واجبنا اتجاهك يا حبيبي يا رسول الله (نحبك يا رسول الله )
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
عطر الياسمين.
-
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم النبيين
و إمام المرسلين و قائد الغر الميامين المحجلين ....... أما بعد :
فقد تكالبت الأمم على سب النبي (صلى الله عليه و سلم) و شتمه
, و تتابعت دول الكفر واحدة تلو الأخرى في التطاول على جناب رسول الله
(صلى الله عليه و سلم) , بل وهناك ممن يدعون الإسلام من الشيعة
الراوفض من يتهمون النبي (صلى الله عليه و سلم) بالفاحشة
, تبا لهم ولما يقولون , و أصبح كل من يريد أن يصبح فنانا
أو أديبا كبيرا أو مفكرا مشهورا ولامعا
, يشتم النبي (صلى الله عليه و سلم) ويتطاول على الدين
و يتهمه بالرجعية و التخلف , و لكن نقول لهؤلاء و أمثالهم
لا لن يضر نبينا بحديثكم ... بل زاد قدرا عالي الطبقات
يفدي النبي محمدا كل الورى ... هو مرسل الرحمن بالآيات
و لكن السؤال القائم هنا ما هو موقف الأمة الإسلامية مما يحدث ويجري ؟
ما هو موقف أمة المليار من التطاول على النبي المختار
, و ماذا كان موقفها عندما قام الرسام الدنمركي اللعين
برسم الرسوم المسيئة إلى النبي الكريم (صلى الله عليه و سلم)
, لقد شجبت و استنكرت و اضطربت اسبوعا أو اسبوعين ,
شهرا أو شهرين , ثم ماذا ؟؟؟
ثم انطفئت جدوتها وكأن شيئا لم يحدث ,
أمقام رسول الله (صلى الله عليه و سلم) عندنا بهذا القدر
, النبي (صلى الله عليه و سلم) الذي هو أحب إلينا من آبائنا و أمهاتنا
, نبينا (صلى الله عليه و سلم) الذي حقه علينا أكبر من حق آبائنا و
أمهاتنا , فهم كانوا سببا في وجودنا على هذه الدنيا
, أما النبي (صلى الله عليه و سلم)
فهو السبب في خروجنا من الظلمات على النور ,
من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ,
و نجاتنا من النار , رسول الله (صلى الله عليه و سلم)
الذي يأتي يوم القيامة كل إنسان يقول نفسي نفسي
و نبينا (صلى الله عليه و سلم) يقول أمتي أمتي ,
فماذا فعات أمته تجاهه (صلى الله عليه و سلم)
ماذا طبقت من سنته و بماذا حكمت من شريعته .
ولعل أكثرنا يسأل الآن
ما هو واجبنا تجاه رسول الله (صلى الله عليه و سلم)
وما السبيل لنصرته ؟؟
أقول و بالله التوفيق يتلخص هذا في ستة عناصر :
أولا : أن يكون رسول الله (صلى الله عليه و سلم)
أحب إلينا من آبائنا و أمهاتنا و أنفسنا التي بين جنباتنا
, و لنا في أصحابه (صلى الله عليه و سلم) أسوة حسنة,
" في يوم احد عندما اجتمع المشركون على النبي (صلى الله عليه و سلم)
ليقتلوه , قام طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
فحضن النبي (صلى الله عليه و سلم) بذراعيه
, فأصاب طلحة يومها ما يزيد على المئة سهم ,
فما تحرك رضي الله عنه خشية أن يصل سهم للنبي (صلى الله عليه و سلم)
فانظر إلى إجلالهم لرسول الله (صلى الله عليه و سلم) و صدقهم في محبته .
