إنزال الناس منازلهم ...(عقد اللؤلؤ الاسلامي )

مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت : *بنت الإسلام*
-


...(عقد الاسلامي 864599208.jpg


...(عقد الاسلامي zw06cvy5o1399rnx88k.


في غمرة انشغالنا بالدنيا ... وغفلة الكثير من الناس عن التخلق باخلاق الاسلام

غاب عن كثير منا التخلق بخلق هام خصوصا لمن تصدر للدعوة الي الله عز وجل

فتجده يعامل الغني كالفقير.... وذو المكانة العلمية المرموقة كالغير متعلم ....وصاحب المنصب الرفيع كالموظف البسيط

إنه خلق

...(عقد الاسلامي zyxr_0769.gifإنزال الناس منازلهم ...(عقد الاسلامي zyxr_0769.gif

فقد أمر رسولنا الكريم في الحديث الشريف بالتحلي بهذا الخلق الجليل
فعن عائشة رضي الله عنها في الحديث الشريف انها قالت

(((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم))
الراوي: عائشة المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 118
خلاصة حكم المحدث: حسن

:::::اولا:::::

لكي نتعرف الي معني انزال الناس منازلهم اليك شرح هذا الحديث لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك


الله أكبر, هذا حديث عظيم الشأن من بليغ الكلام ومن جوامع الكلم،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنزلوا الناس منازلهم »

1 هذا التوجيه النبوي يرجع إلى أمرين:

إلى الحكمة وإلى العدل
؛ وهما أصلان من أصول الشرع والعقل.
الحكمة: وضع الأشياء في مواضعها،

وفي العدل كذلك إعطاء كل ذي حق حقه,
فقوله صلى الله عليه وسلم: « أنزلوا الناس منازلهم »1 هذا موجب الحكمة وموجب العدل،

وهذا يشمل إنزال الناس منازلهم في الحكم عليهم ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ﴾2
في الحكم عليهم.
فلا يسوى الفاجر بالتقي الصالح، لا يسوى الجاهل بالعالم؛

...(عقد الاسلامي q3wvqxsnnd00x9tjufj.

ولهذا اعتمد أهل الحديث في الحكم على الرواة على معنى هذا الحديث، فحكموا على الرواة رجال الحديث حكموا عليهم على هذا الأصل، فميزوا الضعيف عن الثقة ميزوا الحافظ من غير الحافظ, العالم من غير العالم ميزوهم وجعلوهم مراتب.
وفي هذا إنزال لكل من الرواة منزلته، جعلوهم مراتب ودرجات فحققوا في ذلك في حكمهم على الرواة, حققوا بذلك إنزال كل في منزلته التي ينزلها، وهذا واجب في كل الأمور،
فالذين فضل الله بعضهم على بعض، يجب الإيمان بتفاضلهم، اعتقاد أن هذا أفضل من هذا، الصحابة لهم فضل مشترك ولكنهم متفاضلون فيجب في الحكم عليهم إنزال كل منزلته،


ولهذا قال أهل السنة: أفضل الصحابة كذا أبو بكر ثم عمر ثم ..
هذا كله من معنى هذا الحديث إنزال كل منزلته التي أنزله الله بها شرعا وقدرا.
...(عقد الاسلامي yqg44zuupkqt93d5fq.g

وهكذا العلماء على منازلهم في العلم والفضل، المسلمون على منازلهم في العلم والتقوى، فيجب إنزال كل منزلته: « أنزلوا الناس منازلهم »

1 واجب إنزال كل في منزلته؛ فإن خلاف ذلك خلاف العدل وخلاف الحكمة كما قلنا في البداية.

