خوف الصحابة من الله
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
أم عمر و توتة
-
االحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات ، الحمد لله الذي علم العثرات ، فسترها على اهلها وانزل الرحمات ، ثم غفرها لهم ومحا السيئات ، فله الحمد ملئ خزائن البركات ، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات ، وله الحمد ماتعاقبت الخطوات ، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات ، وعدد الحركات والسكنات ،
سبحانه سبحانه سبحانه..
وأشهد أن لا إله إلا الله ..لا مفرج للكربات إلا هو ، ولا مقيل للعثرات إلا هو ، ولا مدبرللملكوت إلا هو ..
سبحانه سبحانه سبحانه..
من اروع الكتب و اجملها كتاب الإمام الجليل ابن القيم الجوزية- الــــداء و الــــدواء-و هو من افضل الكتب التى تكلمت عن أمراض القلوب و علاجها و آثار الذنوب و المعاصى فى ضعف القلب و مرضه و حجبه عن الله عز و جل ثم تكلم الامام عن سلامة القلب..
فما احوج المسلمين جميعا ان يتعايشوا بقلوبهم و ارواحهم مع هذا الكتاب الجليل..
و منه..
اما بعد..ففى هذا الزمان االذى كثرت فيه الفتن و البلايا ووقع كثير من الناس فى الشبهات و الشهوات ، و انشغلوا عن طاعة رب الارض و السموات..كان لا بد من وقفة مع تلكم المضغة التى هى محل النية فى الاعمال التى نتقرب بها الى الله عز و جل..و التى هى محل الحساب يوم القيامة..الا و هى الــقـــلــب
فالقلب هو الملك و الجوارح هى الجنود و الرعايا فإذا صلح الملك صلحت الرعية و إذا فسد الملك فسدت الرعية و لذلك اثنى الله جل و علا على خليله ابراهيم عليه السلام فقال ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الصافات 83 ، 84 و قال تعالى..{ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) }الشعراء.
هنا جاءت الحاجة الماسة لمعرفة أمراض القلوب و علله و كيفية التشخيص و العلاج فى آن واحد ليسلم القلب من هذه الفتنة التى تكاد تعصف بالقلوب..كما قال صلى الله عليه و سلم "تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه، و قلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السماوات و الأرض. "
خوف الصحابة من الله..
و من تأمل احوال الصحابة-رضى الله عنهم - وجدهم فى غاية العمل مع غاية الخوف ، و نحن جميعا بين التقصير بل التفريط و الأمن ، فهذا الصديق - رضى الله عنه- يقول : وددت أنى شعرة فى جنب عبد مؤمن ( رواه احمد فى الزهد) : و كان يبكى كثيرا و يقول : ابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا ( رواه احمد فى الزهد ص 135)، و كان اذا قام الى الصلاة كأنه عود من خشية الله عز و جل ، و لما احتضر قال لعائشة : يا بنية إنى اصبت من مال المسلمين هذه العباءة و هذا الحلاب و هذا العبد ، فأسرعى به الى ابن الخطاب ( رواه احمد فى الزهد ص 138) ، و قال قتادة : بلغنى أن ابا بكر قال : ليتنى خضرة تأكلنى الدواب ( رواه احمد فى الزهد ص 139).
و هذا عمر بن الخطاب قرأ صورة الطور الى ان بلغ قوله : ( إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ) الطور 7 ، بكى و اشتد بكاؤه حتى مرض و عادوه ، و قال لابنه و هو فى الموت : ويحك ضع خدى على الارض ، عساه أن يرحمنى ثم قال : ويل أمى ، إن لم يغفر الله لى ، ثلاثاً ثم قضى.. و كان يمر بالأية فى ورده بالليل فتخيفه ، فيبقى فى البيت أياما يعاد ، يحسبونه مريضا ، و كان فى وجهه- رضى الله عنه- خطان اسودان من كثرة البكاء .
و قال له ابن عباس : مصر الله بك الأمصار ، و فتح بك الفتوح ، و فعل ، فقال : وددت أنى أنجو لا أجر و لا وزر..(رواه احمد فى الزهد ص 149-155)
و هذا عثمان بن عفان - رضى الله عنه- كان اذا وقف على القبر يبكى حتى يبل لحيته ، و قال : لو اننى بين الجنة و النارلا ادرى الى أيتهما يؤمر بى ، لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم الى أيتهما اصير ( رواه احمد فى الزهد ص 106).
و هذا على بن ابى طالب - رضى الله عنه - و بكاؤه و خوفه ، و كان يشتد خوفه من اثنتين ك طول الأمل و اتباع الهوى . قال فأما طول الأمل فينسى الأخرة ، وأما أتباع الهوى فيصد عن الحق . الا و إن الدنيا قد ولت مدبرة ، و الأخرة مقبلة ، و لكل واحدة منهما بنون ، فكونوا من أبناء الأخرة و لا تكونوا من ابناء الدنيا ز فإن اليوم عمل و لا حساب ، و غدا حساب و لا عمل ( رواه احمد فى الزهد ص 162) .
و هذا ابو الدرداء -رضى الله عنه- يقول : إن أشد ما أخاف على نفسى يوم القيامة أن يقال لى : يا أبا الدرداء ، قد علمت ، فماذا عملت فيما علمت ؟ ( رواه احمد فى الزهد ص 170).
و قال أبو عبيدة عامر بن الجراح : وددت أنى كبش فذبحنى أهلى و أكلوا لحمى و حسوا مرقى ( احمد فى الزهد ص 230).
و قال ابن أبى مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول إنه على ايمان جبريل و ميكائيل.
هذه نقطة من فيض الصحابة رضوان الله عليهم جميعا..
فأين نحن منهم....؟؟؟؟
التقى بكن ان شاء الله فى حديث أخر مع الــــداء و الـــدواء...

خوف الصحابة من الله
خوف الصحابة من الله
خوف الصحابة من الله


..