إنزال الناس منازلهم ...(عقد اللؤلؤ الاسلامي )
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
وهكذا العلماء على منازلهم في العلم والفضل، المسلمون على منازلهم في العلم والتقوى، فيجب إنزال كل منزلته: « أنزلوا الناس منازلهم »
1 واجب إنزال كل في منزلته؛ فإن خلاف ذلك خلاف العدل وخلاف الحكمة كما قلنا في البداية.
كذلك في الولايات يجب أن ينزل كل منزلته , فيُختار لكل عمل ما يناسبه , لكل ولاية ما يناسبها , ومن يناسبها ويصلح لها , ولايات كبيرة وولايات صغيرة , كل يُختار لتلك الولايات ما يصلح ومن يصلح لها , هذا يعني ... أن يتعين ويعين في كذا بالولايات الكبيرة، سواء الأعمال العلمية أو الأعمال الإدارية ,
وإذا كانت الولاية يعني تقوم على أساسين:
أولهما ::: القوة , على الأمر المعين وعلى الأمانة ﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾
فيختار للأعمال من تتوفر فيه هاتان الصفتان بحسب الإمكان , وهذا المعنى هو حكم الله في عباده , فالله تعالى لا يسوي بين المختلفات. الشرع والعقل كلاهما يقتضي عدم التسوية , ألا يسوى بين المختلفات , وألا يفرق بين المتماثلات ,
اعتمد هذا في مثل قوله عليه الصلاة والسلام في الأئمة: « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في القراءة سواء , فأعلمهم بالسنة , فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة » الحديث ,
فهذا من إنزال الناس منازلهم , فلا يقدم غير الأقرأ على الأقرأ , وإذا حصل التساوي من جميع الوجوه قال العلماء: ما الحكم؟ القرعة؛ لأنه حينئذ تعذرت المفاضلة فيصار إلى الوسيلة التي ليس فيها تقديم اختياري , إنما هو تقديم بسبب راجع إلى القضاء فقط إلى القدر وهي القرعة. نعم.
1 : أبو داود : الأدب (4842).
2 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:152
3 : سورة القصص (سورة رقم: 28)؛ آية رقم:26
4 : مسلم : المساجد ومواضع الصلاة (673) , والترمذي : الصلاة (235) , والنسائي : الإمامة (780) , وأبو داود : الصلاة (582) , وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (980) , وأحمد (4/121).
ثانيا ::وكيف يكون هذا في واقع حياتنا ؟؟؟
فكما نعلم اخواتي .. ان ديننا الحنيف بكل شرائعه صالح لكل زمان ومكان ...وميسر تطبيقه لمن التمس اتباع حكم الله وستة رسوله في كل حركاته وسكناته
واليك موقف عملي فيما يخص انزال الناس منازلهم
من تفريغ محاضرة لفضيلة الشيخ ابي اسحق الحويني عن هذا الامر :
واليكم تفريغ هذه المادة
(((ان طبيعة الملوك الأنفة من الخطاب الخشن ... عندما تحدث من له مكانة كبيرة في الحكم او المنصب او الجاه
يجب ان تراعي انه يرتدي عباءه المنصب والجاه وانت تحدثه
لان هناك من بعض الناس ممن ليس لهم خبرة دعوية لا يراعون المسافات
بمعني لايراعون السن ...ولا الجاه... ولا المال... ولا مثل هذه الاشياء
ولهذا يقول ابن المبارك :::(عالم الشباب محقور ))
فهناك الكثير من الناس يقللون من هيبة العالم اذا لم تظهر عليه علامات كبر السن والوقار كبياض اللحية مثلا فتجد كثيرا منهم يقلل من شانه ولا يعترف به كعالم ... حتي اذا ظهرت عليه علامات الكبر وابيضت لحيته اصبحت له هيبة ومكانة عندهم
يحكي احد المشايخ الفضلاء انه ذهب ببعض من تلاميذه بعد درس من الدروس الي احد المحلات وكان معه احد تلاميذه عمره 17 عاما ... وكان هناك رجلا في المحل عمره حوالي 60 عاما يدخن
فقام هذا التلميذ صغير السن بأخذ هذا الرجل المسن تحت ابطه وساله: ما اسمك؟؟؟؟!!!
قال :اسمي فلان .
قال له : يا فلان اليس عيباً أن تدخن !!
يقول الشيخ أنا استحييت
لماذا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لان ولدا عمره 17 عاما يجادل رجلا عمره 60 عاما فقد يحتقره الرجل المسن ولا يحترمه ويتهمه بقلة الادب مع من هو اكبر منه
كان من الممكن ان ينهاه الشيخ عن المنكر بطريقة طيبة .. وليس من الملزم انكار المنكر في نفس لحظة وقوعه
فمن الممكن ان لا اعطي له النصيحة بطريقة مباشرة
فكان من الاحري ان ينتظر بعد مثلا الانتهاء من شراء المشتريات ..ثم يذهب الشيخ الي الرجل ويتحدث معه ويتعرف عليه ويقول له مثلا
والله انا اري انك رجل ملامحك طيبة ويظهر عليك من الخير ووو .... لكن التدخين حرام
وانا اضن بك وبصحتك وبان تلقي الله عاصيا
وهذا اولي بك وانا اعلم انك ستفعله
لذا فعاهد علي ترك التدخين
واعطني رقم هاتفك واين تسكن كي اجئ اليك واطمئن عليك
وهذاهو لب الدعوة وروحها ... ان يحصل بينك وبين روح المتلقي انس
فكان اولي بهذا تلميذ او طالب العلم ان يترك نصح الرجل المسن لشيخه
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدنا لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت