مَا دَامَ الْأَجَلُ بَاقِياً كَانَ الرزقُ آتِيَاً

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : حنين للجنان
-
الْأَجَلُ بَاقِياً آتِيَاً 33vshdutitc0bzifmh.g



قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
“فرِّغ خاطرك للهم بِمَا أُمرت بِهِ
وَلَا تشغله بِمَا ضمن لَك
فَإِن الرزق وَالْأَجَل قرينان مضمونان
فَمَا دَامَ الْأَجَل بَاقِيا كَانَ الرزق آتِيَا
وَإِذا سد عَلَيْك بِحِكْمَتِهِ طَرِيقا من طرقه
فتح لَك برحمته طَرِيقا أَنْفَع لَك مِنْهُ
فتأمّل حَال الْجَنِين يَأْتِيهِ غذاؤه وَهُوَ الدَّم من طَرِيق وَاحِدَة
وَهُوَ السُّرَّة، فَلَمَّا خرج من بطن الْأُم
وانقطعت تِلْكَ الطَّرِيق، فتح لَهُ طَرِيقين اثْنَيْنِ
وأجرى لَهُ فيهمَا رزقا أطيب وألذ من الأول:
لَبَنًا خَالِصا سائغا، فَإِذا تمت مُدَّة الرَّضَاع
وانقطعت الطريقان بالفطام، فتح طرقاً أَرْبَعَة أكمل مِنْهَا
طعامان وشرابان، فالطعامان من الْحَيَوَان والنبات
والشرابان من الْمِيَاه والألبان وَمَا يُضَاف إِلَيْهِمَا من الْمَنَافِع والملاذ.
فَإِذا مَاتَ انْقَطَعت عَنهُ هَذِه الطّرق الْأَرْبَعَة
لكنه سُبْحَانَهُ فتح لَهُ إِن كَانَ سعيدا طرقا ثَمَانِيَة
وَهِي أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية يدْخل من أَيهَا شَاءَ
فَهَكَذَا الرب سُبْحَانَهُ لَا يمْنَع عَبده الْمُؤمن شَيْئا من الدُّنْيَا إِلَّا ويؤتيه أفضل مِنْهُ وأنفع لَهُ
وَلَيْسَ ذَلِك لغير الْمُؤمن، فَإِنَّهُ يمنعهُ الْحَظ الْأَدْنَى الخسيس
وَلَا يرضى لَهُ بِه،ِ ليعطيَه الْحَظ الْأَعْلَى النفيس.
وَالْعَبْد لجهله بمصالح نَفسه، وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه
لَا يعرف التَّفَاوُت بَين مَا منع مِنْهُ، وَبَين مَا ذخر لَهُ
بل هُوَ مولع بحب العاجل وَإِن كَانَ دنيئا
وبقلة الرَّغْبَة فِي الآجل وَإِن كَانَ علياً
وَلَو أنصف العَبْد ربه وأنى لَهُ بذلك، لعلم أَن فَضله عَلَيْهِ فِيمَا مَنعه من الدُّنْيَا ولذاتها
وَنَعِيمهَا أعظم من فَضله عَلَيْهِ فِيمَا آتَاهُ من ذَلِك فَمَا مَنعه
إِلَّا ليعطيه وَلَا ابتلاه إِلَّا ليعافيه، وَلَا امتحنه إِلَّا ليصافيه
وَلَا أَمَاتَهُ إِلَّا ليحييه
وَلَا أخرجه إِلَى هَذِه الدَّار إِلَّا ليتأهب مِنْهَا للقدوم عَلَيْهِ
وليسلك الطَّرِيق الموصلة إِلَيْهِ،
فَجعل اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شكُورًا”، “
وأبى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً
وَالله الْمُسْتَعَان “.

” الفوائد، ص57″

كتبت : سنبلة الخير .
-
جميل ما طرحت
جزاك الله خير الجزاء
دوما ينبغى نضع حسن الظن بالله فو خالقنا وهو الذي يرزقنا
انتقاء مميز
اثابك الله
كتبت : صفاء العمر
-
تسلم يديك حنين
وكل كلامك صحيح
جعلنا الله من عباده الشاكرين نعمه الصابرين والراضيين بقضائه وقدره
وجزاك الله اختي خيرا
وبارك فيك
كتبت : راجيه عفو ربها
-
جزاك الله خيرً أختاة
فالرزق بيد الواحد الآحد
الله يحب العبد الذي يسعى على الرزق ويتوكل على الله في أمره
ويوقن أن لا أحد بيده أن يعطيه شيئاً أو يمنع عنه شيئا إلا بمراد الله
وكما كتب الله.. رفعت الأقلام وجفت الصحف، وأن الله لا يحب العبد المتواكل
أو الذي يترك السعي لأنه عبد مُعطَِّل لمراد الله في خلقه
بل نسعى دون الاعتماد على الأسباب فكثيرا ما يرزقنا الله من حيث لا نعلم

كتبت : * أم أحمد *
-


شرح حديث: إن نفساً لن تموت حتى تستكمل...


لسؤال
ما معنى الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده لن تموت نفس قبل أن تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه في غير طاعة الله فما عند الله لا يؤخذ إلا بطاعته. رفعت الأقلام وجفت الصحف؟


الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذان حديثان: الأول إلى قوله: إلا بطاعته. رواه الطبراني في معجمة الكبير وصححه الشيخ الألباني. والثاني قوله رفعت الأقلام وجفت الصحف. وهو قطعة من حديث ابن عباس المشهور وأوله: يا غلام إني أعلمك... الحديث. رواه الإمام أحمد والترمذي، وقال: حسن صحيح وصححه الألباني.

وأما عن المعنى فقال المناوي في شرح الحديث: إن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها. الذي كتبه لها الملك وهي في بطن أمها فلا وجه للوله والتعب والحرص والنصب إلا عن شك في الوعد، وتستوعب رزقها كذلك فإنه سبحانه وتعالى قسم الرزق وقدره لكل أحد بحسب إرادته لا يتقدم ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص بحسب علمه القديم الأزلي، ولهذا سئل حكيم عن الرزق، فقال: إن قسم فلا تعجل، وإن لم يقسم فلا تتعب (فاتقوا الله) أي ثقوا بضمانه، لكنه أمرنا تعبداً بطلبه من حله فلهذا قال: وأجملوا في الطلب. بأن تطلبوه بالطرق الجميلة المحللة بغير كد ولا حرص ولا تهافت على الحرام، والشبهات (ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق) أي حصوله (أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده) من الرزق وغيره ( إلا بطاعته). انتهى من فيض القدير.

أما قوله: رفعت الأقلام وجفت الصحف فهو كما في جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب: كناية عن تقدم كتابة المقادير كلها والفراغ منها من أمد بعيد، فإن الكتاب إذا فرغ من كتابه ورفعت الأقلام عنه وطال عهده فقد رفعت عنه الأقلام وجفت الأقلام التي كتب بها من مدادها وجفت الصحف التي كتب فيها بالمداد المكتوب به فيها، وهذا من أحسن الكنايات، وأبلغها وقد دل الكتاب والسنن الصحيحة الكثيرة على مثل هذا المعنى. انتهى..


بارك الله فيكِ
ولا تحرمينا من مواضيعكِ القيّمه


كتبت : أمواج رجيم
-
ننتظرجديدك

التالي

اكبرمشروع مربح لايمكن ان تخسر ي فيه لاتترددي في الدخول

السابق

كيف يعرف قلبك الشبهة فيدفعها

كلمات ذات علاقة
آتِيَاً , مَا , الرزقُ , الْأَجَلُ , بَاقِياً , دَامَ , كَانَ