بكت طفلها حتى قدت مضجعي
مجتمع رجيم / إبداع القلم .. لا للمنقول
كتبت :
مامي نور
-
يروى أن أعرابية مات منها ولدها في دار غربة فدفنته ،
ثم وقفت على قبره تودّعه وتقول :
والله يا بني لقد غذّوتك رضيعاً ، وفقدتك سريعاً ، وكأن لم يكن بين الحالتين مدة ألتذ بعيشك فيها ،
فأصبحت بعد الغضارة والنضارة ، ورونق الحياة والتنسّم بطيب روائحها ، تحت أطباق الثّرى جسداً هامداً ورفاتاً سحيقاً وصعيداً جرُزاً .
اللهم إنك قد وهبته لي قرة عين فلم تمتّعني به كثيراً ، بل سلبتنيه وشيكاً ، ثم أمرتني بالصبر ووعدتني عليه بالأجر ، فصدت وعدك ورضيت قضاءك ، فارحم اللهم غربتَه ، وآنس وحشته واستر عورته ، يوم تنكشف الهنات والسوآت .
واثكل الوالدات ! ما أمضّ حرارة قلوبهن ، وألقلقَ مضاجعهنّ ، وأطولَ ليلّهنّ ، وأقلَّ أُنسَهنّ وأشدّ وحشتهنّ ، وأبعدهن من السرور وأقربهن إلى الأحزان .
عندما قرأت هذه القصة في كتاب النظرات للمنفلوطي رحمه الله ، علمت حينها قيمة البكاء ومرّه
وعلمت أن تجرب المرأة هذا الموقف هو قمة البلاء ووحشة القضاء ،
فيا لله كم في الدنيا من هموم وغموم لو نظر الإسان لمصيبة غيره لهانت عليه مصيبته ..
وعلمت أن شدة الحب وأقواه الذي يحرق القلوب بلا شرر فليس هناك أعظم ولا أطهر من حب الأم لولدها الرضيع الطفل الضعيف ،،
فشدة الألم أن يمرض وشدة الضعف أن يقع ويسقط
وليس هناك أضعف للقلب وأشقه أن ترى الأم ولدها بين يديها لا يقوى على شيء من الحراك وأن يصاب بمرض الموت ،،
فاللهم سألتك بعظيم أسمائك العليا وصفاتك الحسنى ألا تفجعني بطفلي ولا تفجعني بزوجي وأنيس دربي ولا تفجعني بوالدي أو إخوتي
اللهم إنك تعلم مدى تحملي للمصائب ومدلهمات الخطوب وتعلم ضعفي
فبك ألوذ فأنت نعم المولى ونعم النصير ..
هي خواطر دائما تؤرق أحلامي وأخاف دائما أن أفقد أحبابي فوجدت فرصة للكتابة هنا وأشكر لكن أحبتي حسن القراءة والردود