قبس من نور النبوة

مجتمع رجيم / السيرة النبوية ( محمد صلى الله عليه وسلم )
كتبت : قره العين
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبس من نور النبوة
قبس من نور النبوة
قبس من نور النبوة


1333950023_.jpg

المسلم يؤمن بالأنبياء جميعاً ـ عليهم الصلاة والسلام ـ , ولا يفرق بين أحد منهم ، إلا أنه يعتقد أن

النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاتمهم وأفضلهم ، قال الله تعالى : {
تِلْكَ
الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
}(البقرة: من الآية253) ، وقال : {
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} (الأحزاب:40) .فعن
أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (
إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون ويعجبون له
ويقولون: هلاَّ وُضِعت هذه اللبنة ؟ ، قال : فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين
) رواه البخاري .
فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاتم النبيين وأفضلهم ، ولا يؤذن لأحد بدخول الجنة بعد بعثته إلا أن يكون من المؤمنين به ، وبه تفتح الجنة ولا
يدخلها أحد قبله . فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (

وأنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر
رواه أحمد .

ولذلك فمن أعظم ما يفتخر به المسلم إيمانه ومحبته لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

ومما زادني شرفاً وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيّرت أحمد لي نبيا

إنه الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث الكمال والسمو الخُلقي . فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله
- صلى الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر ، والحظ الأوفر ، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه .

أوفر الناس عقلاً ، وأسداهم رأياً ، وأجودهم نفساً ، أجود بالخير من الريح المرسلة ، يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، وكان يقول : (

أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا) رواه الطبراني .
أحسن الناس معاملة ولو مع الخدم ، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال :
خدمت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر سنين، والله ما قال لي: أف قط ، ولا لشيء فعلته : لم فعلت كذا ؟ ، وهلا فعلت كذا ؟) رواه البخاري .

ألين الناس وأسهلهم طبعاً ، وما عُرِض عليه أمران إلا اختار أيسرهما ، ما لم يكن إثما أو قطيعة رحم ، وهو مع هذا أحزمهم عند الواجب

وأشدهم مع الحق ، لا يغضب لنفسه ، فإذا انتُهِكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء .

أشجع الناس وأقواهم يخوض الحروب الشديدة ، ويُنادي بأعلى صوته : (
نا النبي لا
كذب أنا ابن عبد المطلب) رواه البخاري ، وهو من الشجاعة بالمنزلة التي تجعل أصحابه إذا اشتدت الحرب
وحمي القتال يحتمون به ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

أعف الناس لساناً ، وأوضحهم بياناً ، وأعدلهم وأعظمهم إنصافا ـ ولو مع أعدائه وخصومه ـ ، لا يحابي أحداً لقرابته يقول - صلى الله عليه وسلم -
: (
لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
) رواه البخاري .
أرحب الناس صدراً ، وأوسعهم حلماً ، يصبر على من آذاه ، ويحلم على من جهل عليه ، ولا يزيده جهل الجاهلين إلا أخذاً بالعفو ، ويبتسم في
وجه محدثه ويقبل عليه ، حتى يظن أنه أحب الناس إليه ، ويبدأ من لقيه بالسلام ويصافحه ، ولا ينزع يده قبله ، بل ويسلم على الأطفال
ويداعبهم ، ويجيب دعوة الحر والعبد ، ويعود المرضى ويتبع الجنائز .

أرحم الناس وخيرهم لأهله وأمته ، ومع كثرة أعبائه ومسئولياته كان زوجا محبا ، وأبا حانيا ، فكان خير الناس لأهله ، يصبر عليهم ، ويغض الطرف
عن أخطائهم ، ويعينهم في أمور البيت ، فيخصف نعله ، ويخيط ثوبه ويقول : (
خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهليرواه الترمذي .

وكانت عبراته شاهدة على مدى رحمته بأهله وأولاده ، تُوفي ابنه إبراهيم فبكى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : (
ن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) رواه البخاري .

ويوم أرسلت إليه ابنته زينب ـ رضي الله ـ عنها ـ تخبره أن صبياً لها يموت وتطلب منه أن يأتيها ، جاءها ورفع له الصبي ففاضت عيناه بالدموع ،
فأثار بكاؤه تعجب أصحابه ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
هذه رحمة جعلها الله، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه البخاري .

ومن رحمته بأمته أن الله أعطاه دعوة مستجابة ، فادخرها لأمته يوم القيامة شفاعة ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني أختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ،
فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا
رواه البخاري ، ولذلك قال الله ـ تعالى ـ
عنه : {
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ
رَحِيمٌ
}(التوبة:128) .

كان أكثر الناس تواضعا ، وأخفضهم جناحا ، وألينهم جانبا ، وسيرته وحياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ مليئة بالمواقف والعبر الدالة على ذلك ، وما
حفظ عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه تكبر على أحد .

وقد نال أعلى المنازل ، وحظي عند ربه بأكبر المقامات ، ـ فهو صاحب الحوض المورود ، واللواء المعقود ، والمقام المحمود ، وأُسري به إلى
السموات العلى حتى بلغ سدرة المنتهى ، وبلغ مقاما لم يبلغه مخلوق قبله ولا بعده ، وأنعم الله عليه بالمعجزات ، وأيده بالآيات ، فما ذكر شيئا
من ذلك على وجه الفخر أو المدح لنفسه ، ولا تعالى به على أحد من الناس ، بل كان التواضع صفته ، وخفض الجناح سمته . فكان إذا أخبر عن
منزلته تلك يقرن إخباره بها بنفي الفخر.

ويوم الفتح الأكبر حين دخل مكة منصورا مؤزرا، دخلها وقد طأطأ رأسه ـ تواضعا لله تعالى ـ ، حتى إن رأسه ليمس رحله من شدة تواضعه لربه ،
فلم تأخذه النشوة والكبر عند انتصاره وظهوره .
وقف أمامه رجل ، فأخذته رعدة ، وهو يظنه كملك من ملوك الأرض ، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
هون عليك، فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ) رواه الحاكم .

ولو لم يكن له ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الفضل إلا أنه الواسطة في حمل هداية السماء إلى الأرض ، وإيصال القرآن الكريم والدين العظيم إلى
العالم والبشرية كلها ، لكان فضلاً لا يُوفي الناس حامله بعض جزائه .

ذلك قبس من نور النبوة ، وشعاع من مشكاة الرسالة ، فما أحوجنا إلى أن نتعرف على كل صغيرة وكبيرة في حياة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم
ـ، من مولده إلى وفاته .. فمن حقه علينا أن ندرس كل جوانب سيرته وحياته ، ونعلم أطفالنا وأهلينا : من هو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
ـ ؟ ، وذلك للقيام بحقه علينا ، من محبة وأدب ، وتوقير ونصرة ، واتباع واقتداء ، قال الله تعالى: {
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ(الفتح: من الآية9) ، وقال : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }(الأحزاب:21) .

فى امان الله...~
كتبت : اية رفعت
-
كتبت : أمواج رجيم
-
موضوع مميز
احلى تقييم
كتبت : * أم أحمد *
-


[FONT=Arial][SIZE=4]


كتبت : قره العين
-
اية رفعت
عطرالفل
* أم أحمد *
جزاكن الله جير على مروركن العطر
كتبت : رجائي الجنه
-


الصفحات 1 2 

التالي

النبي يحب .. الرؤيا الحسنة

السابق

الشورى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

كلمات ذات علاقة
النبوة , نور , قبس