د. الفوزان : هذه أسباب نصر الأمة
|
عدد فضيلة الشيخ عبد العزيز الفوزان الكثير من الفتوحات والانتصارات التي وقعت في شهر رمضان في أثناء حديثه لقناة الإخبارية 18 رمضان 1432، موضحا أن شهر رمضان شهر يقوى فيه الإيمان ويقترب فيه العبد من ربه أكثر من غيره ويقوى فيه جانب الاحتساب والصبر، ففي رمضان وقعت غزوة بدر معركة الفرقان التي كانت بداية العز والنصر للأمة الإسلامية الوليدة، وفي رمضان وقع فتح مكة، ووقعت معركة "البويب" في 13 هجرية، وفتحت بلاد النوبة وبلاد القبط، وفتحت جزيرة رودس 53 هجرية.
كذلك بين فضيلته أنه في رمضان فتحت بلاد الأندلس، ففتحت إسبانيا في 92 هجرية وفتح المسلمون البرتغال وأجزاء من بريطانيا وفرنسا وكانوا يريدون فتح روما، كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن قدر الله أن تقع الهزيمة القاسية للمسلمين في ة بلاط الشهداء، ولعل ذلك –حسبما بين الشيخ - فيه مؤشر على عودة القيادة لأمة الإسلام لاستكمال فتح روما عاصمة النصرانية، وليملؤوا الأرض عدلا كما ملئت جورا.
وذكر الشيخ أن من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه لما سئل أي المدينتين تفتح أولا: القسطنطينية أم روما؟
فقال صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل، يعني القسطنطينية.
وقد صُد المسلمون عن فتح روما في القرن الثاني الهجري، ثم كان فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح في القرن الثامن الهجري.
وأضاف فضيلته أن من الفتوح كذلك فتح عمورية حين صرخت امرأة من المسلمين وا معتصماه، فلبى نداءها وفتح عمورية. كذلك حفظ التاريخ في رمضان الة الكبرى "عين جالوت" التي صد فيها المسلمون الزحف التتري الرهيب، بعد أن ذبحوا المسلمين في بخارى وسمرقند وأسقطوا بغداد بسبب خيانة الرافضي ابن العلقمي، وجرت الطرق والأنهار بدماء المسلمين.
وكان فتح إنطاكية كذلك في رمضان، وفتح جزيرة قبرص، وفتح بلاد السند، وفتح كوسوفا، وانتصار المسلمين في العصر الحديث كان في العاشر من رمضان 1393 هـ.
أسباب النصر
وأكد الشيخ في حديثه عن غزوة بدر أن النصر من عند الله مصداقا لقوله: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} فكانوا في قلة من العدد والعدة، وقوله {إن تنصروا الله ينصركم} وقوله {وما النصر إلا من عند الله}.
ومن ثم فلا نصر للمسلمين إلا بالعودة إلى دينهم وتحكيم شرع الله، وبين الشيخ أن من استقرائه لسورة الأنفال ظهر من أسباب النصر ما بينه الله في:
قوله {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا} أي الثبات في أرض المعركة بأن يريد الإنسان ما عند الله سبحانه إما النصر أو الشهادة، كما قال المجاهد عمر المختار: نحن قوم لا نستسلم ننتصر أو نموت.
ومنها قوله سبحانه {واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} أي كثرة الذكر والدعاء والتبرؤ من الحول والقوة واللجوء إلى الله، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في بدر حين دعا وأكثر في الدعاء وألح حتى سقط رداؤه من على كتفيه رغم أن الله وعده النصر وأراه مصارع القوم.
والذكر المقصود به ذكر اللسان وامتثال الجوارح لأوامر الله قبل المعركة وبعدها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة" وتحكيم شرعه ورفع راية الإسلام لا راية العلمانية والماركسية والبعثية وكل الرايات الجاهلية التي ثبت فشلها.
ومنها قوله {وأطيعوا الله ورسوله} فإن من عصى الله وهو يعرفه سلط الله عليه من لا يعرفه، ولذلك سلط الله علينا اليهود لما تركنا جادة الصواب، وتركنا طاعة الله واستبدلنا بشرع الله القوانين الجاهلية.
ومنها قوله {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} وقد أدرك الأعداء أن أقرب الطرق لتدمير البلاد الإسلامية وتشتيت شملها وتفتيتها وإضعافها لتكون لقمة سائغة هو إثارة الفتن الداخلية.
وقد حذر الشيخ الفوزان المسلمين في مصر وتونس وغيرهما مما هو أشد من الأنظمة الاستبدادية التي كانت تحكم ألا وهو فتنة الاقتتال الداخلي والتقسيم.
ومنها قوله {واصبروا إن الله مع الصابرين} لأن مجاهدة الشيطان وأوليائه ليست معركة واحدة بل لا بد من الصبر والمصابرة وتوطين النفس على الجهاد والمرابطة {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} فينبغي للمسلم أن يكون أطول نفسا من عدوه.
ومنها قوله {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم} أي إعداد القوة الكافية لحماية مصالح الأمة ودفع شر عدوها، وما دامت الأمة بذلت طاقتها في الإعداد فلن يخذلها الله ولو كانوا أقل وأضعف من عدوهم.