كذلك في الولايات يجب أن ينزل كل منزلته , فيُختار لكل عمل ما يناسبه , لكل ولاية ما يناسبها , ومن يناسبها ويصلح لها , ولايات كبيرة وولايات صغيرة , كل يُختار لتلك الولايات ما يصلح ومن يصلح لها , هذا يعني ... أن يتعين ويعين في كذا بالولايات الكبيرة، سواء الأعمال العلمية أو الأعمال الإدارية ,
وإذا كانت الولاية يعني تقوم على أساسين:
أولهما ::: القوة , على الأمر المعين وعلى الأمانة ﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ
فيختار للأعمال من تتوفر فيه هاتان الصفتان بحسب الإمكان , وهذا المعنى هو حكم الله في عباده , فالله تعالى لا يسوي بين المختلفات. الشرع والعقل كلاهما يقتضي عدم التسوية , ألا يسوى بين المختلفات , وألا يفرق بين المتماثلات ,
اعتمد هذا في مثل قوله عليه الصلاة والسلام في الأئمة: « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في القراءة سواء , فأعلمهم بالسنة , فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة »
الحديث ,
فهذا من إنزال الناس منازلهم , فلا يقدم غير الأقرأ على الأقرأ , وإذا حصل التساوي من جميع الوجوه قال العلماء: ما الحكم؟ القرعة؛ لأنه حينئذ تعذرت المفاضلة فيصار إلى الوسيلة التي ليس فيها تقديم اختياري , إنما هو تقديم بسبب راجع إلى القضاء فقط إلى القدر وهي القرعة. نعم.



1 : أبو داود : الأدب (4842).
2 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:152
3 : سورة القصص (سورة رقم: 28)؛ آية رقم:26
4 : مسلم : المساجد ومواضع الصلاة (673) , والترمذي : الصلاة (235) , والنسائي : الإمامة (780) , وأبو داود : الصلاة (582) , وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (980) , وأحمد (4/121).


ثانيا ::وكيف يكون هذا في واقع حياتنا ؟؟؟
فكما نعلم اخواتي .. ان ديننا الحنيف بكل شرائعه صالح لكل زمان ومكان ...وميسر تطبيقه لمن التمس اتباع حكم الله وستة رسوله في كل حركاته وسكناته
واليك موقف عملي فيما يخص انزال الناس منازلهم
من تفريغ محاضرة لفضيلة الشيخ ابي اسحق الحويني عن هذا الامر :
واليكم تفريغ هذه المادة

(((ان طبيعة الملوك الأنفة من الخطاب الخشن ... عندما تحدث من له مكانة كبيرة في الحكم او المنصب او الجاه
يجب ان تراعي انه يرتدي عباءه المنصب والجاه وانت تحدثه
لان هناك من بعض الناس ممن ليس لهم خبرة دعوية لا يراعون المسافات
بمعني لايراعون السن ...ولا الجاه... ولا المال... ولا مثل هذه الاشياء
ولهذا يقول ابن المبارك :::(عالم الشباب محقور ))
فهناك الكثير من الناس يقللون من هيبة العالم اذا لم تظهر عليه علامات كبر السن والوقار كبياض اللحية مثلا فتجد كثيرا منهم يقلل من شانه ولا يعترف به كعالم ... حتي اذا ظهرت عليه علامات الكبر وابيضت لحيته اصبحت له هيبة ومكانة عندهم
يحكي احد المشايخ الفضلاء انه ذهب ببعض من تلاميذه بعد درس من الدروس الي احد المحلات وكان معه احد تلاميذه عمره 17 عاما ... وكان هناك رجلا في المحل عمره حوالي 60 عاما يدخن
فقام هذا التلميذ صغير السن بأخذ هذا الرجل المسن تحت ابطه وساله: ما اسمك؟؟؟؟!!!
قال :اسمي فلان .
قال له : يا فلان اليس عيباً أن تدخن !!
يقول الشيخ أنا استحييت
لماذا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لان ولدا عمره 17 عاما يجادل رجلا عمره 60 عاما فقد يحتقره الرجل المسن ولا يحترمه ويتهمه بقلة الادب مع من هو اكبر منه
كان من الممكن ان ينهاه الشيخ عن المنكر بطريقة طيبة .. وليس من الملزم انكار المنكر في نفس لحظة وقوعه
فمن الممكن ان لا اعطي له النصيحة بطريقة مباشرة
فكان من الاحري ان ينتظر بعد مثلا الانتهاء من شراء المشتريات ..ثم يذهب الشيخ الي الرجل ويتحدث معه ويتعرف عليه ويقول له مثلا
والله انا اري انك رجل ملامحك طيبة ويظهر عليك من الخير ووو .... لكن التدخين حرام
وانا اضن بك وبصحتك وبان تلقي الله عاصيا
وهذا اولي بك وانا اعلم انك ستفعله
لذا فعاهد علي ترك التدخين
واعطني رقم هاتفك واين تسكن كي اجئ اليك واطمئن عليك
وهذاهو لب الدعوة وروحها ... ان يحصل بينك وبين روح المتلقي انس
فكان اولي بهذا تلميذ او طالب العلم ان يترك نصح الرجل المسن لشيخه
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدنا لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت

...(عقد الاسلامي cw8i5we9yscazlumqe0.




