كن عبد رباني

مجتمع رجيم / ليكن رمضان بداية انطلاقتي
كتبت : طالبة الفردوس
-
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:ما أشبه الليلة بالبارحة؛ هذه الأيام تمرُّ سريعاً كأنها لحظات، لقد استقبلنا رمضان الماضي، ثم ودعناه، وما هي إلا أشهر مرَّت كساعات، فإذا بنا نستقبل رمضان آخر، وكم عرفنا من أقوام؛ أدركوا معنا رمضان أعواماً، وهم اليوم من سكان القبور، ينتظرون البعث والنشور، وربما يكون رمضان هذا لبعضنا آخر رمضان يصومه.
إن إدراكنا لرمضان نعمة ربانية، ومنحة إلهية، فهو بشرى تساقطت لها الدمعات، وانسكبت منها العبرات:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}1،
وجاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: ((قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ))2،

وفي الحديث عنه أيضاً - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين، وفتحت أبواب الجنة))3.
في هذا الشهر تضاعف الحسنات، وتكفَّر السيئات، وتُقال العثرات، وترفع الدرجات، وتفتح الجنات، وتغلق النيران، وتصفد الشياطين.
وهذا الشهر جعل الله فيه من الأعمال جليلُها، ومن الأجور عظيمُها فجاء في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم -
قال: ((إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ))4 .
لذا كان الصالحون يعدُّون إدراك رمضان من أكبر النعم يقول المعلى بن الفضل: "كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلِّغهم رمضان"،
وقال يحيى بن أبي كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلاً"، و
كان رمضان يدخل عليهم وهم ينتظرونه ويترقبونه، ويتهيئون له بالصلاة والصيام، والصدقة والقيام، قد أسهروا له ليلهم، وأظمئوا نهارهم، فهو أيام مَّعْدُوداتٍ.
ولو تأملت حالهم لوجدتهم بين باك غُلب بعبرته، وقائم غُصَّ بزفرته، وساجدٍ يتباكى بدعوته، ولقد كان رمضان يدخل على أقوام صدق فيهم قول الله:
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}5 ،
فكانوا ربانيين لا رمضانيين؛ هم في صيام وقيام في رمضان وفي غير رمضان.
باع رجل من الصالحين جارية لأحد الناس، فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان الطعام، فقالت الجارية: لماذا تصنعون ذلك؟ قالوا: لاستقبال الصيام في شهر رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان؟! والله لقد جئت من عند قوم السنة عندهم كلها رمضان، لا حاجة لي فيكم، ردوني إليهم، ورجعت إلى سيدها الأول.
ولقد كانوا يدركون الحكمة من شرعية الصيام؛ فالصوم لم يشرعْ عبثاً، فالقضية ليستْ قضية ترك طعام أو شراب، بل القضيةُ أكبرُ من ذلك بكثير، فقد شُرع ليعلمَ الإنسان أن له رباً يشرعُ الصومَ متى شاء، ويبيحُ الفطرَ متى شاء، ويحكم ما يشاء ويختار، فيخشاه ويتقيه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}6،
نعم {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}،
والتقوى خشيةٌ مستمرة، هي: الخوفُ من الجليل، والعملُ بالتنزيلُ، والقناعةُ بالقليل، والاستعدادُ ليوم الرحيل
خل الذنوب صغيـــرها***وكبيرها ذاك التقى

واصنع كماش فوق أرض*** الشوك يحـذر ما يرى

لا تحقـــرن صغيرةً ***إن الجبـالَ من الحصى

aw1ydn53miiaj4ep1sqw



ومن حقق التقوى شعر بأن حياته كلَّها ملك لله - تعالى - يفعل بها ما يشاء، فهو يصلي وقت الصلاة،
ويصوم وقت الصوم، ويجاهد في الجهاد، ويتصدق مع المتصدقين،
فليس لنفسه منه حظ ولا نصيب، بل حياته كلها وقف لله - تعالى -7،
وبالتالي تكون جميع أيامه رمضان يعمرها بطاعة الله، ويبتعد فيها عن معصية الله.
ولربما فهم بعض الناس من أحاديث الفضائل في رمضان أن العبادة والطاعة لا تكون إلا في رمضان فقط،
وأن صيام رمضان يكفر كل المعاصي صغيرها وكبيرها وموبقها، و
هذا الفهم خاطئ؛ إذ الأصل في المسلم الاستمرار في العبادة في كل أيامه،
وزيادتها في مواسم الخير لاغتنام فضائلها.
فلنكن مستمرين في طاعة ربنا خلال رمضان وغير رمضان، ولنكن ربانيين لا رمضانيين فإن رب رمضان هو رب جميع الأشهر،
وإذا ما عملنا عملاً ولو كان قليلاً فلنستمر عليه، ولنثبت في فعله،
فإن ذلك مما يحبه الله، وهو هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد كان إذا عمل عملاً أثبته.
جعلنا الله وإياكم ممن يستمرون على طاعة الله في كل شأن من شؤون حياتهم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

al7igp9mrn565gbjazn5


1 سورة البقرة (185).

2 رواه النسائي (2079)، وقال الألباني: "صحيح" كما في صحيح الجامع برقم (55).


3 رواه البخاري (3035)، ومسلم (1793).


4 رواه ابن ماجه برقم (1632)، وهو في صحيح ابن ماجة للألباني برقم (1642).

5 سورة السجدة (16-17).


6 سورة البقرة (183).

7 بتصرف من محاضرة "ربانيون لا رمضانبون" للدكتور محمد العريفي.

كتبت : جوودي في التحدي غير..
-
الله يسعد قلبك وين ماكنتي

موضوعك حلو ومفيد اللهم اني أسألك رضااك والجنه

أحلى تقييم يالغاااليه

ورمضان كريم وكل عاام وانتي بخييير

جوودي
كتبت : * أم أحمد *
-


مسـآئ
كم
نرجسيياأحلى نـآآآس

|||
في دروبنا نصادف الكثير من آلآقلآم
عسى الله أن يمدد عليكم هذا الوهج والنجاح
باقات من ورود الإحترام لاقلامكم التي تبذل جهدها في هذا المنتدى
لآ تحرمونآ من مواضيعكم القيمة
|||
جناإئنالورد لقلوبكم
ودي قبل ردي
كتبت : قره العين
-
اللهم آميـــن
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
الله يجزيكِ الجنه
بوركتِ يالغاليه
كتبت : رسولي قدوتي
-




في رمضــان لانعلم

أي الناس إلى الباب أسبق

وأيهم دونه الباب سيغلق ؟؟!!


اللهم بلغنا رمضان

وأدخلنا الجنة من باب الريان .


جزاكِ الله خيرا ياغالية

وبارك في علمكِ وعملكِ



كتبت : شلال الود
-
الصفحات 1 2 

التالي

هاهو رمضان قد عاد...فلعلك إليه لاتعود!!

السابق

المجلس السادس - فى أقسام الناس فى الصيام للشيخ بن العثيمين

كلمات ذات علاقة
رمضانيون , ربانيون