الصدق في القول (مسابقة عقد الؤلؤ الإسلامي)
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
الصدق: هو حصول الشيء وتمامه وكمال قوته واجتماع أجزائه، كما يقال: عزيمة صادقة إذا كانت قوية تامة.ومن هذا أيضا: صدق الخبر؛ لأنه وجود المخبَر بتمام حقيقته في ذهن السامع. فالتمام والوجود نوعان: خارجي وذهني، فإذا أخبرت المخاطب بخبر صادق حصلت له حقيقة المخبَر عنه بكماله وتمامه في ذهنه.
وان لفظ الصدق قد يستعمل في معان ..
1- الصدق في القول :فحق على كل عبد ان يحفظ الفاظه ولا يتكلم إلا بالصدق ، والصدق باللسان هو أشهر أنواع الصدق وأظهرها..
والصدق مع الله ، ينبغي أن يراعي معنى الصدق في ألفاظه التي يناجي بها ربه كقوله : وجهت وجهي للذي فطر السماولت والارض فإن كان قلبه منصرفاً عن الله مشغولاً الدنيــــــا فهو كاذب
" وهذا أمر خاصٌ بالنية لأن التوجه بالنية هو الأساس في العمال كلها"
والصدق مطلوب في كل كلمة تخرج من فم المؤمن حتى لو كان على سبيل المزاح ، فقد قال الصادق المصدوق ’ صلى الله عليه وسلم‘
:"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسنَ خُلقه"
متفق عليه عن أم كلثوم بنت عقبة - صحيح الجامع(5379)
وعلى المسلم أن يصدق في بيعه وشراءه ، وذلك بأن لا يقول إلا الصدق، فلا يكذب ولا يغش ولا يخدع.
ولذلك فإننا نجد ان الإسلام قد انتشر في أواسط افريقيا بصدق المسلمين في بيعهم وشراءهم لدرجة ان الناس كانوا يعجبون من صدق المسلمين وتسامحهم،
مما جعلهم يدخلون في دين المسلمين أفواجاً.
فما أحوج الأمة لتلك الأخلاق والمعاملات التي جاء بها الإسلام لسعادة البشرية كلها.
2- الصدق في النية والإرادة : وذلك يرجع إلى الإخلاص ،فإن مازج عمله شوب من حظوظ النفس بطل صدق النية وصاحبه ..
3 - الصدق في العزم والوفاء به : أما الأول فنحو أن يقول :إن آتاني الله مالاً تصدقت بجميعه .فهذه العزيمة قد تكون صادقة وقد يكون فيها تردد..
وأما الثاني فنحو أن يصدق في العزم وتسخو النفس بالوعد لأنه لا مشقة فيه إلا إذا تحققت الحقائق وانجلت العزيمة وغلبت الشهوة
ولذلك قال الله تعالى : ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا)) الأحزاب :23.
4 - الصدق في الأعمال:وهو ان تستوي سريرته وعلانيته حتى لا تدل أعماله الظاهرة من الخشوع ونحوه على أمر في باطنه ويكون الباطن بخلاف ذلك.
5 - الصدق في مقامات الدين :وهو أعلى الدرجات كالصدق في الخوف والرجاء والزهد والرضى والحب والتوكل ، فإن هذه الأمور لها مبادئ ينطلق عليها الاسم بظهورها ث
م لها غايات وحقائق فالصـــــــــــادق المحقق من نال حقيقتها..وإذا غلب الشيء وتمت حقيقته سمي صاحبه صادقاً،
قال تعالى:((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) ( الحجرات :15)
ومنزلة الصدق -كما قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين باختصار- : هي منزلة القوم الأعظم، الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين، والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين، وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه، مَن صال به لم تُرَدّ صولته، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته، فهو روح الأعمال، ومحك الأحوال، والحامل على اقتحام الأهوال، والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال، وهو أساس بناء الدين وعمود فسطاط اليقين، ودرجته تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين.