موقف جميل
مجتمع رجيم / ساحة مرح
كتبت :
* أم أحمد *
-
أختي الغاليه هذا الموضوع خاطئ
وتفضلي الفتوى الخاصه به
والشكر موصول للأخت شمعة قلم على ردها المبارك
حديثٌ مكذوب , وفيه سوء أدب مع الله , ومع الرسول .
منقول من الإسلام اليوم
الجواب
إن الحديث المذكور يصلح مثالاً للأحاديث التي تظهر فيها علامات الوضع والكذب ،
وفيه من ركاكة اللفظ ، وضعف التركيب ،وسمج الأوصاف ،
ولا يَشُكُّ من له معرفة بالسنة النبوية وما لها من الجلالة والجزالة أنه
لا يمكن أن يكون حديثاً صحيحاً ثابتاً عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم أجده بهذا اللفظ،
وليت أن السائل يخبرنا بالمصدر الذي وجد فيه هذا الحديث ليتسنى لنا تحذير الناس منه.
على أن أبا حامد الغزالي – على عادته رحمه الله – قد أورد حديثاً باطلاً في
(إحياء علوم الدين 4/130) قريباً من مضمونه من الحديث المسؤول عنه،
وفيه أن أعرابياً قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يا رسول الله من يلي حساب الخلق يوم القيامة؟
فقال - صلى الله عليه وسلم-: الله - تبارك وتعالى-، قال: هو بنفسه؟
قال: نعم، فتبسم الأعرابي، فقال - صلى الله عليه وسلم-: ممَّ ضحكت يا أعرابي؟
قال: إن الكريم إذا قدر عفا، وإذا حاسب سامح.. إلى آخر الحديث .
وقد قال العراقي عن هذا الحديث:"لم أجد له أصلاً"، وذكره السبكي ضمن الأحاديث
التي لم يجد لها إسناداً (تخريج أحاديث الإحياء: رقم 3466، وطبقات الشافعيـة الكبرى: 6/364)،
ومع ذلك فالنصوص الدالة على سعة رحمة الله –تعالى- وعظيم عفوه -عز وجل-، وقبوله لتوبة التائبين،
واستجابته لاستغفار المستغفرين كثيرة في الكتاب وصحيح السنة.
قال – تعالى-:"وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى" [ طه:82]،
وقال – تعالى-:"وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون"
[الشورى:25]، وقال –تعالى-:"ورحمتي وسعت كل شيء "[ الأعراف : 156] .
وفي الصحيحين البخاري (7554) ومسلم (2751) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي
–صلى الله عليه وسلم– قال:
"إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي"،
والله أعلم .