تفسير سورة الأعلى

مجتمع رجيم / تفسير القرآن الكريم
كتبت : ايمان فاروق
-
b2.gif سورة الأعلى

b2.gif سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1)الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2)وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4)فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) b1.gif

نَزِّه اسم ربك الأعلى عن الشريك والنقائص تنزيهًا يليق بعظمته سبحانه, الذي خلق المخلوقات, فأتقن خلقها, وأحسنه, والذي قدَّر جميع المقدرات, فهدى كل خلق إلى ما يناسبه, والذي أنبت الكلأ الأخضر, فجعله بعد ذلك هشيمًا جافًا متغيرًا.

b2.gif سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى (6)إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) b1.gif
سنقرئك -أيها الرسول- هذا القرآن قراءة لا تنساها, إلا ما شاء الله مما اقتضت حكمته أن ينسيه لمصلحة يعلمها. إنه - سبحانه- يعلم الجهر من القول والعمل, وما يخفى منهما.

b2.gif وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) b1.gif
ونيسرك لليسرى في جميع أمورك, ومن ذلك تسهيل تَلَقِّي أعباء الرسالة, وجعل دينك يسرًا لا عسر فيه.

b2.gif فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) b1.gif
فعظ قومك -أيها الرسول- حسبما يسرناه لك بما يوحى إليك، واهدهم إلى ما فيه خيرهم. وخُصَّ بالتذكير من يرجى منه التذكُّر، ولا تتعب نفسك في تذكير من لا يورثه التذكر إلا عتوًّا ونفورًا .

b2.gif سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10)وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11)الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12)ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (13) b1.gif
سيتعظ الذي يخاف ربه, ويبتعد عن الذكرى الأشقى الذي لا يخشى ربه, الذي سيدخل نار جهنم العظمى يقاسي حرَّها, ثم لا يموت فيها فيستريح, ولا يحيا حياة تنفعه.

b2.gif قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) b1.gif

قد فاز مَن طهر نفسه من الأخلاق السيئة، وذكر الله, فوحَّده ودعاه وعمل بما يرضيه, وأقام الصلاة في أوقاتها؛ ابتغاء رضوان الله وامتثالا لشرعه.

b2.gif بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) b1.gif
إنكم -أيها الناس- تفضِّلون زينة الحياة الدنيا على نعيم الآخرة.

b2.gif وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) b1.gif
والدار الآخرة بما فيها من النعيم المقيم, خير من الدنيا وأبقى.

b2.gif إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18)صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) b1.gif

إن ما أخبرتم به في هذه السورة هو مما ثبت معناه في الصُّحف التي أنزلت قبل القرآن، وهي صُحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.


التالي
السابق