الاعمال المثقلة للميزان ..
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
كلمة صدق
-
ان كل عمل صالح مقبول سيكون ثوابه لا شك في الميزان ، فاما يضيف حسنات ، او يمحو سيئات ، او كلاهما ، وكل ذلك يثقل الميزان ولكن هناك بعض الاعمال التي خصها الله سبحانه وتعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم بالذكر بان لها اجرا عظيما او ثقيلا في الميزان ، او انها من احب الاعمال الى الله سبحانه وتعالى ، تابعوا معي
العمل الاول : الاخلاص في القول والعمل
الاخلاص اساس كل عمل فكلما كان العمل خالصا لله عز وجل ثقل في الميزان ولو كان قليلا ، واذا كان مشوبا بالرياء والسمعة خف في الميزان ، وقد يصير هباءا منثورا ولو كان كثيرا ، فالاعمال تتفاضل عند الله سبحانه وتعالى بتفاضل مافي القلوب من اخلاص وحب لله عز وجل .
فعن ابي امامة الباهلي رضي الله عنه قال : جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت رجلا غزا يلتمس الاجر والذكر ماله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا شيئ له ، فأعادها ثلاث مرات يقول : له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيئ له ، ثم قال : ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغى به وجهه
رواه النسائي والطبراني في الكبير وحسنه الالباني في الجامع
والادلة على مضاعفة ثواب المخلصين كثيرة منها :
عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(سبق درهم مئة الف درهم) قال : كيف ؟ قال :(كان لرجل درهمان فتصدق باحدهما وانطلق رجل الى عُرض ماله فاخذ منه مئة الف درهم فتصدق بها ) رواه الامام احمد والنسائي وحسنه الالباني
فلماذا كان درهم الفقير اثقل في الميزان ؟
لانه ملك درهمين اثنين وليس الفين كي نقول انه يملك ما يكفيه والدرهمان اصلا لا يسدان حاجة فكيف تصدق باحدهما ؟ ولماذا تصدق وهو محتاج ؟ قد يكون بسبب اخلاصه لله عز وجل وايثاره لمن هو افقر منه
وعن صهيب الرومي رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناي تعدل صلاته على ايعن الناس خمسا وعشرين ) رواه ابو يعلى وصححه الالباني
وعن ابي سعيد الخدري رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عيله وسلم قال :(الصلاة في الجماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة فاذا صلاها ف يفلاة من الارض فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة) رواه ابو داوود والحاكم وصححه الالباني
فلماذا صلى وهو بمفرده ؟ ولم يذكر بالصلاة اذان مؤذن ولا صديق مرافق؟ ولماذا اتم الركوع والسجود وصلى مطمئنا ؟ لانه اخلص عمله لله عز وجل واستشعر مراقبته ، فكان له الجزاء المضاعف
قال ابن القيم رحمه الله كلاما جميلا عن اهمية اقتران محبة الله عز وجل بالقلب مع قول كمة التوحيد باللسان حيث قال :
وليس التوحيد مجرد اقرار العبد بانه لا خالق الا الله وان الله رب كل شيئ ومليكه كما كان عباد الاصنام مقرين بذلك وهم مشركون ، بل التوحيد يتضمن محبة الله والخضوع له والذل وكمال الانقياد لطاعته واخلاص العبادة له وارادة وجهه الاعلى بجميع الاقوال والافعال والمنع والعطاء والحب والبغض . ومن عرف هذا عرف قول النبي :(ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله) وقوله : (لا يدخل النار من قال لا اله الا الله)
العمل الثاني : حسن الخلق
لقد اثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الاخلاق الحسنة وبين عظم ثوابها وفضلها في الميزان ولذلك كان يسأل الله تعالى حسن الاخلاق ويستعيذ من سيئها
فعن ابي الدرداء رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ما شيئ اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وان الله ليبغض الفاحش البذيء) رواه الترمذي وابو داوود
واكثر ما يعين على التخلق بالاخلاق الفاضلة هو الاكثار من تلاوة كتاب الله عز وجل وتدبر معنيه ومجالسة الصالحين ومصاحبتهم وقراءة احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك سؤال الله نعالى ان يحسن خلقك لما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نظر في المرآة قال :(اللهم كما حسنت خَلقي فحسِّن خُلُقي )رواه احمد والطبراني والاصبهاني وصححه الالباني
واعلم بان اكمل المؤمنين ايمانا من كان احسن خُلقا حيث روى انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (ان اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا ، وان حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة) رواه البزار وصححه الالباني
المصدر ::
كتاب كيف تثقل ميزانك لـ الدكتور / محمد بن ابراهيم النعيم
يتبع