أحكْام الإعتكاف - آداب الإعتكاف
مجتمع رجيم / ليكن رمضان بداية انطلاقتي
كتبت :
|| (أفنان) l|
-
أحكْام الإعتكاف - آداب الإعتكاف
أحكْام الإعتكاف - آداب الإعتكاف
أحكْام الإعتكاف - آداب الإعتكاف
أحكْام الإعتكاف - آداب الإعتكاف
الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وكفى بها نعمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد
فإن الاعتكاف له منزلة عظيمة في قلوب أهل الطاعات، الذين يحرصون على رَفْعِ رصيدهم من الحسنات عند الله تعالى،
من أجل ذلك أحببت أن أُذَكِّر نفسي وإخواني الكرام ببعض الأحكام الفقهية والآداب المتعلقة بالاعتكاف،
فأقول وبالله التوفيق
الاعتكاف هو لزومُ المسجد والإقامة فيه بنية التعبد والتقرب لله تعالى
((على صفة مخصوصة، قال تعالى وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ))
أحكْام الإعتكاف - آداب الإعتكاف
الاعتكاف سُنَّة بإجماع العلماء، ولا يجبُ إلا بالنذر المجموع للنووي جـ صـ المغني جـ صـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ «كَانَ النَّبِيُّ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ عَشْرَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا»
البخاري حديث
الحكمة من الاعتكاف
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ
لَمّا كَانَ صَلاَحُ الْقَلْبِ وَاسْتِقَامَتُهُ عَلَى طَرِيقِ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى، مُتَوَقّفًا عَلَى جَمْعِيّتِهِ عَلَى اللّهِ وَلَمّ شَعَثِهِ بِإِقْبَالِهِ بِالْكُلّيّةِ عَلَى اللّهِ تَعَالَى،
فَإِنّ شَعَثَ الْقَلْبِ لاَ يَلُمّهُ إلاّ الإِقْبَالُ عَلَى اللّهِ تَعَالَى، وَكَانَ فُضُولُ الطّعَامِ وَالشّرَابِ وَفُضُولُ مُخَالَطَةِ الأَنَامِ وَفُضُولُ الْكَلاَمِ وَفُضُولُ الْمَنَامِ مِمّا يَزِيدُهُ شَعَثًا، وَيُشَتّتُهُ فِي كُلّ وَادٍ وَيَقْطَعُهُ عَنْ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى، أَوْ يُضْعِفُهُ أَوْ يَعُوقُهُ وَيُوقِفُهُ اقْتَضَتْ رَحْمَةُ الْعَزِيزِ الرّحِيمِ بِعِبَادِهِ أَنْ شَرَعَ لَهُمْ مِنْ الصّوْمِ مَا يُذْهِبُ فُضُولَ الطّعَامِ وَالشّرَابِ وَيَسْتَفْرِغُ مِنْ الْقَلْبِ أَخْلاَطَ الشّهَوَاتِ العائقة لَهُ عَنْ سَيْرِهِ إلَى اللّهِ تَعَالَى، وَشَرْعِهِ بِقَدْرِ الْمَصْلَحَةِ بِحَيْثُ يَنْتَفِعُ بَهْ الْعَبْدُ فِي دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ وَلاَ يَضُرّهُ وَلاَ يَقْطَعُهُ عَنْ مَصَالِحِهِ الْعَاجِلَةِ وَالآجِلَةِ وشَرَعَ لَهُمْ الاعْتِكَافَ الّذِي مَقْصُودُهُ وَرُوحُهُ عُكُوفُ الْقَلْبِ عَلَى اللّهِ تَعَالَى، وَجَمْعِيّتُهُ عَلَيْهِ وَالْخَلْوَةُ بِهِ وَالانْقِطَاعُ عَنْ الاشْتِغَالِ بِالْخَلْقِ وَالاشْتِغَالُ بِهِ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ بِحَيْثُ يَصِيرُ ذِكْرُهُ وَحُبّهُ وَالإِقْبَالُ بَدَلَهَا، وَيَصِيرُ الْهَمّ كُلّهُ بِهِ وَالْخَطَرَاتُ كُلّهَا بِذِكْرِهِ وَالتّفَكّرِ فِي تَحْصِيلِ مَرَاضِيهِ وَمَا يُقَرّبُ مِنْهُ فَيَصِيرُ أُنْسُهُ بِاَللّهِ بَدَلًا عَنْ أُنْسِهِ بِالْخَلْقِ فَيَعُدّهُ بِذَلِكَ لِأُنْسِهِ بِهِ يَوْمَ الْوَحْشَةِ فِي الْقُبُورِ حِينَ لاَ أَنِيسَ لَهُ وَلاَ مَا يَفْرَحُ بِهِ سِوَاهُ
فَهَذَا مَقْصُودُ الاعْتِكَافِ الأَعْظَمِ زاد المعاد لابن القيم
ينقسم الاعتكاف إلى نوعين
اعتكاف مسنون، اعتكاف واجب
أولاً // الاعتكاف المسنون
هو ما تَطَوَّع به المسلم تقرباً إلى الله تعالى طلباً لثوابه واقتداء بسنة النبي ويتأكد ذلك في اعتكاف العشر الأواخر من رمضان
ثانياً // الاعتكاف الواجب
هو ما أوجبه المسلم على نفسه، إما بالنذر المطلق، مثل أن يقول لله علىَّ أن اعتكف كذا، أو أوجبه بالنذر المعلق،
كقوله إن شفا الله مريضي، لاعتكفن كذا فقه السنة للسيد سابق