‏الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية (4)

مجتمع رجيم / الاعجاز العلمى الدينى
كتبت : دكتورة سامية
-
‏الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية (4)
‏الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية (4)
‏الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية (4)


‏الإشارات دلالتها zgl9jmeepx4nhh6q0snp

‏الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية (4)



.‏ و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق الأنعام‏:151*‏





‏هذا النص القرآني الكريم جاء في العشر الأخير من سورة الأنعام‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏

وتعتبر خامس أطول سور القرآن الكريم إذ يبلغ عدد آياتها خمسا وستين ومائة بعد البسملة‏,‏

وقد سميت بهذا الإسم لورود الإشارة إلي الأنعام في أكثر من موضع فيها‏,‏
ومن خصائص هذه السورة المباركة أنها أنزلت كاملة دفعة واحدة ويدور المحور الرئيسي للسورة المباركة
حول قضية العقيدة الإسلامية‏,‏ شأنها في ذلك شأن كل السور المكية‏.‏

وقد سبق لنا استعراض سورة الأنعام وما جاء فيها من ركائز العقيدة‏,‏ وقواعد التشريع‏,‏

والقصص القرآني‏,‏ والإشارات الكونية‏,‏

ولذلك فسوف يتم التركيز هنا علي جانب من جوانب الإعجاز العلمي والتشريعي

في كتاب الله جاء في هذه السورة الكريمة وفي كل من سور‏:‏ البقرة والنساء والإسراء‏,‏
ولكن قبل ذلك لابد من استعراض سريع لأقوال عدد من المفسرين في شرح هذا النص
القرآني الكريم الذي يحرم القتل بغير حق تحريما قاطعا‏,‏ والقتل هو كل فعل من العباد
تزول به الحياة‏,‏ أي أنه إزهاق روح آدمي بفعل آدمي آخر‏.‏


والقتل في الشريعة الإسلامية علي نوعين‏:‏ قتل محرم وهو كل قتل بغير حق ويعرف

باسم قتل العدوان‏,‏ وقتل بحق وهو كل قتل لا عدوان فيه من مثل قتل كل من القاتل والمرتد والثيب الزاني‏.

‏ وليس لجنسية المجني عليه أو دينه أو لونه أو سنه أو نوعه أو ضعفه أو قوته أي أثر علي اعتباره مقتولا

ويحتم القصاص الشرعي له في ظل دولة الإسلام‏.‏



من أقوال المفسرين




في تفسير قوله ـ تعالي ـ‏:‏
‏...‏ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق‏...*‏

‏(‏الأنعام‏:151)‏



*‏ ذكر ابن كثير‏(‏ رحمه الله‏)‏ ما مختصره‏:...‏

وهذا مما نص تبارك وتعالي علي النهي عنه تأكيدا وإلا فهو داخل في النهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن‏,‏
فقد جاء في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏,‏ قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:
(‏ لايحل دم امريء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدي ثلاث‏:‏ الثيب الزاني‏,‏ والنفس بالنفس‏,‏
والتارك لدينه المفارق للجماعة‏)...‏
وقد جاء النهي والزجر والوعيد في قتل المعاهد وهو المستأمن من أهل الحرب‏....‏




*‏ وجاء في الظلال‏(‏ رحم الله كاتبها برحمته الواسعة‏)‏ ما نصه‏:...‏
ويكثر في السياق القرآني مجيء النهي عن هذه المنكرات الثلاثة متتابعة‏:‏ الشرك‏,‏ والزنا‏,‏ وقتل النفس‏...‏
ذلك أنها كلها جرائم قتل في الحقيقة‏!!!‏ الجريمة الأولي جريمة قتل للفطرة‏;‏ والثانية جريمة قتل للجماعة‏;‏
والثالثة جريمة قتل للنفس المفردة‏...‏ إن الفطرة التي لا تعيش علي التوحيد فطرة ميتة‏.‏