كتبت : سنبلة الخير .
-


موضوع رائع اختي الغالية
عرض مميز وشرح وافي
سلمت يمنياك على ما نثرتيه من معاني مهمة لهذا الخلق المهم
اسال الله ان يجعل مجهودك في موازين حسناتك
تقبلي تقديري واعجابي وتقييمي
عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنزلوا الناس منازلهم" رواه أبو داود.
يا له من حديث حكيم. فيه الحث لأمته على مراعاة الحكمة. فإن الحكمة وضع الأشياء مواضعها، وتنزيلها منازلها.
والله تعالى حكيم في خلقه وتقديره، وحكيم في شرعه وأمره ونهيه وقد أمر عباده بالحكمة ومراعاتها في كل شيء وأوامر النبي صلى الله عليه وسلم وإرشاداته كلها تدور على الحكمة.


فمنها: هذا الحديث الجامع، إذ أمر أن ننزل الناس منازلهم. وذلك في جميع المعاملات، وجميع المخاطبات. والتعلم والتعليم.

فمن ذلك: أن الناس قسمان: قسم لهم حق خاص، كالوالدين والأولاد والأقارب، والجيران والأصحاب والعلماء، والمحسنين بحسب إحسانهم العام والخاص. فهذا القسم تنزيلهم منازلهم: القيام بحقوقهم المعروفة شرعاً وعرفاً، من البر والصلة والإحسان والتوقير والوفاء والمواساة، وجميع ما لهم من الحقوق، فهؤلاء يميزون عن غيرهم بهذه الحقوق الخاصة.

وقسم ليس لهم مزية اختصاص بحق خاص، وإنما لهم حق الإسلام وحق الإنسانية. فهؤلاء حقهم المشترك: أن تمنع عنهم الأذى والضرر بقول أو فعل، وأن تحب للمسلمين ما تحب لنفسك من الخير وتكره لهم ما تكره لها من الشر. بل يجب منع الأذى عن جميع نوع الإنسان وإيصال ما تقدر عليه لهم من الإحسان.


ومما يدخل في هذا: أن يعاشر الخلق بحسب منازلهم. فالكبير له التوقير والاحترام. والصغير يعامله بالرحمة والرقة المناسب لحاله، والنظير يعامله بم يحب أن يعامله به. وللأم حق خاص بها، وللزوجة حق آخر، ويعامل من يُدل عليه ويثق به، ويتوسع معه، ما لا يعامل به من لا يثق به ولا يدل عليه. ويتكلم مع الملوك وأرباب الرئاسة بالكلام اللين المناسب لمراتبهم. ولهذا قال تعالى لموسى وهارون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ، فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ويعامل العلماء بالتوقير والإجلال والتعلم، والتواضع لهم، وإظهار الافتقار والحاجة إلى علمهم النافع، وكثرة الدعاء لهم، خصوصاً وقت تعليمهم وفتواهم الخاصة والعامة.

ومن ذلك: أمر الصغار بالخير، ونهيهم عن الشر بالرفق والترغيب، وبذل ما يناسب من الدنيا لتنشيطهم وتوجيههم إلى الخير، واجتناب العنف القولي والفعلي. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : "مُروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر" وكذلك سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المؤلفة قلوبهم – من العطاء الدنيوي الكثير – ما يحصل به التأليف، ويترتب عليه من المصالح. ولم يفعل ذلك مع من هو معروف بالإيمان الصادق تنزيلاً للناس منازلهم.وكذلك مخاطبة الزوجة والأولاد الصغار بالخطاب اللائق بهم الذي فيه بسطهم، وإدخال السرور عليهم.


