لنستذكر النقاط التي ذكرناها في الدرس الماضي الإخلاص فحذارِ أن يكلك ِ الله إلى نفسك افتتاح الموضوع فالحمد في بادئ الحديث والثناء على الله عزوجل خير ما يفتتح به المرء كلامه وحديثه ذكر العنوان وليكن العنوان سلساً سهلاً يفهمه الجاهل والمتعلم فلا يكون مثلاً ( السادر اليهفوف ) ونكمل بذلك
رابعاً: الاستشهاد بالأمثلة
فخير ما ننمثل الأمثلة بحديثنا كلام الله عزوجل فقد مثل الله عزوجل في القرآن وضرب للناس أمثلة كثيرة :
وكان النبي يضرب أمثلة لأصحابه أثناء عرضه لمواضيع متنوعة فقد ضرب لهم مثالاً بالجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ،وضرب مثالاً في التمرةحيث قال لأصحابه : اتقوا النار ولو بشق تمرة وهناك مقولة مشهورة : التمثيل أبلغ المقال . وبالمثال يتضح المقال ، فما أعظم تلك المواضيع وما أسرعها لتصل للقلوب حينما تكون مصاحبة للمثال فتارة تقرعها وتبكيها وتارة تبشرها وتحييها ..
وما أبلغ من قوله تعالى حينما يشبه لنا يوم القيامة : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) خامساً : تنويع الأساليب
فلا يكن سردك لموضوعك أسلوباً موحداً فهو أدعى للملل كذلك إذا كان الموضوع إلقاء فمن العيب الشديد البطء بالحديث وتطويل المقدمة وعدم النظر للمتلقّي . ولنا في رسول الله أسوة حسنة ، فتارة الترغيب وتارة الترهيب وأخرى التعجب وتلك الاستفهام كقوله : أتدورن ما الغيبة ؟ أتدرون من المفلس ؟ وفي التعجب : أنّى يستجاب له؟ وفي قوله تعالى : فأنّى تؤفكون أفلا تعقلون سادساً : جودة التحضير
وهذا لا ينافي التوكل على الله بأن نترك الأخذ بالأسباب فينبغي أن ترتبي أفكارك في نقاط وتدونيها قبل طرحها فتشتت الأفكار والكلام يذهب من روعة الحديث ويقلل من سحره . وعرض الأدلة والقصص والأمثلة مع المدخل والمخرج ومراجعة الموضوع على أنك زائرته ولستِ قارئته أمر مهم جدا سابعاً : تنسيق الموضوع
وهذا الأمر مهم جداً ، فكم من المواضيع التي تؤذي النفس قبل العين فلا ألوان ولا صور ولا تنسيق وكلمات مترابطة . فلا تلومين إلا نفسك إن لم تجدي الردود أختي فأنتِ إن لم تعطي اهتماماً لموضوعك فحريٌّ بغيرك ألا يعطهأي اهتمام .
فحافظي على جودة موضوعك وألوانه والصور والفصل بين النقاط إما بفاصل ملوّن أو نقطة أو مسافة .
ومنتدى ريجيم يوفر لنا هذه الفواصل والصور من غير أي تعب فما عليك إلا الضغط على العبارات واختاري ما تشائين .
ووضوح الكلام منهج نبوي فقد قالت عائشة رضي الله عنها : ما كان رسول الله يسرد كسردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يحفظه من جلس إليه .(رواه الترمذي في الشمائل وهو حديث صحيح )
ومن وسائل تركيز الكلام بعقل القارئ :
إعادة بعض الجمل تلوينها باللون الأحمر وضع خط أسود تحتها تكبير حجم هذه الكلمة إضافة صورة مؤثرة
وفي حالة الإلقاء صوتاً :
الضغط على الكلمة أثناء التلفظ لها تغيير النبرة عند النطق خفضاً أو رفعاً أو التقف توقف يسير قبلها أو إعادة الكلمة والعبارة
ويجب التوسط من هذه الأمور فكثرة تكرار هذه الخطوات تفسد الحديث إفساداً تاماً . ولنا في رسول الله اسوة حسنة لنرى درساً من أروع الدروس لتركيز الكلام في قلب القارئ كسهمٍ خرج من جعبة حكيم .
عن أبي بكرة رضي الله عنه، قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: أتدرون أي يوم هذا؟
قلنا الله ورسوله أعلم
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال :
أليس هذا يوم النحر؟
قلنا بلى
قال أي شهر هذا؟
قلنا الله ورسوله أعلم
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه
قال أليس ذا الحجة؟
قلنا بلى
قال أي بلد هذا؟
قلنا الله ورسوله أعلم
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه
قال أليس بالبلد الحرام؟
قلنا بلى،
قال فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت؟ قالوا نعم قال اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعضرواه البخاري ثامناً : الاهتمام باللغة العربية
فما أسوء من الخطيب أو المتحدث الذي يرفع المفعول به وينصب الفاعل وأنصح هنا بدراسة متن الأجرومية على مدرس لغة عربية أو بتنزيل الشرح على الانترنت وسوف أوافيكم به قريباً إن شاء الله .
قال بعض السلف : رحم الله امرءً أصلح من لسانه
وقال شاعر : ويعجبني زِيُّ الفتى وجمالُه *** فيسقط من عينيَّ ساعة يَلحَنُ
واللحن هو الشذوذ عن الطبيعة وتستخدم هذه الكلمة إذا شذَّ المرء عن الصحيح في اللغة .
وقال أحد الأئمة : كان يعجبني فلما سمعته يلحن سقط من عيني .
وكذلك الاهتمام بالبلاغة ،
والبلاغة قيل أنها :
ليست كثرة الكلام ولا خفة اللسان إنما إصابة المعنى
قيل لرجل ما البلاغة ؟ فقال : حسن الإشارة ، وإيضاح الأدلّة ، والظفر بالحجة ، وانتهاز موضع الفرصة .
وقد قيل لبشر بن مالك : ما البلاغة ؟ قال التقرب إلى المعنى ، والتبعّد عن حشو الكلام ، ودلالةٍ بقليل على كثير .
أكتفي ورداتي بهذا القدر على أن ألقاكم في درس قادم بإذن الله وأتمنى أن أكون أفدتكم في هذا الدرس
وأختم بكلمات مسكية لأخت عزيزة على قلوبنا ღ♥ بسمة الحياة ღ♥ تقول : العظماء والسباقون من الناس، هم في الأصل أشخاص عاديّون لا يملكون صوراً نهائية لأنفسهم ولا لأعمالهم، وشعارهم الدائم: إن ما هو أفضل مازال في الأفق، وإن رقي أي فرد لن يكتمل إذا كان رقياً فردياً، ما لم يتجاوز ذلك إلى مرتبة [glint]" الرقي الجماعي ".[/glint]
[glint]وليكن شعارنا [/glint] معاً نرتقي ومعا نتعلم ومعا نبدع ونطوّر أنفسنا
align="right"> align="right"> align="left">
كتبت :
miss hilary
-
فعلا موضوعك رائع ومميز
بارك الله فيك حبيبتي
كتبت :
عطر الياسمين.
-
جميل جميل جميل ما قدمتيه لنا
ويا ريت الكل يستفيد وينفذ
تسلم ايدك حبيبتي واحلى تقيم
كتبت :
كلمة صدق
-
شكرا لك نور على موضوع المهم
وباذن الله يرتقي المنتدى بنا جميعا
تقبلي مرور المتواضع
كتبت :
ツ♥ليمونةالحلوة♥ツ
-
كلامك رائع
وأتمنى من الكل الاستفادة
تقييمي واعجابي لأحلى مامي نور