والجماعة التي تشيع فيها الفاحشة جماعة ميتة‏,‏ منتهية حتما إلي الدمار‏.‏ والحضارة الإغريقية والحضارة

الرومانية والحضارة الفارسية شواهد من التاريخ‏.‏ ومقدمات الدمار والانهيار في الحضارة الغربية تنبيء
بالمصير المرتقب لأمم ينخر فيها كل هذا الفساد‏.‏ والمجتمع الذي يشيع فيه القتل والثأرات‏;‏ مجتمع مهدد بالدمار‏...‏

ومن ثم يجعل الإسلام عقوبة هذه الجرائم هي أقصي العقوبات‏,‏ لأنه يريد حماية مجتمعه من عوامل الدمار‏.‏


وقد سبق النهي عن قتل الأولاد من إملاق‏.‏ فالآن ينهي عن قتل‏(‏ النفس‏)‏ عامة فيوحي بأن كل قتل فردي

إنما يقع علي جنس‏(‏ النفس‏)‏ في عمومه‏.‏

تؤيد هذا الفهم آية‏:(...‏ أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في

الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا‏...)...‏

فالاعتداء إنما يقع علي حق الحياة ذاتها‏,‏ وعلي النفس البشرية في عمومها‏.‏ وعلي هذه القاعدة كفل الله حرمة النفس ابتداء‏.‏

وهناك طمأنينة الجماعة المسلمة في دار الإسلام وأمنها‏,‏ وانطلاق كل فرد فيها ليعمل وينتج آمنا علي حياته‏,
‏ لايؤذي فيها إلا بالحق‏.‏

والحق الذي تؤخذ به النفس بينه الله في شريعته‏,‏ ولم يتركه للتقدير والتأويل‏.‏ ولكنه لم يبينه ليصبح شريعة

إلا بعد أن قامت الدولة المسلمة‏,‏ وأصبح لها من السلطان ما يكفل لها تنفيذ الشريعة‏!‏ وهذه اللفتة لها قيمتها
في تعريفنا بطبيعة منهج هذا الدين في النشأة والحركة‏.‏
فحتي هذه القواعد الأساسية في حياة المجتمع‏,‏ لم يفصلها القرآن إلا في مناسبتها العملية‏.‏




من الإعجاز العلمي والتشريعي في النص الكريم




أولا‏:‏ الحكمة في النهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق‏:‏


يؤكد القرآن الكريم كما تؤكد أحاديث رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أن الله ـ تعالي ـ
خلق أبانا آدم من طين‏,‏ وخلق منه زوجه بمعجزة لاتستطيعها إلا القدرة الإلهية‏,‏

ثم بث منهما بالتزاوج رجالا كثيرا ونساء ولذلك قال في مطلع سورة النساء‏:‏

*‏ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما
رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
(‏النساء‏:1).‏



وتؤكد علوم الوراثة أن كل مولود لهذا الزوج الأول من البشر حمل في صلبه جزءا من المخزون

الوراثي للبشرية الذي ظل ينفرد من زمن أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ
إلي اليوم وحتي قيام الساعة ولذلك قال تعالي‏:‏

وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست

بربكم قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين
‏(‏ الأعراف‏:172).‏



من هنا كان في قتل نفس واحدة بغير حق قضاء عليها وعلي ما في

صلبها من ذرية من بعدها إلي يوم الدين‏,‏ ولذلك قال ـ تعالي ـ‏:‏

*‏ من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس
جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون‏
(‏ المائدة‏:32).‏



وقد ظهر إسرافهم في الأرض في شكل مذابحهم المتكررة علي أرض كل من فلسطين ولبنان وعلي أراضي

غيرهما من الدول العربية عبر أكثر من نصف قرن ولا تزال مذابحهم مستمرة إلي اليوم وغدا إن لم يجتثوا من الأرض‏.‏


ثم إن الله ـ تعالي ـ قد حدد لكل مخلوق أجله الذي يغادر عنده هذه الحياة الدنيا في لحظة محددة لحكمة يعلمها

هو ـ سبحانه وتعالي ـ ولذلك قال في محكم كتابه‏:‏

*‏ هو الذي خلقكم من طين ثم قضي أجلا وأجل مسمي عنده ثم أنتم تمترون
(‏الأنعام‏:2).‏




*‏ وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهاد ثم يبعثكم فيه ليقضي
أجل مسمي ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون
‏(‏ الأنعام‏:60).‏




*‏ ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون‏*
(‏ الأعراف‏:34).‏




*‏ قل لا أملك لنفسي ضرا ولانفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولايستقدمون
‏(‏ يونس‏:49).‏




*‏ وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلي أجل مسمي ويؤت كل ذي فضل فضله‏...*
(‏ هود‏:3).‏




*‏ الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضي عليها الموت
ويرسل الأخري إلي أجل مسمي إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون‏*)
(‏ الزمر‏:42)‏




*...‏ ولتبلغوا أجلا مسمي ولعلكم تعقلون‏*
(‏ غافر‏:67).‏




*‏ ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون‏*
(‏ المنافقون‏:11).‏



*‏ وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا‏...*

(‏ آل عمران‏:145).‏



ومن هنا كان قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق اعتداء علي قرار الله ـ تعالي ـ بتحديد الأجل‏,‏

والذي ذكر المصطفي ـ صلي الله عليه وسلم‏..‏ أنه يحدد بعد نفخ الروح في الجنين مباشرة
وهو لايزال في بطن أمه في حدود الأربعين يوما الأولي من العمر وذلك بقوله الشريف‏:‏
إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما‏,‏ ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك‏,‏ ثم يكون
في ذلك مضغة مثل ذلك‏,‏ ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات‏:‏
يكتب رزقه‏,‏ وأجله‏,‏ وعمله‏,‏ وشقي أو سعيد
‏(‏ الإمام مسلم‏).‏



وقال ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها ملك الأرحام بكفه فقال‏:‏

يارب مخلقة أم غير مخلقة؟ فإن قيل‏:‏ غير مخلقة لم تكن نسمة‏,‏ وقذفها الرحم دما‏,‏
وإن قيل مخلقة‏,‏ قال‏:‏ يارب ذكر أم أنثي؟ شقي أم سعيد؟ وما الأجل؟ وما الأثر؟ وما الرزق؟
وبأي أرض تموت؟‏,
‏(‏الإمام مسلم‏).‏



ومن ذلك أيضا يتضح ان قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق فيه اعتداء علي هذا القرار الإلهي بالأجل الذي

حدده الله ـ تعالي ـ للجنين وهو لايزال في بطن أمه والقرار في علم الله سابق علي ذلك‏,‏ لأن الزمن الذي
يحدنا به الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ هو من خلق الله‏,‏ والمخلوق لايحد خالقه أبدا ولا يحد أوامره أو أقواله أو أفعاله‏.‏

وعلم الله محيط بكل مقتول بحق أو بغير حق‏,‏ ولكن ذلك ليس مبررا لقتله بغير حق‏.‏ أما المقتول بحق ـ

وهو داخل في علم الله كذلك فقد حدده رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ بقوله الشريف‏:‏ لايحل دم امريء
مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدي ثلاث‏:‏ الثيب الزاني‏,‏ والنفس بالنفس‏,‏ والتارك لدينه
المفارق للجماعة‏.‏ ومن هنا فلا يجوز قتل المسلم الذي لم يقترف شيئا من هذه الجرائم المحرمة تحريما قطعيا‏,
‏ والتي اعتبرها الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ من الكبائر‏.‏



والأصل في الشريعة الإسلامية أن يعاقب الجاني بالقصاص علي القتل العمد‏,‏ سواء كان القتل مقترنا بسبق الإصرار

والترصد أو غير مقترن‏,‏ ولاتجيز الشريعة للقاضي أن يخفف العقوبة أو يستبدل بها غيرها ولكنها تجيز
لولي المجني عليه أن يعفو عن القصاص إما علي الدية أو بدون مقابل‏,‏ ويبقي علي الجاني العقوبة التعزيرية‏.‏
إذا اقتضت المصلحة ذلك‏.‏ أما القتل الخطأ فعقوبته في الشريعة الإسلامية الدية فقط دون تعزير‏.‏




ثانيا‏:‏ الحكمة من القصاص مع تحريم قتل النفس بغير حق‏:‏





تنص الشريعة الإسلامية علي ضرورة القصاص بالقتل علي كل من القاتل المتعمد‏,‏ والثيب الزاني‏,‏
والمرتد عن الإسلام المفارق للجماعة‏.‏ والحكمة من ذلك هي حماية المجتمع المسلم من عوامل الهدم الثلاثة تلك‏,‏

وهي من أخطر وسائل التدمير للمجتمعات الإنسانية‏,‏ والله المشرع أعلم بما يصلح عباده‏,‏ وما تستقيم به مجتمعاتهم‏.

‏ ولكن الإنسان بفكره القاصر بدأ يجادل في هذه العقوبة الربانية‏,‏ فانقسم فلاسفة علم الاجتماع والمشرعون

إلي فريق يؤمن بحتمية بقاء عقوبة الإعدام لأنها عقاب عادل لمجرم مثل القاتل عن عمد‏,‏ ورادع لغيره
ممن تسول لهم نفوسهم اقتراف هذه الكبيرة من الكبائر‏.‏ وهناك فريق آخر لا يؤمن بعصمة العدالة الإنسانية‏,‏



فإذا أخطأ القاضي في دراسة القضية وحكم بالإعدام علي أحد المتهمين بجريمة القتل‏,‏ ونفذ فيه حكم الإعدام

فعلا ثم ثبتت براءته فكيف يرد إليه حقه وقد أزهقت روحه؟ وهذه دعوي مرفوضة تماما وذلك لوصية
الشريعة الإسلامية بدرء الحدود بالشبهات‏,‏ وإتاحة الفرصة للمتهم بالطعن في الحكم علي عدد من
المستويات‏,‏ والاعتماد علي اعترافه الكامل بعد أداء القسم‏.‏ ويدعي أصحاب هذا الرأي كذلك بأن قتل
الجاني سيضيف إلي المقتول مقتولا آخر بدلا من محاولة إصلاحه‏,‏



وينسي أصحاب هذا الرأي إمكانية تشجيع هذا التهاون للراغبين في القتل علي تحقيق رغباتهم دون هيبة من

الإقبال علي اقتراف مثل هذه الجريمة المنكرة‏.‏ ومن الغريب أن غالبية الدول الغربية التي ألغت عقوبة الإعدام
بدواعي الشفقة قد عادت إلي تطبيقها ولو في حالات محددة نتيجة لانتشار الجريمة خاصة جرائم القتل مع الترصد‏.‏



والأصل في القضاء التوثق من اقتراف الجريمة قبل المجازاة علي اقترافها‏,‏ وعدم الأخذ بالشبهة

واتخاذها سببا للإدانة لأن ظلم البريء ليس بالأمر الهين في معيار الله‏.‏




ثالثا‏:‏ ضرورة اللجوء في الأحكام إلي شرع الله‏:‏




الشريعة هي ضوابط للسلوك فيما بين الناس‏,‏ كما أن العبادة ضوابط لسلوك العبد تجاه ربه وخضوعه
بالطاعة لأوامره واجتناب نواهيه‏.‏ وربنا تبارك وتعالي ـ قادر علي العفو عن تقصير العبد في حق
من حقوق الله‏,‏ أما حقوق العباد فهي مقدسة عند رب العباد‏,‏ وإذا لم تقض في هذه الحياة الدنيا
فسوف تقتص في الآخرة من حسنات الجاني إلي المجني عليه لأن العبد منا لايملك في الآخرة
إلا حسناته ولذلك يروي عن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أنه سأل في جمع من الصحابة قائلا
‏:‏ هل تدرون من المفلس؟ قالوا‏:‏ المفلس فينا يارسول الله من لا درهم له ولا متاع‏,‏ فقال
ـ صلي الله عليه وسلم‏:‏ إن المسلم من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ويأتي قد شتم
عرض هذا‏,‏ وقذف هذا‏,‏ فيقعد فيقتص هذا من حسناته‏,‏ فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من
الخطايا أخذ من خطاياهم فطرحت عليه‏,‏ ثم طرح في النار
‏(‏ الإمام أحمد‏).‏




