الشاعر ابن زيدون - حملة التعريف بالشعراء والأدباء

مجتمع رجيم / فيض القلم
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
الشاعر ابن زيدون - حملة التعريف بالشعراء والأدباء

الشاعر ابن زيدون - حملة التعريف بالشعراء والأدباء

الشاعر ابن زيدون - حملة التعريف بالشعراء والأدباء

التعريف بالشعراء والأدباء 6mmlboz0ffmpyf7rg6k.

الشاعر ابن زيدون - حملة التعريف بالشعراء والأدباء


[frame="13 70"]
التعريف بالشعراء والأدباء 1204318695.gif



الشاعر ابن زيدون - حملة التعريف بالشعراء والأدباء


هو ( أبو الوليد ) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، المعروف بـابن زيدون .
وينتمي إلى قبيلة "بني مخزوم" العربية، التي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية و الإسلام، وعرفت بالفروسية والشجاعة.
وكان والده من فقهاء "قرطبة" وأعلامها المعدودين، كما كان ضليعًا في علوم اللغة العربية، بصيرًا بفنون الأدب، على قدر وافر من الثقافة والعلم.
أما جده لأمة "محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي" فكان من العلماء البارزين في عصره، وكان شديد العناية بالعلوم، وقد تولى القضاء بمدينة "سالم"، ثم تولى أحكام الشرطة في قرطبة.

التعريف بالشعراء والأدباء Photo+002.jpg
وُلِدَ ابن زيدون سنة 394هـ (1003م) بالرصافة من ضواحي قرطبة ، وما كاد يبلغ الحادية عشرة من عمره حتى فقد أباه، فتولى جده تربيته، وكان ذا حزم وصرامة، وقد انعكس ذلك على أسلوب تربيته لحفيده، وهو ما جنبه مزالق الانحراف والسقوط التي قد يتعرض لها الأيتام من ذوي الثراء ، واهتم الجد بتربية حفيده وتنشئته تنشئة صحيحة وتعليمه العربية والقرآن والنحو والشعر والأدب، إلى غير ذلك من العلوم التي يدرسها عادةً الناشئة، ويقبل عليها الدارسون ، وتهيأت لابن زيدون -منذ الصغر- عوامل التفوق والنبوغ، فقد كان ينتمي إلى أسرة واسعة الثراء، ويتمتع بالرعاية الواعية من جده وأصدقاء أبيه، ويعيش في مستوى اجتماعي وثقافي رفيع، فضلا عما حباه الله به من ذكاء ونبوغ، وما فطره عليه من حب للعلم والشعر وفنون الأدب.
نشأ أبن زيدون في فترة تاريخية حرجة حيث مات الحكم مسموماً بعد ولادة ابن زيدون بخمس سنوات، ونشأ ما عرف بـ " عهد الفتنة" هذه الفتنة التي ظلت مشتعلة لعدد كبير من السنوات حتى كانت وفاة أخر خليفة أموي، فكانت قرطبة ساحة للمواجهات الدامية بين كل من البرابرة والعامريين والأسبان، نشأ بعد الفتنة دويلات صغيرة عرفت بدول الطوائف.


يحتل شعر الغزل نحو ثلث ديوان "ابن زيدون"، وهو في قصائد المدح يبدأ بمقدمات غزلية دقيقة، ويتميز غزله بالعذوبة والرقة والعاطفة الجياشة القوية والمعاني المبتكرة والمشاعر الدافقة التي لا نكاد نجد لها مثيلا عند غيره من الشعراء إلا المنقطعين للغزل وحده من أمثال "عمر بن أبي ربيعة"، "وجميل بن مَعْمَر"، و"العبّاس بن الأحنف".
ومن عيون شعره في الغزل تلك القصيدة الرائعة الخالدة التي كتبها بعد فراره من سجنه بقرطبة إلى "إشبيلية"، ولكن قلبه جذبه إلى محبوبته بقرطبة فأرسل إليها بتلك الدرة الفريدة (النونية) التي يقول فيها :


أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا---- وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا
ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا---- حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا
مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم---- حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا
أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا---- أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا---- بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا
فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا---- وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا
وقد نكون ومايخشى تفرقنا ---- فاليوم نحن ومايرجى تلاقينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم---- رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا
ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد---- بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا
كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه ---- وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا
بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا---- شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا ---- يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا
حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ ---- سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا
إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا ---- وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا
وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية ----- قطوفُها فجنينا منه ما شِينا
ليسقِ عهدكم عهد السرور فما ---- كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا ----- أن طالما غيَّر النأي المحبينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً ---- منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به ---- من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا
واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا ----- إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا
ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا ----- من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا
فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً ---- منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا
ربيب ملك كأن الله أنشأه ---- مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه ----- مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا
إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة ----- تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا
كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه ---- بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا
كأنما أثبتت في صحن وجنته ----- زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا
ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا ----- وفي المودة كافٍ من تَكَافينا
يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا ----- وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا
ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها ----- مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا
ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته ----- في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا
لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة ----- وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا
إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ----- فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا
يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها ----- والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا
كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا ----- والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا
سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا ----- حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا
لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ ----- عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا
إذا قرأنا الأسى يومَ النَّوى سُوَرًا ----- مكتوبة وأخذنا الصبر تَلْقِينا
أمَّا هواكِ فلم نعدل بمنهله ----- شِرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينا
لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه ----- سالين عنه ولم نهجره قالينا
ولا اختيارًا تجنبناه عن كَثَبٍ ----- لكن عدتنا على كره عوادينا
نأسى عليك إذا حُثَّت مُشَعْشَعةً----- فينا الشَّمُول وغنَّانا مُغَنِّينا
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى من شمائلنا ----- سِيمَا ارتياحٍ ولا الأوتارُ تُلهينا
دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظةً ----- فالحُرُّ مَنْ دان إنصافًا كما دِينَا
فما اسْتَعَضْنا خليلاً مِنك يَحْبسنا ----- ولا استفدنا حبيبًا عنك يُثْنينا
ولو صَبَا نَحْوَنا من عُلْوِ مَطْلَعِه ----- بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشاكِ يُصْبِينا
أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً ------ فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا
وفي الجوابِ متاعٌ لو شفعتِ به ----- بِيْضَ الأيادي التي ما زلْتِ تُولِينا
عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ ----- صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفينَ

.
التعريف بالشعراء والأدباء cordoba_40.jpg


نصب بمدينة قرطبة يحمل بعض من قصائده

التعريف بالشعراء والأدباء cordoba_39.jpg




التعريف بالشعراء والأدباء cordoba_31.jpg




التعريف بالشعراء والأدباء cordoba_34.jpg


قصيدة وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛

وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛*****


وَنَفَى الشّكَّ اليَقيِنُ


وَرَأى الأعْداءُ مَا غَرَّ *****


تْهُمُ منهُ الظّنونُ


أمّلُوا ما لَيْسَ يُمْنَى ؛*****


وَرَجَوْا مَا لا يَكُونُ


وتمنّوءا أنْ يخونَ الـ *****


ـعَهدَ مَوْلًى لا يَخُونُ


فإذا الغيبُ سليمٌ، *****


وإذا الودُّ مصونُ!


قُل لمَنْ دانَ بهَجْرِي، *****


وَهَوَاهُ ليَ دِينُ


يا جَوَاداً بيَ! إنّي *****


بِكَ، واللَّهِ، ضَنِينُ


أرخصَ الحبُّ فؤادي *****


لكَ، والعلقُ ثمينُ


يا هلالاً! تترَا *****


ءاهُ نفوسٌ، لا عيونُ


عَجَباً للقَلِبِ يَقْسُو *****


مِنْكَ، وَالقَدّ يَلِينُ


مَا الّذي ضرَّكَ لوْ سُـ *****


ـرّ بِمَرْآكَ الحَزِينُ


وَتَلَطّفَتْ لِصَبٍّ، *****


حينُهُ فيكَ يحينُ


فوجوهُ الّلفظِ شتّى ، *****
وَالمَعَاذِيرُ فُنُونُ


من تجميعى من مصادر متعددة
[/frame]
كتبت : راوندا
-
بوركتي عزيزتي طرح رائع
كتبت : كلمة صدق
-
ياااااه يا عبير .. اختيار موفق جدا ..
الغريب ان تظل هذه النصب موجودة في قرطبة الى هذا اليوم ..

شكرا لك على حسن اختيارك :)
دمت بود
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة راوندا:
بوركتي عزيزتي طرح رائع
جزاك الله خير عزيزتى راوندا
ومشكورة على مرورك الجميل
كتبت : الحب الاول والاخير
-
اختيار رائع غاليتي

مميزه كعادتكي دائماً

طابت اوقاتك
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة كلمة صدق:
ياااااه يا عبير .. اختيار موفق جدا ..
الغريب ان تظل هذه النصب موجودة في قرطبة الى هذا اليوم ..

شكرا لك على حسن اختيارك :)
دمت بود
جزاك الله خير كلمة
تعرفين انهم بالغرب لهم ميزة طيبة فعلاً انهم بيقدروا العلم والعلماء والمبدعين
ومع انى احس ان اسبانيا بالذااات ليست من الغرب وان انتمائها
المفروض يكون عربى مسلم
نسأل الله العلى القدير ان يردها للمسلمين
ومشكورة ياقمر على المرور

الصفحات 1 2 

التالي

عبد الله بن إدريس

السابق

بعثت رسالة

كلمات ذات علاقة
التعريف , الشاعر , ابن , بالشعراء , حملة , زيدون , والأدباء