ثانيا : حب من أحبه النبي (صلى الله عليه و سلم)
و بغض من أبغضه , و هذا من أعظم علامات المحبة
و نضرب مثالا من حياة الصحابة رضوان الله عليهم
, حيث كان حالهم يمثله قول الشاعر :
نعادي الذي عادى من الناس كلهم ..... بحق ولو كان الحبيب المواسيا
قصة كعب بن الأشرف ذلك اليهودي اللعين
, عندما قال النبي (صلى الله عليه و سلم) من لكعب بن الأشرف
فإنه آذى الله و الرسول ؟ فقام محمد ابن مسلمة و هو ابن اخت كعب
, و قام أبو نائلة و هو أخو كعب من الرضاعة
, و قالا نحن له يا رسول , ثم قالا للنبي (صلى الله عليه و سلم)
أتأذن أن نقول له كلاما , أي أن يكذبوا عليه ليخدعوه فيقتلوه
, فأذن لهم النبي (صلى الله عليه و سلم) ,
فذهبا لكعب بن الأشرف و قالا له أنهما قد ضاقا ذرعا بهذا الدين
, و أن النبي (صلى الله عليه و سلم) يطلب منه وسقا أو وسقين من شعير
أو تمر وليس معهم ما يعطوه إياه , ثم طلبا منه أن يداينهم ما يعطوه
إياه , فضحك اللعين ملئ شدقيه و قال لهم ألم اقل لكم والله لتملن
, ثم طلب منهم أن يرهنوه شيئا لقاء الوسق أو الوسقين من الشعير أو
التمر , فاتفقوا في النهاية على أن يرهنوه لأمة الحرب
, ثم ذهبوا و جاءوه بليل , و ناداه أبو نائلة فقال انزل يا كعب
, وعندما نزل و كانت ريحه تسبقه ,
قال محمد بن مسلمة ذروني أقول له أريد أن أشم رأسك
فإذا استمكنت منه فدونكم فاقتلوه
فلما جاء كعب قال محمد بن مسلمة ما رأيت كاليوم ريحا
أتأذن لي أن أشم رأسك , فأذن له كعب ,
فلما استمكن من رأسه و ذؤابتيه فدونكم فاقتلوه
, قال فسمعت قعقعة السيوف على عظمه ,
ثم عادوا للنبي (صلى الله عليه و سلم) فقال لهم أفلحت الوجوه
, قالوا و وجهك يا رسول الله (1) "
, فانظر إلى محمد بن مسلمة , كعب خاله و من أقرب الناس إليه
, ولكن لا مكان له في قلب الموحد بالله جل و علا ,
لأنه آذي النبي (صلى الله عليه و سلم)
نعادي الذي عادى من الناس كلهم ..... بحق ولو كان الحبيب المواسيا
ثالثا : تعظيم كلام النبي (صلى الله عليه و سلم)
في قلوبنا و بين أهلينا و بين الناس أجمعين
روي أن ابن عمر رضي الله عنه كان يحدث أبناءه يوما
بحديث رسول الله (صلى الله عليه و سلم)
لا تمنعوا إماء الله أن يصلين في المسجد , فقال إبن له إنا لنمنعهن ,
فغضب غضبا شديدا و قال : أحدثك عن رسول الله (صلى الله عليه و سلم)
و تقول إنا لنمنعهن(2),
و في رواية أخرى " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " (3) ,
, فانظر إلى تعظيمهم لكلام رسول الله (صلى الله عليه و سلم)
و شدة توقيرهم له , لا كما يحدث في أيامنا هذه ,
حيث يقال لأحدنا قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم
) فيقول قال الشيخ الفلاني و قال الإمام الفلاني و قال فلان
عجبا لنا بالأمس قال الشافعي ... وسواه قولا ليس فيه خفاء
لا تتركوا قول الرسول لقولنا ... إن تفعلوا هذا فنحن براء
هو وحده المعصوم فاستمعوا له ... و دعوا سواه فإننا خطاء
رابعا : الصدق في إتباع النبي (صلى الله عليه و سلم)
و إتباع نهجه و سيرته و التشبه به في كل شئ
أما اليوم فنرى شبابنا قد اتبعوا اليهود
و النصارى و الغرب و تشبهوا بهم في المأكل و المشرب و الملبس
و في قصة الشعر أيضا , حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه
, و هجروا سنة نبيهم (صلى الله عليه و سلم) و تركوها
, فإلى الله نشكوا حالنا .
خامسا : الصلاة على النبي (صلى الله عليه و سلم)
متى ما ذكر عندنا , لحديث رسول الله (صلى الله عليه و سلم) "
البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي(6)"
الراوي: الحسين بن علي بن أبي طالب المحدث: ابن حبان - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 172
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ولا شك أن لهذا فضل عظيم , و هو من أعظم علامات المحبة
, ثم إن الصلاة على النبي (صلى الله عليه و سلم)
من أعظم أسباب شفاعة النبي (صلى الله عليه و سلم)
يوم القيامة , و من منا غني عن شفاعة النبي (صلى الله عليه و سلم) .
سادسا : نشر سنته و دعوته (صلى الله عليه و سلم)
في كل مكان , و تعريف الناس من هو رسول الله (صلى الله عليه و سلم)
, و نشر سيرته و نهجه بشتى الوسائل المشروعة
, و تطبيق سنته و شريعته على أنفسنا و أهلينا
, و التحلي بأخلاقه .
وفي نهاية كلمتي أسأل الله سبحانه و تعالى
أن يبلغ سلامنا لنبينا (صلى الله عليه و سلم) ,
و أن يسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا
و أن يجمعنا مع النبي (صلى الله عليه و سلم)
في الفردوس الأعلى و أن يرحم ضعفنا
و يتولى أمرنا إنه ولي ذلك و القادر عليه .
و صلي اللهم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين .