تظهر عشر مهام أخرى يجب علينا إنجازها "إصلاح مقبض الباب ، إعداد تقرير أداء يجب تسليمه آخر الشهر، رحلة ترفيهية لك وللعائلة الشهر القادم الخ.." وجميع هذه الالتزامات أو " الاتفاقيات " التي اتفقنا فيما بيننا وبين أنفسنا على القيام بها ستشكل ضغط نفسي يستمر في التزايد إلى أن ننجز ما اتفقنا مع أنفسنا على إنجازه.
وعندما تتراكم علينا هذه المهام وتشغل أذهاننا وتشتت انتباهنا نبدأ بإلقاء اللوم على الوقت وضعف قدرتنا على "إدارته أو تنظيمه" بشكل فعال مما ينتج عنه تراكم المهام وزيادة الضغوط. ولكن الوقت كما وضحنا سابقاً عنصر لا يمكننا التحكم به أو تغييره فلماذا نلقي اللوم عليه؟ التركيز لابد أن ينصب على طريقتنا في إدارة وتنظيم مهامنا بما يتحقق معها إنجاز هذه المهام بأسلوب فعال.