الإيـــثــار..(مسابقة عقد الؤلؤ)
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
أم عمر و توتة
-
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله
فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله..وبعد..
فإن أصدق الحديث كتاب الله،و خير الهدى هدى سيدنا محمد-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..
أحبائى فى الـــلــــه..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم..
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
" إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً "
" إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم"
" أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق "
فيالها من نعمة عظيمة و بشرى من خير الأنام لما فيه
نجاتنا و فوزنا بالجنة و بقربه صلى الله عليه و سلم..
و مكارم الأخلاق لا تعد و لا تحصى بدأً من إلقاء السلام..
و يا له من أمر سهل بسيط..
موضوعى هو الإيثار و لنتأمل معا معنى الكلمة اولا..
جاء فى لسان العرب..
وآثَرَه عليه: فضله.
وفي التنزيل: لقد آثرك الله علينا.
وآثَرْتُ فلاناً على نفسي: من الإِيثار. الأَصمعي: آثَرْتُك إِيثاراً أَي فَضَّلْتُك.
و لعل من أعظم ما عرفناه مواقف أبى بكر الصديق-رضى الله عنه
و أرضاه-مع رسولنا الحبيب صلى الله عليه و سلم..
فهو من جاد بماله و نفسه و كل ما يملك فداء له صلى الله عليه
و سلم..و لم يؤثر أحدا كما فعل مع الحبيب..
و من مواقف الإيثار الجماعية،لم تعرف البشرية حادثا كحادث
إستقبال الأنصار للمهاجرين..هذاالحب الكبير،وهذا البذل السخى،وهذه المشاركة الرضية..
وهذاالتسابق فى العطاء و الهبة..
و الإيثار على النفس مع الحاجة..قمة عليا قد بلغ اليها الانصار بما لم تشهد البشرية له نظيرا..
قال الحسن البصرى:والله لقد رأيت أقواما كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه،
ولقد رأيت أقواما يُمسى أحدهم ولا يجد عنده إلا قوتاً
فيقول:لاأجعل هذا كله فى بطنى،فيتصدق ببعضه،ولعله أحوج إليه ممن يتصدق عليه.
و قد مدح الله عز و جل الأنصار بالإيمان و الإيثار فقال تعالى..
((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) الحشر/ 9
و قال القرطبى رحمه الله: الإيثار هو تقديم الغير على النفس و حظوظها الدنيوية، و ذلك ينشأ عن قوة اليقين،
و توكيد المحبة،و الصبر على المشقة،أى يؤثرون على انفسهم بأموالهم ومنازلهم،لاعن غنى،بل مع إحتياجهم إليها.
وفي الصحيح ، عن أبي هريرة قال : { أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أصابني الجهد ، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا رجل يضيفه الليلة رحمه الله فقام رجل من الأنصار فقال : أنا يا رسول الله ، فذهب إلى أهله فقال لامرأته : ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تدخري عنه شيئا . فقالت : والله ما عندي سوى قوت الصبية . قال : فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة ، ففعلت ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لقد عجب الله أو ضحك الله من فلان وفلانة.}
و قال القرطبى كذلك رحمه الله: والإيثار بالنفس فوق الإيثار بالمال،والجود بالنفس أقصى غاية الجود.
فعن ابى العباس بن عطاء قال : سعى ساع بالصوفية الى الخليفة فقال:إن هاهنا قوماً من الزنادقة يرفضون الشريعة،فأخذ أبا الحسين النورى،وأبا حمزة،و الدقاق،و تسترالجنيد بالفقه،فكان يتكلم على مذهب ابى ثور،
فأُدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم،فبدر الحسين الى السّياف ليضرب عنقه!
فقل له السّياف:مالك بدرت من بين اصحابك؟! فقال : أحببت أن أوثر أصحابى بحياة هذه اللحظة،فتعجب السّياف من ذلك و جميع من حضر و كتب به الى الخليفة،فرد أمرهم الى القاضى أسماعيل بن اسحاق،فقام أليه النورى،فسأله عن اصول الفرائض فى الطهارة و الصلاة،فأجابه،ثم قال : و بعد هذا فإن لله عباداً يأكلون بالله،
و يلبسون بالله،و يسمعون بالله،و يصدرون بالله،و يردون بالله.
فلما سمع القاضى كلامه بكى بكاءً شديداً،ثم دخل على الخليفة فقال:إن كان هؤلاء القوم زنادقة فما على وجه الأرض موّحد.
يـــتـــبــع لـــطـفــا..