وكذلك من تنزيل الناس منازلهم: أن تجعل الوظائف الدينية والدنيوية والممتزجة منهما للأكفاء المتميزين، الذين يفضلون غيرهم في ولاية تلك الوظيفة. فمعلوم أن ولاية الملك: أن الواجب فيها خصوصاً – وفي غيرها عموماً – مشاورة أهل الحل والعقد في تولية نم يصلح لها ممن جميع بين القوة والشجاعة والحلم، ومعرفة السياسة الداخلية والخارجية، ومن له القوة الكافية لتنفيذ العدل، وإيصال الحقوق إلى أهلها، وردع الظلمة والمجرمين، وغير ذلك مما يدخل في الولاية.


وكذلك ولاية القضاء: يختار لها الأعلم بالشرع وبالواقع، الأفضل ي دينه وعقله وصفاته الحميدة.

وكذلك ولاية الإمامة في المساجد في الجمعة والجماعة: يختار لها الأعلم بأحكام العبادات الأتقى، ثم الأمثل فالمثل – وكذلك ولاية قيادة الجيوش: يختار لها أهل القوة والشجاعة والرأي والنصح، والمعرفة لفنون الحرب وأدواتها، وما يتبع ذلك مما تتوقف عليه هذه الوظيفة المهمة التي هي من أهم الوظائف وأخطرها، إلى غير ذلك من الولايات الكبار والصغار. فإنها داخلة في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} وهذه الولايات من أعظم الأمانات. فيتعين أن تؤدى إلى أهلها، وأن يوظف فيها أهل الكفاءة بها. وكل وظيفة لها أكفاء مختصون. وهو داخل في هذا الحديث الشريف.


وكذلك يدخل في ذلك معاملة العصاة والمجرمين. فمن رتب الشارع على جرمه عقوبة من حَدٍّ ونحوه تعين ما عينه الشارع، لأنه هو عين المصلحة العامة الشاملة. ومن لم يعين له عقوبة عُزِّر بحسب حاله ومقامه. فمنهم من يكفيه التوبيخ والكلام المناسب لفعلته، ومنهم من لا يردعه إلا العقوبة البليغة.

وكذلك في الصدقة والهدية، ليس عطية الطَّواف الذي يدور على الناس فتكفيه التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان كعطية الفقير المتعفف الذي أصابته العَيْلة بعد المغني. وفي الأثر (ارحموا عزيز قوم ذل).

وكذلك يميز من له آثار وسوابق وغناء ونفع للمسلمين على من ليس كذلك.
فهذه الأمور وما أشبهها داخلة في هذا الكلام الجامع الذي تواطأ عليه الشرع والعقل. وما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن.


من نصرة محمد رسول الله
كتبت : *بنت الإسلام*
-
شكرا لك مرورك القيم واضافتك المميزة
جزيت خيرا اختاه
كتبت : || (أفنان) l|
-








عزيزتي
طرح هادف وقيم ومميز
ربي يسعدك دنيا وآخرة
و جعله الله في ميزان حسناتكِ ونفعنا به وإياك
عزيزتي
ربي ما يحرمنا منك ولا من قلمك
تقبلي مروري المتواضع على صفحتكـ العطرهـ..~ مع تقييمي لك ِ

ويكون إنزال الناس منازلهم على الصور منها

إنزال الوالدين منازلهم: واحترامهم وتقديرهم وخفض جناح الذل لهما.

إنزال العلماء منازلهم :إكرامهم وحسن التعامل والتخاطب معهم .

إنزال كبار السن منازلهم: تقديرهم في الكلام، وتقديمهم في الأمور ومخاطبتهم بترفق.
كتبت : *بنت الإسلام*
-
شكرا لك اختنا ام عمر
اضافة مميزة وتوضيح طيب
جعله الله في ميزان حسناتك
كتبت : ناثرة المسك
-
أختي.. بنت الاسلام
جزاك الله عنـــــــــا كل خير
ووفقك الله وحفظك ورعــــــــــاك
بوركتِ لهذا الطرح الرائعــ

وجزاكن الله خيراً أخواتي طموحي داعية.. وابنة الحدباء للإضافة القيمة
تقبلي مروري وتقيمي واعجابي
الصفحات 1 2  3  4  5  ... الأخيرة

التالي

توقير الكبير ...(عقد اللؤلؤ الاسلامي)

السابق

إكــــــــرام الضــــيف __((عقد اللؤلؤ الاسلامي))___

كلمات ذات علاقة
منازلهم , اللؤلؤ , الاسلامي , الناس , عقد , إنشاء