وعلي ذلك فإن محاولة بعض علماء النفس الالتفاف علي الأحكام الشرعية بدعوي عدم مسئولية المجرم عن
جرائمه باعتباره في عرفهم مريضا‏,‏ وباعتبار الأعمال البشرية خاضعة للتأثر بعدد من الرغبات المحتبسة في النفس‏,‏
والناشئة في كثير من الأحوال عن التربية الفاسدة‏,‏ ومن هنا يدعون أن تكون العقوبة أقرب إلي العلاج النفسي منه
إلي القصاص الجزائي‏.‏ هو موقف مرفوض‏,‏ لأنه نتيجة لهذا التهاون في العقاب يخرج القاتل من سجنه ليقتل ويعود إلي السجن من جديد‏.‏




وهنا يتضح الفارق الكبير بين شرع الله وقوانين البشر‏,‏ فشرع الله ـ تعالي ـ يحرم قتل النفس إلا بالحق
الذي حددته أحاديث رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ويجعل القصاص وسيلة من وسائل المحافظة علي
سلامة وأمن المجتمع المسلم في ظل الدولة المسلمة‏.‏ أما المغالاة في قتل الأبرياء بدعوي الضبط والربط
كما يحدث في أغلب الديكتاتوريات الحاكمة‏,‏ أو التسيب المتمثل في المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام بدعوي
الشفقة الإنسانية‏,‏ ومحاولة التعامل مع القتلة علي أنهم مرضي نفسيون في حاجة إلي العلاج قبل العقاب
فكلها من المواقف المغايرة لشرع الله الخالق والذي هو أدري بما يصلح عباده من دراية عباده بأنفسهم
ولذلك قال تعالي‏:‏

*...‏ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق‏...*
(‏ الأنعام‏:151,‏ الإسراء‏:33).‏



*‏ وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلي أهله إلا أن يصدقوا‏...*
(‏ النساء‏:92).‏



*‏ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما‏*
(‏ النساء‏:93).‏





هذا شرع الله الذي لا تبديل لكلماته‏(...‏ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر‏...)‏




ونحمد الله علي نعمة الإسلام‏,‏ وعلي نعمة القرآن‏,‏
وعلي بعثة خير الأنام ـ صلي الله وسلم ـ وبارك عليه وعلي آله وصحبه
ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين‏.‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‏الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية
بقلم الدكتور‏-‏زغلـول النجـار
جريدة الأهرام
الاثنين 18 من شعبان 1427ه , 11 سبتمبر 2006 , السنة 131 , العدد 43743


دمتن بخير
كتبت : * أم أحمد *
-

جزآك الله خير
وجعله في موازين حسناااااتك
وآثابك الله على الموضوع القيم
ولاحرمك الاجر..
كون هنادوماً
ودي لروحك الطيبه
align="left">
كتبت : دكتورة سامية
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة * أم أحمد *:

جزآك الله خير
وجعله في موازين حسناااااتك
وآثابك الله على الموضوع القيم
ولاحرمك الاجر..
كون هنادوماً
ودي لروحك الطيبه
أختي الغالية أم أحمد
بارك الله بكِ
لا حرمني الله عبق التواصل
خالص تقديري
وكل الود
كتبت : سارة المسلمة
-



التالي

القرآن الكريم.. وكلام النمل

السابق

الاعجاز العلمي فى القرآن والسنة

كلمات ذات علاقة
(4) , العملية , القرآن , الكريم , الكونية , دلالتها , ‏الإشارات